وجّه كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، مع بداية السنة الجديدة التي تتزامن مع يوم السلام العالمي، "رسالة إلى رعاة ومطارنة وأساقفة وأبناء وبنات الكنيسة أينما حلّوا في بلاد الوطن والإنتشار"، قال فيها: "نبدأ هذه الأيام المباركة بالتوجه إلى الله، ربّ السماوات والأرض، طالبين منه أن تكون هذه السنة مليئة بالخير والبركات.

نرفع أيدينا متضرعين أن يمنحنا الصحة والعافية، ويغمرنا بفيض نعمه، ويرشد خطانا إلى العيش المطمئن في ظل رحمته وسلامه. فلنبدأ هذا العام بإيمان قوي وقلوب مفعمة بالرجاء، مستعدين لتجديد حياتنا وجعلها انعكاسًا لإرادته الصالحة ومحبته غير المحدودة".
أضاف: "إنّ الأيام التي تمضي ليست مجرّد صفحات من الزمن تُطوى، بل هي دعوة إلهية لنا للتأمل، والمراجعة، والتجدد. فهل نستطيع أن نترك الحقد والكراهية جانبًا؟ هل نحن قادرون على أن نجعل المحبة أساسًا لعلاقاتنا في عائلاتنا ومجتمعاتنا؟ مع بداية هذا العام، نتأمل في دعوة يوم السلام العالمي التي تُذكّرنا برسالتنا الإنسانية والروحية، وضرورة كسر قيود الأنانية والمخاوف التي تقيّدنا. لبنان والشرق الأوسط، هذا العالم المليء بالآلام والدمار، يحتاج إلينا نحن المؤمنين لنحمل رسالة الرجاء، ونعمل بلا كلل لإحياء النفوس وبناء ما تهدم".
وتابع: "إنّ السلام يبدأ من أعماقنا، من قلوبنا. فلنجعل المغفرة والمصالحة عنوانًا لحياتنا. لنرفع أنظارنا نحو السماء، طالبين القوة لنحيا على مثال العائلة المقدسة، فنحفظ عائلاتنا متماسكة، ونبني أوطاننا على أساسات المحبة والإيمان والعمل المشترك".
وقال: "إلى المسؤولين في لبنان والعالم، أنتم مدعوون لتحمّل مسؤولياتكم أمام الله والشعب. عودوا إلى ضمائركم، اجعلوا مصلحة الأوطان والشعوب فوق كل اعتبار. في هذه اللحظة المصيرية، لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع، لا لفئة دون أخرى. رئيس مؤمن يحمل في قلبه روح الخدمة، يعمل بجديّة ووحدة ليجمع اللبنانيين كلهم دون استثناء. نحن بحاجة إلى قادة ينظرون إلى الأمام، يضعون خريطة مستقبلية تمتد لخمسين عامًا، لا مجرد سنوات معدودة. علينا جميعًا أن نكون معه، داعمين وملتزمين، ليكون هذا القائد رمزًا للوحدة والانفتاح والنهضة".
وختم: "لا ننسى أن نتضرع إلى الله من أجل السلام في الشرق الأوسط. لنرفع الصلوات من أعماق قلوبنا كي ينهي الرب الحروب التي أنهكت منطقتنا، ويزيل الكراهية التي مزّقت الشعوب. لنطلب منه أن يُعيد السلام إلى أرضه المباركة، وينشر نعمة المحبة بين الجميع، ويمنحنا القوة لبناء مستقبل مليء بالفرح والطمأنينة. فلنتحد بالإيمان، ونجعل من هذا العام بداية جديدة حقيقية، عامًا نعيش فيه تحت بركة الله، نعمل معًا بيد واحدة وقلب واحد لصنع الخير والسلام، ونخط طريقًا نحو وطن مزدهر وشرق متجدد ومبارك".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عوده: نأمل انتخاب رئيس جديد بإرادة لبنانية

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة لمناسبة ذكرى ختانة يسوع المسيح بالجسد وتذكار القديس باسيليوس الكبير ورأس السنة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة.     وبعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى المطران عودة عظة قال فيها: "يا أحبة، نحن على أعتاب سنة جديدة سوف نصلي بعد قليل لكي تكون سنة خير ورفاه، وأن يوطد الله روح السلام في العالم أجمع ويحفظ هذه المدينة وسائر المدن والقرى من الجوع والوباء والزلازل، ومن غارات القبائل الغريبة والحروب الأهلية والميتات الفجائية، نحن نستقبل السنة الجديدة براحة مصحوبة بالقلق، راحة من أثقال العام الماضي ومآسيه، وقلق على المستقبل الذي نرجو أن يكون، بمشيئة الله، مشرقا. لقد أعطيت لنا فرص كثيرة، في هذا البلد، لانطلاقة جديدة وحياة أفضل، لكن قادة هذا البلد رفضوا اغتنامها، فوصلت بنا الحال إلى الأسوأ. بعد أيام، تأتي فرصة أخرى طال انتظارها: اجتماع نواب الأمة لانتخاب رئيس نأمل أن ينتخب بإرادة لبنانية، وقناعة لبنانية بشخصه وكفاءته، وأن يكون مترئسا بحسب قلب الله، وأن يكون قلبه على لبنان، لا مصالح شخصية ضيقة له، ولا ارتباطات تعيق أمانته لبلده، فينقل هذا البلد الجريح إلى بر الأمان، عبر إرساء مبدأ العدالة، وخضوع الجميع للقانون، ومحاسبة كل مقصر، كائنا من كان، وإعادة الهيبة للدولة، وترميم قنوات التواصل مع الداخل والخارج، مرمما الصورة المشوهة التي رسمها المسيئون إلى وطننا الحبيب".     وتابع: "نأمل أن يكون الرئيس الجديد غربالا لا يمر عبره أي سوء أو فساد، إنسانا يقف الوقفة الشجاعة في وجه كل مخطئ، على مثال القديس باسيليوس، خادما للشعب لا متسيدا عليه، عاملا بما يمليه عليه ضميره، ومؤمنا أن الله الذي يرى في الخفاء يجازي علانية. ولكي يسير البلد نحو النور، لا يكفي أن يكون هناك رئيس ومجلس وزراء وبرلمان، بل الدور الأهم هو للشعب الذي يعول على وعيه ومحبته لأرضه، وهذا يبدأ من عدم رمي القاذورات في الشوارع، مرورا بمحبة البيئة والطبيعة، وصولا إلى احترام القوانين، ومحاسبة المسؤولين، ومحبة كل مواطن لأخيه المواطن من دون تفرقة على أساس الدين والمذهب والإنتماء. لقد خلقنا الله على صورته ومثاله، وما يميز لبنانيا عن الآخر هو حسه الوطني الصادق، وإيمانه ببلده، وإخلاصه له. متى وصلنا إلى هذه المرحلة، يمكننا أن نطمئن على مستقبل لبناننا الحبيب".

وقال عودة: "لقد كان العام المنصرم حافلا بالمتغيرات والأحداث والحروب والإغتيالات، وكان لبنان ساحة لتصفية الحسابات وإشهار المواقف. أملنا أن يكون العام القادم عام ولادة جديدة للبنان جديد، بعد إجراء قراءة متأنية لما حصل في العام الماضي، واتخاذ العبر. وأول خطوة تكون بالإنتقال من لبنان الساحة إلى لبنان الدولة التي يحكمها الدستور والقانون، واقتناع الجميع أن لا ملجأ لهم إلا الدولة، وأن الإنتماء إلى الطائفة يأتي بعد الإنتماء للوطن. على اللبناني أن يفتخر بانتمائه إلى لبنان، وأن يعي مسؤوليته تجاه وطنه. على الدولة أن تعي واجباتها تجاه مواطنيها، وأن تؤمن لهم الإستقرار والأمان، وتعمل على تحفيز الإنتاج وتشجيع المبادرات، والإعتماد على سواعد اللبنانيين وأدمغتهم عوض استجداء المساعدات. اللبناني إنسان مبدع وخلاق، وهو قادر على النهوض ببلده وإنعاش اقتصاده وإنماء مناطقه متى تأمنت الأجواء المريحة له. ما على الدولة إلا أن تستعيد هيبتها وتسترجع ثقة الداخل والخارج بها، وتترك أبناءها للعمل والإبداع".
وختم: "في هذا اليوم المبارك، لنجدد العهد مع الرب، خاتنين قلوبنا، واضعين إياها بين يديه، علنا نصل إلى القداسة التي نشتهيها، آمين".

مقالات مشابهة

  • رئيس الطائفة الإنجيلية: الكنيسة تتحدث اللغة التي يفهمها الشباب
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة
  • كمال ماضي: لبنان بحاجة لوحدة الرأي في مواجهة التحديات
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • المطران سويف: لا يمكن ان تستمر رسالة لبنان ودوره من دون المحبة
  • عوده: نأمل انتخاب رئيس جديد بإرادة لبنانية
  • يوحنا العاشر في قداس رأس السنة: ندعو نواب لبنان إلى انتخاب رئيس
  • ‏نعيم قاسم: سنعمل مع شركائنا لانتخاب رئيس جديد في لبنان
  • رئيس الطائفة الإنجيلية: نشكر الله على سلام وأمان بلادنا ونصلي أن تكون السنة الجديدة بداية أمل ورجاء