جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@01:04:49 GMT

للتجدُّد قصة

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

للتجدُّد قصة

فاطمة الحارثية

كان الوعد بأن أُخصِّص بعض المقال كمقال قصصي، وشاء أفراد من المجتمع أن يستلوا خنجرًا في كبد الإبداع، لأسباب الجاهلية الأولى وعقد النقص المتمثل في سلوك الشخصنة، وهذا لم يمنع من كتابتها، لكنها محفوظة إلى أن تحين الساعة المُناسبة لنشرها، فلستُ ممن يخذل الذات أو يُحجر مواهب وقدرات حباها الله، وميَّز بها خلقاً عن خلق.

 
ولو كُنَّا مازلنا على سجية السلام الذي عهدناه حين النشأة، لما سولت الأنفس الضعيفة وأضمرت السوء للفكر والقلم، وعلى مشهد يقذ العين أمام الملأ الذي اختار أن يكون أبكمًا، خشية مصالح فانية؛ ولم يختلف عصرنا عن العصور الأولى؛ إذ بات للضعيف قوة المصلحة، وماتت الشجاعة وكلمة الحق أمام شهوات لن تدوم، وتم اغتيال الشغف والإلهام ثم يقتبسون "لو كان نافعًا لبقي"، عن أي نفع يتحدثون؛ فالتعريف يتباين أيها النَّاس، كلٌ حسب يقينه ومعتقده.
القدرة على ترجمة الواقع إلى كلمات على صفحات بيضاء، ومزج تلك الكلمات لتشكل صورًا تلامس خيال المتلقي ومشاعره قبل عينيه، بات أمرًا لا يُستهان به، وجهدًا لم يؤت أُكله للجميع. مضى العام غير مغفور له، علَّمني ألا أغفِر للجاهل؛ لأنَّ الجهل كان وسيبقى اختيارًا، وقد اختار فعلها، واختار الجهل طريقًا. علَّمني أن من يُكرر شعائر الثقة لفظًا ليس إلا فظًا غليظ القلب، علَّمني أنَّ الثقة لا تُغيِّر القدر، وأن العزوة هي القلوب البيضاء، وأكد لي أن معايير الدنيا كلها ليست بأقوى من معيار الجنة والنار، وأن ثمَّة عَبَدَة للمال والسُلطة وهم لا يختلفون عن عَبَدَة النار.. علَّمني أن الحب ليس حيث أريد؛ بل حيث يختاره الله لي، علَّمني أن الاستمرار نحو الإنجاز هو السلاح الأقوى في وجه الظالم؛ علمني أن الله معي، وإنْ اجتمعوا عليّ. 
ثقافة اللغة رسالةُ وجسرُ ومصيرُ، نترجمها حسب قدراتنا وخبراتنا، وأيضًا حسب أهوائنا، فنحن رَهن اللحظات التي تسبق الحدث، ورهن بواطن اللاوعي، وقد ابتكرنا الكثير من التشبث، والوهم، لنصنع من نلوم ونلقي عليه إخفاقاتنا بكل جبن ولؤم، وإن حصلت مواجهة، يكون العذر المضطرب عندما يعجز التبرير "أبحث عمَّن يشاركني ألمي" وأين الآخر حين فرحك؟! قائمة أسماء الأفراح باتت تتباين تماماً مع قائمة أسماء الأتراح، وإن لم تتفق معي، فكر قليلا هل تتواصل مع ذات الشخص عند المصيبة والفرحة؟! فكر مليًا قبل أن ترد، فأنت تخاف حزن من تحب، ولا بأس عندك أن تؤلم من يُحبك. 
ها هو العام الجديد حضر، سيحتوى الكثير من المتناقضات المزدانة بالاتساق، هكذا أراه، ستتحول معاني الكلمات إلى القصد لا اللغة، سيفك القدر تشابكه، وتُكشف البواطن، ويخرج اللؤم للعلن، سيرى الناس الواقع الذي يرفضونه، وسيبقى صامتا، وسيكون ثمة بيان للتشبث الواهي دون انعتاق، ولن يعود للوهم حجة في مسائل البقاء، وسيعلن المصير المشترك نفسه معيارا خلال هذا العام، أحبة سوف يغادرون، وأصحاب الرسائل في ازدحام بين الحق والباطل، لنتذكر أن الدموع والحزن لا تحل المشكلات ولا تصنع المعجزات، هي فقط مرسى مؤقت للسكن والعودة بحزم أكبر للسماح بالرحيل؛ لن نجد إلا تحويل الخسائر إلى دروس لنستطيع أن نمضي قدمًا.
لنضع أهدافنا الشخصية هذا العام بحرص، لنتأمل قبل أن نشد الرحال نحو تنفيذها، ولتكن مرنة، واقعية، ومتوازنة بين متعة الحياة والكسب المشترك وفضائل الآخرة، دعونا لا نغامر ونجعل هذا العام رهناً لطرف ثالث، يحدد مصير نجاح أهدافنا؛ الشراكة مهمة لكنها جزء من التنفيذ، وليس أساساً ولا يحتمل التشبث العاطفي، حتى لا نعيش الخذلان ولا نحتج بالوهم. وكما أسلفت الثقة لا تُغير قدر أحد ولا مجريات الأحداث ولا تحدد جنتنا ونارنا؛ ابحثوا عن العلاقات ذات الطابع والدلالات والمفهوم الحقيقي، تشبثوا بالمبادئ والقيم الأصيلة، واعتنقوا حب الله وما أوتيتم من علم وحكمة وموهبة في كل ما تسعون إليه وله. 
وإن طال...
المسألة ليست ما نُريد؛ بل ما خُلقنا لأجله، ونستطيع أن نُدرك ذلك من خلال نِعَم الله والإمكانيات والقدرات التي أعطانا إياها، والمهارات التي نجيدها دون جهد يُذكر؛ لأنها الأدوات التي منحها الله لنا لنحقق العبادة التي يُريدها مِنَّا.
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: منی أن

إقرأ أيضاً:

من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟

في موقف شجاع ومؤثر، أصبحت المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قاطعت احتفال شركة مايكروسوفت باليوبيل الذهبي لها، وذلك بسبب تورط الشركة في الدعم الإسرائيلي في الجرائم ضد الإنسانية في غزة. هذا الحادث أثار جدلاً واسعاً، إذ تحدت أبو السعد بشكل علني موقف شركتها وكشفت عن استخدام مايكروسوفت لتقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم الهجمات العسكرية الإسرائيلية.خلال الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس مايكروسوفت، وبينما كان المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان يتحدث، قاطعت أبو السعد كلمته قائلة: ‘عار عليك’، واتهمت الشركة ببيع أسلحة الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، وأضافت أن مايكروسوفت تساهم في الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة. كما عرضت على المسرح الكوفية الفلسطينية، رمز الدعم للشعب الفلسطيني، قبل أن يتم إخراجها من الفعالية.ابتهال أبو السعد هي مهندسة مغربية نشأت في الرباط، ودرست هندسة علوم الحاسب الآلي في جامعة هارفارد.

بعد تخرجها، انضمت إلى مايكروسوفت للعمل في قسم الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من مسيرتها المهنية الواعدة، اختارت أن تضحي بمنصبها في الشركة من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية وكشف تورط مايكروسوفت في دعم الاحتلال.بعد الاحتجاج، تم منع ابتهال وزميلها فانيا أجراوال من الوصول إلى حساباتهما المهنية في مايكروسوفت، مما يشير إلى احتمال اتخاذ إجراءات تأديبية ضدهما.
وقد سبق هذا الحادث فصل خمسة موظفين آخرين من الشركة في فبراير الماضي بسبب احتجاجاتهم ضد دعم مايكروسوفت لإسرائيل.في أعقاب الاحتجاج، لاقت أبو السعد إشادة واسعة من العديد من الإعلاميين والنشطاء الحقوقيين عبر منصات التواصل الاجتماعي. وعبر الكثيرون عن دعمهم لموقفها الشجاع، معتبرين أن تصرفها يكشف عن حقيقة دعم شركات التكنولوجيا الكبرى للانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.يُذكر أن مايكروسوفت كانت قد تورطت في وقت سابق في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركة ‘أوبن إيه آي’، ضمن برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في الحروب الأخيرة في غزة ولبنان، وهو ما أدى إلى مقتل العديد من الأبرياء، بما في ذلك أطفال.

صحيفة الخليج

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • البابا فرنسيس يدعو الأطباء والممرضين للتجدّد الروحي في خدمة الصحة
  • تعرف على ابتهال أبو سعد المهندسة التي هاجمت مايكروسوفت
  • من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • التربية تعلق بشأن الاستحقاقات التي تخص الملاكات التعليمية
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • لأول مرة.. انتخاب صحراوية على رأس فرع للإتحاد العام لمقاولات المغرب
  • مليشيا آل دقلو الدرب راح ليهم فی أَلْمِی !!
  • من هم الرابحون والخاسرون الحقيقيون من تعريفات "يوم التحرير" التي فرضها دونالد ترامب؟