الأونروا: الفظائع في قطاع غزة مستمرة على مرأى من العالم
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
وصف المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، اليوم الفظائع والجرائم في قطاع غزة والمستمرة على مرأى من العالم بعد 15 شهرًا من الحرب بالمخزية، داعيًا إلى إطلاق سراح جميع العاملين في المجال الإنساني المعتقلين والرهائن، وتسهيل الوصول الإنساني إلى المحتاجين، ورفع الحصار المفروض على غزة لتأمين الإمدادات الضرورية، بما فيها مستلزمات مواجهة الشتاء.
وأوضح في بيان اليوم أن الحرب أودت بحياة 258 من موظفي الأونروا، وسجلت 650 حادثة استهدفت منشآت الوكالة، بما فيها مدارس كانت تستخدم كملاجئ خلال النزاع، مشيرًا إلى أن ما لا يقل عن 745 شخصًا قُتلوا داخل ملاجئ الأونروا أثناء سعيهم للحصول على الحماية، وأصيب أكثر من 2200 آخرين.
ولفت النظر إلى وجود 20 موظفًا من الأونروا رهن الاعتقال في إسرائيل،وأن من أُفرج عنهم سابقًا تحدثوا عن تعرضهم “لسوء المعاملة، الإهانة، والتعذيب”، مضيفًا أن الوكالة شهدت تصاعدًا كبيرًا في الهجمات على موظفيها ومنشآتها منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة قبل ثلاثة أشهر.
ودعا المفوض العام إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات الممنهجة ضد العاملين في المجال الإنساني ومنشآت الأمم المتحدة، ولا يمكن أن يصبح هذا الوضع هو المعيار الجديد، ولا يمكن أن يصبح الإفلات من العقاب القاعدة السائدة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
الأونروا ليست في غزة فقط
تحاول المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية وشبه الحكومية أن تنأى بنفسها دوما عن أتون الصراع لتبقي على مسافة تجعلها تقدم خدماتها الإنسانية من دون معوقات، وأحيانا تجد هذه المنظمات نفسها في أتون معارك لا ناقة لها فيها ولا جمل، كما يحدث الآن مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. فيمكن أن ننتقد عمل منظمة الأمم المتحدة منذ إنشائها وخذلانها للفلسطينيين منذ النكبة وحتى الآن، لكن لا نستطيع أن ننكر أن إحدى هيئاتها كان لها دور بارز في دعم الشعب الفلسطيني إنسانيا وتعليميا وإغاثيا وهي الأونروا.
يمكن أن نفسر سر الهجوم الإسرائيلي الشرس على الأونروا والذي تصاعد حتى وصل إلى حظرها، وهو الرغبة في تجويع وقتل الشعب الفلسطيني لتركيعه، وفي هذا الإطار يكون كل هذا الهجوم، إذ ليس للأمر تفسير آخر. ولأن الأونروا في النهاية هي وكالة إغاثة أممية، فإن قدرتها على الدفاع عن نفسها محكومة بسقف خطاب الأمم المتحدة. فليس من المتوقع أن تخوض المنظمة حربا دعائية مع إسرائيل، ولهذا فإن هذه المنظمة العريقة ليس لها لسان يدافع عنها وسط هذه الحرب الضروس من إسرائيل.
الهجوم عليها ارتبط بالحرب على قطاع غزة في إطار عملية طوفان الأقصى، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن المقصود بكل هذا الهجوم هو قطاع غزة وحدة وعمل المنظمة فيه. وهذا غير صحيح؛ لأن عمل الأونروا بشكل رئيسي ليس محصورا في قطاع غزة
أول ما لفت نظري في الأخبار المتعلقة بالأونروا أن الهجوم عليها ارتبط بالحرب على قطاع غزة في إطار عملية طوفان الأقصى، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن المقصود بكل هذا الهجوم هو قطاع غزة وحدة وعمل المنظمة فيه. وهذا غير صحيح؛ لأن عمل الأونروا بشكل رئيسي ليس محصورا في قطاع غزة، إنه يشمل أيضا الضفة الغربية، ولبنان وسوريا والأردن. وهذا يعني أن إعاقة خدمات الأونروا لن يلحق الضرر بفلسطيني غزة وحدهم، ولكن بالفلسطينيين في كل من الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية.
هذا الضرر يلقي بالتبعية مسؤولية مضاعفة على سلطات هذه البلدان، إذ ليس متوقعا أن يُحرم الفلسطينيون من مختلف الأعمار من خدمات التعليم والرعاية الصحية والدعم المهني والدعم النقدي وغيرها من الخدمات ثم يجلسون مكتوفي الأيدي؛ لأنهم سيبحثون عن مصادر بديلة في إطار الحيز الجغرافي الذي يعيشون فيه. في سوريا وحدها يوجد أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الأونروا وموزعين على عديد من المخيمات موزعة في معظم المحافظات السورية المعروفة، وهذا يعني أن معاناة السلطة الجديدة في سوريا ستتضاعف وهي معاناة كبيرة أيضا بسبب وجود مهجرين ونازحين سوريين في مخيمات داخل بلدانهم حتى الآن، الأمر نفسه ينطبق على الفلسطينيين المسجلين في الأردن ولبنان والضفة الغربية.
من العار أن يحتاج اللاجئ الفلسطيني في مخيمات النزوح والشتات لهذه الوكالة لمجرد توفير لقمة عيش وإنشاء ومدارس وفرصة تدريب مهنية وسط محيط عربي من دول مختلفة
وليس صحيحا أن القانون الإسرائيلي الذي دخل حيز التنفيذ سيبقى داخل الأراضي الفلسطينية لأنه يأتي في إطار حملة ضد المنظمة وضد تمويلها الذي تقدمه عدد من الدول في العالم. ومن المؤسف أن تدعم الولايات المتحدة هذا القرار الجائر، فالحرب على الأونروا التي تدرجت من اتهامات على نطاق ضيق ثم على نطاق واسع وصولا للحظر الكامل لن تقف عند هذه المحطة، وستستمر حتى في البلدان الأخرى التي تعمل فيها هذه الوكالة الإغاثية عن طريق قطع وتعطيل التمويل.
قبل كل شيء، من العار أن يحتاج اللاجئ الفلسطيني في مخيمات النزوح والشتات لهذه الوكالة لمجرد توفير لقمة عيش وإنشاء ومدارس وفرصة تدريب مهنية وسط محيط عربي من دول مختلفة. ووفقا لمنطق معظم الدول العربية التي ترفض منح الفلسطينيين إقامات دائمة أو ظروف معيشة كريمة، أنها لا تريد للقضية الفلسطينية أن تموت بالمساعدة على تطوين الفلسطيني خارج أرضه، ووفقا للمنطق ذاته فإنه من الأكرم أن تتولى الدول العربية ودبلوماسييها الدفاع عن الأونروا إذا كانت لا تستطيع أن تقدم تقتضيه الشهامة والرجولة وحق الجوار.
x.com/HanyBeshr