هل هنالك فعلا خيانة داخل الجيش؟!!
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
لا شك أن الجيش السوداني رغم وجود علات وعلامات استفهام كثيرة في خططه في أرض المعركة قد افشل اكبر مخطط تم الاعداد له من اكبر الدول والعملاء لتمزيقه وتفتيت السودان، ونستبعد تماما ان تكون الخيانة داخل قيادات الجيش العليا، فلو كانت هنالك خيانة في القيادة العليا لأصبح الوضع الآن مختلفا ولنال العدو مراده من الشهر الأول من الحرب، والكل يعلم انه لولا دعم الجيش مباشرة او غير مباشرة، بعد عون الله، لما حقق درع السودان او القوات المشتركة او البراؤون او المستغفرين أو غيرهم اي انتصار في الميدان، ولكن السؤال البديهي الذي يدور في اذهان الكثيرين هو لماذا ينسحب الجيش ويتأخر كثيرا في القتال بالرغم من أن عدد الجيش وعتادة مع القوات المساندة له اكبر من عدد الميليشيا في الوقت الحالي ؟!!! والشعب (مكرها اخاك لا بطل) ليس أمامه الا الإيمان بأن الأمر ربما يكون من خطط الجيش، وأهل مكة ادرى بشعابها وليس في يدهم الا الصبر !!!! ألا يوجد تكتيك حربي في دراستهم في الكلية الحربية غير التأخير والبطي بالشهور والانسحاب من المواقع ؟!!! اين عنصر المباغتة وعدم اعطاء فرصة للعدو لاعادة انفاسه؟!!! لماذا نجد ان القوات المشتركة تحقق انتصارات واضحة وظاهرة في مناطق دارفور وكل يوم يدخل درع السودان ومعهم المستنفرين قرية من قرى الجزيرة ويحررونها دون انسحاب او بطئ، بينما نجد الجيش يحقق تقدم وينسحب ويعرض المنطقة التي دخلها للمجازر من الميليشيا المجرمة ويجعلهم تحت رحمتهم، والكل يعلم الآن ان الجيش اكثر عدة وعتادا وتنظيما من الميليشيا !!!!!، وايضا الكل يعلم تماما ان اي انسحاب او اي تأخير وبطئ في قتال العدو لا يكون الا في مصلحة العدو فقط، لانه يجعل العدو يعيد شتات قواته ويعيد انفاسه ويعطيه الفرصة للتسليح وترتيب اوضاعه في كل مرة وكأن الامر مقصود !!! ما يحدث مسؤولية القيادة العليا للجيش وعليهم مراجعة ما يحدث بجرأة دون خوف من مجتمع دولي ومتابعة الامر بصدق وبعمق لان الوضع أصبح مملا، وان هؤلاء المجرمين من الميليشيا وكل خائن ارهقوا الشعب ونفذ صبرهم .
د. عنتر حسن
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نجح الجيش في التصدي لمحاولة المليشيا للسيطرة على السلطة
يبدو أن القوات المسلحة هي صمام أمان البلد أكثر مما نعتقد؛ فهي كذلك ليس في مواجهة خطر تمزيق السودان بالحرب وحسب، وإنما أيضا بعد الانتصار في الحرب، وهذا هو التحدي الأكبر.
بعد تحدي الجنجويد والمرتزقة وحربهم على الدولة فإن الخطر التالي مباشرة هو تعدد القوات التي تحمل السلاح. والتهديد لا يكمن بالضرورة في تمرد مشابه لتمرد الدعم السريع، ولكن في الصراعات التي يخلقها وجود هذه القوات.
التحدي أمام مؤسسة القوات المسلحة وأمام الشعب السوداني هو توحيد كل القوات التي تحمل السلاح في معركة الكرامة في جيش قومي مهني واحد.
هذه القضية تكاد تكون هي الأولوية الثانية بعد الانتصار في الحرب إن لم تكن الأول مشترك، أي بنفس الأهمية.
بدمج كل القوات التي تقاتل مع الجيش الآن في جيش واحد وفق رؤية وطنية متوافق عليها ستنتهي الكثير من المشاكل والمخاوف. سيكون لدينا مؤسسة جيش قوية تمثل كل الشعب، وبقدر ما ستكون تجسيدا للوحدة ستكون قوية لفرض هذه الوحدة أمنا واستقرارا في كل التراب السوداني.
ولكن قضية الجيش الواحد الذي يحتكر السلاح لا تنفصل عن باقي قضايا الحكم والدولة، لذلك لا بد من التوافق على رؤية وطنية شاملة بكل ما يعنيه الشمول من حيث المضمون ومن حيث المشاركة.
لقد نجح الجيش في التصدي لمحاولة المليشيا للسيطرة على السلطة كما نجح في منع تدميرها للدولة رغم الأضرار الكبيرة التي وقعت على البلد وعلى الناس. ولكن يجب أن يكون لدينا تعريف واضح محدد للانتصار في هذه الحرب. متى نقول أننا انتصرنا؟
هل عندما نشنق آخر جنجويدي بإمعاء آخر قحاتي؟
أم عندما ننجح في المحافظة على وحدة البلد وسلامة أرضها واستقلالها وسيادتها وضمان حرية شعبها في تقرير مصيره وصناعة مستقبله.
في رأيي أن مقياس الانتصار في الحرب هو إلى أين سيتجه السودان بعد نهاية الحرب؟ هل سيخرج دولة واحدة ذات سيادة بدستور محترم نظام حكم مستقر بجيش واحد بمؤسسات دولة من قضاء وخدمة مدنية مهنية ومحترمة أم سيستمر في نفس الفشل وربما ينحدر للأسوأ؟ هذا هو محدد الانتصار.
لذلك، بقدر ما نحرص على التصدي للحرب التي استهدفت كيان الدولة والتي ما تزال مستمرة و ما يزال الشعب السوداني يبذل دماءه وموارده وزمنه في ذلك، إلا أن امتلاك رؤية واضحة لماهية الانتصار الذي نبحث عنه، ومتى نقول أننا انتصرنا في الحرب هو أمر في غاية الأهمية. لماذا؟
لأن إمتلاك التصور الصحيح للانتصار يجعلك تتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح. إذا حصلت على هذا الانتصار عبر الحرب أو عبر التفاوض، فأنت تعرف ماذا تريد. ولأن تصورنا عن الانتصار لا ينفصل عن تصورنا لما يجب أن يكون عليه مستقبل البلد بعد هذا الانتصار وبموجب هذا الانتصار. بل إن تصورنا للانتصار المطلوب يحدد الطريقة التي نخوض بها حربنا الحالية أيضا.
ورغم كل سوء الحرب إلا أنها ليست أصعب شيء.
– ماذا؟ هل هناك ما هو أصعب الحرب؟
نعم؛ السياسة!
فنحن وصلنا إلى الحرب بسبب الفشل السياسي. وقد تنتصر عسكريا اليوم، ولكنك إذا فشلت سياسيا بعد ذلك فسوف تعود إلى دوامة الحرب مرة أخرى.
وحتى لا نفشل فيما هو أصعب فيجب أن نعرف ماذا نريد ومن الآن.
أقول هذا الكلام وأنا مدرك تماما أنه لم يكن ممكنا وأنه سيكون لغوا بلا أي معنى لولا الدماء التي سالت وتسيل في ميدان معارك الكرامة؛ فلولا هؤلاء الأبطال لما كنا نملك حتى رفاهية الفشل؛ لو انتصر الأعداء لكنا فقدنا كل شيء.
ولكن الأعداء لم ينتصروا، وذلك بفضل التضحيات التي لا ينبغي أن تُنسى، ولكن أيضا لا ينبغي أن تضيع بفشل آخر جديد بسبب غياب الرؤية. هذه مسئولية الجميع.
حليم غباس