فيديو | حصاد 2024.. «الفارس الشهم 3» ترسخ روح الإنسانية وتضامن الإمارات مع الفلسطينيين
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
منذ انطلاقها في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، جسدت عملية «الفارس الشهم 3» روح الإنسانية وتضامن دولة الإمارات مع الأشقاء الفلسطينيين لترسخ دور الدولة في طليعة العطاء الإنساني خلال حصاد عام 2024.
وسارعت دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة في غزة؛ لدعم الأشقاء الفلسطينيين ورفع المعاناة عنهم، واستمرار تلبية احتياجاتهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع، من خلال تنفيذ المشاريع الإغاثية لتخفيف معاناة الأسر الفلسطينية النازحة، في خطوة إنسانية تهدف من خلالها إلى مساندة الأشقاء هناك.
وعلى مدار عملية الفارس الشهم 3 المستمرة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة، أرسلت دولة الإمارات 2300 شاحنة إغاثية، كما تم إرسال نحو 538 طائرة فوق متنها مختلف أنواع المساعدات، وخمسة سفن شحن حملت أكثر من 24 ألف طن من المساعدات الغذائية والصحية والطبية ومواد الإيواء.
كما تم تنفيذ 53 إسقاطاً جوياً بمشاركة 190 طائرة، حيث بلغت كمية المساعدات التي تم إسقاطها عبر عملية «طيور البر» الإماراتية 3623 طناً.
وفي القطاع الصحي، شُيد المستشفى الميداني الإماراتي في غزة، حيث تم علاج 50 ألف حالة، وإجراء 1785 جراحة، فيما بلغ إجمالي المساعدات الطبية أكثر من 1300 طن.
كما شيدت الإمارات المستشفى العائم في العريش المصرية، حيث تم علاج أكثر من 8 آلاف حالة، وإجراء 2253 جراحة.
كما أطلقت الإمارات مبادرات إنسانية عدة لإغاثة الفلسطينيين في القطاع، تضمنت تركيب أطراف صناعية لمصابي الحرب، وتطعيم أكثر من 640 ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال، وتقديم 15 سيارة إسعاف دعماً للقطاع الصحي في غزة.
وشملت المبادرات الإماراتية، إنشاء 6 محطات لتحلية المياه بمعدل إنتاجي مليوني جالون يومياً، وإعادة تأهيل البنية التحتية لتوفير مياه نظيفة لأكثر من مليون شخص، وتوفير 12 صهريج مياه وصرف صحي لدعم مصلحة مياه الساحل في غزة.
كما دعمت الإمارات 9 مخابر و37 مطبخاً شعبياً (تكية).
وعلى أراضيها، استقبلت الإمارات أكثر من 2000 من المصابين ومرضى السرطان للعلاج داخل مستشفيات الدولة.
وتنوعت المساعدات الإماراتية الإغاثية للأشقاء في غزة، إذ شملت الطرود الغذائية والصحية، وطرد المرأة والطفل، والخيام ومواد الإيواء، والملابس وكسوة الشتاء،
وبختام عام 2024، جسدت الإمارات رؤيتها الإنسانية بجعل العطاء رسالة مستدامة داعمة للمستضعفين حول العالم، لترسم طريقاً من الأمل رغم التحديات، جسدت فيه «الفارس الشهم 3» مسيرة لا تنتهي من العطاء.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الفارس الشهم 3 الإمارات فيديوهات الفارس الشهم 3 أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
قوةُ القِيمِ الإنسانيةِ في العلاقات الدبلوماسية
وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، وفي مقالة مشتركة مع وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، نشرتها صحيفة "ذا ناشونال"، أشار إلى أن "الصداقة الاستثنائية والشراكة الاستراتيجية بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة مبنية على أساس إنساني"، معتبراً أن "العلماء الذين يجرون الأبحاث معاً، والطلاب والفنانون والمهنيون، هم الذين يثرون مجتمعاتنا من خلال تبادلاتهم".
الإشارة إلى موقعية الإنسان في الصلاتِ الدبلوماسية بين الدول، دليل على أهمية العلاقات الشعبية، والدور الذي تمارسه في بناء الجسور والتقريب بين وجهات النظر، وهي بذلك تشكل "قوة ناعمة" حقيقية، وليست مجرد هامش يُزينُ متن هذه العلاقات أو يمنحها بعداً جماهيرياً وحسب!.
الشعوب بما تمتلكه من تأريخ وثقافة وفنون وعلم وصناعة، وما تمارسه من تجارة وتفاعل مع المحيط الدولي، وما بنته أو تؤسس له من حضارة، كل ذلك جزء رئيس من قوة الدول، وحجرُ زاوية في دبلوماسيتها التواصلية، التي تأخذ أشكالاً متنوعة، عبر روابط تاريخية متراكمة، تساهم في فهم الدول لبعضها البعض، وتقربُ من مصالحها، وتخلق بينها شبكة متداخلة تكون مع الوقت ضامناً لديمومة العلاقات المتنامية، وأحد أدوات حل التباينات، وقناة للتنسيق وفكِ أي عقدٍ قد تنشأ لسبب أو آخر.
هنالك بعض الحقول التي قد ينظر لها أنها خارج الدبلوماسية، إلا أنها تتقاطع معها، ومنها "الآثار" والبعثات الاستكشافية العلمية بين الدول. وقد نوه لذلك الشيخ عبد الله بن زايد في مقالته المنشورة في 24 فبراير الماضي، قائلاً "ليس من قبيل المصادفة أن أقدم الإشارات المكتوبة إلى العديد من المواقع في الإمارات العربية المتحدة، مثل صير بني ياس ودبي والشارقة، تظهر في كتاب نشره رحالة من البندقية، غاسبارو بالبي عام 1590، وهو معروض الآن في الأماكن العامة في قصر الوطن، قصر الرئاسة في أبوظبي".
الأدباء والرحالة والذين كانوا يرافقون البعثات الاسكشافية، أو من قدموا لوحدهم في مهام تدوينية – تأريخية أو استشراقية، هم جزء من تكوين التصور العام والمخيال الجمعي بين الدول، خصوصاً أن كثيراً منهم قد عاش بين الناس، والبعض أقام لسنوات أو حتى مات ودفن في المدن والدول التي زارها، بعد أن أعجبوا بها وأخذوا بثقافتها واستوطنوها طواعية.
هذا مثالٌ واحدٌ يسير، ويمكن في هذا الصدد العودة إلى العديد من الكتب التي قام بتعريبها مشروع "كلمة" الذي عمل على سلسلة من الوثائق والمؤلفات المهمة لنخبة مختارة من الرحالة والمستشرقين، كتبَ أصحابها مشاهداتهم للدولِ والأمصارِ التي زاروها!
هذه اللبنات المعرفية أسست تالياً لـ"العلاقة بين أبوظبي وروما"، والتي "تجسد الشراكات القوية القائمة على القيم المشتركة والاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للمستقبل"، وِفقَ ما يراهُ الشيخ عبد الله بن زايد، وهو الأمر الذي جعل الإمارات وإيطاليا تلتزمان "التزاماً عميقاً بالسلام والازدهار والنمو"، ليكون أحد أبرز تمظهر قيمي لذلك "بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، ووثيقة الأخوّة الإنسانية، التي وقّعها البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف عام 2019 في دولة الإمارات".
ما سبق يؤكد على حقيقة، أن القيمة الإنسانية هي أساسٌ في الدبلوماسية والعلاقات الخارجية، لأن السياسية بدون قيمٍ أخلاقية عُليا تفقد جوهرها البشري الذي أساسه التعارف والتراحم والتعاون، وتتحول إلى سلوك ذرائعي يتوسم أي وسيلة لتحقيق أغراضه، حتى لو كانت عبر أدوات تنتهك سلامة الإنسان وتهشم مجتمعاته!.