باكو توجه احتجاجًا شديد اللهجة لطهران بسبب "الدعاية المعادية لأذربيجان"
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
استدعت وزارة الخارجية الأذربيجانية، اليوم، القائم بأعمال إيران لدى أذربيجان، سيد جعفر أقايي مريان، لتسليمه احتجاجًا رسميًا بشأن ما وصفته بـ"الدعاية المعادية" التي تستهدف باكو داخل الأراضي الإيرانية، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الأذربيجانية الرسمية "أذرتاج".
أوضحت وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان أن الاجتماع شهد تعبيرًا عن احتجاج شديد اللهجة على "إفادات مهينة" طالت أذربيجان ورئيسها خلال فعاليات أقيمت في التاسع والعشرين من ديسمبر 2024 بمدينة أردبيل الإيرانية، بمشاركة إمام الجمعة ومندوب المرشد الأعلى الإيراني في ولاية أردبيل، سيد حسن عاملي.
وذكرت الوزارة أن هذه التصريحات تم بثها عبر قناة تابعة لشبكة الأخبار الإيرانية الرسمية، مشيرة إلى أن هذه الفعاليات تسببت في "تأجيج الأحوال المضادة لأذربيجان" داخل الأوساط الشعبية في إيران بشكل خطير خلال الفترة الأخيرة.
أعرب الجانب الأذربيجاني عن استيائه من تصاعد التوتر في العلاقات الثنائية نتيجة لهذه الممارسات، معتبرًا أن "الدعاية المعادية لأذربيجان في إيران لا تتوافق مع روح العلاقات الثنائية ولا مع المهام المشتركة بين البلدين".
وأشارت الخارجية الأذربيجانية إلى أن مثل هذه التصرفات لا تساهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين والدولتين، بل تؤدي إلى "إثارة العدوان والكراهية".
طالبت باكو السلطات الإيرانية بضرورة وضع حد لهذه "الاستفزازات" التي تستهدف أذربيجان، مؤكدة أهمية التركيز على تعزيز التعاون الثنائي بدلًا من تأجيج التوترات والخلافات.
هجوم روسي على كييف يؤدي إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص
أعلنت السلطات الأوكرانية، الأربعاء، عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين جراء هجوم بطائرات مسيّرة شنّته روسيا على العاصمة كييف في الساعات الأولى من العام الجديد 2025، ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإنهاء الحرب خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
وفقًا لجهاز الطوارئ الأوكراني، فقد تم انتشال أربعة أشخاص من تحت الأنقاض بعد الهجوم الذي وقع في منطقة بيشيرسكي، حيث يضم الحي القصر الرئاسي ومبنى البرلمان، وأوضح المسؤولون المحليون أن الأضرار ناجمة عن سقوط حطام، مما يشير إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية نجحت في اعتراض معظم الطائرات المسيّرة.
وتعرضت عدة مبان سكنية لأضرار، وأعلن البنك المركزي الأوكراني أن أحد مقراته تضرر نتيجة القصف، كما سمع سكان المدينة، وصحفيون في وكالة فرانس برس، دوي انفجارات قوية في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم، قائلاً عبر تطبيق تلغرام: "حتى في ليلة رأس السنة، لا تهتم روسيا إلا بإيذاء أوكرانيا"، ووصف الهجوم بأنه استمرار للنهج العدواني الذي تتبعه روسيا في حربها المستمرة ضد بلاده.
أكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 111 طائرة مسيّرة على مناطق متفرقة من أوكرانيا خلال الليل، موضحة أن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تمكنت من إسقاط 109 منها أو تعطيلها.
تأتي هذه الهجمات في إطار التصعيد المستمر بين الجانبين، حيث تواصل روسيا استهداف البنية التحتية والمناطق السكنية الأوكرانية في محاولتها للضغط على كييف، في المقابل، تسعى أوكرانيا إلى تعزيز دفاعاتها وإظهار قدرتها على الصمود في مواجهة الهجمات الروسية المتكررة.
وتظل الأوضاع في العاصمة كييف متوترة، حيث يواجه سكانها تحديات كبيرة بسبب الهجمات المستمرة التي تؤثر على حياتهم اليومية وعلى البنية التحتية الحيوية في المدينة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الخارجية الأذربيجانية إيران أذربيجان الدعاية المعادية
إقرأ أيضاً:
حادث تحطم طائرة الركاب الأذربيجانية ومستقبل العلاقات بين موسكو وباكو
موسكو- توتر غير مسبوق باتت تشهده العلاقات بين موسكو وباكو بعد حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في أكتاو بكازاخستان، اتهمت أذربيجان الجانب الروسي بالمسؤولية عنه.
وبدأت القصة عندما كانت طائرة مدنية أذربيجانية في طريقها من باكو إلى غروزني، عاصمة الشيشان، قبل أن تسبب انفجارات في الهواء في إتلاف المقصورة وفقدان الطيارين جميع قدرات التوجيه والملاحة الإلكترونية.
ووفقا لما نقلته وسائل إعلامية أذربيجانية عن مصادر وصفتها بالقريبة من التحقيقات، تظهر النتائج الأولية أن الطائرة أصيبت بنظام دفاع جوي روسي من طراز "بانتسير-إس" ثم شُلت اتصالاتها بواسطة أنظمة الحرب الإلكترونية عند الاقتراب من غروزني.
وتتابع المصادر نفسها أنه بعد تعرض الطائرة للإصابة، رفضت السلطات منحها الإذن بالهبوط اضطراريا في غروزني (على بعد 2.5 كيلومتر من مكان وقوع الحادث) ومطارين روسيين آخرين على الأقل في شمال القوقاز (محج قلعة- على بعد 155 كيلومترا، ومينيرالني فودي- على بعد 225 كيلومترا)، قبل أن يوجهها مركز المراقبة الجوية المحلي إلى التحليق نحو بحر قزوين.
خلال ذلك، حاول الطيارون الهبوط في أكتاو (على بعد 435 كيلومترا من نقطة الانفجار). وعلى الرغم من كل الصعوبات، نجحوا في تجنب الحاجة إلى إنزال الطائرة في البحر، وهو ما كان ليؤدي إلى تحطمها بشكل كامل ومقتل كل من كانوا على متنها، الأمر الذي قد يجعل أي تحقيق فيما حدث مستحيلا، وفق خبراء في حوادث الطيران.
إعلانووفقا للسلطات الكازاخستانية، تم إنقاذ 32 ناجيا من أصل 62 راكبا و5 من أفراد الطاقم.
وتسبب الحادث بأزمة مفاجئة بين البلدين بعد أن أطلق الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، تصريحات عالية النبرة ضد الجهات الروسية مطالبا إياها بالاعتراف بالمسؤولية وتقديم الاعتذار.
وبعد 3 أيام من الحادث، كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن جدار الصمت، وفي محادثة هاتفية مع نظيره الأذربيجاني اعتذر عن حصول الحادث في المجال الجوي الروسي، دون الاعتراف مباشرة بمسؤولية روسيا، موضحا أن الطائرة أصيبت أثناء تصدي الدفاعات الجوية الروسية لمسيّرات أوكرانية.
سحابة صيف
ويرى محلل شؤون القوقاز، أينور كرمانوف، أنه من غير الواضح ما إذا كانت تصريحات علييف القوية تجاه الكرملين تشير إلى تدهور العلاقات بين البلدين، أو أنها تهدف إلى إرضاء الجمهور المحلي.
وفي حديث للجزيرة نت، يشير إلى أن علييف اتخذ موقفا قويا من روسيا لأنه يعتبر أنه نفسه تقبل المسؤولية وعرض التعويض عندما أسقط الجيش الأذربيجاني عن طريق الخطأ مروحية عسكرية روسية في عام 2020، مما أسفر عن مقتل اثنين من ركابها، وأن أذربيجان تتوقع الآن إجراءات مماثلة من موسكو.
وأوضح أن علييف حرص على التأكيد أن الطائرة أصيبت بالخطأ للإبقاء على "خط الرجعة" مع موسكو، لكن انتقاداته الحادة جاءت بسبب ما اعتبرها استجابة متأخرة من الجانب الروسي.
ويتابع المحلل نفسه أن روسيا على الأرجح ستذهب إلى نزع فتيل التوتر المتصاعد مع أذربيجان من خلال إبرام صفقة توفر عليها التكلفة السياسية المترتبة على تحمل المسؤولية عن الحادث، لكنه يتوقع بأن يؤدي ذلك إلى حالة استياء طويلة الأمد ضد روسيا بين عامة الناس في أذربيجان.
مسار تصادميفي المقابل، يعتبر محلل الشؤون الدولية، دميتري كيم، أن علييف دفع الأمور إلى نقطة قد يكون من الصعب عليه أن يستسلم فيها دون أن يتسبب بقدر من الإحراج لنفسه أو لروسيا، وأن ردود فعله تهدد ليس فقط بإفساد العلاقة الشخصية القوية مع الرئيس بوتين، بل العلاقات الأذربيجانية الروسية برمتها.
إعلانويوضح للجزيرة نت أنه وإن كانت باكو اتخذت موقفا محايدا بشأن الحرب في أوكرانيا، فإن ذلك جاء من أجل الاستفادة من التجارة المتنامية مع روسيا، وفي الوقت ذاته عملت على تشتيت انتباه موسكو الجيوسياسي لتحقيق المصالح الأذربيجانية في القوقاز.
وبرأيه، فإن الرئيس الأذربيجاني بات لديه حافز كبير لاستغلال حادثة الطائرة لتعزيز حضور بلاده الجيوسياسي في جنوب القوقاز، التي تعد عقدة رئيسية فيما يسمى بالممر الشمالي الجنوبي، الذي تقول مصادر غربية أنه يساعد روسيا في التهرب من العقوبات والحفاظ على جهودها الحربية في أوكرانيا.
ووفقا له، فإن باكو تريد كذلك أن تظهر أنها لا تخشى مواجهة موسكو.
ويذكر المتحدث ذاته بما حصل الخريف الماضي عندما تجاهلت أذربيجان مخاوف الكرملين من الاتفاق مع أرمينيا على استبعاد روسيا من لعب دور حفظ السلام كجزء من أي اتفاق سلام بين البلدين.
ويشدد على أن رهان باكو على تسريع تدهور نفوذ موسكو في منطقة جنوب القوقاز يأتي من حقيقة أن ذلك لا يهم فقط بعض بلدان المنطقة، بل جهات دولية لها مصالح إستراتيجية في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى، فضلا عن الأطراف المهتمة بدورها ومكانتها المستقبلية في الاصطفاف الدولي الذي سيأخذ شكلا جديدا مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم.
ويضيف أن أذربيجان باتت على أعتاب اكتساب تعاطف دولي ونفوذ أكبر من خلال تقديم نفسها كضحية "للإهمال الروسي" في محاولة لإمالة ميزان القوى لصالح تركيا والغرب، في مقابل تآكل قدرة روسيا على العمل كطرف مهيمن في المنطقة.
ويحذر المتحدث من أنه بمرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى إعادة تعريف جنوب القوقاز، ليس كمجال نفوذ روسي، بل مساحة تنازع ومنافسة بين قوى متعددة.
ويختم أن الحادث يوفر لأذربيجان فرصة تأكيد سيادتها وإعادة تشكيل مسار سياستها الخارجية بطريقة تعزز من قبضتها على جنوب القوقاز، مستفيدة من موقعها الجغرافي الإستراتيجي عند مفترق طرق ممرات النقل بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، والتنمية المطردة لاقتصادها غير النفطي.
إعلان