ابتكار أداة جديدة ترصد «أمراض الدماغ» بدقة غير مسبوقة
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
طوَّر فريق بحثي أداة جديدة تتيح تحليل التغيرات الجزيئية في أنسجة الدماغ بشكل دقيق، ومحدود التداخل، مما يجعلها مثالية للعينات الحساسة، بالإضافة إلى كونها قابلة للاستخدام في بيئات معقَّدة.
وتعمل هذه التقنية باستخدام مسبار فائق الدقة، يبلغ عرضه أقل من ملليمتر، بطرف لا يتجاوز واحد ميكرون (ألف جزء من المليمتر)، ما يجعلها غير مرئية بالعين المجردة.
وبحسب الدراسة المنشورة في دورية “نيتشر ميثودز” Nature Methods، يمكن إدخال هذا المسبار في أعماق الدماغ دون التسبب في أضرار تُذكر، إذ يضيء أنسجة الأعصاب، ويوفر بيانات عن تركيبها الكيميائي، مما يساعد في الكشف عن التغيرات الجزيئية الناتجة عن الأورام، أو الإصابات الأخرى.
تعتمد هذه الأداة على تقنية تُسمى “التحليل الطيفي الاهتزازي”، والتي تستفيد من ظاهرة تسمى “تأثير رامان” إذ ينعكس الضوء بشكل مختلف بناءً على التركيب الكيميائي للجزيئات، ما يتيح تحديد إشارات طيفية مميزة لكل جزيء، تعمل كـ”بصمة جزيئية” لتحليل النسيج المستهدف.
والتحليل الطيفي الاهتزازي تقنية علمية تُستخدم لدراسة الخصائص الكيميائية للمركبات والجزيئات بناءً على التفاعلات بين الضوء والمادة. وتعتمد هذه التقنية على استغلال الخصائص الاهتزازية للجزيئات، إذ يتسبب الضوء في اهتزاز الروابط الكيميائية بين الذرات داخل الجزيء، مما ينتج أنماطاً طيفية مميزة، تمثل “بصمة” لكل جزيء.
وتأثير رامان ظاهرة تحدث عندما يتفاعل الضوء مع الجزيئات، ويتشتت بشكل غير مرن، فبعض الضوء الممتص من الجزيء يعاد إصداره بطاقة مختلفة، بناءً على التغيرات في مستوى الطاقة الاهتزازية للجزيء.
وتبدأ تقنية التحليل الطيفي الاهتزازي بتوجيه شعاع ليزر عالي الدقة إلى العينة المراد تحليلها، ليتفاعل هذا الشعاع مع الجزيئات داخل العينة، وتُحدث فوتونات الليزر تغيّرات في مستوى الطاقة الاهتزازية للجزيئات.
بعد ذلك، تقوم الأجهزة الطيفية بتسجيل التغيرات في تردد الضوء المتشتت نتيجة هذا التفاعل، ويتم تحليل الطيف الناتج للكشف عن طبيعة الروابط الكيميائية والذرَّات المكونة لها، مما يوفر معلومات دقيقة وشاملة عن التركيب الكيميائي للمادة.
واستخدم الفريق التقنية لدراسة نماذج تجريبية للورم النقلي الدماغي، وكشفت الأداة عن قدرة الأورام على إطلاق خلايا قد تفلت من الجراحة التقليدية.
كما أظهر الفريق قدرة الأداة على التمييز بين التغيرات الجزيئية المرتبطة بالإصابات الدماغية والصدمات، مما يمهد الطريق لتشخيص دقيق باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ويقول الفريق إن هذه التقنية يمكن أن تستخدم في تحليل التغيرات الجزيئية المرتبطة بالأمراض المختلفة، مثل السرطان، مما يساعد في فهم تطور المرض والتشخيص المبكر له، كما يُمكن أن تُستخدم لرصد التغيرات الكيميائية في الأنسجة العصبية.
كما استخدم الباحثون التقنية الجديدة لدراسة المناطق الدماغية التي تتسبب في نوبات الصرع بعد الإصابات الدماغية، ووجدوا أن أنماط الاهتزاز الجزيئي تختلف بين المناطق المتأثرة بالأورام وتلك المتأثرة بالإصابات.
وترى المؤلفة المشاركة، ليسيت مينينديز دي لا بريدا، الباحثة في معهد “كاخال” الإسباني، أن هذه النتائج تفتح الباب أمام استخدام التوقيعات الجزيئية لتصنيف الكيانات المرضية المختلفة بدقة عالية، باستخدام الخوارزميات، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتتميز هذه التقنية بكونها غير مدمِّرة، إذ لا تتطلب إتلاف العينة، مما يجعلها مثالية للعينات الحساسة، كما تتميز بحساسيتها ودقتها العالية، مما يسمح برصد تغييرات طفيفة جداً في التركيب الكيميائي، بالإضافة إلى كونها قابلة للاستخدام في بيئات معقَّدة، مثل الأنسجة الحيّة، أو المواد الصلبة.
ورغم مزاياها، تواجه التقنية بعض التحديات، أبرزها حساسية الأجهزة المستخدمة، والتي تتطلب بيئة محكمة لتجنب أي تداخل يؤثر على النتائج، كما أن ارتفاع تكلفة المعدات يمثل عائقاً أمام استخدامها على نطاق واسع، وخاصة في الدول، أو المؤسسات ذات الموارد المحدودة.
ويقول الباحثون إن التقنية الجديدة “نقلة نوعية في دراسة الدماغ البشري؛ وتتيح تحليل أنسجته في حالتها الطبيعية دون الحاجة إلى تعديلها وراثياً كما هو الحال مع التقنيات التقليدية”، وفق المؤلف المشارك في الدراسة، مانويل فالينتي، قائد فريق البحث في المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان.
ويقول فالينتي: “تسمح هذه التقنية برصد أي تغيرات جزيئية في الدماغ ناجمة عن الأمراض، مما يعزز من دقة التشخيص ودراسة البنى الدماغية، بشكل شامل، دون الحاجة إلى إعدادها مسبقاً”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي جراحة الدماغ هذه التقنیة
إقرأ أيضاً:
خلال 2024.. البيئة: توفير دعم لـ3 مشروعات من صندوق المناخ الأخضر وتوجه لإدماج التغيرات المناخي في قانون البيئة.. خبراء: مصر تتبني المطالبة بتعويض الخسائر والأَضرار.. والتمويل والقروض الخضراء كلمة السر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُولي وزارة البيئة اهتمامًا كبيرًا بملف التصدي للتغيرات المُناخية على الصعيدين الوطني والدولي خلال 2024، منها الحصول مع عدد من الدول على تمويل لعدد 3 مشروعات من صندوق المناخ الأخضر حول مشروعات "تخضير الأنظمة المالية وصندوق استثمار الزراعة المرنة الذكية ومرفق توسيع البنية التحتية المرنة للمياه"؛ من خلال شركاء التنمية والقطاع الخاص بحزمة تمويلية تقدر 2 مليار 687 ألف دولار، وفق التقرير الذى استعرضته وزيرة البيئة نهاية الهام الجاري.
ويري خبراء أن الدولة المصرية تسعى بخطوات جيدة للمشروعات الخضراء وتنفيذ استراتيجتها 2030 عن طريق التوسع في الطاقة النظيفة والتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأضافوا، أنها تلعب دور الوساطة الدولية في المحافل العالمية ومؤتمرات المناخ المختلفة ويظهر ذلك من خلال مطالبتها المستمرة في تعويض الدول النامية المتضررة وعلى الدول المتقدمة في دفع فواتير التغيرات المناخية.
علاوة عن المشاركة على الصعيد الدولي من خلال المشاركة فى مؤتمر المناخ COP29 بباكو في اذربيجان ، حيث تولت وزيرة البيئة مع نظيرها الاسترالى مهمة تسيير مشاورات الوصول لهدف جمعي كمي جديد لتمويل المناخ يتسم بالشفافية والتوازن والقابلية للتطبيق، وعقدت لقاءات متعددة مع مجموعات الدول النامية والمتقدمة .
من جانبه يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، تبنت مصر موقف الدفاع عن الدول النامية والافريقية والمطالبة بتعويض خسائرها عن طريق تفعيل آلية الخسائر والأضرار التي أطلقتها في مؤتمر المناخ الأسبق في شرم الشيخ COP27 وصولاً لمؤتمر دبي وباكو المتتالين COP28، COP29 وقد قوبل بالتأكيد حتي تستطيع مثل هذة الدول في مواجهه أخطار الاحترار العالمي.
يضيف" إمام": التمويل المناخي هو روح البلدان حتي تستطيع التوسع في المشروعات بنوعيها سواء "تخفيف أم تكيف" وتبقي المشروعات الأنسب للقارة العجوز هي مشروعات التكيف مثل التوسع في زراعة المساحات الخضراء وإنشاء محطات مياه نظيفة وأليات لمعالجة المخلفات بطرق آمنة علاوة عن مشروعات حياة كريمة عبر السكن الملائم القادر على حماية السكام من أخطار الفيضانات .
علاوة عن عقد الدولة المصرية العديد من اللقاءات مع وفود من المجموعة العربية والاتحاد الأوروبي ومجموعة 77 والصين ومجموعة الدول الأقل نموا ، ومجموعة البيئة العالمية ، ومجموعات تحالف الدول الجزرية الصغيرة ، المفاوضين الأفارقة ، التحالف المستقل لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ، الدول النامية ذات التفكير المماثل ، والمجموعة الشاملة وهي تحالف دول أستراليا وكندا وأيسلندا واليابان ونيوزيلندا وكازاخستان والنرويج وأوكرانيا والولايات المتحدة،والمملكة المتحدة، كما عقدت عدد من اللقاءات الثنائية مع عدد من الوزراء ومسئولي المنظمات والجهات الدولية والاقليمية، لبحث سبل دفع ملف المناخ وخاصة تمويل المناخ.
ويشير أستاذ علوم المناخ، الدكتور هشام عيسي، أن هناك العديد من المشروعات التي أطلقت خلال الفترات السابقة وعلى رأسها مزارع الرياح وانتاج الطاقة النظيفة، علاوة عن أهمية إدراج بعد المناخ في قانون البيئة لأهميته وتأثيره.
ويضيف"عيسي": علينا التوسع في توفير التمويل المناخي من مصادر التمويل الخاصة لأنه كلمة السر في نجاح أية مشروعات خاصة التي تعتمد على دعم مواجهة الشعوب النامية والفقيرة على مجابهة تأثيرات التغيرات المناخية .
وأوضحت الوزيرة خلال التقرير المشروعات التى تم إطلاقها كمشروع إعداد تقارير الشفافية الأول والثاني والإبلاغ الوطني الخامس لمصر والذي تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و مشروع "صياغة وتطوير عملية خطط التكيف الوطنية في مصر (NAP) والذي يهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية والبشرية والمؤسسية للتكيف مع التغيرات المناخية وتحديد الاولويات ودمجها فى الموازنة والتخطيط.
وتناول التقربر أيضاً جهود الوزارة فى التنسيق مع اللجان المتخصصة بمجلسي الشيوخ والنواب لتعديل قانون البيئة وادراج بُعد تغير المناخ بمواده، كما لفت إلى قيام الوزارة بعمل المراجعة الوطنية لفصول تقرير الإبلاغ الوطني الرابع لجمهورية مصر العربية ، والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتطرق التقرير إلى مشروع الخريطـة التفاعلية لمخاطر ظاهـرة التغيـرات المناخيــة علــى جمهوريـة مصـر العربية الجارى الإنتهاء من إعدادها بالتعاون مع إدارة المساحة العسكرية والهيئة العامة للأرصاد الجويــة ومركز بحوث المياه التابع لوزارة الموارد المائية والري.