ما بلغه حدّ الإجرام، قد جعل أمورا كثيرة قابلة للتصوُّر، بل لم يعد غريبا على مسامعنا كعرب، بل على مسامع العالم ومرآهم ما قد يصدُر عن جيش الاحتلال. ما عاناه قطاع غزة منذ عام وأكثر، جعل الفواجع أخبارا نقرأها ونحن مشدوهين فقط نحو الأحداث نتأمل قُبح الفعل، ونرجوا لحظات من الهدنة أو التهدئة. 

كشف تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تفاصيل صادمة تتعلق بقيادة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

قاد يهودا فاخ، قائد الفرقة 252 في الجيش الإسرائيلي، عمليات عسكرية بقرارات ذاتية ومنح صلاحيات استثنائية لأفراد عائلته، مما أدى إلى تشكيل قوة خاصة للهدم والتخريب بعيدًا عن سلطة الجيش. التقرير يقدم شهادات جنود وضباط حول هذه العمليات، التي تستهدف تهجير الفلسطينيين وتدمير منازلهم.

"قوة خاصة للهدم": تشكيل من المدنيين والجنود

وفقًا للتقرير، سمح يهودا فاخ لأحد أشقائه بتشكيل قوة خاصة تتألف من جنود ومدنيين وصفوا بأنهم يشبهون مستوطني "شبيبة التلال". أوضح ضابط إسرائيلي أن هذه القوة عملت على تنفيذ عمليات هدم وتخريب واسعة في غزة، وخصوصًا في محور نتساريم جنوبي القطاع. وأكد أن الهدف الأساسي لهذه القوة كان تدمير أكبر عدد ممكن من المباني لفرض واقع جديد في القطاع.

تهجير جماعي تحت شعارات القوة
كشف التقرير أن قائد الفرقة 252 كان يهدف إلى تهجير 250 ألف فلسطيني من منازلهم في شمال قطاع غزة. وقال ضباط للصحيفة إن فاخ كان يعتقد أن الفلسطينيين "يتعلمون الدروس فقط من خلال خسارتهم للأرض". هذا النهج استند إلى ممارسات تضمنت هدم المباني بشكل يومي، حيث أمر الجنود بهدم 60 مبنى يوميًا كحد أدنى.

شهادات الجنود: عمليات "من منطلقات ذاتية"

أفادت شهادات من جنود الفرقة بأن العمليات التي قادها فاخ في محور نتساريم تمت بشكل فردي ودون أوامر رسمية واضحة. قال أحد الجنود إن عمليات الهدم شملت مباني لا تحمل أي قيمة عملياتية، مما يظهر أن الهدف كان التخريب الشامل وليس العمليات العسكرية التقليدية.

"حرب منفلتة": الفوضى والقرارات الفردية

وصف أحد الضباط الوضع في الفرقة 252 بأنه "الحرب الأولى التي يستطيع فيها كل شخص أن يفعل ما يشاء في الميدان". وذكر أن فاخ كان يسعى إلى تنفيذ "خطة الجنرالات" وحده، والتي تتضمن تهجير سكان شمال غزة بالكامل. أضاف المصدر أن فاخ كان يبحث عن "صورة نصر" شخصية من خلال تنفيذ هذه الخطة، مشيرًا إلى أن الفوضى كانت السمة المميزة لهذه العمليات.

"جنود ومسمومون بالأفكار": أيديولوجيا متطرفة خلف العمليات

أظهرت شهادات الجنود أن عناصر الفرقة التي قادها فاخ كانوا يحملون أفكارًا أيديولوجية متطرفة. وصفهم أحد الجنود بأنهم "متدينون ومسمومون للغاية"، وأنهم يعتبرون عمليات الهدم والتخريب مهمة "مشرفة وجنونية". هذه الأيديولوجيا غذت الحملة العسكرية العنيفة التي هدفت إلى إخلاء قطاع غزة بالقوة.

ردود الفعل والتداعيات

يُتوقع أن يثير هذا التحقيق ضجة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية والدولية، حيث تكشف هذه العمليات عن تجاوزات خطيرة لسلطة الجيش الإسرائيلي وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في غزة. تأتي هذه التفاصيل في وقت يشهد تصاعدًا في التوترات والمواجهات العسكرية في المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة هدم المباني تهجير الفلسطينيين الجيش الإسرائيلى صحيفة هآرتس نتساريم شبيبة التلال العمليات العسكرية قوة خاصة خطة الجنرالات الأيديولوجيا المتطرفة حقوق الإنسان تصعيد التوترات قوة خاصة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

قائد الجيش بالنيابة استقبل النائب سليمان

استقبل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة النائب محمد سليمان، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان.

مقالات مشابهة

  • إعفاء الميليشياوي (الكلداني) من منصب نائب قائد عمليات نينوى للحشد الشعبي
  • لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • إعلام إسرائيلي: المنظومة الأمنية تعرضت لإخفاقات فظيعة في 7 أكتوبر
  • أولى جلسات الحكومة غداً: تعيين قائد الجيش والتمديد الموقت لسفراء من خارج الملاك
  • كاتب إسرائيلي يحذر من العودة إلى جنوب لبنان خشية استنزافه وقتل جنوده
  • الفرقة الرابعة.. الإمبراطورية التي نهبت اقتصاد سوريا
  • قائد الجيش بالنيابة استقبل النائب سليمان
  • الجيش الإسرائيلي يقرر عدم معاقبة جنود طردوا عائلات فلسطينية شمال الضفة
  • تحقيق : هكذا سيطرت كتائب القسام على موقع ناحل عوز
  • قائد عمليات بغداد يوعز بفتح الطرق المغلقة في منطقة الدورة