بغداد بين دمشق وطهران: معادلة صعبة في زمن المتغيرات
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
1 يناير، 2025
بغداد/المسلة: مع سقوط نظام بشار الأسد وصعود إدارة جديدة في سوريا تحمل توجهات متشددة تعارض النفوذ الإيراني وتُظهر عداءً للنفوذ الشيعي، يبدو أن العلاقات العراقية السورية ستدخل مرحلة معقدة. بينما تتحرك الحكومة العراقية لتطبيع العلاقات مع الواقع الجديد، تتباين مواقف القوى السياسية داخل العراق، مما يعكس تبايناً بين بغداد الرسمية وحلفائها التقليديين.
تشير التطورات الأولية إلى أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تُظهر مرونة في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة.
وخطوة إرسال رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري وتهنئة وزير الخارجية فؤاد حسين لنظيره السوري تُعدّ إشارات واضحة على رغبة بغداد في تعزيز العلاقات الثنائية.
هذا الموقف يتماشى مع مساعي الحكومة الرسمية لضمان استقرار الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة ومواجهة التهديدات المتزايدة لتنظيم “داعش”.
على النقيض، تبدو القوى السياسية المرتبطة بالإطار التنسيقي والجماعات الحليفة لإيران متحفظة تجاه هذه التحركات.
ويرى مراقبون أن هذا التحفظ ينبع من المخاوف بشأن انعكاسات العلاقة مع الإدارة السورية الجديدة على النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي يشكل أحد المرتكزات الاستراتيجية لهذه الأطراف.
من جهة أخرى، يبدو أن القوى السنية العراقية أكثر ارتياحاً لتغيير النظام في سوريا. فقد رأت هذه القوى في سقوط الأسد نهاية لنظام اعتُبر أحد أكبر داعمي الجماعات الموالية لإيران. ومع ذلك، لا يخلو الأمر من تخوفات بشأن مدى استقرار الوضع السوري الجديد وتأثيره على التوازنات الإقليمية.
الاختلاف في المواقف بين بغداد والقوى السياسية الشيعية الحليفة لإيران يعكس تزايد استقلالية القرار العراقي في بعض الملفات الإقليمية الحساسة.
ويُظهر موقف الحكومة انفتاحاً على التعامل مع المتغيرات الدولية والعربية بشأن سوريا، وهو ما قد يضع العراق في مسار جديد أكثر توازناً في سياسته الخارجية.
وفيما تترقب الأوساط السياسية والشعبية تطورات المشهد، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة الحكومة العراقية على تحقيق توازن بين تعزيز أمنها القومي وضمان عدم الدخول في مواجهة مع حلفائها الإقليميين، وسط تغييرات جذرية في خريطة النفوذ الإقليمي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
إنفجار سيارة تحمل ذخيرة على الحدود السورية - العراقية
أفادت وسائل إعلام سورية، اليوم الاثنين بأن سيارة تحمل ذخيرة انفجرت قرب إحدى محطات الوقود مما أدى لانفجار صهريج وقود عند دوار السكرية في البوكمال عند الحدود السورية – العراقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانفجار على الحدود العراقية السورية أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين، بالإضافة لأضرار مادية في المكان.
وأشار المرصد السوري إلى أن الانفجار دمر أجزاء واسعة من المنزل المستهدف، وتسبب في حالة من الذعر في المنطقة، فيما تعمل فرق الإنقاذ على انتشال الضحايا.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، شهدت محافظة دير الزور هجوما شنه تنظيم داعش الإرهابي بقذيفة آر بي جي على منزل يأوي عنصر في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ببلدة أبو حمام في ريف دير الزور الشرقي دون تسجيل إصابات بشرية، ومن ثم فر المهاجمون إلى جهة مجهولة.
كما تعرض مقر عسكري لقوات سوريا الديمقراطية لاستهداف من قبل خلايا داعش في بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي، فيما ردت عناصر المقر على المهاجمين دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.