فشل جديد لعملية تبديل العملة السودانية ومحتجون: “وين نوديها؟
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
اندلعت الثلاثاء احتجاجات كبيرة في مدينة بورتسودان - العاصمة المؤقتة للسلطة الحالية- رفع فيها محتجون رزما من الأوراق المالية وهم يرددون شعارا يقولون "وين نوديها؟"، في إشارة إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهها السكان في تبديل ما لديهم من عملات قديمة بعملات جديدة تم طرحها قبل نحو ثلاث أسابيع، وذلك مع انتهاء المهلة الثانية التي حددتها السلطات السودانية بنهاية دوم الاثنين.
ويقول مراقبون إن العملية برمتها أظهرت فشلا كبيرا نظرا لفقدانها أهم عنصرين وهما الشمولية والتوقيت، وسط بروز تعقيدات وظواهر سالبة عديدة.
وبسبب تمدد الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، في أكثر من 70 بالمئة من مناطق البلاد، حصر البنك تغيير العملة في 7 فقط من ولايات البلاد الثمانية عشر، واعتبرت السلطات العملة القديمة مبرئة للذمة في ولاية الخرطوم وعدد من مناطق ولاية النيل الأبيض، إضافة لإحدى عشر ولاية اخرى لم يشملها التغيير، والتي تشكل أكثر من 80 في المئة من اقتصاد البلاد.
ورغم التسهيلات التي قدمها بنك السودان المركزي للراغبين في فتح حسابات لايداع ما لديهم من عملات قديمة، إلا أن الكثير من السكان لم يتمكنوا من فتح حسابات في ظل توقف أكثر من 85 بالمئة من أفرع المصارف البالغ عددها نحو 400 فرعا يشغلها 31 مصرفا يعمل في مختلف أنحاء البلاد.
واجه الآلاف صعوبات كبيرة في تبديل ما لديهم من عملات قديمة بسبب الازدحام في المصارف العاملة في المناطق والمدن الآمنة التي تشهد ضغطا كبيرا في ظل استيعابها أكثر من 11 مليون من الفارين إلى مناطق القتال.
وقال عبدالكريم علي الذي ظل يسافر على مدى ثلاثة أيام للمصرف الوحيد الذي يبعد عن مكان سكنه بنحو 30 كيلومترا، إنه يأس من إمكانية تبديل ما لديه من أموال قبل انتهاء المهلة.
وأوضح لموقع سكاي نيوز عربية "للمرة الثالثة اذهب إلى هذا المصرف الوحيد المتوفر في المنطقة، لكني أفشل في الدخول بسبب الازدحام الكبير..لا أدري ماذا أفعل".
إفرازات خطيرة
أفرز الارتباك الكبير الذي صاحب العملية، ظواهر اقتصادية خطيرة، حيث برزت في بعض المناطق ظاهرة العمل بسعرين للسلعة الواحدة بفارق يصل إلى 25 في المئة بين العملة القديمة والجديدة، كما انتشرت عمليات التبديل خارج المصارف بعمولات ضخمة.
ولجأ بعض السماسرة للاستفادة من الصعوبات التي تواجه الكثير من السكان في تبديل ما لديهم من عملات قديمة وذلك ببيع العملات الجديدة مقابل أرباح طائلة يحصلون عليها من بعض الذين حاولوا تفادي ازدحام المصارف او تكبد عبء الانتظار والسفر لمسافات طويلة للوصول إلى أقرب فرع لهم.
ويقول محمود الشيخ لموقع سكاي نيوز عربية "اضطررت لتبديل ما لدي من عملات قديمة لدى سمسار يمتلك كميات كبيرة من العملة الجديدة بعد أن اقتتطع ما يقارب من قيمة مبلغي المستبدل". ويبدي الشيخ استغرابه الشديد من ظهور سماسرة تبديل العملة، متهما جهات داخل المصارف بتسهيل عملهم.
وفي الجانب الآخر، أججت الخطوة عمليات مضاربات كبيرة في أسواق الحبوب والسيارات والسلع المعمرة حيث لجا الكثير من أصحاب الأموال إلى شراء تلك السلع رغم الخسائر المحتملة وذلك في محاولة للاحتفاظ بأموالهم بدلا من فقدان قيمتها بعد انتهاء مهلة التغيير.
وفي هذا السياق يرى الخبير الاقتصادي بشارة خير أن العملية برمتها ستكون كارثية وستعمق من الأزمة وتغرق الأسواق بعملة غير مبرئة للذمة ودون غطاء. ويقول "باتت التعاملات اليومية محفوفة المخاطر وبات العديد من التجار والمواطنون غير قادرين على ممارسة الأنشطة الاقتصادية ولجأ البعض إلى وسائل غير رسمية لحماية مدخراتهم".
ارتباك الأسواق
ارتبكت الأسواق في عدد من المناطق، بعد ان احجم تجار عن استلام الفئات القديمة، ما أدى إلى صعوبات كبيرة في الحصول على الاحتياجات اليومية.
وفي حين قالت لجنة استبدال العملة التابعة لبنك السودان إن إيداع العملات القديمة في الحسابات المصرفية يتيح للمواطنين الاستفادة من الخدمات المصرفية ويحمي أموالهم من مخاطر التعامل النقدي، يواجه الكثير من السكان صعوبات كبيرة في الدفع الإلكتروني لمشتريات السلع اليومية وتسديد فواتير الخدمات في التقطع المستمر لشبكة الإنترنت في الكثير من مناطق البلاد.
وتشير فاطمة عيسى إلى أنها أودعت ما لديها من مدخرات لكن البنك رفض تسليمها إلا جزءا قليلا من المبلغ الذي أودعته. وتقول لموقع سكاي نيوز عربية "أنا لا أملك وسيلة دفع الكتروني ولا أدري ماذا أفعل ولا أعرف متى يعطونني بقية المبلغ الذي أحتاجه للصرف اليومي على أولادي".
يجدر أن اللجنة العليا لاستبدال العملة قد كشفت عن تمديد فترة الاستبدال اعتباراً من الأربعاء، الأول من يناير 2025، وحتى الإثنين، السادس من يناير 2025. وقال وزير الثقافة والإعلام خالد الاعيسر الناطق الرسمي باسم الحكومة أن التمديد يهدف إلى تمكين المواطنين في جميع الولايات المستهدفة من إتمام عملية الاستبدال بسهولة ويسر.
وناشدت اللجنة المواطنين في الولايات المستهدفة كافة التعاون خلال هذه الفترة والإسراع لاستكمال عملية الاستبدال في الوقت المحدد، وذلك حرصاً من اللجنة العليا على مصالح الشعب السوداني.
سكاي نيوز عربية – أبوظبي
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة الکثیر من کبیرة فی أکثر من
إقرأ أيضاً:
بفضل صورة قديمة.. الشرطة البريطانية تكشف مصير شيلا فوكس المفقودة منذ أكثر من 50 عامًا
أكدت الشرطة البريطانية العثور على امرأة بريطانية كانت قد اختفت منذ أكثر من نصف قرن، عندما كانت تبلغ 16 عامًا. لتغلق الشرطة بذلك قضية كانت مفتوحة منذ زمن، ولتنتهي واحدة من أطول عمليات البحث عن المفقودين. فكيف تم العثور عليها؟
اعلانتدعى السيدة شيلا فوكس، وفُقدت في عام 1972 في مدينة كوفنتري حيث كانت تعيش في وسط إنجلترا. قالت شرطة ويست ميدلاندز إن الفتاة كانت تعيش مع والديها حينها، واعتقدت أنها ربما كانت على علاقة برجل، وأنها قد تكون ذهبت إلى منطقة أخرى.
رغم مرور وقت طويل وتضاؤل الأمل في العثور عليها، قامت الشرطة بنشر صورة جديدة للمفقودة فوكس عبر الإنترنت في آخر أيام ديسمبر، سعيًا للحصول على أي خيط جديد قد يقودهم إليها. الصورة، التي تم التقاطها قبل فترة قصيرة من اختفائها، كانت غير واضحة.
وفي غضون ساعات من نشر الصورة، تواصل مواطنون مع الشرطة وقدّموا معلومات عن فوكس، مما ساعد في تعقبها والعثور عليها. وأكدت الشرطة أنها "آمنة وبصحة جيدة وتعيش في منطقة أخرى من البلاد"، حيث كانت في مكان مختلف تمامًا كما كانت التوقعات.
الشرطة تقف أمام المتظاهرين الذين يشاركون في مظاهرة مضادة في لندن 26 تشرين الأول أكتوبر 2024Alberto Pezzali/APقالت المحققة جينا شو من فريق التحقيق في القضايا غير المغلقة في شرطة ويست ميدلاندز: "نحن سعداء للغاية بالعثور على شيلا بعد أكثر من خمسة عقود. لقد قمنا بمراجعة كل الأدلة التي تمكنا من الوصول إليها، ووجدنا صورة لها، مما ساعدنا في تحديد مكانها".
Relatedخبراء آثار يكشفون عن كنوز مفقودة.. 250 سفينة غارقة في المياه البرتغالية بحاجة إلى حماية عاجلةبعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء "أين أبناؤنا؟".. تجمع لعائلات المفقودين السوريين في دمشق ومطالب بالكشف عن مصيرهموأضافت شو: "نحن فريق صغير من الضباط، وأود أن أشيد بالشرطي شون ريف، الذي تمكن من حل هذه القضية بفضل تعاون المواطنين". وأكدت قائلة: "كل شخص مفقود لديه قصته الخاصة، وتستحق عائلاتهم وأصدقاؤهم معرفة ما حدث لهم، ونحن نأمل أن يتم لم شملهم معهم قريبًا".
وأوضحت الشرطة أن التقدم الجنائي والتكنولوجي ساهم بشكل كبير في حل إحدى القضايا التي ظلت مفتوحة وغير محلولة لفترة طويلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من الحياد إلى الاتحاد: النمسا وفنلندا والسويد تحتفل بمرور 30 عاماً على عضويتها في الاتحاد الأوروبي نيوزيلندا في حالة طوارئ بعد زلزال فانواتو.. دمار في البنية التحتية والمئات في عداد المفقودين عشرات المفقودين في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة سواحل جافدوس باليونان شرطةكوفنتريتكنولوجيابحث وإنقاذتحقيقبريطانيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next غارات إسرائيلية على غزة توقع قتلى وجرحى وقلق دولي بشأن مصير مدير مستشفى عدوان الدكتور حسام أبو صفية يعرض الآن Next من الحياد إلى الاتحاد: النمسا وفنلندا والسويد تحتفل بمرور 30 عاماً على عضويتها في الاتحاد الأوروبي يعرض الآن Next مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! يعرض الآن Next الولايات المتحدة تبدأ بإنشاء قاعدة عسكرية في كوباني شمال سوريا يعرض الآن Next "زنوبيا" تُحذف من المناهج السورية.. فهل كانت مجرد شخصية خيالية؟ اعلانالاكثر قراءة توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية النقل ماذا نعرف عن هجوم نيو أورلينز الذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وجرح العشرات؟ نازحو غزة يواجهون شتاءً قاسياً وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية أبوظبي تحطم الأرقام القياسية في رأس السنة 53 دقيقة من الألعاب النارية المتواصلة في مشاهد بهية ساحرة دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومرأس السنةالسنة الجديدة- احتفالاتسورياإسرائيلغزةضحايادونالد ترامببشار الأسدأبو محمد الجولاني تحقيقهجومروماالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025