الإدارة السورية الجديدة تتعهّد بتعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
سرايا - صرح وزير الإعلام السوري الجديد، محمد العمر، لوكالة فرانس برس، بأن الإدارة السورية تعمل من أجل "بناء إعلام حر" متعهداً بضمان "حرية التعبير" في بلد عانت فيه وسائل الإعلام لعقود من التقييد في ظل حكم عائلة الأسد.
وقال العمر: "نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية (...)، وعلى تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي كانت مقيدة بشدة في مناطق النظام المخلوع".
وبعد 13 عاما من الحرب الأهلية، أراد العمر أيضا طمأنة مجموعة الصحافيين التي عملت خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد لكنها "رفضت أن تكون أدوات للتطبيع"، ووعد بأنه "سيتم استدعاؤها لتعود إلى مواقعها".
والعمر هو عضو في الحكومة الانتقالية التي شكلها في دمشق ائتلاف من فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام أطاحت بالأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، ما أنهى أكثر من نصف قرن من حكم آل الأسد.
وبعد ساعات قليلة من دخول الفصائل إلى دمشق، زيّنت وسائل الإعلام الرسمية السورية التي كانت تمجد الرئيس المخلوع، بألوان "الثورة" وانتقدت "النظام المجرم"، وهي كلمات لم يكن من الممكن تصور النطق بها قبل أقل من شهر.
كان العمر وزيرا للإعلام في حكومة الإنقاذ المعلنة ذاتيا التي شكلت في 2017 في محافظة إدلب التي سيطرت عليها المعارضة في شمال غرب البلاد لتقديم الخدمات للسكان المحرومين من مؤسسات الدولة.
وعلى مدى عقود، قمع حزب البعث الحاكم وعائلة الأسد كل الحريات في سوريا وكمّوا أفواه الصحافيين وحولوا وسائل الإعلام إلى أدوات لخدمة السلطة.
"تلميع صورة السلطة"
عندما اندلعت التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في العام 2011، تعرضت الحركة لقمع دامٍ، وسرعان ما وُصف المتمردون الذين حملوا السلاح ضد السلطة بأنهم "إرهابيون" في خطاب السلطات.
وعلق العمر في حديثه: "بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية، نحن لا نريد أن نستمر على نفس النهج، (أي) إعلام رسمي معني بتلميع صورة السلطة".
وتكثّف السلطات الجديدة التصريحات واللفتات لطمأنة الأقليات في البلاد المتعددة الأعراق والأديان، والوفود الغربية والعربية التي تعيد فتح خط دبلوماسي مع دمشق.
وتابع العمر: "سنقلل من إجراءات البيروقراطية ونعمل على تيسير عمل الوفود الصحافية الأجنبية"، إذ في ظل السلطة السابقة، كانت تخضع وسائل الإعلام الأجنبية للتدقيق ولم يكن صحافيوها يتمكنون من الحصول على تأشيرات دخول بسهولة.
وأضاف: "وجهنا نداءات مباشرة منذ تحرير مناطق سوريا خصوصا بدمشق باستمرار العمل الإعلامي للعاملين في مؤسسات النظام".
ونشرت وزارة الإعلام في 13 كانون الأول/ديسمبر بيانا أثار قلق صحافيين كانوا يعملون تحت مظلة النظام، أكدت فيه عزمها محاسبة "جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه".
وتحدث الوزير، الثلاثاء، مع عشرات الصحافيين السوريين لمناقشة المرحلة الانتقالية.
وقال لوكالة فرانس برس :"ما نعتمد عليه في الفترة المقبلة هو الخبرة والكفاءة (...) نريد إعلاما يعبر عن الثقافات السورية المتنوعة وطموحاتها وينقل اهتماماتها ويشكل صلة وصل بين الشعب والإدارة الموجودة".
وتسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة مختلف الأطراف في الداخل والخارج بشأن توجهاتها في الحكم ومستقبل البلاد.
وفي هذا السياق، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الاثنين، وفداً من قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، على ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع وكالة فرانس برس، الثلاثاء، مشيرا إلى أن المحادثات كانت "إيجابية".
وتعد هذه أول محادثات يجريها الشرع مع قادة أكراد منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في مطلع ديسمبر، وعقدت في وقت تجري معارك بين المقاتلين الأكراد وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في شمال سوريا.
وعشية رأس السنة الميلادية التقى الشرع، الثلاثاء، في دمشق، وفدا يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، بحسب ما أفاد مكتبه، وذلك وسط مشاعر قلق تسود الأقليات في سوريا، ومساع للحصول على ضمانات من السلطات الجديدة.
ونُشرت صور على حساب "القيادة العامة" على تطبيق "تليغرام" تظهر الشرع مرتديا بزة وربطة عنق، يجتمع بالعديد من ممثلي الكنائس المسيحية من أرثوذكس وكاثوليك وأرمن أرثوذكس وسريان أرثوذكس وبروتستانت، نقلا عن فرانس برس.
وفي مقابلة مؤخرا مع "العربية"، قال الشرع إن بعض العمليات الانتقامية الحاصلة حاليا في سوريا أقل من المتوقع مقارنة بحجم الأزمة، مضيفا أن "النظام السابق خلف انقسامات هائلة داخل المجتمع السوري".
وأكد أنه "ليس هناك قلق في الداخل السوري، فالسوريون متعايشون"، مشددا على أن "كل مرتكبي الجرائم سينالون جزاءهم".
وتعهد بحل الفصائل المسلحة، ومنها "هيئة تحرير الشام"، موضحا أن الإعلان عن هذا سيحدث في مؤتمر الحوار الوطني
ولفت إلى أن "السلطة الجديدة ستدير البلاد بعقلية الدولة"، وأن "سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد".
إثر هجوم مباغت شنّ في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر من شمال غرب سوريا، أطاح ائتلاف فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر.
وأدّى سقوط الأسد إلى إعادة خلط الأوراق في سوريا وإلى مخاوف من عودة تنظيم داعش، الذي بقي نشطا في العراق وسوريا حتى بعد دحره في 2019.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 900
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-01-2025 06:10 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الإدارة السوریة وسائل الإعلام فرانس برس فی سوریا
إقرأ أيضاً:
لفهم ضجة المناهج الدراسية بالإدارة السورية الجديدة.. إليكم بعض الجمل والتغييرات
(CNN)-- تواجه الحكومة السورية الجديدة المؤقتة ردود فعل عنيفة بعد إعلان عن تغييرات في المناهج المدرسية، بما في ذلك إدخال ما يقول بعض النقاد إنه توجه إسلامي في التدريس.
Credit: Syria education ministry facebook pageوتشمل التغييرات، المنشورة في قائمة التعديلات على الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم على فيسبوك، تغيير عبارة "طريق الخير" إلى "طريق الإسلام"، و"أولئك الذين لُعنوا وضلّوا" إلى "اليهود والنصارى"، وهو تفسير محافظ للغاية لآية من كتاب الإسلام المقدس، القرآن.
كما أعادت التعديلات تعريف كلمة “الشهيد” من أنه الشخص الذي مات في سبيل الوطن إلى من ضحى بنفسه "في سبيل الله"، وتظهر القائمة أنه تمت إزالة بعض الفصول بالكامل، بما في ذلك فصل عن "أصول الحياة وتطورها".
وليس من الواضح بعد ما إذا كانت التعديلات قد تم طرحها بعد، لكنها ستنطبق على جميع الطلاب من سن 6 إلى 18 عامًا، وفي حين أن بعض التغييرات التي تنبذ نظام الرئيس السابق بشار الأسد كانت موضع ترحيب من قبل أولئك الذين تفاعلوا عبر الإنترنت، إلا أن تعديلات الفصل الديني أثارت غضباً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتساءل بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن سبب قيام الحكومة المؤقتة بإجراء تعديلات على المناهج الدراسية، بينما رفض آخرون ما اعتبروه محاولات "محو" أجزاء من تاريخ البلاد.
وعلق أحد المستخدمين على منشور الوزارة على فيسبوك، بأن “الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال وليس من حقها إجراء هذه التعديلات على المناهج.. يجب تعديل المناهج بما يتوافق مع الدستور الجديد"، وانتقد آخرون ما اعتبروه ميلا إسلاميا باللغة.
ووسط ردود الفعل العنيفة، سعت الوزارة إلى التقليل من شأن التغييرات قائلة إن "المناهج الدراسية في جميع المدارس في جميع أنحاء سوريا تبقى دون تغيير حتى يتم تشكيل لجان متخصصة لمراجعتها وتدقيقها"، إذ ورد في بيان صادر عن وزير التربية والتعليم نذير محمد القادري، إن الوزارة "أوعزت فقط بإزالة المحتوى الذي يمجد نظام الأسد المخلوع، واستبدال صور علم النظام بعلم الثورة السورية في جميع الكتب المدرسية".
واضافت الوزارة إن إعلانها يتعلق بتصحيح بعض "المغالطات" التي كانت موجودة في مناهج التربية الإسلامية في عهد نظام الأسد، "مثل التفسير الخاطئ لبعض الآيات القرآنية"، وكان وزير التعليم الجديد قد قال في وقت سابق إن المناهج الدراسية في سوريا لن تتغير إلا بعد إزالة الإشارات إلى حزب البعث الحاكم السابق.
وفي مقابلة مع رويترز الشهر الماضي، قال القادري إن الدينين الإسلامي والمسيحي سيستمران في تدريسهما كمواد دراسية في المدارس، وإن المدارس الابتدائية ستظل مختلطة بين البنين والبنات، مضيفا لرويترز أن التعليم الثانوي سيظل منفصلا إلى حد كبير كما كان الحال في عهد الأسد.
ومن المفترض أن تكون الحكومة التي تقودها هيئة تحرير الشام حكومة مؤقتة حتى تجري البلاد انتخابات، والتي قال أحمد الشرع في وقت سابق إنها قد تستغرق ما يصل إلى أربع سنوات لتنظيمها.
ولا يزال من غير الواضح كيف ستسلم حكومة تصريف الأعمال السلطة بعد أن قالت سابقًا إنها ستبقى في السلطة حتى مارس 2025.
وتولت وزارة التربية المعينة حديثا دورها الشهر الماضي بعد الإطاحة بالأسد على يد مقاتلي الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة انبثقت من فرع سابق لتنظيم القاعدة. وقد سعى زعيمها أحمد الشرع في الأسابيع الأخيرة إلى إبعاد هيئة تحرير الشام عن تنظيم القاعدة، مروجاً لحكومة جديدة تتغذى على التسامح والشمول.
وقبل الإطاحة به، كان الأسد يقود حزب البعث، وهو حزب علماني قومي كان يتولى السلطة في سوريا منذ انقلاب عام 1963