العالم يستقبل 2025 بعد عام شهد حرا شديدا وعودة ترامب وهروب بشار الأسد
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
يستقبل العالم سنة 2025 الثلاثاء، مودعا عاما شهد تنظيم الألعاب الأولمبية في فرنسا، وعودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، وفرار بشار الأسد من سوريا، واضطرابات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ويبدو مؤكدا أن العام 2024 سيسجل على أنه الأكثر حرا على الإطلاق، في وقت تؤدي الكوارث التي يغذيها التغير المناخي إلى أضرار بالغة في مناطق تمتد من سهول أوربا إلى وادي كاتماندو.
ومع انطلاق الاحتفالات عشية رأس السنة على طول ميناء سيدني بعد ظهر الثلاثاء، يشعر العديد من المحتفلين بارتياح لتوديع الأشهر الـ12 الماضية.
وقال الموظف في قطاع التأمين ستوارت إدواردز (32 عاما) مع تجمع الحشود عند واجهة سيدني البحرية « سيكون الأمر أفضل بالنسبة إلى العالم لو أن كل شيء أصلح نفسه بنفسه ».
وستطلق المدينة التي تسمي نفسها « عاصمة العالم لرأس السنة » تسعة أطنان من الألعاب النارية من دار الأوبرا وجسر ميناء سيدني (هاربر بريدج) عند منتصف الليل.
وعبرت الممرضة المتقاعدة البالغة 71 عاما روث روزي، عن سعادتها « برؤية كل هذه الألوان الجميلة والاستمتاع بهذا الوضع مع هذا العدد الكبير من الناس في أستراليا الرائعة ».
أسدلت تايلور سويفت الستار على جولتها « ذي إيراس تور » هذا العام بينما انتشرت تسجيلات مصورة لأنثى فرس نهر تايلاندية صغيرة تدعى « مو دينغ » على الإنترنت بشكل واسع، فيما ساعد لاعب كرة القدم لامين يامال البالغ 16 عاما الفريق الإسباني على الفوز بكأس أوربا.
وتركزت أنظار العالم لمدة أسابيع في يوليو وغشت على أولمبياد باريس، حيث سبح الرياضيون في السين وتسابقوا تحت برج إيفل وركبوا الخيول خارج قصر فرساي.
كان 2024 عام انتخابات بامتياز إذ توجه الملايين إلى مراكز الاقتراع في أكثر من ستين بلدا.
فاز فلاديمير بوتين في الانتخابات الروسية التي وصفها كثيرون بأنها صورية، بينما أطاحت انتفاضة طالبية في بنغلادش رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
لكن أي اقتراع لم يحظ بدرجة المتابعة التي حظيت بها الانتخابات الأمريكية في الخامس من نوفمبر، والتي سيعود دونالد ترامب على إثرها قريبا إلى البيت الأبيض.
وتحدث عودة ترامب لتولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الولايات المتحدة هزات من المكسيك وصولا إلى الشرق الأوسط.
هدد الرئيس المنتخب بمفاقمة الضغوط الاقتصادية على الصين وتفاخر بأن بإمكانه وقف حرب أوكرانيا « في غضون 24 ساعة ».
في الشرق الأوسط، انتهى حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من نصف قرن مع هروب الرئيس بشار الأسد من سوريا لتسود الاحتفالات مختلف أنحاء البلاد في الشهر الأخير من العام.
ونفذت إسرائيل عملية عسكرية في لبنان ضد حزب الله الذي استهدفت آلاف من عناصره بتفجير أجهزة اتصال يحملونها واغتالت العديد من قادته كان أبرزهم أمينه العام حسن نصرالله الذي قضى في غارة إسرائيلية في سبتمبر.
في الأثناء، بقيت الحرب دائرة في غزة حيث تفاقمت معاناة المدنيين مع تراجع مخزونات الطعام والدواء.
وقالت وفاء حجاج لفرانس برس من دير البلح حيث بات عدد كبير من السكان النازحين يتكدسون في خيام مكتظة، « خسرت أحبائي بمن فيهم والدي وأصدقائي المقربين منذ مطلع العام ».
وأضافت « أتمنى أن يعود الأمن والأمان وأن تنتهي الحرب ».
وساد مزيج من الأمل والخوف مع اقتراب العام الجديد في سوريا بعد إطاحة الأسد.
وقالت المحامية مرام أيوب (34 عاما) من العاصمة دمشق « كنا مترددين في أن نخرج للسهر هذه السنة بسبب الأوضاع الأمنية، لكن قررنا أن نتغلب على مخاوفنا وألا نغير شيئا من عاداتنا ».
وترى أيوب أن 2024 كان « عام خير خصوصا أن بشار الأسد رحل في نهايته ».
أما في أوكرانيا، فيقترب الغزو الروسي من الذكرى الثالثة له في فبراير.
وبات على أوكرانيا التي تواجه تقدما روسيا، التعامل الآن مع إدارة ترامب التي تبدو مصرة على تخفيف المساعدات العسكرية.
وعبرت المدرسة كاترينا شيميريز من كييف عن أملها في أن « تحصل أوكرانيا على السلام أخيرا ».
تقدمت القوات الروسية بـ3985 كيلومترا مربعا عام 2024، أي بزيادة سبعة أضعاف عن العام السابق، بحسب تحليل أجرته فرانس برس لبيانات صادرة عن « معهد دراسة الحرب » ومقره الولايات المتحدة.
يعد العام 2025 بالكثير مع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والتوقعات بتباطؤ التضخم.
وسيجتمع أعضاء فرقة « أويسس » البريطانية في خطوة منتظرة منذ وقت طويل، بينما ستعود فرقة الكاي-بوب الشهيرة « بي تي إس » إلى الساحة بعدما خدم أعضاؤها في الجيش الكوري الجنوبي.
وسيكون عشاق كرة القدم على موعد مع بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة وتضم 32 فريقا.
ومن المتوقع أن يشارك حوالى 400 مليون حاج في مهرجان كومبه ميلا على ضفاف أنهار الهند، والذي يوصف بأنه أكبر تجمع بشري في العالم.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية أن تسجل درجات حرارة عالمية مرتفعة للعام 2025، ما يشي بأن السنة المقبلة قد تكون من بين الأكثر حرا على الإطلاق.
في الأثناء، مع التساقط الكثيف للثلوج في شمال اليابان، يتوقع بأن يستقبل الركاب في مطار هوكايدو الرئيسي العام الجديد في صالة المغادرة.
وقال رجل لشبكة « إت تي بي » المحلية لدى إلغاء الرحلات « من الرائع أن نرى الثلوج، لكنني لم أكن أعتقد أنني سأعلق هنا ». وأضاف « قد اضطر لتمضية الليلة في المطار ».
ومع ازدياد مبيعات المركبات الكهربائية والاعتماد على الطاقة المتجددة، هناك ذرة أمل بأن يكسب التقدم البطيء للغاية في مجال تغير المناخ زخما أخيرا في 2025.
كلمات دلالية ألعاب باريس بشار ترامبالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ألعاب باريس بشار ترامب الولایات المتحدة بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا هذا العام؟
موسكو- لا يبدو أن توجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيكون بدون عقبات، وذلك بعد تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده غير راضية عن مقترحات فريق ترامب بشأن القضية الأوكرانية.
وفي تصريح صحفي له، أوضح لافروف أن موسكو لا تقبل مقترحات فريق ترامب بتأجيل عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمدة 20 عاما، فضلا عن إرسال قوة حفظ سلام من القوات البريطانية والأوروبية إلى أوكرانيا.
وأكد أن بلاده كانت ولا تزال مستعدة للمفاوضات، لكن "لا يمكن الحديث إلا عن اتفاقيات موثوقة وملزمة قانونا تقضي على الأسباب الجذرية للصراع وتحتوي على آلية تضمن استحالة انتهاكها".
وعودوخلال حملته لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة تعهد ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في "يوم واحد". وفي وقت سابق من هذا الشهر قال إن كييف ربما تتلقى مساعدات عسكرية أقل بمجرد توليه منصبه، متسائلا "لماذا لا تتحمل أوروبا المبالغ نفسها التي تتحملها بلاده؟".
ورغم حرصه على عدم الكشف عن الكثير من خطته لإنهاء الحرب فإن تسريبات نقلتها وسائل إعلام غربية تقول إنها تقوم على الضغط على الجانبين الروسي والأوكراني على حد سواء، سواء بقطع المساعدات العسكرية عن كييف إذا لم توافق على المفاوضات أو بتوسيع شحنات الأسلحة إليها إذا رفضت موسكو الجلوس على طاولة المفاوضات.
إعلانفي المقابل، يرى مراقبون روس أن مستوى العلاقات بين البلدين خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض لا يمكن مقارنته من حيث الجوانب السلبية مع المرحلة المقبلة التي سيتولى ترامب الإشراف عليها.
ووفقا لعدد منهم، فإن خطاب ترامب الانتخابي بخصوص إنهاء الصراع المسلح في أوكرانيا وخفض المساعدات لها وإعادة تركيز الولايات المتحدة على مصالحها الوطنية والاقتصادية يفتح نافذة من الفرص لتهدئة التوترات والعودة إلى الحوار بين موسكو وواشنطن.
تفاؤل حذرويؤكد محلل الشؤون العسكرية يوري كنوتوف أن أوكرانيا ستواجه خلال العام الحالي ظروفا صعبة في ظل الزخم الجديد الذي بدأته القوات الروسية في عملياتها ضدها، والمخاوف لدى السلطات في كييف من أن تتعرض لضغوط لقبول صفقة "خاسرة" مع موسكو، مضيفا إلى ذلك حرص ترامب على الوفاء بوعده بوقف الحرب.
لكن كنوتوف يرجح في حديث للجزيرة نت أن يتزامن تنصيب الرئيس الأميركي الجديد في 20 يناير/كانون الثاني الجاري مع فترة من التباطؤ في وتيرة الحرب بأوكرانيا، إذ يستعد الجانبان لفصل الشتاء.
وهذا لا يعني -وفقا لكنوتوف- أن القتال سيتوقف، لكن النشاط العسكري سيبدو وكأنه يتراجع مقارنة بأشهر الربيع والصيف التي تشهد وتيرة أعلى، مضيفا أنه يمكن انتظار مفاوضات سلام بين موسكو وكييف، لكن دون توقعات عالية بالنجاح.
ويشير كنوتوف إلى دلالات تصريحات ترامب بعد الانتخابات، والتي توحي أنه غيّر موقفه بقوله إن "وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد يكون أكثر تعقيدا من إحلال السلام في الشرق الأوسط".
وبرأيه، فإنه في حال واصلت الإدارة الأميركية الديمقراطية دعمها لكييف وفق المستوى الحالي فإن روسيا ستنفذ حملة هجومية واسعة النطاق على الأرض وفي الجو لضرب الجيش الأوكراني والتأثير على الحسابات السياسية للحكومة الأوكرانية وأنصارها الغربيين.
إعلانويوضح أن القوات الروسية استغلت فشل الهجوم المضاد الأوكراني في عام 2023، والأزمة المدنية العسكرية في أواخر عام 2023 في الحكومة الأوكرانية، والنقاش الطويل بشأن المساعدات الأميركية لكييف، والتي حرمت الأوكرانيين من الذخائر والمعدات التي كانوا في أمس الحاجة إليها أوائل عام 2024.
وحسب كنوتوف، يمكن أن تتكرر هذه الظروف خلال العام الحالي وبوتيرة أكبر، والقوات الروسية جاهزة كذلك لهذا السيناريو من التصعيد المضاد.
التحدي الأكبرمن جانبه، يعتبر المحلل السياسي سيرغي إيريستيان أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسير على "حبل مشدود" بعد أن فشل في استغلال العمليات التي شنتها قواته على أهداف داخل روسيا لتحقيق نجاحات سياسية وإستراتيجية تعزز موقفه التفاوضي.
ووفقا لإيريستيان، ستكون لفصل الشتاء الحالي تأثيرات سلبية كبيرة على عمليات القوات الأوكرانية وعلى الحالة النفسية للمواطنين هناك، إذ باتوا يواجهون شتاء "بائسا" بسبب تدمير نحو 50% من قدرة توليد الطاقة في البلاد اللازمة خلال هذا الفصل، فضلا عن التأثير السياسي السلبي لذلك على نظرة الأوكرانيين لحكومتهم وللحرب عموما.
ويقول المحلل إيريستيان إن هذا المعطى سيعزز جنوح ترامب نحو حل سياسي، ولا سيما بعد أن أصبح يتحكم بمسألة استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بصفتها الداعم العسكري الأكثر أهمية.
وبرأيه، بات ترامب يدرك بعد أكثر من ألف يوم على بداية الحرب أن ما يصدر عن وسائل الإعلام الغربية والسياسيين الأوروبيين "غير صحيح"، وأن الروس سينتصرون فيها بعد أن تبين أن جميع العقوبات والأسلحة التي وفرتها المنظومة الغربية لم تحقق النتائج المرجوة لأوكرانيا وحلفائها.
ويختم بأنه في حال حافظ الرئيس الأميركي الجديد على جديته بالعمل على إنهاء الحرب فإن الخطوات الأولى يجب أن تكون بإلغاء تصنيف روسيا "عدوا" في الوثائق العقائدية الأميركية، وإحداث تغييرات جذرية في الإدارة الجديدة بأكملها تنهي نفوذ "صقور الحرب".
إعلان