إعادة تشغيل مشفى العيون بغزة تعكس إرادة الصمود بمواجهة الإبادة
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
غزة- في موقف إضافي يعبر عن إرادة الصمود، تمكن أطباء غزة من ترميم مستشفى العيون وإعادته للخدمة بعدما استهلت إسرائيل به استهداف مشافي القطاع، فكان أول مشفى تعرض للحرق والتدمير في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني قبل 14 شهرا.
تلخص وزارة الصحة في غزة حكاية المستشفى أمام الحاضرين الذين توافدوا ليشهدوا افتتاحه بعد الترميم، بالقول "أخبرتنا الطواقم الهندسية بأن من المستحيل إعمار مستشفى العيون في هذه الظروف"، يصمت وكيل الوزارة قليلا قبل أن يتابع بابتسامة منتصر "لكن المستحيل اليوم صار حقيقة"، يصفق له المجتمعون طويلا فهو فعل يراه الجميع هنا انتصارا هزم إرادة إسرائيل.
يكمل وكيل وزارة الصحة، ماهر شامية، حديثه خلال الحدث الذي يراه استثنائيا، ويقول "لا شيء يكسر إرادتنا نحن أصحاب الزي الأبيض الذين اختاروا البقاء في الميدان رغم كل محاولات الإبادة التي تعرضنا لها"، معبرا عن اعتزاز وزارته بقدرتها على إعادة الحياة لهذا الصرح الطبي "الذي أُخرج عنوة عن الخدمة".
وأوضح شامية خلال كلمة ألقاها أثناء الافتتاح أن إعادة تشغيل المستشفى تهدف إلى توفير خدمات طبية متخصصة وشاملة لمرضى العيون في مكان واحد، بعدما كانت هذه الخدمات متفرقة بين المستشفى الأهلي والخدمة العامة والعيادات الأخرى، لتشمل تقديم خدمات الطوارئ، العيادات التخصصية، والعمليات الجراحية.
إعلانوخلال حديثه عن مشافي شمال القطاع التي توقفت بشكل كلي عن العمل، أكد وكيل الوزارة استعداد الطواقم الطبية لاستئناف العمل في محافظة الشمال، بشرط تهيئة الظروف لذلك مثل فتح الطرق المؤدية للمستشفى، وتوفير الكوادر الطبية، والأكسجين، والسولار، وضمان سلامة المرضى والموظفين، كما شدد على الحاجة الملحّة لإنشاء مستشفى ميداني لتقديم الخدمات العاجلة لآلاف المحاصرين في محافظة شمال القطاع إلى حين إعادة تأهيل أحد المشافي هناك.
وكشف شامية عن نية وزارته افتتاح أقسام ومشاريع جديدة وأضاف "نحن بصدد ترميم أقسام الأورام والفشل الكلوي"، مطالبا بضرورة الدعم اللازم لمستشفى "الخدمة العامة" لأقسام العناية المركزة، وتأمين مضخات أكسجين لمشفى "أصدقاء المريض"، وتوفير مستلزمات دورية للمستشفى "المعمداني" الذي يستقبل يوميا عشرات الجرحى، مختتما حديثه بالقول "سنبقى نعمل بأقصى طاقتنا لتقديم الخدمات لأبناء شعبنا الفلسطيني".
أما المدير العام لوزارة الصحة، منير البرش، فوجه خلال مقابلة مع الجزيرة نت رسالة حازمة للاحتلال الإسرائيلي، قائلا "كلما دمرت إسرائيل مرفقا، أعدنا بناءه، فبالأمس أخرجت مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، واليوم أعدنا تشغيل مستشفى العيون".
هذا الإصرار والتحدي يتجلى بوضوح في خطط مجدولة للوزارة كشف البرش عنها، لإعادة تأهيل جميع المستشفيات التي طالتها يد الاحتلال بالدمار، وأضاف بحزم "هذا حقنا الأصيل وواجبنا المقدس تجاه شعبنا، أن نواصل العمل دون توقف، وأن نستمر حتى الرمق الأخير، فلا رد على الإبادة الممنهجة للمنظومة الصحية إلا بالإصرار على إعادة البناء والمواصلة بلا هوادة".
تمكنت وزارة الصحة من إعادة ترميم وتجهيز مستشفى العيون بعد تدمير الاحتلال له (الجزيرة) ضرورة ملحةوأكد مسؤول خدمات العيون في وزارة الصحة، عبد السلام صباح، أن مئات المصابين فقدوا بصرهم نتيجة لعدم توفر الإمكانات أو الأجهزة والمعدات والعلاجات اللازمة التي يحتاجونها، مما جعل ترميم المشفى ضرورة ملحة باعتباره المستشفى الرئيس المخصص لتقديم خدمات طب وجراحة العيون في غزة.
إعلانوقال صباح إن المشفى على استعداد لاستقبال أعداد كبيرة من المرضى المتراكمين الذين لم يتمكنوا من الحصول على خدمات العيون لمدة تزيد على 14 شهرا في غزة.
ورغم أن الحرب لم تضع أوزارها، والخطر ما زال يحدق بكل ما يضخ الحياة لشريان غزة، فإن الأطباء يرون أنهم يؤدون واجبهم الإنساني، وأن الخطر لن يحول بينهم وبين أداء هذا الواجب، في حين يطالبون المؤسسات الدولية بأن تتحمل مسؤوليتها وتقوم بالدور المنوط بها في الحفاظ على الكوادر الطبية والمستشفيات وتحييدها عن الاستهداف في القطاع تماهيا مع اتفاقية جنيف الرابعة.
وكانت مؤسسة البركة الجزائرية قد مولت مشروع ترميم مشفى العيون ضمن حملتها "الوعد المفعول" التي أطلقتها لمساندة الغزيين ودعمهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مستشفى العیون وزارة الصحة العیون فی
إقرأ أيضاً:
“الإعلامي الحكومي” بغزة: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 202 صحفيا
#سواليف
أعلن “المكتب الإعلامي الحكومي” بغزة “ارتفاع عدد #الشهداء_الصحفيين إلى 202 صحفياً بعد استشهاد الزميل الصحفي #عمر_الديراوي.
وأفاد “الإعلامي الحكومي” ، اليوم الجمعة، بـ”ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى (202 صحفياً وصحفيةً) منذ بدء #حرب_الإبادة_الجماعية على قطاع #غزة، بعد الإعلان عن استشهاد أحد الزملاء الصحفيين: الصحفي الشهيد/ عمر صلاح الديراوي الذي يعمل مصوراً صحفياً مع عدد من الوكالات الأنباء.
وقال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف منزل الصحفي الديراوي وقتله مع والديه في منطقة الزوايدة (وسط قطاع غزة).
مقالات ذات صلة مسيرة شعبية كبيرة من المسجد الحسيني تحت شعار .. مستشفى كمال عدوان عنوان الجريمة والتخاذل / فيديو 2025/01/03وأدان بـ”أشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين”، ودعا “الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه #الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وحمل “الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء الوحشية”.
وطالب “المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، وممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في فلسطين عامة، وفي قطاع غزة خاصة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.