جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-06@09:14:12 GMT

توقفوا!

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

توقفوا!

المعتصم البوسعيدي
 
لا ريب أنَّ بطولات كأس الخليج العربي باتت من إرث التَّعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، لها خصوصيتها ونكهتها، وهي- كما نعلم- تُدار خارج المُستطيل الأخضر أكثر من داخله، ويمتزج فيها الهزل بالجد، وتطغى الإثارة المُتعمدة أكثر من الإثارة الناتجة من التنافس الفني في مباريات البطولة، وحتى مع تبدل الأحوال، وتغيُّر الأجيال، وازدياد المجالس، لا زالت البطولة تأتينا بالعجائب والغرائب في الأقوال والأفعال.


مُنذ مُدة وأنا مُقِلّ في الكتابة؛ فما يدور في العالم وما حولنا يستنزف كل حبر، ويَئِد كل شعور، لكنها الدنيا التي تأخذنا إلى معاشاتنا مع الدعاء بألا نحيد عن الدرب ولو بالنذر اليسير. وهذه بطولة الخليج العربي في بلد النهار تشرق من جديد، لكنها تغرب في النفس ألمًا وحزنًا، صراخاً وعويلاً، وبكاء وتشفياً، (وطقطقة) وتنابزاً بالألقاب، وصناعة إعلامية مُبتذلة، حالها من حال الأمة التي تصنع من نقطة الخلاف هالة كبيرة ومن هالة الوحدة نقطة صغيرة، وتلك ساحات السباب والشتائم وتراكمات النفوس التي تكبر مع الوقت كبالون ينفجر ولو بعد حين.
توقفوا.. بين ظهرانيكم يموت الأبرياء، وعلى مسامعكم يُباد الأنقياء، أفلا يعنيكم ذلك؟ فلتخجلوا من دماء الشهداء، وسكان الخيام النازحين في العراء، أطفال رضع يكسر مهدهم، وأمهات ركع تُسلب أحلامهم، ونحن نبكي على كرة منفوخة بكاء الرجال الذي لطالما قيل من هوله "عندما يبكي الرجال"، صه صه أيها الناس؛ فالمجالس تبني الهمم، وترتقي القمم، وتخرج القادة في ميادين الحياة.
ما يزيد النفس بؤسًا أن نخرج نحن العُمانيين من سمتنا المعهود، أن نظهر في صورة لم نعتد عليها؛ نتباكى ونصرخ ونتمايل، ثم نبدأ بالمناوشات كغيرنا، هؤلاء من يحاولون اللعب بالنار في بطولات الخليج اتركوا الماء يخمد بركانهم الزائف، لغة التشفِّي ليست لغتنا، والرد بالإساءة ليس ديدننا، مزاح اليوم يصير غدًا "ضرب رماح" وكم شاهدنا تراشق وانحدار أخلاقي في الخصومة بلغ مبالغ الفجور.
توقفوا.. كلمة أقولها للقنوات الفضائية التي تتداعى على النار لتضرمها، وتمسك الزلات بتلسكوب الفتنة عن قصد وعن غير قصد، ولتلزموا أنفسكم وضيوفكم مسارات النهج القويم، كونوا الوسيلة للغاية المثلى، والحقيقة لمن ضل السبيل، واستخدموا ما عندكم لنصرة أمتكم السمحاء التي تتكالب عليها الأمم والدول، ألا تحبون صورة الألفة وابتسامة الأخوة؟ لماذا اللهفة لإحداث الصدع؟ لماذا لغة التعالي عند الفوز؟ ستُدركون يومًا أنها لعبة ورياضة، ووسيلة ناجعة لتصدير القيم والمبادئ لا لنشر الكراهية تحت مسميات المناوشات والضحك وحلاوة بطولات الخليج التي نسمعها ثم ما نلبث نتذوق مرارتها عند أبسط حدث عارض وزلة لسان.
نفرح بقدرٍ، لا بأس في ذلك، فالحال يقتضي أن نفرح وسط ما يحدث من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية، والأحمر العُماني عبر للنهائي عن جدارة واستحقاق، وهو الذي اعتاد على المنصات الخليجية منذ عهد، لا جديد.. لكن الجديد ليس ألّا نتخلى عن عهدنا بين النَّاس، وألا تحركنا ادعاءات "الهرم الرابع"، ولا "حصالة" من قوله غير نافع، نحن نحب الجميع بطيبةٍ، قد يراها البعض لم تعد تجدي في هذا الزمان، لكنها حقيقتنا التي لا نصطنعها ولا نريد القفز عليها، لأننا باختصار أبناء المديح النبوي الشريف، تطير من شفاهنا حمامات السلام، وتسكن قلوبنا رايات الوئام. فتوقفوا.. توقفوا رحمنا ورحمكم الله.
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعديلات جديدة وغريبة على قوانين كرة القدم

أقر مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "إيفاب" (IFAB) عدة تعديلات في قوانين اللعبة بحيث يبدأ تطبيقها بدءا من منافسات الموسم الكروي القادم 2024-2025.

تم ذلك خلال الاجتماع رقم 139 للهيئة المسؤولة عن قوانين كرة القدم، والذي أقيم في مدينة بلفاست بأيرلندا الشمالية.

139th Annual General Meeting of The IFAB – Highlights pic.twitter.com/bIwmuIiOF3

— The IFAB (@TheIFAB) March 1, 2025

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميسي يكشف سر انتقاله إلى إنتر ميامي في 2023list 2 of 2لويس فيغو.. من نجم كروي لامع إلى رجل أعمال بارزend of list

ومن أبرز هذه التعديلات هو شرح قرارات الحكام التي يتم اتخاذها بعد العودة إلى تقنية الفيديو المساعد للجمهور بشكل علني، في وقت قرر فيه المجلس مواصلة دراسة تعديل بعض القوانين المتعلقة بالتسلل.

وتاليا القوانين التي أقر "إيفاب" تعديلها في اجتماعه الأخير:

منع حراس المرمى من إضاعة الوقت: ينص القانون الجديد على أنه إذا احتفظ حارس المرمى بالكرة في يديه لأكثر من 8 ثوان فسيتم احتساب ركلة ركنية للفريق المنافس بدلا من الركلة الحرة غير المباشرة كما كان يتم سابقا.

قائد الفريق: في تعديل للمادة رقم 3.10 سيتم تطبيق قاعدة تسمح فقط لقائد الفريق بالحديث مع الحكم في حالات محددة، في خطوة تهدف إلى الحد من الاحتجاج على القرارات، وقد جرب ذلك في عدة بطولات الموسم الماضي وحقق نجاحا ملحوظا، وفق صحيفة "ماركا" الإسبانية.

إعلان

إسقاط الكرة: إذا أُوقف اللعب وكانت الكرة خارج منطقة الجزاء، فستُمنح للفريق الذي كان مستحوذا عليها أو المفترض أن يحصل عليها وفق تقدير الحكم، وإذا التبس القرار على الحكم سيتم منح الكرة لآخر فريق لمسها قبل إيقاف اللعب.

لمس الكرة من قبل أشخاص خارج الملعب: في تعديل للمادة 9.2 سيتم احتساب ركلة حرة غير مباشرة إذا لمس أحد أعضاء الجهاز الفني أو أحد البدلاء أو لاعب مطرود الكرة بعد خروجها من الملعب دون عقوبات تأديبية، ما لم يكن هناك نية للتدخل بشكل غير عادل.

إعلان قرارات الحكم بعد العودة للفار بشكل علني: درجت العادة على أن يراجع الحكم لقطة معينة عبر تقنية الفيديو (فار) ثم يتخذ القرار اللازم، لكن وفق التعديل الجديد فإنه سيكون ملزما بشرح الحالة للجماهير وتوضيح سبب اتخاذه القرار (خاصة في بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا").

وبخصوص القانون الأخير، كشفت "ماركا" أن البطولات المحلية سيكون لها الحرية في السماح للحكام بالإعلان عن قرارات الفار، وهي خطوة تهدف إلى إضافة المزيد من الشفافية للمباريات.

وسيتم تطبيق هذه القوانين بشكل رسمي وللمرة الأولى خلال منافسات النسخة الموسّعة من كأس العالم للأندية التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية في الفترة ما بين 14 يونيو/حزيران و13 يوليو/تموز 2025.

وبيّنت الصحيفة الإسبانية أنه بإمكان البطولات التي تبدأ قبل الأول من يوليو/تموز 2025 الالتزام بالقوانين الجديدة مبكرا أو تأجيل تطبيقها إلى الموسم التالي كحد أقصى.

في هذه الأثناء، قرّر إيفاب دعم تجربة الكاميرات الجسدية بالنسبة للحكام في بطولات الفيفا، حيث سيتم تطبيق ذلك في مونديال الأندية القادم ضمن البث المباشر للمباريات.

وعن ذلك قالت ماركا "سيتم توسيع التجربة بعد النجاح الذي حققه هذا النوع من الكاميرات في الدوري الإنجليزي للهواة من حيث الحد من احتجاجات اللاعبين".

إعلان

وفي الوقت نفسه سيواصل إيفاب بالتعاون مع الفيفا اختبار تعديلات قانون التسلل بهدف تشجيع اللعب الهجومي وزيادة عدد الأهداف دون التأثير على متعة اللعبة.

كما سيتم دعم تقنية "دعم الفيديو في كرة القدم" "إف في إس" (FVS)، وهو نظام لتحليل الفيديو بأقل عدد ممكن من الكاميرات، وهي تجربة نجحت في عدة بطولات خلال 2024، مع إمكانية استخدام خاصية التحدي من قبل المدربين لمراجعة القرارات التحكيمية على شاكلة لعبة التنس الأرضي.

مقالات مشابهة

  • بارة: الحكومة الجديدة ستكون محاصصة لكنها على الأقل توحد البلاد
  • في محاضرته الرمضانية الخامسة: قائد الثورة: هناك أمم وحضارات كبرى لكنها جوفاء قامت على أساس الطغيان والشرك
  • روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حماس تلقت ضربة شديد لكنها لم تُهزم بعد
  • د. المساد يحذر .. مأساة حريق الطفل في منارة تعليم ليست الأولى لكنها الأهم
  • بطولات من ورق
  • مدرب الزمالك: الفوز على إنبي بداية جيدة لكنها تأخرت كثيرًا
  • المحيبس.. لعبة رمضان التي يجتمع عليها العراقيون (صور)
  • تعديلات جديدة وغريبة على قوانين كرة القدم
  • «أبوظبي للشطرنج» يخوض 9 بطولات في رمضان