المسلة:
2025-04-26@08:06:05 GMT

بغداد بين دمشق وطهران: معادلة صعبة في زمن المتغيرات

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

بغداد بين دمشق وطهران: معادلة صعبة في زمن المتغيرات

1 يناير، 2025

بغداد/المسلة: مع سقوط نظام بشار الأسد وصعود إدارة جديدة في سوريا تحمل توجهات متشددة تعارض النفوذ الإيراني وتُظهر عداءً للنفوذ الشيعي، يبدو أن العلاقات العراقية السورية ستدخل مرحلة معقدة. بينما تتحرك الحكومة العراقية لتطبيع العلاقات مع الواقع الجديد، تتباين مواقف القوى السياسية داخل العراق، مما يعكس تبايناً بين بغداد الرسمية وحلفائها التقليديين.

تشير التطورات الأولية إلى أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تُظهر مرونة في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة.

وخطوة إرسال رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري وتهنئة وزير الخارجية فؤاد حسين لنظيره السوري تُعدّ إشارات واضحة على رغبة بغداد في تعزيز العلاقات الثنائية.

هذا الموقف يتماشى مع مساعي الحكومة الرسمية لضمان استقرار الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة ومواجهة التهديدات المتزايدة لتنظيم “داعش”.

على النقيض، تبدو القوى السياسية المرتبطة بالإطار التنسيقي والجماعات الحليفة لإيران متحفظة تجاه هذه التحركات.

ويرى مراقبون أن هذا التحفظ ينبع من المخاوف بشأن انعكاسات العلاقة مع الإدارة السورية الجديدة على النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي يشكل أحد المرتكزات الاستراتيجية لهذه الأطراف.

من جهة أخرى، يبدو أن القوى السنية العراقية أكثر ارتياحاً لتغيير النظام في سوريا. فقد رأت هذه القوى في سقوط الأسد نهاية لنظام اعتُبر أحد أكبر داعمي الجماعات الموالية لإيران. ومع ذلك، لا يخلو الأمر من تخوفات بشأن مدى استقرار الوضع السوري الجديد وتأثيره على التوازنات الإقليمية.

الاختلاف في المواقف بين بغداد والقوى السياسية الشيعية الحليفة لإيران يعكس تزايد استقلالية القرار العراقي في بعض الملفات الإقليمية الحساسة.

ويُظهر موقف الحكومة انفتاحاً على التعامل مع المتغيرات الدولية والعربية بشأن سوريا، وهو ما قد يضع العراق في مسار جديد أكثر توازناً في سياسته الخارجية.

وفيما تترقب الأوساط السياسية والشعبية تطورات المشهد، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة الحكومة العراقية على تحقيق توازن بين تعزيز أمنها القومي وضمان عدم الدخول في مواجهة مع حلفائها الإقليميين، وسط تغييرات جذرية في خريطة النفوذ الإقليمي.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

غضب متبادل في بيروت وبغداد بعد تصريحات عون وردّ رجل دين عراقي

24 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: ارتفعت حدة التوتر بين بيروت وبغداد بعد تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون التي رفض فيها استنساخ تجربة الحشد الشعبي في لبنان، مشدداً على حصرية السلاح بيد الدولة، ومؤكداً أن عناصر حزب الله يمكنهم الالتحاق بالجيش عبر دورات استيعاب، دون تشكيل وحدة مستقلة.

واستدعت وزارة الخارجية العراقية السفير اللبناني في بغداد، معربة عن “عدم ارتياحها” لتصريحات عون، معتبرة أن الحشد الشعبي جزء مهم من المنظومة الأمنية العراقية، وأن إقحام العراق في الأزمة اللبنانية الداخلية لم يكن موفقاً.

وهاجم رجل الدين العراقي ياسين الموسوي الرئيس اللبناني، واصفاً إياه بـ”النكرة”، ما أثار غضباً في الأوساط اللبنانية، خاصة مع غياب رد رسمي من الحكومة اللبنانية على هذه الإهانات.

وانتقدت وسائل إعلام لبنانية، منها صحيفة النهار، صمت السلطات اللبنانية، معتبرة أنه كان من الأجدر استدعاء السفير العراقي في بيروت، كما فعلت بغداد مع السفير اللبناني، للتعبير عن رفضها للإهانات التي طالت رئيس الجمهورية.

وظهرت دعوات في العراق للانكفاء الذاتي ووقف المساعدات للدول المجاورة، بما فيها لبنان، معتبرين أن مواقف هذه الدول تنعكس سلباً على العراق، مما يزيد من التوترات في العلاقات الثنائية.

واعتبر النائب اللبناني إبراهيم الموسوي أن الحشد الشعبي فرض معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” في الجنوب، مؤكداً أن المقاومة هي جزء من كرامة الأمة، وأن الشعب اللبناني سيبقى وفياً لدماء الشهداء.

وتأتي هذه الأزمة في ظل ضغوط دولية متزايدة على لبنان لنزع سلاح حزب الله، خاصة بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، حيث تكبد الحزب خسائر فادحة، مما جعل مسألة نزع السلاح قابلة للتنفيذ أكثر من أي وقت مضى.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الحكومة العراقية تطلع شفق نيوز على اكبر تواصل وتنسيق امني يجري مع ادارة الشرع
  • الإطار التنسيقي يراهن على قوائم منفصلة في انتخابات 2025
  • كردستان العراق: ساحة صراع النفوذ بين تركيا وإيران
  • اعتقال 4 متهمين بجريمة قتل إثر مشاجرة مسلحة في بغداد
  • غضب متبادل في بيروت وبغداد بعد تصريحات عون وردّ رجل دين عراقي
  • الجامعة العربية:قمة بغداد ستبحث الملفات السياسية والتنموية ذات الأولوية على الساحة العربية
  • دبلوماسية الحل الوسط تهدئ الجدل العراقي: الشيباني إلى القمة بدل الشرع
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم
  • مباحثات عراقية فرنسية في بغداد بشأن استقرار سوريا ومفاوضات واشنطن وطهران
  • العراق يترقب مصير مفاوضات إيران النووية: آمال ومخاوف