في ذكرى ميلاد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.. أيقونة التلاوة المصرية والعالم لقبه بصوت مكة
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
تحل اليوم الأربعاء، الأول من يناير 2025، ذكرى ميلاد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، أحد أشهر أعلام مدرسة التلاوة المصرية، ونرصد في التقرير التالي بعض السطور عنه.
أول نقيب لقراء مصر .. الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحلة صوت مكة
ولد الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود، في قرية «المراعزة» التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا سابقًا الأقصر حاليًا، في 26 جمادى الآخرة عام 1345 هـ، الموافق 1 يناير 1927 م، ونشأ في بيتٍ قرآني، فجده من جهة أبيه هو الشيخ عبد الصمد، من الحفظة المشهود لهم بالتمكن في حفظ القرآن الكريم، وجده لأمه العارف بالله الشيخ أبو داود المعروف بمدينة أرمنت.
التحق الشيخ بكتّاب القرية وهو في سن السادسة، وأتم حفظ القرآن كاملًا مع بلوغه العاشرة، وجمع قراءات القرآن الكريم على يد العالم الأزهري الشيخ محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه للقراءة في السهرات والحفلات، وكان يزكيه في كل مكان يذهب إليه، إلى أن ذاع صيته في قرى ومحافظات الوجه القبلي.
سافر الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إلى القاهرة في سن السابعة والعشرين، والتحق بإذاعة القرآن الكريم في نهاية عام 1951م؛ ليبدأ مسيرته القرآنية العالمية، كما عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعي، ومسجد سيدنا الإمام الحسين، ويعد الشيخ أول نقيب لقراء مصر عام 1984م.
وتلقى الشيخ دعوات عديدة من شتى بقاع الدنيا؛ للقراءة في المناسبات المختلفة، فلباها وجاب أنحاء العالم، ومن الدول التي سافر إليها: المملكة العربية السعودية، وفلسطين، وسوريا، والكويت، والعراق، والمغرب ولبنان، والجزائر، وإندونسيا، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والهند، وغيرها.
وقرأ في الحرمين الشريفين؛ ولهذا لقب بـ «صوت مكة»، كما قرأ في المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الأموي بدمشق، وكان يحظى بحب الملوك والرؤساء، حيث كانوا يستقبلونه استقبالًا رسميًّا حافلًا.
وقد كُرم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد في العديد من المحافل العالمية، وحصل على عدد من الأوسمة الرسمية المرموقة، منها: وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية، والوسام الذهبي من باكستان، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق، ووسام الاستحقاق السنغالي، ووسام من الجمهورية السورية، ودولة ماليزيا، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية.
ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، وجاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وتوفي في 30 نوفمبر 1988.
ورحل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد عن عالمنا، في يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988م، بعد رحلة قرآنية ملهمة مؤثرة، ومسيرة عطاء زاخرة.
وقد حكى الشيخ ممدوح عامر، موقفًا يثبت ويدلل شهرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، في دول العالم، قائلًا: «كنت في زيارة لدولة جنوب أفريقيا، وبينما أنا أتسوق سألتني إحدى البائعات عن بلدي، فأجبتها من مصر أم الدنيا، فحملتني رسالة سلام ومحبة إلى روح الشيخ عبد الباسط عبد الصمد».
وأفاد بأن حوارات الشيخ عبد الباسط، المسجلة أظهرت أن الشيخ عبد الباسط تخلق بأخلاق القرآن الكريم، فكان متسامحًا ومتواضعًا، يحب إخوانه ويحب الخير للجميع، لافتًا إلى أنه حينما يستمع لتلاوات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، يشعر وكأنه يستمع إليها أول مرة وتجعلنه يتحرك ويقوم من مكانه.
وألمح إلى أن الشيخ عبد الباسط من بداية ظهوره في دولة التلاوة، ذاع صيته ليس في مصر بل في العالم كله، واشتهر بصوته في جميع أنحاء العالم، منوهًا بأن أغلب دول العالم يعرفون الشيخ عبد الباسط .
أيقونة لقراء عصره .. علي جمعة واصفا عبدالباسط عبدالصمد
قال علي جمعة إن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ركن من أركان القراءة المصرية وكان يسمى صوت مكة؛ لأنه أتيح له أن يقرأ في الحرم المكي، وكان الملك فيصل يحبه، وكلما ورد للملكة العربية السعودية لا بد أن يصدره للقراءة.
ولفت علي جمعة، خلال حواره ببرنامج "مصر دولة التلاوة" المذاع عبر فضائية "الحياة"، إلى أن الشيخ عبدالباسط عبد الصمد أيقونة للقراء في هذا العصر، وهو كسر الصور النمطية للقاريء وخرج عنها؛ لأن صوته كان وكأنه صوت السماء، وأن الشيخ عبدالباسط التحق بالإذاعة المصرية عام 1951.
وأشار علي جمعة إلى أن الراديو ارتفعت أسعاره في العام الذي دخل فيه الشيخ عبدالباسط عبدالصمد الإذاعة بسبب كثرة الطلب عليه، ودخل الإذاعة المصرية زاد بسبب كثرة الإعلانات، مؤكداً أن الشيخ عبدالباسط يوصف بأنه قارئ شعبوي لعموم الناس، وكان فلتة في هذا المجال، وأن الشيخ عبدالباسط استمر ناجحًا حتى بعد وفاته ولم ينساه الناس، وتميز بسهولة الأداء وقوة الصوت وطول النفس، ووصل لقمة القمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عبدالباسط عبدالصمد ذكرى ميلاد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد المزيد الشیخ عبدالباسط عبدالصمد الشیخ عبدالباسط عبد الشیخ عبد الباسط الباسط عبد الصمد القرآن الکریم أن الشیخ عبد علی جمعة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ذكرى مولد المؤلف والملحن السوري عبدالغني الشيخ
يعتبر الفنان السوري عبد الغني الشيخ أحد رواد كتابة وتلحين المونولوغ الساخر والأغنية الشعبية، سليلُ عائلة دمشقية عريقة هي (شيخ الأرض)، ولد عام 1907 في حي القنوات قصر الحجاج، توفي عام 1971 في دمشق، هو سيد درويش سوريا كما كتبت عنه الصحافة المصرية يوماً.
أعماله خرجت من عباءة الأغنية الدّمشقيّة البسيطة
أنجز عبد الغني الشيخ كلمات ولحن أكثر من 700 أغنية مشهورة لا يزال العديد منها متداولاً بين الأجيال من دون معرفة صاحبها، من أشهر أعماله التي غناها مطربون ومطربات من أكثر من قطر عربي: "يمّ العباية "، " يا طير سلملي ع سوريا"، " ما اقدر اقلك مع السلامة روح"، " وين بلاقي متل بلادي وين"، " بحبك يا ولفي بحبك"، " حوّل يا جمّال حوّل"، أغنية مقدمة مسلسل " أيام شامية"، " يا خيّال الزرقا"، "مونولوج الستات" و"دادي يلا ويلا/ داديه ويا ماشا الله" بما أنه كتب ولحن للأطفال، إذ يعتبر رائداً فيها أيضاً، ففي ذكرى ميلاده، الذي صادف الأول من الشهر الجاري، نستعرض معاً أهم إنجازاته ومحطات حياته:
تفاصيل دمشقيةوللأمانة كان أول من لفت نظرنا إلى أغانيه التي نعرف أغلبها ونجهل صاحبها، وإلى الصفحة التي خصصها له حفيده الدكتور عصام شيخ الأرض منذ أشهر قليلة، هي الشاعرة الدمشقية "بسمة شيخو" التي مضت تقول على صفحة الفيسبوك خاصتها: " مغرمة بالتفاصيل الدمشقية والأغاني التراثية المحفورة بالأبرة في ذاكرتي، فأغنية : هالأسمر اللون، هالأسمراني، تعبان يا قلب خيو، هواك رماني...، تستطيع أن تبكيني بسهولة كما لا تفعل سواها، أما أغنية : آه يا اسمر اللون، حبيبي الاسمراني…، مختصة بالتغزل بالشّريك وبكرمه والعودة لحضنه سريعاً، تجعلني أبتسم بخبث.
وتتابع بسمة الإشارة إلى قائمة الأغاني الموغلة في محليتها فتشير إلى: ياطير سلملي ع سوريا، التي غناها المطرب معن دندشي، والتي منها عرفتُ أسماء الكثير من المدن والمناطق التي كنتُ أجهلها بطفولتي. وهناك مونولوج يوجعني عندما أسمعه ينقبض قلبي فهو يتغزّل بوفد التفاوض السوري ويثني على سياسي الزّمن الجميل (أهلاً برجال سوريا) بصوت سلامة الأغواني، ثم تشّكر حفيده الذي منحنا هذا الكنز بالإمساك بالخيط الذي يربط هذه اللالئ الموسيقية ببعضها، مخصصاً لها صفحة بعنوان "المؤلف والملحن عبد الغني الشيخ"، يعرض فيها بعضاً من أعماله.
في إضاءة الحفيد د. عصام لـموقع 24 على أبرز محطات حياة جدّه التي يجهلها أغلبنا، أشار في البدء إلى مقالات كثيرة كتبت عن جده خلال حياته وبعد وفاته، لكن بعضها احتوت معلومات ليست دقيقة، فعبد الغني الشيخ، وهذا الاسم الذي قدم نتاجه من خلاله، هو من عائلة "شيخ الأرض" الدمشقية، بدأ حياته الفنية عام 1922 وهو مواليد 1907، ظهر ولعه بالمنولوج النقدي الساخر، وعمل على تطويره وكتابته وتلحينه، تعلم على يدي والده الشيخ رجل الدين وصاحب مجلس علم في الجامع الأموي فعلمه القرآن الكريم، والموشحات والموسيقا الصوفية والموالد الدينية، التي عمل بها مع والده. ثم تعلّم موسيقياً على يدي الموسيقي صبحي سعيد الذي أصبح فيما بعد رئيس فرقة الإذاعة السورية، فعلمه العزف على العود وحفظ علي يديه الكثير من الأدوار والموشحات السائدة في تلك الأيام فأعطته منحىً إضافياً وفكراّ أكبر في انطلاقته في التلحين.
شراكة إبداعية
أول لحن له كان عام 1923 في مونولوج خاص وسجله بصوته وسجل 50 أسطوانة وهي أثرت في المجتمع والمستعمر الفرنسي الذي حكم عليه بالإعدام 1926، تعرف على سلامة الأغواني عام 1930 وتكونت شراكة بينهما في غناء المنولوجات بصوت سلامة وتأليف وألحان عبد الغني، وجرّاء أحد المنولوجات حَكَمَ عليه المستعمر الفرنسي بالإعدام فهرب إلى العراق، وحُكِمَ على الأغواني بالنفي. وتميزت محطة حياته في العراق بنقلة فنية إذ شهدت انتقاله من المنولوج إلى تأليف وتلحين الأغنية، التي لم يكن قد خاضها من قبل فكانت أغنية "يمّ العباية".
ثنائية ثانية
وفي محطة ثانية انتقل المبدع عبد الغني للأردن وأسس مع سهام رفقي ثنائياً لافتاً في إنتاج أغنية شعبية سُميت بالبدوية، وهي كذلك فقط ببعض مفرداتها إلاّ أنها أغنية شعبية ميّزت الفنانة سهام رفقي، كما كتب ولحن لها بعض الأغاني الوطنية، وعندما اعتزلت الغناء، انتقل للعمل مع الفنانة سميرة توفيق التي نالت جراء أعماله لقب مطربة البادية. وبسبب أغنياته الوطنية مع سهام رفقي حكم عليه بالإعدام فهرب لبيروت، وهو أحد المؤسسين للأغنية اللبنانية.
سافر عبد الغني الشيخ إلى القاهرة مع سهام رفقي، واستمرت علاقته بالقاهرة في زيارات كثيرة، فسجلت سهام رفقي لإذاعة القاهرة أغنياتها التي لحنها لها عبد الغني الشيخ، كما لحن العديد من الأغنيات لبعض الأفلام المصرية. ومن ألحانه وكلماته في القاهرة النشيد الوطني (بكرة التار) للمطرب كارم محمود، وكان يذاع بكثرة من إذاعتي صوت العرب والقاهرة وإذاعة دمشق.
وبدأ المؤلف والملحن عبد الغني الشيخ برحلة الأفلام كلمات وألحان وحوار إضافي وتمثيل منذ عام 1946 مع أول فيلم فتاة من فلسطين وامتدت الرحلة إلى آخر فيلم بعد وفاته كان قد كتب كلمات ولحن أغانيه الذي تم إنتاجه عام 1972.
الفيلم الوحيد الذي مثل فيه هو فيلم "حبيبة الكل" ومن الأفلام التي كتب ولحن لها صقر العرب، القاهرون، ليلى العامرية، فتاة من فلسطين.
بساطة وعدم تعقيد
ولأن جهد المبدع عبد الغني الشيخ لم ينل حقه في الحضور الإعلامي والنقدي توجهت24 إلى الموسيقي والناقد أمين رومية لمحاولة إنصاف إرث هذا المبدع الذي قال فيه:
امتازت أعماله الغنائيّة بالبساطة وعدم التّعقيد (لحناً وإيقاعاً) حيث اختار قالب الأغنية الشّعبية التي تعتمد الجمل اللّحنيّة العذبة والرّشيقة المقتضبة التي لا تحتمل التّنوّع المقامي.
أمّا الجُمَل اللّحنيّة لدى الفنّان عبد الغني الشّيخ فهي قصيرة بلا امتدادات لحنيّة ذات إيقاعات سريعة تُفقدها في كثير من الأحيان شيئاً من القدرة التعبيرية، متأثّراً بشكل واضح بالأغنية الدّمشقيّة.
ونلاحظ في أغلب ألحانه عدم حضور الموسيقى إلا بالحدود الدّنيا، حتى المقدّمة التي تمهّد لغناء المذهب، هي لحن المذهب ذاته، فالمغنّي يحمّل عبء اللّحن بصوته وربما هذا يجعلنا نميل إلى الرّأي القائل بأنّ الفنّان عبد الغني الشيخ لم يكن يجيد العزف على أيّة آلة موسيقيّة أو أنّه كان عازفاً متواضعاً على آلة العود كونه تعلّم لدى عازف العود المعروف صبحي سعيد الذي لقّنه أصول الغناء والإيقاع.
لكن الفنان رومية من خلال متابعته للصّفحة الخاصّة بأعمال الفنّان عبد الغني الشّيخ على الفيسبوك اتّضح له كما يقول: أنّ مُنشئ الصّفحة مع احترامنا وتقديرنا لجهده، نشر أعمالاً منسوبة لعبد الغني الشّيخ وهي ليست من أعماله ويلزمها التّدقيق.