إذا لم تنجح هدنة الـ60 يوماً.. هل يستطيع حزب الله العودة إلى الحرب؟
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
وسط استمرار الخروقات الإسرائيليّة بشكل يوميّ لاتّفاق وقف إطلاق النار، من حيث تفجير المنازل في البلدات الجنوبيّة ومنع المواطنين من العودة إلى قراهم وبيوتهم، وشنّ الغارات واستهداف المدنيين بطائرات مسيّرة، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى منذ الإعلان عن هدنة الـ60 يوماً، خرج نائب رئيس المجلس السياسيّ في "حزب الله" محمود قماطي ليُعلن أنّ "الحزب" ليس بوارد التهاون بعد انقضاء مهلة الشهرين، وأنّه مستعدّ للعودة إلى المعارك إنّ بقيت إسرائيل تحتلّ أراضٍ لبنانيّة.
وقد أوحت إسرائيل في العديد من المناسبات أنّها قد تُبقي قوّاتها في الأراضي اللبنانيّة حتّى بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً، ما يُعدّ خرقاً كبيراً لاتّفاق وقف إطلاق النار، ويُفجّر الوضع الأمنيّ من جديد على الحدود الجنوبيّة، ويدفع "حزب الله" إلى العودة إلى الحرب. فـ"الحزب" ظلّ حتّى آخر لحظة من المعارك لديه قدرات على إطلاق الصواريخ نحو الأراضي المحتلة، وتمكّن من منع الجيش الإسرائيليّ من التوغل في العمق اللبنانيّ، علماً أنّ الطائرات الحربيّة المُعاديّة كانت تُراقب الأجواء اللبنانيّة والسوريّة طوال النهار، وكانت تستهدف أيّ سيارة أو قافلة تشكّ في أنّها تنقل أسلحة إلى "المُقاومة".
وعلى الرغم من أنّ "حزب الله" لم يعدّ يستطيع خوض حربٍ طويلة كما في السابق، بسبب عدّة عوامل أساسيّة أهمّها تشديد الداخل اللبنانيّ على التمسّك باتّفاق وقف إطلاق النار وبالإتّصالات الديبلوماسيّة وبالقرارات الدوليّة وفي مُقدّمتها الـ1701، إضافة إلى سقوط نظام بشار الأسد الداعم الأبرز لـ"محور المُقاومة"، وانسحاب الحرس الثوريّ الإيرانيّ من سوريا، واستهداف إسرائيل لمصانع إنتاج الصواريخ السوريّة التي كانت مصدراً مهمّاً جدّاً لتسليح "الحزب" وخصوصاً بترسانة "فادي"، غير أنّ محللين عسكريين يعتبرون أنّ "قوّة الرضوان" وغيرها من كتائب "حزب الله" قادرة على استئناف الحرب، أقلّه دفاعاً عن لبنان، وعبر إطلاق القذائف باتّجاه المستوطنات الإسرائيليّة والمدن الكُبرى.
ويُشير المحللون عينهم إلى أنّ إسرائيل عرضت مقاطع فيديو عديدة لضبطها أسلحة كثيرة لـ"حزب الله"، معظمها صواريخ مُوجّهة و"كورنيت"، لكّنهم يُوضحون في المقابل، أنّ العدوّ لم يستطع من وضع يده على الصواريخ الثقيلة، ولا حتّى تمكّن الوصول إلى أنفاق "الحزب" الرئيسيّة مثل منشأة "عماد 4"، التي تحتوي على أبرز أسلحة "المُقاومة" من صواريخ باليستيّة وبعيدة المدى، كذلك على الطائرات المسيّرة الإيرانيّة المتطوّرة.
ويقول المحللون العسكريّون إنّ بقاء إسرائيل داخل الأراضي اللبنانيّة بعد انتهاء مهلة الشهرين يُعطي شرعيّة لمُقاومة العدوّ، كون الأخير سيُصبح قوّة مُحتلة أمام المُجتمع الدوليّ والعربيّ، وستظهر حكومة بنيامين نتنياهو أنّها هي التي خرقت إتّفاق وقف إطلاق النار، وأنّ "حزب الله" يُدافع عن الأراضي اللبنانيّة بهدف إعادة تثبيت الهدنة، وانسحاب الجيش الإسرائيليّ من الجنوب، كيّ يستطيع الجيش الإنتشار وتطبيق القرار 1701 وفرض الأمن والإستقرار على الحدود الجنوبيّة.
ويُؤكّد المحللون أنّ "حزب الله" قادر على العودة إلى حربٍ غير طويلة، لكّنه لا يزال يُعوّل على جهود الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي الديبلوماسيّة، وعلى زيارة الموفدين الغربيين إلى لبنان، كيّ تنسحب إسرائيل من الجنوب في مهلة الشهرين المُحدّدة في اتّفاق وقف إطلاق النار، لأنّه يُفضّل إعادة تنظيم صفوفه وعدم جرّ بيئته المُتعبة إلى مُواجهة جديدة مع العدوّ، بينما بدأ بصرف الأموال لإعمار ما تدمّر.
ويختم المحللون بالقول إنّ "الحزب" يُفضّل الإستمرار بمرحلة ما بعد الحرب وليس العودة إليها، غير أنّ الكرّة في ملعب تل أبيب، وهي وحدها قادرة على إشعال المنطقة من جديد، أو اعتماد التهدئة عبر احترام الإتّفاقات والقرارات الدوليّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فاق وقف إطلاق النار اللبنانی ة العودة إلى حزب الله
إقرأ أيضاً:
فرنسا تقترح هدنة جزئية لمدة شهر بين روسيا وأوكرانيا
مارس 3, 2025آخر تحديث: مارس 3, 2025
المستقلة/- قال إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته إن فرنسا تقترح هدنة جزئية لمدة شهر بين روسيا وأوكرانيا، مع تسارع الجهود الأوروبية لتعزيز الدعم لكييف في مواجهة الدعم الأمريكي غير المؤكد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يوم الاثنين: “إن مثل هذه الهدنة – على البنية التحتية الجوية والبحرية والطاقة – ستسمح لنا بتحديد ما إذا كان فلاديمير بوتين يتصرف بحسن نية”. وقال إنها ستمكن أوروبا أيضًا من قياس موقف بوتين من “مفاوضات السلام الحقيقية”.
بعد يوم من تجمع الزعماء الأوروبيين حول أوكرانيا في قمة في لندن، أضاف بارو: “لم يكن خطر الحرب في أوروبا، في الاتحاد الأوروبي، مرتفعًا إلى هذا الحد من قبل … التهديد يقترب منا باستمرار، وخط المواجهة يقترب منا باستمرار”.
وكانت تعليقاته مقتبسة من تعليقات الرئيس الفرنسي، الذي اقترح أن فرنسا والمملكة المتحدة اتفقتا على خطة لوقف إطلاق نار جزئي قصير المدى لن يشمل القتال البري، مع نشر قوات في أوكرانيا في مرحلة ثانية.
ولم يذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما إذا كان يؤيد الاقتراح أم لا – رغم أنه أخبر الصحفيين في مؤتمر صحفي أنه على دراية به. وقال مساء الأحد: “أنا على علم بكل شيء”.
وأكد زيلينسكي أيضًا أن وقف إطلاق النار لن يعني الكثير دون حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية فورية من الحلفاء. وقال إن روسيا انتهكت وقف إطلاق النار الذي استمر بين عام 2014 وأوائل عام 2022 في أوكرانيا “25 مرة” ومن المرجح أن تفعل ذلك مرة أخرى دون تدخل خارجي.
وقال وزير القوات المسلحة البريطانية لوك بولارد إن الاقتراح الفرنسي ليس خطة تعترف بها بريطانيا حاليًا وأضاف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن شكل الهدنة. وقال: “لكننا نعمل مع فرنسا وحلفائنا الأوروبيين للنظر في المسار الذي يمكننا من خلاله … خلق سلام دائم ودائم”.
يخطط دونالد ترامب لعقد اجتماع لكبار المسؤولين في البيت الأبيض يوم الاثنين لمناقشة الخطوات التالية، والتي تضمنت مراجعة الاقتراح الأوروبي ولكن أيضًا النظر في قطع المساعدات لأوكرانيا، وفقًا لتقارير في صحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام أمريكية أخرى. ومن المقرر أن ينضم إلى الإحاطة مستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث.