لجريدة عمان:
2025-01-04@09:33:17 GMT

تحقيق: نساء المخيمات يستغثن: ضاعت كرامتنا

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

تحقيق: نساء المخيمات يستغثن: ضاعت كرامتنا

الأمم المتحدة : أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة لا يجدن مستلزماتهن الضرورية

دير البلح (غزة)"أ ب": تزداد مصاعب الحياة تعقيدا بالنسبة لنساء غزة في مخيمات النازحين المترامية الأطراف، بسبب الإهانة التي يواجهونها بشكل يومي لعدم وجود أي خصوصية لديهن.

وتعاني النساء من أجل ارتداء ملابس محتشمة في ظل ازدحام الخيام، التي تعج بأفراد الأسرة الممتدة، والذين يكون من بينهم الكثير من الرجال، إلى جانب وجود غرباء يعيشون على بعد بضع خطوات في الخيام المجاورة.

كما يعتبر الحصول على الفوط الصحية التي تستخدمها النساء محدودا، لذلك يقمن بتمزيق الأغطية أو الملابس القديمة المتاحة لديهن، لاستخدامها كفوط صحية "نسائية". وعادة ما تكون المراحيض المؤقتة التي يستخدمها النازحون حاليا، مجرد حفرة في الرمال، محاطة بأغطية تتدلى من حبل، ويجب التشارك فيها مع عشرات الأشخاص الآخرين.

وقد تعاملت واحدة من النازحات، وتدعى آلاء حمامي، مع مسألة الاحتشام أمام الرجال، من خلال حرصها على ارتداء اسدال الصلاة طوال الوقت.وتقول حمامي، وهي أم شابة لثلاثة أبناء، إنها صارت ترتدي إسدال الصلاة طوال الوقت، حتى عندما تذهب إلى السوق، مضيفة: "لقد ضاعت كرامتنا".

وعادة ما كانت حمامي ترتدي الإسدال عند أداء الصلاة فقط، ولكن مع وجود الكثير من الرجال حولها، فإنها صارت ترتديه طوال الوقت، حتى عندما تكون نائمة، خوفا من تعرض المكان الذي تعيش فيه لغارة إسرائيلية أثناء الليل، فتضطر إلى الفرار سريعا، بحسب ما تقوله.

ويشار إلى أن الحملة المستمرة والتي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة قبل 14 شهرا، أدت إلى نزوح أكثر من 90% من أصل 3ر2 مليون فلسطيني من منازلهم، حيث يعيش مئات الآلاف منهم الآن في مخيمات بائسة تعج بالخيام المتراصة على مسافات قريبة جدا من بعضها البعض.

وتتدفق مياه الصرف الصحي إلى الشوارع، كما أنه من الصعب الحصول على الطعام والشراب. ورغم حلول الشتاء، غالبا ما يرتدي النازحون نفس الملابس لأسابيع، لأنهم تركوا ملابسهم والكثير مما يملكونه، وراءهم أثناء فرارهم من منازلهم.

ويبحث الجميع في المخيمات يوميا عن الطعام والمياه النظيفة والحطب، وتشعر النساء بالخطر باستمرار.

وينتمي سكان غزة إلى مجتمع محافظ، حيث يحرص أغلب النساء على ارتداء الحجاب في حضور الرجال، .

وتقول حمامي، التي ترتدي إسدال صلاة ممزق وملطخ بالرماد الناتج عن نار الطهي: "في السابق كان لدينا سقف. أما هنا فلا وجود له.. لقد صارت حياتنا هنا مكشوفة تماما أمام العامة، ولا توجد خصوصية للنساء".

حتى الاحتياجات البسيطة يصعب الحصول عليها.

وعلى صعيد متصل، تقول نازحة أخرى تدعى وفاء نصرالله، وهي أم لابنين، إن الحياة في المخيمات تجعل الحصول على مجرد أبسط الاحتياجات، صعبا للغاية، مثل توفير فوط "صحية نسائية" لأنها غالية الثمن ولا تستطيع تحمل تكلفتها. وقد حاولت استخدام قطع من القماش، أو حتى الحفاضات، التي ارتفعت أسعارها كثيرا أيضا.

أما بالنسبة للحمام، فهي لديها حفرة في الأرض، تحيط بها بطانيات متدلى من العصي.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في غزة يحتجن إلى منتجات النظافة الشهرية، بالاضافة إلى المياه النظيفة والمراحيض. ولم يتمكن العاملون في مجال الإغاثة من تلبية كل تلك الطلبات، في ظل تكدس الإمدادات عند المعابر من إسرائيل. وقد نفدت مخزونات أدوات النظافة، كما تعتبر الأسعار باهظة جدا، بينما يتعين على الكثير من النساء الاختيار ما بين شراء الفوط الصحية، أو شراء الطعام والماء.

فيما تقول نازحة أخرى تدعى دعاء حلس، وهي أم لثلاثة أبناء وتعيش في أحد المخيمات، إنها قامت بتمزيق ملابسها القديمة لاستخدامها كفوط صحية، موضحة: "أينما نجد القماش، نمزقه ونستخدمه".

ويبلغ سعر عبوة الفوط الصحية 45 شيكل (12 دولارا)، رغم أنه "لا يوجد حتى خمسة شيكل في الخيمة بأكملها"، بحسب حلس.

من ناحية أخرى، توضح منظمة "أنيرا"، وهي منظمة حقوقية تعمل في غزة، إن بعض النساء يستخدمن حبوب منع الحمل لوقف الدورة الشهرية لديهن. كما عانت أخريات من اضطرابات في دوراتهن الشهرية بسبب الإجهاد والصدمة الناتجة عن عمليات النزوح المتكررة.

فيما تقول أمل صيام، مديرة مركز شؤون المرأة في غزة، الذي يوفر إمدادات للنساء ويجري استطلاعات للرأي بشأن تجاربهن، إن الظروف الفظيعة تشكل مخاطر حقيقية على صحة المرأة.

وتشير إلى أن بعض النساء لم يقمن بتغيير ملابسهن لمدة 40 يوما، موضحة أن هذا إلى جانب استخدامهن للفوط القماش التي قمن بتمزيقها من الملابس القديمة، "سيؤدي بالتأكيد" إلى إصابتهن بأمراض جلدية وأخرى مرتبطة بالصحة الإنجابية، وباضطرابات نفسية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

شيانتيك تقود بولندا إلى قبل نهائي كأس يونايتد للتنس

حسم منتخب بولندا تأهله إلى قبل نهائي‭ ‬بطولة كأس يونايتد للفرق المختلطة للتنس للعام الثالث توالياً بعد انتصاره الصعب في مباراتي فردي الرجال والسيدات على بريطانيا ليحسم الفوز 2-صفر اليوم الخميس في سيدني.

وتغلبت إيغا شيانتيك على كاتي بولتر بنتيجة 6-7 و6-1 و6-4 بعد مواجهة شرسة، لتحجز وصيفة بطل العام الماضي مكانا في قبل النهائي ضد قازاخستان في البطولة التي يبلغ مجموع جوائزها عشرة ملايين دولار، قبل انطلاق بطولة أستراليا المفتوحة في الفترة من 12 إلى 26 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وأهدرت شيانتيك تقدمها 4-1 في المجموعة الأولى، لتحسمها منافستها في غضون 74 دقيقة بعد عودة مذهلة.


لكن المصنفة الثانية على العالم لم تستسلم ونجحت في العودة بثبات في المجموعة الثانية وتغلبت على مشكلة في ساقها اليمنى في المجموعة الفاصلة لتتغلب على بولتر.
وحسم هوبرت هوركاتش انتصاره في فردي الرجال على بيلي هاريس، بعدما فاز بصعوبة بالمجموعة الأولى المتقاربة عندما أطلق البريطاني ضربة خلفية خارج الملعب في الشوط الفاصل، ثم زاد البولندي من سرعته في وقت متأخر من المجموعة الثانية ليحسم الفوز 7-6 و7-5 ويضع فريقه في المقدمة 1-صفر أمام الجماهير المبتهجة.
وتأهلت أمريكا، بطلة 2023، بالفعل إلى الدور قبل النهائي وتنتظر الفائز من مواجهة دور الثمانية التي تقام الجمعة بين إيطاليا والتشيك.
ويقام النهائي يوم الأحد المقبل.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز مسح المرأة على الحجاب والكم عند الوضوء خارج المنزل؟
  • 4 نصائح للتغلب على شعور الثقل في الصلاة
  • المؤبد لعصابة نساء يروّجن للمخدرات
  • شيانتيك تقود بولندا إلى قبل نهائي كأس يونايتد للتنس
  • نساء أفغانستان مع العام الجديد.. طالبان تقرر إنشاء المباني بدون نوافذ لإخفاء المرأة تمامًا!
  • 3 أسباب تفسر قوة تحمل المرأة في منافسات التحمل الفائق
  • غزة تستغيث: تجمدنا يا عالم (1)
  • المخيمات الشتوية في جنوب الباطنة ترفد الاقتصاد الوطني وتستقطب آلاف الزوار
  • النجيد.. نبض العطاء وأمل المستقبل