للمرة الأولى منذ الأزمة المالية بدءًا من تشرين الأول 2019، تشهد الليرة طلبًا كبيرًا في سوق النقد، بعد أن كانت منبوذة طيلة سنوات الأزمة بفعل انهيار الجزء الأكبر من قيمتها أمام الدولار. الطلب المتزايد على شراء الليرة غير مألوف، ويحصل على أعتاب مرحلة جديدة في البلاد ربطًا بترقّب عودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية، عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وانطلاق مرحلة إعادة الإعمار.

شراء الليرة مرتبط بعاملين، الأول الفوائد العالية التي تعرضها المصارف على الحسابات الجديدة بالليرة، والثاني، وإن كان أقل شأنًا مرتبط برهان لدى حاملي الدولار بهبوط سعر الصرف إلى 60 ألف وما دون بعد انتخاب رئيس للبلاد، بحيث يعمل البعض على استبدال بعض الدولارات المخبأة في المنازل بالليرة، بقصد تحقيق أرباح لاحقًا. فهل الرهان في محلّه؟ وهل ما تعرضه المصارف سيؤدي إلى خلل في سوق القطع لجهة شحّ في الليرة؟ السبب الرئيسي للإقبال على العملة المحليّة عائد إلى العرض الذي قدّمته المصارف إلى الزبائن في الآونة الأخيرة، لإيداع مبالغ ماليّة نقديّة بالليرة في مقابل فوائد مرتفعة جدًّا، بلغت 40% مقابل تجميد الوديعة بالليرة مدّة عام، وعروض مماثلة لتجميد الأموال على  مدى 3 أو 6 أو 9 أشهر. ثم بدأت الفوائد تتراجع للترواح بين 25 و 30% وستنخفض أكثر، وفق ما أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي لـ "لبنان 24" لافتًا إلى أنّ هذا العرض لقي إقبالًا، وقد حصل طلب بالفعل من قبل الزبائن الذين عمدوا إلى استبدال الدولار بالليرة. وهذا هو السبب الرئيسي للطلب الذي شهدناه على الليرة. المفارقة أنّ المصارف التي تسعى لتكوين ودائع جديدة بالليرة لا زالت ممتنعة عن الإقراض بأي عملة، وعرضها غير مرتبط بعودتها إلى ممارسة وظيفتها الطبيعيّة في تمويل الاقتصاد "بل تهدف المصارف من جرّاء ذلك  لتغذية حاجاتها بالليرة من أجل دفع الضرائب والرسوم المتوجّبة عليها، كما أنّها تستخدم الليرات التي تمتصّها من السوق في عمليّات تسديد الودائع المدولرة القديمة بالليرة، وبسعر صرف يوازي 15 ألف ليرة للدولار، وبهذه العملية تحصل على الليرة من الزبائن وبأقل تكلفة ممكنة". ما تبعات خطوة المصارف على الاستقرار النقدي؟ ما قامت به المصارف عزّز الطلب على الليرة "وهو عامل إيجابي في المرحلة الحالية للاستمرار في المحافظة على الاستقرار النقدي. وطالما لا تستعمل المصارف هذه الليرات لشراء الدولار، لا يؤثر ذلك على سعر الصرف سلبًا. ووفق معلوماتي، يراقب المصرف المركزي هذه العملية وحجم الكتلة النقدية الموجودة في المصارف، بالتالي لا خوف من استخدام هذه الليرات للمضاربة على الليرة". منذ آذار 2023 ولغاية اليوم، يشهد السوق استقرارًا في سعر الصرف ما دون سقف الـ 90 ألف ليرة، ورغم كل التطورات السلبيّة، لاسيّما المرتبطة منها بأهوال الحرب بقي صرف الصرف صامدًا، بفعل تظافر عوامل عدّة، أبرزها تمكن مصرف لبنان من امتصاص فائض الكتلة النقدية بالليرة من السوق، واعتماد الدولرة، ووقف تمويل الدولة. لكن ماذا عن التطورات الإيجابيّة في المنحى السياسي الدستوري، هل يؤدي انتخاب رئيس إلى هبوط في سعر الصرف إلى ما دون الـ 60 ألف ليرة؟
  
لن يتأثر سعر الصرف بانتخاب رئيس أو بتدفق أموال إلى البلد لتمويل إعادة الإعمار وفق مقاربة جباعي "نحن اليوم دخلنا في مرحلة استقرار نقدي، عمرها سنة وسبعة أشهر تقريبًا، وقد اعتاد السوق والاقتصاد على هذا السعر، ووضعت الدولة موازانتها وفقًا له، وكذلك فعل المصرف المركزي وفق التعميم 167 الذي حدّد فيه السعر بـ 89500، وقد أضحى سعرًا معتمدًا محليًا، تقبّلته الأسواق وتكيّفت معه وأنتج استقرارًا نقديًّا، بالمقابل انخفاض السعر سينعكس ضررًا في الموازنة. من هنا لا أتوقّع انخفاضَا في سعر الصرف بعد انتخاب رئيس للجمهورية أو دخول مبالغ للإعمار بالعملة الصعبة. وكما بقي الدولار بمنأى عن التأثيرات السلبيّة للحرب سيبقى كذلك بظل حدوث تأثيرات إيجابية في السياسة. ومن المهم أن يبقى هذا الاستقرار النقدي، لأنّه يدعم الاقتصاد الوطني ويمنح الأسواق طمأنية ويعطي فرصة لامكانيّة زيادة الناتج المحلي والاستثمار. ولا أعتقد أن هناك توجّهًا لتخفيض سعر الصرف في المرحلة المقبلة، بل المحافظة على ما تحقق من استقرار نقدي، في ظل ما نشهده من تنسيق بين المركزي ووزارة المالية". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الـ50 دينار.. إيداعات تجاوزت 10 مليارات دينار حتى الآن

قال مكتب الإعلام بمصرف ليبيا المركزي إنه استلم قرابة 10 مليارات دينار من الفئة النقدية، مشيرا إلى زيادة وتيرة الإيداع خلال الأيام العشرة الأخيرة.

وأضاف إعلام المركزي في تصريح للأحرار أن عمليات إيداع العملة الورقية فئة الـ50 دينارا تسير بوتيرة جيدة حتى خلال يومي العطلة الرسمية.

وأشار المركزي إلى أن القيمة المتداولة للفئة النقدية في الأسواق بإصداريها الأول والثاني في السوق الليبية تصل إلى نحو 13 مليار دينار.

وكان المصرف قد جدد تأكيده أن آخر موعد لقبول العملة هو يوم الأربعاء الموافق 30 أبريل الجاري.

ودعا المركزي في بيان له، المواطنين لإيداع ما بحوزتهم خلال المهلة المحددة لتفادي الإرباك بعد انتهاء الفترة، موجها المصارف بزيادة ساعات العمل لتسهيل عمليات السحب والإيداع حتى نهاية دوام الأربعاء 30 أبريل لمنح فرصة كافية لزبائن المصارف.

وأوضح إعلام المركزي أن ورقة الـ50 ديناراً من الإصدارين الأول والثاني ستُعد غير قابلة للتداول أو الإيداع بالمصارف بعد 30 أبريل، منبها إدارة المصارف إلى توريد العملة التي أودعها الزبائن إلى خزائن إدارة الإصدار أولا بأول بكل من (طرابلس – بنغازي – سبها – البيضاء – غريان) على أن يكون آخر موعد لتسلم الفئة من المصارف في الـ8 من شهر مايو القادم.

كما ألزم المركزي المصارف بالإعلان عبر وسائل الإعلام ومواقعها الرسمية عن إجراءات السحب وفق المواعيد المعتمدة.

المصدر: ليبيا الأحرار+ مصرف ليبيا المركزي

المركزيرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • الـ50 دينار.. إيداعات تجاوزت 10 مليارات دينار حتى الآن
  • الذهب ينخفض مع تراجع التوترات التجارية وصعود الدولار
  • هبوط جديد للعملة بمناطق حكومة عدن   
  • الريال اليمني يهوِي إلى مستويات قياسية أمام الدولار والريال السعودي اليوم السبت
  • رئيس مياه القناة: خطة متكاملة استعدادا لفصل الصيف بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد
  • ارتفاع جديد للدولار مقابل الليرة التركية في 26 أبريل السبت
  • انتخاب ميّ الرشيد رئيسًا للاتحاد العربي للريشة الطائرة
  • كم يبلغ سعر الدولار؟ وكم يساوي اليورو؟ إليكم أسعار الصرف ليوم الجمعة 25 أبريل 2025
  • إنهيار جنوني وغير مسبوق لأسعار الصرف مساء اليوم الخميس في عدن
  • تراجع سعر صرف الليرة السوري مقابل الدولار اليوم الخميس