أفريقيا تنقلب على فرنسا.. وإيطاليا تضيع فرصة ملء الفراغ
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
نشر موقع "إنتليجنس جيوبوليتيكا" الإيطالي تقريرا سلّط فيه الضوء على قرار السنغال وتشاد برحيل القوات الفرنسية عن أراضيها، معتبراً ذلك ضربة موجعة للمصالح الفرنسية وخسارة لنفوذها في منطقة الساحل الأفريقي لفائدة قوى أخرى.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن طرد القوات الفرنسية من السنغال وتشاد، بعد طردها سابقا من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، يؤكد عجز باريس عن الحفاظ على دورها التاريخي في القارة التي شكلت لأكثر من قرنين محور سياستها الخارجية وحضورها العسكري خارج حدودها.
واعتبر الموقع أن إيطاليا أضاعت فرصة تاريخية لملء الفراغ الذي تركته فرنسا على وجه التحديد، والغرب بشكل عام، فيما استطاعت الصين وروسيا وتركيا أن توسع نفوذها في القارة الأفريقية اعتمادا على مشاريع متكاملة.
استعادة السيادة
في 27 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو إغلاق القواعد العسكرية الأجنبية الموجودة في البلاد. وعلّق الرئيس باسيرو ديوماي فاي على هذا القرار باعتباره خطوة نحو استعادة البلاد سيادتها الكاملة قائلاً: "يجب على السنغال إدارة شؤونها الدفاعية دون تأثيرات خارجية".
وأوضح الموقع أن هذا القرار يستهدف فرنسا بشكل أساسي، حيث إنها الدولة الوحيدة التي لديها وجود عسكري ثابت في السنغال، وهي إشارة جديدة إلى تزايد الاستياء من دور فرنسا في القارة.
وأضاف الموقع أنه ليس من باب الصدفة أن تبحث السنغال، على غرار دول أفريقية أخرى، عن شركاء استراتيجيين جدد، وتتوجه بشكل متزايد نحو روسيا والصين وتركيا، وهي دول تقدم نماذج تعاون أقل تدخلًا في الشؤون الداخلية مقارنة بالنهج الفرنسي ما بعد الاستعمار.
ضربة قوية
اعتبر الموقع أن القرار السنغالي مثّل ضربة رمزية، لكن قرار تشاد يعدّ هزيمة حقيقية لفرنسا، حيث اعتُبرت تشاد لسنوات الحليف الأكثر ولاءً لباريس في أفريقيا، لكنها أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر إنهاء التعاون العسكري مع فرنسا، مطالبة باريس بسحب قواتها بحلول 31 كانون الثاني/ يناير 2025.
وكان هذا البلد الذي يتمتع بموقع استراتيجي في منطقة الساحل، آخر معقل للوجود الفرنسي في المنطقة بعد الطرد من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وهي دول فتحت أبوابها لروسيا والصين.
ووفقا للموقع، فإن انسحاب فرنسا من تشاد، والذي يشمل تفكيك قواعدها في "فايا لارجو" و"أبشّي" ورحيل حوالي 1000 جندي، يُبرز فشل سياسة ماكرون في أفريقيا ويأتي كنتيجة لتراجع النفوذ السياسي والعسكري الفرنسي والعجز عن التكيف مع التوازنات الجيوسياسية الجديدة.
فرصة ضائعة
كما ذكر الموقع أن طرد القوات الفرنسية من القارة الأفريقية ليس حالة معزولة، بل يندرج ضمن ظاهرة أوسع تشمل الغرب بأكمله، فقد تقلص حضور القوات الأمريكية والألمانية بشكل كبير خاصة في منطقة الساحل.
ورأى الموقع أن إيطاليا، رغم احتفاظها بوجود عسكري في النيجر، تبدو غير قادرة على استغلال هذا الفراغ، موضحا أن خطة "ماتي" التي تم الترويج لها كركيزة للسياسة الإيطالية في إفريقيا، تبدو غير كافية لمعالجة الأولويات الحقيقية للقارة، وهي الأمن والدفاع.
وتركز الخطة الإيطالية على المشاريع الإنسانية والبنية التحتية، وتفتقر -وفقا للموقع- إلى عنصر استراتيجي وهو التعاون العسكري، مما يحد من قدرة إيطاليا على تقديم نفسها كبديل موثوق به للقوى الغربية المتراجعة.
التغلغل الروسي والصيني
وسلط التقرير الضوء على تنامي نفوذ روسيا والصين في أفريقيا من خلال مشاريع متكاملة تجمع بين المساعدات الاقتصادية والبنية التحتية والتعاون العسكري.
وحسب الموقع، فقد تمكنت موسكو على وجه الخصوص من استغلال الاستياء الأفريقي من الغرب، وقدمت نموذجًا يشمل التدريب والتسليح والدعم عبر شركات المرتزقة مثل مجموعة فاغنر.
كما واصلت الصين من جانبها توسيع نفوذها الاقتصادي، مع وجود عسكري متزايد، كما يظهر من خلال القاعدة البحرية في جيبوتي. أما تركيا فتسعى إلى أن تشغل مساحة أكبر معتمدة على تعاون عملي يمتد من الدفاع إلى مشاريع البنية التحتية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السنغال طرد فرنسا أفريقيا فرنسا أفريقيا السنغال طرد النفوذ الصيني سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يشيد بالعلاقات الوثيقة والتاريخية بين مصر وإيطاليا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الخميس ٢٤ إبريل، السيد أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إيطاليا، حيث عقدت مشاورات سياسية بين الجانبين بحضور الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة تناولت العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
الإشادة بالعلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدينوصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عبد العاطى، أشاد خلال المشاورات بالعلاقات الوثيقة والتاريخية التى تربط البلدين الصديقين، معربًا عن التقدير للدعم الإيطالى لمصر داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى وتصويت البرلمان الأوروبي في الأول من ابريل ٢٠٢٥ لدعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليار يورو، وكذلك لدعم إيطاليا لمصر في المحافل الدولية بما فى ذلك الترشيحات المصرية في المنظمات الدولية.
وأكد السيد وزير الخارجية على الاهتمام الذى توليه مصر لدعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع إيطاليا وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، بما في ذلك من خلال إعادة تفعيل مجلس الأعمال المصري-الإيطالي.
تحديث السياسات الاقتصادية والماليةواستعرض الوزير عبد العاطى في هذا السياق الجهود المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية المُباشرة إلى مصر والحوافز التي تقدمها الحكومة المصرية للمستثمرين الأجانب والضمانات التى توفرها لحماية استثماراتهم، مشيرًا إلى الإصلاحات الواسعة التي اضطلعت بها الحكومة المصرية لتحديث السياسات الاقتصادية والمالية والاهتمام بتوطين الصناعة داخل مصر، معربًا على التطلع لتعزيز التعاون مع الجانب الإيطالى في هذا الشأن الى جانب التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والغاز الطبيعى نظرًا لما تمتلكه مصر من إمكانيات سواء على صعيد الموارد الطبيعية أو البنية التحتية، مثمنًا الدور الهام الذي تساهم به الشركات الإيطالية في مجال الغاز الطبيعى.
وأضاف المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية أشاد بالتعاون القائم مع إيطاليا في مجال الهجرة، لاسيما في ظل استضافة مصر لما يزيد عن ٩ مليون أجنبى وما يترتب على ذلك من أعباء اقتصادية تتحملها مصر، مؤكدًا على أهمية تبني مقاربة تشمل كافة الجوانب التنموية والاجتماعية والعمل على تعزيز مسارات الهجرة النظامية وتنفيذ مشروعات وبرامج التدريب المهني وتصدير العمالة المصرية إلى إيطاليا.
الملفات الإقليمية المختلفةتناولت المشاورات المصرية - الإيطالية أيضًا عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تبادل الوزيران وجهات النظر ازاء عدد من الملفات الإقليمية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية حيث استعرض الوزير عبد العاطى الجهود المصرية للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضرورة البدء الفوري في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، ونفاذ المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، مشددًا على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. وأطلع الوزير عبد العاطى نظيره الإيطالى على عناصر الخطة العربية الإسلامية للتعافي وإعادة إعمار غزة، والجهود التى تبذلها مصر لاستضافة مؤتمر دولى لإعادة إعمار القطاع بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.
كما دار نقاش متبادل بين الوزيرين حول التطورات في عدد من الملفات الإقليمية من بينها التطورات فى سوريا والسودان وليبيا والصومال والقرن الأفريقي وكذلك ملف الأمن المائى المصرى.
فى نهاية المشاورات، قام الجانبان بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن "تعزيز فرص العمل اللائق وفرص التنقل للمصريين"، يتم بموجبه إنشاء مركز مصرى- ايطالى يكون بمثابة منصة للتوظيف وتصدير العمالة المصرية اللى إيطاليا، كما تم التوقيع أيضًا على مذكرة تفاهم بشأن "التعاون فى مجال التحول فى الطاقة".