مهرجان الشارقة للشعر العربي ينطلق الاثنين
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي، خلال الفترة من 6 حتى 12 يناير الجاري في قصر الثقافة، بمشاركة أكثر من 70 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً يمثلون الدول العربية وعدد من الدول الأفريقية.
وقال عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، إن مهرجان الشارقة للشعر العربي عزز من الحضور الإبداعي على مدى 21 دورة وشكّل فعلاً ثقافياً مهماً في الساحة الثقافية العربية، وتتمثل هذه الأهمية استناداً إلى توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بدعم الشعراء العرب وتشجيعهم نحو المزيد من إنتاج الشعر العربي الأصيل.
وأضاف أن الدورة الحالية تشهد مشاركة أكثر من 70 مبدعاً من مختلف الدول العربية تجمعهم الشارقة على حب الكلمة، وإلى جانب القراءات الشعرية يضم المهرجان ركناً لتوقيع دواوين شعرية لمجموعة من المبدعين، ويطلّ القرّاء العرب على 12 اسماً جديداً لفائزين في الدورة الثالثة من جائزة القوافي الذهبية ساهموا بإبداعاتهم الشعرية في مجلة القوافي خلال 12 عدداً لعام 2024، ويصاحب المهرجان ندوة فكرية بعنوان "الشعر العربي من الثبات إلى التحوّل" ليتعرف الجمهور من خلال مجموعة بحوث ودراسات نقدية على أبرز القضايا التي تتصل بالشعر العربي.
ولفت إلى أن الدورة الحالية ستكرّم شاعرَيْن بجائزة الشارقة للشعر العربي بدورتها الـ"13" ، ساهما بنتاجهما الإبداعي في رفد المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الشعرية اللافتة وهما الشاعر طلال الجنيبي "الإمارات" والشاعر حسين العبدالله "سوريا" .
أخبار ذات صلة "استشاري الشارقة".. نموذج برلماني فعال لتعزيز التنمية المستدامة تعاون بين جامعة الشارقة و«سيوا» في مجالات الطاقة والبيئة
وأشار العويس إلى مشاركة شعراء أفارقة يمثلون دول السنغال ومالي والنيجر وتشاد ، مؤكداً أن استضافة شعراء من دول أفريقية يؤشر إلى انفتاح المهرجان على آفاق شعرية جديدة وتعزيزاً لملتقيات الشعر العربي في أفريقيا.
ويتضمن حفل الافتتاح عرضا تسجيليا بعنوان "بيوت الشعر" عشرة أعوام من العطاء، وقراءات شعرية لكل من الشاعر طلال الجنيبي "الإمارات”، والشاعر حسين العبدالله "سوريا”، والشاعر طلال الصلتي "عُمان"، بجانب تكريم الفائزين بالدورة الرابعة من جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي وهم فتحي بن بلقاسم نصري من تونس بالمركز الأول والدكتور أحمد جار الله ياسين من العراق بالمركز الثاني وإبراهيم الكراوي من المغرب بالمركز الثالث.
وتشهد فعاليات المهرجان تكريم الفائزين بجائزة القوافي الذهبية - الدورة 3 في دارة الدكتور سلطان القاسمي، بجانب أمسية شعرية وقراءات شعرية على مدى أيام المهرجان، وندوة فكرية تحت عنوان "الشعر العربي من الثبات إلى التحوّل" وذلك في قصر الثقافة .
المصدر: وام
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الشارقة للشعر العربي الشارقة سلطان القاسمي الشارقة للشعر العربی الشعر العربی
إقرأ أيضاً:
قصائد موشحة بالدلالات في بيت الشعر
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء الذي يفتح في كل موعد شعري أفقا جديدا على الإبداع، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية ، شارك فيها كل من الشاعر جعفر حمدي أحمد، والدكتور خليفة بوجادي، والشاعر عمر المقدي، وحضرها عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور من الشعراء والنقاد والباحثين والمهتمون بالشعر، وقدمها الدكتور أحمد سعد الدين، الذي رحب في البداية بالحاضرين، مقدما الشكر للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على اهتمامه بالثقافة العربية، وجعله الشارقة عاصمة للثقافة والإبداع وجعل بيت الشعر بيتا للشعراء، ثم أضاف في افتتاحيته: " الشِّعرُ لُغةُ الرُّوحِ وصَوتُ القَلبِ، والنَّافذةُ التي تُطلُّ على عوالمِنا الداخليةِ".
افتتح القراءات الشاعر جعفر حمدي أحمد، الذي توشحت قصائده بالدلالات والصور الشعرية العميقة، فطاف بكلماته بين حالات الشاعر الوجدانية وقضاياه الإنسانية، ورسم بلغة شفيفة ما يختلج في صدره من رؤى وأفكار ومشاعر، فيقول:
هذا الوحيدُ مشىٰ بالنهرِ مُؤتنِسًا،
إنْ حطَّ فِي الماءِ لم يحفَلْ بهِ السَّمكُ
وإن أشارَ إلى الغيماتِ؛ ظُنَّ بهِ
بعضُ الجنونِ وغاضَ الغيمُ والفَلَكُ
أما في قصيدة "فتى المواجيد" فتظهر صورة الشاعر المشرقة ومكانته في المجتمع، بما يحمله من صدق ونقاء، وبما يراوده من تأملات، فيؤكد بذلك ما ذهبت إليه العرب منذ القدم، حين جعلوا من الشاعر صوت قومه وقدوتهم، فيقول:
قلبي النقيُّ مشىٰ بئرًا لواردِهِ
كما تهيأَ عصفورٌ لصائدِهِ
مشىٰ يُقلِّبُ كَفَّيْ شِعْرِهِ، فغَدَا
يَلُوحُ للشمسِ إذ تزهُو بعائدِهِ
فَمَا تهيأَ طِفلٌ ما لقِبلتِهِ
إلاَّ وأصبحَ ظِلاًّ مِنْ فرائدِهِ
حتَّىٰ تفاخرَ قومٌ حينَ غايرَهُمْ
فتىٰ المواجيدِ، وانصاعُوا لشاردِهِ
ثم قرأ الدكتور خليفة بوجادي نصا بعنوان "إيراقة الرمل والأحجار" والذي دار حول استذكار العمر وما مضى منه، والتأمل في محطاته، فيقول:
عامٌ تَقضّي فلا كُرّرتَ يا عــــامُ
كذلكِ العمرُ.. عامٌ بعدَه عامُ
عشرون عاماً وخمسٌ فوق راحلتي
غادرتُ فيها صِباً تحدوهُ أحلامُ
عشرون عاما وخمسٌ يا مهنّئَــتي
والنّفسُ يعكسُها دهرٌ وأقزَامُ
ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان " هذي الحال" تناولت موضوع رثاء الأم، وما يخلفه فقدها من ألم ومرارة ويتم، فيقول:
أطْللتِ في وجَع التذكُّر بلسَمـــــَـا
وزرعتِ في جدْب القصائد موسمـــــَـــا
من بعد ما لبسَ الفؤادُ شحوبـــــــــَـــه
وضياءُ عُمْري بعد غمضكِ أظلمـــَــا
لــمّا وقفتِ بمَحْجر العَين التي
مُذ غبتِ عنها، غالبتْ دمعي الدّمَــا
واختتم القراءات الشاعر عمر حسين المقدي الذي كان نصه المعنون "الخزف الشفاف" لوحة فنية متقنة، تتداخل فيها ألوان المعاني الرقيقة بقوة البلاغة واتساع القاموس اللغوي، فيقول :
لَمْ يَعْرِفِ النَّاسُ عَنْهُمْ عِنْدَمَا عُرِفُوا
فَخَبَّأُوا السِّرَّ فِي الأَرْوَاحِ وَانْصَرَفُوا
وَمِثْلَمَا تُكْمِلُ الأَقْمَارُ رِحْلَتَهَا
نَحْوَ البِدَايَةِ مَا بَانُوا وَمَا ازْدَلَفُوا
العَائِدُونَ مِنَ الغَيْبِ البَعِيدِ مَدًى
الذَّاهِبُونِ إِلَى الغَايَاتِ مَا انْحَرَفُوا
مَرُّوا عَلَى اللَّوْنِ شَفَّافِينَ تَحْمِلُهُمْ
دُمُوعُهُمْ إِنَّمَا أَوْجَانُهُمْ ضِفَفُ
أما في نصه " حديث جانبي" فقد استطاع الشاعر أن يدير ببراعة حوارا داخليا مجازيا مع الروح الشاعرة وتطلعاتها وارتباطها باللغة وبحثها عن الجمال، فيقول:
قَرِيبٌ أَنْتَ مِنْ تَحْقِيقِ ذَاتِكْ
تُسَاوِمُكَ الطَّرِيقُ عَلَى جِهَاتِكْ
تَسِيرُ إِلَى الأَمَامِ بِكِبْرِيَاءٍ
وَيَحْلُمُ كُلُّ شَكٍّ بِالتِفَاتِكْ
تَهُزُّكَ نَسْمَةٌ خَجْلَى وَلَمَّا
يُشَاهَدْ أَيُّ شَيءٍ فِي ثَبَاتِكِ
مَجَازِيًّا تَطِيرُ لِأَلْفِ مَعْنًى
تُدَافِعُ بِالقَصَائِدِ عَنْ لُغَاتِكْ
وفي الختام كرّم عبدالله العويس بحضور الشاعر محمد البريكي، المشاركين في الأمسية.