المسلة:
2025-02-03@10:02:51 GMT

بغداد بين دمشق وطهران: معادلة صعبة في زمن المتغيرات

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

بغداد بين دمشق وطهران: معادلة صعبة في زمن المتغيرات

1 يناير، 2025

بغداد/المسلة: مع سقوط نظام بشار الأسد وصعود إدارة جديدة في سوريا تحمل توجهات متشددة تعارض النفوذ الإيراني وتُظهر عداءً للنفوذ الشيعي، يبدو أن العلاقات العراقية السورية ستدخل مرحلة معقدة. بينما تتحرك الحكومة العراقية لتطبيع العلاقات مع الواقع الجديد، تتباين مواقف القوى السياسية داخل العراق، مما يعكس تبايناً بين بغداد الرسمية وحلفائها التقليديين.

تشير التطورات الأولية إلى أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تُظهر مرونة في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة.

وخطوة إرسال رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري وتهنئة وزير الخارجية فؤاد حسين لنظيره السوري تُعدّ إشارات واضحة على رغبة بغداد في تعزيز العلاقات الثنائية.

هذا الموقف يتماشى مع مساعي الحكومة الرسمية لضمان استقرار الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة ومواجهة التهديدات المتزايدة لتنظيم “داعش”.

على النقيض، تبدو القوى السياسية المرتبطة بالإطار التنسيقي والجماعات الحليفة لإيران متحفظة تجاه هذه التحركات.

ويرى مراقبون أن هذا التحفظ ينبع من المخاوف بشأن انعكاسات العلاقة مع الإدارة السورية الجديدة على النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي يشكل أحد المرتكزات الاستراتيجية لهذه الأطراف.

من جهة أخرى، يبدو أن القوى السنية العراقية أكثر ارتياحاً لتغيير النظام في سوريا. فقد رأت هذه القوى في سقوط الأسد نهاية لنظام اعتُبر أحد أكبر داعمي الجماعات الموالية لإيران. ومع ذلك، لا يخلو الأمر من تخوفات بشأن مدى استقرار الوضع السوري الجديد وتأثيره على التوازنات الإقليمية.

الاختلاف في المواقف بين بغداد والقوى السياسية الشيعية الحليفة لإيران يعكس تزايد استقلالية القرار العراقي في بعض الملفات الإقليمية الحساسة.

ويُظهر موقف الحكومة انفتاحاً على التعامل مع المتغيرات الدولية والعربية بشأن سوريا، وهو ما قد يضع العراق في مسار جديد أكثر توازناً في سياسته الخارجية.

وفيما تترقب الأوساط السياسية والشعبية تطورات المشهد، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة الحكومة العراقية على تحقيق توازن بين تعزيز أمنها القومي وضمان عدم الدخول في مواجهة مع حلفائها الإقليميين، وسط تغييرات جذرية في خريطة النفوذ الإقليمي.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكدت ندوة نظمها المنتدى اليمني الأوروبي، أن تشرذم الأحزاب اليمنية لا يخدم أحداً سوى الحوثيين، الذين يستفيدون من غياب رؤية وطنية موحدة، بل يعزز من هيمنة وسيطرة الجماعة المسلحة على البلاد.

وأكد المشاركون في الندوة التي أقيمت فعالياته بالعاصمة البلجيكية بروكسل وحضرها قادة حزبيون وخبراء سياسيون، إلى تعزيز الحوار بين القوى السياسية، وتشكيل تكتل وطني قادر على استعادة الدولة وفرض نفسه في أي مفاوضات قادمة.

وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس المنتدى، خليل مثنى العمري، إن الندوة والتي شارك فيها، قادة أحزاب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية.. تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأحزاب السياسية في اليمن، وسبل استعادة دورها في الحياة العامة.

من جانبه، انتقد عبد الرحمن السقاف، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ما وصفه بـ”اختلال موازين القوى في البلاد”، مشددًا على ضرورة احتكار الدولة للقوة العسكرية.

وأضاف أن “الشعبوية المنتشرة في البلاد تؤدي إلى تخريب الوعي السياسي العقلاني، وتحوّل الأكاذيب إلى حقائق، مما يفاقم الأزمات ويؤجج الصراعات الإعلامية”، لافتًا إلى أن “هناك فرقًا كبيرًا بين النقد العقلاني للأحزاب وبين تدمير الوعي السياسي”.

بدوره، قال عبد الله نعمان، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري، إن تجربة “اللقاء المشترك” بين الأحزاب السياسية اليمنية كانت نموذجًا سياسيًا ناجحًا، لكنه انتقد مشاركتها في حكومة الوفاق الوطني، معتبرًا أنها “أخطأت بقبول تقاسم الوظائف العامة على حساب الكفاءة”، مما أتاح لجماعة الحوثي استغلال الوضع لإسقاط الدولة.

وأضاف: “الأحزاب السياسية تلعب أدوارًا مختلفة في زمن الحرب مقارنة بأوقات السلم، حيث يصبح الشعب كله جبهة واحدة لمواجهة الأخطار”، مشيرًا إلى أن “الحرب شوهت صورة الأحزاب السياسية”، وأنه “عندما تتحدث المدافع، تصمت السياسة”، وانه من الصعوبة الحديث عن مستقبل الاحزاب في ظل الوضع المسلح الحالي.

من جانبه، أكد عبد الرزاق الهجري، القائم بأعمال الأمين العام لحزب الإصلاح، أن الأحزاب اليمنية تأثرت بالوضع السياسي الراهن، لكنها تشهد “انفتاحًا ونقاشًا داخليًا إيجابيًا بسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي”.

وقال: “ليس من مصلحة المنظومة السياسية أن تغيب القوى المؤثرة عن المشهد”، مشددًا على ضرورة أن “تتنافس الأحزاب وهي قوية، بدلًا من أن تتصارع وهي ضعيفة”، مضيفًا أن “الشرذمة السياسية تُضعف الجميع”.

بدوره، أكد القيادي في المؤتمر الشعبي العام رئيس كتلته البرلمانية عبد الوهاب معوضة أن جماعة الحوثي نفذت “انقلابًا شاملًا” واستولت على مؤسسات الدولة.

وأضاف: “يحاول الحوثيون تصوير العمل السياسي كجريمة، ويروجون لفكرة أن الحل الوحيد لليمن هو حكم الولي الفقيه”، مشيرًا إلى أن “الأحزاب بحاجة إلى إعادة تنظيم جهودها من خلال التكتل الوطني لتوحيد القوى السياسية”.

من جهته، قال عبد الله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، إن القوى السياسية اليمنية يجب أن تتوحد لاستعادة الدولة.

وأضاف: “إذا ظللنا نبكي على اللبن المسكوب، فلن نبني بلدًا”، مشيرًا إلى أن “الصراعات السياسية أضعفت الجميع، وأتاحت للحوثيين الفرصة للتمدد”.

وأوضح أن “المقاومة الوطنية قدمت 1,500 شهيد، ووصلت إلى مشارف الحديدة، لكن اتفاق ستوكهولم جاء ليعرقل تقدمها”، مؤكدًا أن “الخلاف مع الحوثيين وجودي، لأنهم يرون أنفسهم أصحاب حق إلهي في الحكم”.

وأضاف أبو حوريه “المقاتلين في الميدان لاستعادة البلاد من الحوثيين هم الأبطال الحقيقيين أكثر من السياسيين والأمل بهم لاستعادة الدولة” .

مقالات مشابهة

  • هل تنجح المقاومة السورية في قلب المعادلات الصهيو-أميركية؟
  • استجوابات وزارية .. رقابة برلمانية أم تصفية حسابات؟
  • الشرع يصل الى السعودية في أول زيارة له الى الخارج منذ تسلمه الرئاسة السورية  
  • ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين
  • هل تدفع بغداد ثمن التردد في التعامل مع دمشق؟
  • فصائل تعيد النظر بـانسحاب القوات الأمريكية.. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المتغيرات؟
  • فصائل تعيد النظر بـانسحاب القوات الأمريكية.. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المتغيرات؟ - عاجل
  • القوى الشعبية والأحزاب السياسية يشاركون في الوقفة التضامنية أمام معبر رفح (شاهد)
  • القوى الشعبية والأحزاب السياسية يشاركون في الوقفة التضامنية أمام معبر رفح
  • إكسترا نيوز: القوى الشعبية والأحزاب السياسية يشاركون في وقفة رفض التهجير أمام معبر رفح