خالد الجندي: مرصد الأزهر له فضل كبير في مواجهة التطرف
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
أشاد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بدور "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف"، مشيرا إلى البرامج التثقيفية التي يقدمها المركز والتي تهدف إلى نشر الفكر الوسطي والاعتدال بين الشباب.
وقالت: "الدولة تبذل جهودًا كبيرة في محاربة الفكر المتطرف، ومرصد الأزهر يعد من أهم الجهات التي تسهم بشكل فعّال في ذلك، من خلال مراكز تدريبية وبرامج وحلقات تعليمية، يقوم المرصد بتعريف الشباب بأسس التطرف وكيفية تجنب الانزلاق إلى مثل هذه الأفكار".
وتحدث عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، عن أهمية البرامج الإعلامية التي تقوم بها الدولة، قائلا: "الدولة تعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة عبر حملات إعلامية توعوية، والمرصد من خلال هذه الحملات يتصدى للشبهات والأفكار المتطرفة، ويقوم بالحوار مع الشباب في الجامعات على مستوى الجمهورية، سواء كانت حكومية أو خاصة."
واختتم حديثه بالقول: "مرصد الأزهر يعد من الأماكن الرائدة التي تسهم في نشر الوعي، وهو أمر بالغ الأهمية في تشكيل جيل قادر على مواجهة الفكر المتطرف".
ولفت إلى أن المشكلة الأساسية التي تؤدي إلى السلوك العنيف أو الفكر المتطرف لا تكمن في الفقر أو الجهل كما يعتقد البعض، بل في عوامل نفسية وتربوية عميقة.
وأضاف: “قد يعتقد البعض أن الفقر أو الجهل هما السبب الرئيسيان وراء التطرف، ولكن الحقيقة أن هناك أشخاصًا أغنياء وأصحاب تعليم عالٍ ومع ذلك انحرفوا وأصبحوا متطرفين، وهذا يطرح تساؤلات مهمة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك”.
وفي حلقة سابقة، أعرب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن تقديره العميق لمبادرة وزير الأوقاف، الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، في تكريم العلماء وحفظة القرآن الكريم.
وقال: "الحمد لله الذي جعل بين المسلمين هذه المواهب الطيبات المباركات".
وأضاف الجندي أن تكريم السيد الوزير لهذا العالم يعبّر عن اهتمام الوزارة الكبير بحملة القرآن وحفظته، مشيرًا إلى أن هذا الاهتمام يتجلى أيضًا في عودة الكتاتيب التي أثارها الوزير، والتي تعد خطوة مهمة لاستعادة الدور التقليدي لهذه الأماكن التعليمية في تربية الأجيال على حفظ وتلاوة القرآن الكريم.
وأوضح الجندي أن مشروع عودة الكتاتيب هو من الحسنات التي ستظل شاهدة على جهود وزير الأوقاف وكل من شارك في إتمام هذا المشروع العظيم.
وتوجه الجندي بالدعاء إلى الله: "ربنا يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد الجندي الوعى نشر الوعي مواجهة الفكر المتطرف تصحيح المفاهيم المغلوطة خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
سلامة داود: الأزهر يقود الاجتهاد والتجديد وقادر على مواجهة أي شذوذ فكري
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن بناء الإنسان جسمًا وروحًا هو الأساس الذي قامت عليه الشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يأتي استكمالًا لمسيرة الكلية العلمية التي عقدت مؤتمرها الرابع في مثل هذه الأيام العام الماضي بعنوان «المبادئ الأخلاقية والتشريعية في أوقات الصراعات الدولية».
وأوضح أن مجالس العلم في الأزهر لا تُمل، مستشهدًا بقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: «مرحبًا بزائر لا يُمل»، مؤكدًا أن هذه المجالس تستهدف الجميع من المعيد إلى العميد، لتعزيز التفكير العلمي وإنتاج المعرفة، حيث إن القراءة المتأنية للكتب العلمية تفتح آفاقًا جديدة وتبعث أفكارًا تصبح نواة لأعمال علمية مبتكرة.
وأشار الدكتور سلامة داود إلى أن كلية الشريعة والقانون بالقاهرة هي أم كليات الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ولها فضل السبق والريادة كمنبت للعلماء والفقهاء والقضاة والمفتين، مستذكرًا أعلامها من الحاضرين في المؤتمر اليوم، مثل الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، والدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، وكثير من أعلام هذه الكلية قديما وحديثا.
وأكد أن الصفوة المختارة من أعضاء هيئة التدريس بكليات الشريعة في جامعتنا الغرَّاء هم مناط الاجتهاد والتجديد، مع المحافظة على ثوابت الدين والشرع الحنيف، بعيدًا عن أي انحراف يهدد الأمن الفكري والمجتمعي، مشددًا على أن الأزهر قادر على مواجهة أي شذوذ فكري، كما كان منذ تأسيسه ركنًا ركينًا في الحفاظ على الأصالة والمعاصرة.
وأوضح أن الشرائع السماوية عُنيت ببناء الإنسان جسمًا وروحًا، مبنى ومعنى، فما من شيء يعود عليه بالنفع إلا أمرت به، وما من شيء يعود عليه بالضرر إلا نهت عنه، وكما نُقَوِّي مناعةَ الجسم بالتطعيمات والتحصينات واللقاحات، فكذلك علينا أن نُقَوِّيَ مناعةَ الروح بمحاسن الشرائع ومكارم الأخلاق وفضائل المروءة. ودعا إلى تربية الإنسان على هذه القيم منذ صباه، مستشهدًا بقول الشاعر: «وَإِنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ فِي الصِّبَا * كَالْعُودِ يُسْقَى الْمَاءَ فِي غَرْسِهِ.. حتى تَراهُ مُوْرِقًا ناضرًا * بعدَ الذي أَبْصَرْتَ مِن يُبْسِهِ».
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن الإسلام يحث على التوازن بين الجسم والروح، وينبغي على المؤمن أن يعطي كل ذي حق حقه من الجسم والروح، فلا يظلم جسمه من أجل روحه، ولا يظلم روحه من أجل جسمه، بل يزن بينهما بالقسطاس المستقيم؛ وهذا ما حثنا عليه الرسول ﷺ في قوله: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ». ورأى فضيلته أن مقولة أبي الفتح البُستِي: «يا خـادم الجسـم كم تَشْقَى بخدمته.. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان»، معتبرًا أنها تحيف على الجسم، لأن الإنسان إنسان بنفسه وجسمه معًا، وأن العناية بالجسم ضرورية لاستقرار النفس، مستشهدًا بمقولة: «الْعَقْلُ السَّلِيمُ فِي الْجِسْمِ السَّلِيمِ»، وقول رسول الله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ».
وأشار رئيس الجامعة إلى أن القرآن الكريم عني بالإنسان بشكل خاص، حيث ورد ذكره مفردًا في 56 موضعًا، بدءًا من قوله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء:28]، وانتهاءً بقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر:2]، وورد بصيغة الجمع «الناس» 172 مرة، بدءًا من قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ [البقرة:8]، وانتهاءً بقوله: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:6].
وأكد أن تخصيص سورتي «الإنسان» و«الناس» يعكس عناية الله بالإنسان فردًا وجماعة، لا سيما في ختام المصحف بسورة الناس التي تدعو للتعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:1-6]، مؤكدًا أن هذه الشرور لا ملجأ منها إلا إلى الله.
وأضاف أن ختام كل آية من الآيات الست في هذه السورة بكلمة «الناس» يعكس عناية عظيمة بالإنسان، فهل هناك عناية أكثر من أن تكون كلمة «الناس» خاتمة الآيات الست التي ختم بها القرآن الكريم؟ وأشار إلى أن السورة تدعو للتعوذ بالله جل جلاله من شر الجنة والناس، مؤكدًا أن هذه الشرور لا ملجأ منها إلا إلى رب الناس، ملك الناس، إله الناس، لأن شر الناس وأذاهم قد يبلغ حدًا لا يدفعه إلا ربهم وملكهم وإلههم. وبه جل جلاله نتعوذ وإليه نلجأ مما نزل بالعالم الإسلامي من ضعف وقتل وتشريد، وبه جل جلاله نتعوذ مما نزل بأهل غزة من قتل ودمار شامل، رَبِّ إن أهل غزة مغلوبون فانتصر.
ونبه الدكتور سلامة داود إلى أن الإسلام حافظ على بناء الإنسان بحفظ الكليات الخمس وهي حفظ النفس والدين والعقل والعرض والمال، وقامت علوم الشريعة في مقاصدها على حفظ هذه الكليات الخمس، وفيها دراسات عميقة يرى الناظر فيها جملةً عظمةَ هذه الشريعة وما قدمته علومها من خدمات جليلة للإنسان. في الوقت الذي يشهد فيه الواقع المعاصر أن الحضارة الغربية كلما ازدادت تقدما علميا ازدادت تراجعا أخلاقيا، لقد عُنيَت إحدى الدول العظمى ببناء سورها العظيم الذي لم يتسلقه الغزاة، فلما يئس الغزاة من تسلق السور العظيم دفعوا رشوة إلى بعض حراس السور، فدخلوا المدائن دون حاجة إلى تسلق السور؛ لأن هذه الدولة العظمى بنت السور ولم تبن الإنسان الذي يقوم عليه.
وفي ختام كلمته، حثَّ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون بالقاهرة وأخواتها في جامعة الأزهر على إنشاء برنامج للفتوى والإفتاء، وإنشاء مقررات دراسية في الفقه لكليات جديدة تبدأ بها الجامعة عامها الدراسي القادم، تشمل مقررًا فقهيًّا يخدم كلية الذكاء الاصطناعي، ومقررًا ثانيًا يخدم كلية الآثار والتراث الإسلامي، ومقررًا ثالثًا يخدم كلية الطب البيطري؛ فإن هذه المقررات الرصينة تُعدُّ من السمات المميزة لجامعة الأزهر الشريف، التي تجمع بين الأصالة الفقهية والتخصصات العصرية.