تحقيق يكشف عمليات قائد إسرائيلي في غزة: "قوة خاصة للهدم والتخريب خارج سلطة الجيش"
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
ما بلغه حدّ الإجرام، قد جعل أمورا كثيرة قابلة للتصوُّر، بل لم يعد غريبا على مسامعنا كعرب، بل على مسامع العالم ومرآهم ما قد يصدُر عن جيش الاحتلال. ما عاناه قطاع غزة منذ عام وأكثر، جعل الفواجع أخبارا نقرأها ونحن مشدوهين فقط نحو الأحداث نتأمل قُبح الفعل، ونرجوا لحظات من الهدنة أو التهدئة.
كشف تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تفاصيل صادمة تتعلق بقيادة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وفقًا للتقرير، سمح يهودا فاخ لأحد أشقائه بتشكيل قوة خاصة تتألف من جنود ومدنيين وصفوا بأنهم يشبهون مستوطني "شبيبة التلال". أوضح ضابط إسرائيلي أن هذه القوة عملت على تنفيذ عمليات هدم وتخريب واسعة في غزة، وخصوصًا في محور نتساريم جنوبي القطاع. وأكد أن الهدف الأساسي لهذه القوة كان تدمير أكبر عدد ممكن من المباني لفرض واقع جديد في القطاع.
تهجير جماعي تحت شعارات القوة
كشف التقرير أن قائد الفرقة 252 كان يهدف إلى تهجير 250 ألف فلسطيني من منازلهم في شمال قطاع غزة. وقال ضباط للصحيفة إن فاخ كان يعتقد أن الفلسطينيين "يتعلمون الدروس فقط من خلال خسارتهم للأرض". هذا النهج استند إلى ممارسات تضمنت هدم المباني بشكل يومي، حيث أمر الجنود بهدم 60 مبنى يوميًا كحد أدنى.
أفادت شهادات من جنود الفرقة بأن العمليات التي قادها فاخ في محور نتساريم تمت بشكل فردي ودون أوامر رسمية واضحة. قال أحد الجنود إن عمليات الهدم شملت مباني لا تحمل أي قيمة عملياتية، مما يظهر أن الهدف كان التخريب الشامل وليس العمليات العسكرية التقليدية.
"حرب منفلتة": الفوضى والقرارات الفرديةوصف أحد الضباط الوضع في الفرقة 252 بأنه "الحرب الأولى التي يستطيع فيها كل شخص أن يفعل ما يشاء في الميدان". وذكر أن فاخ كان يسعى إلى تنفيذ "خطة الجنرالات" وحده، والتي تتضمن تهجير سكان شمال غزة بالكامل. أضاف المصدر أن فاخ كان يبحث عن "صورة نصر" شخصية من خلال تنفيذ هذه الخطة، مشيرًا إلى أن الفوضى كانت السمة المميزة لهذه العمليات.
"جنود ومسمومون بالأفكار": أيديولوجيا متطرفة خلف العملياتأظهرت شهادات الجنود أن عناصر الفرقة التي قادها فاخ كانوا يحملون أفكارًا أيديولوجية متطرفة. وصفهم أحد الجنود بأنهم "متدينون ومسمومون للغاية"، وأنهم يعتبرون عمليات الهدم والتخريب مهمة "مشرفة وجنونية". هذه الأيديولوجيا غذت الحملة العسكرية العنيفة التي هدفت إلى إخلاء قطاع غزة بالقوة.
ردود الفعل والتداعياتيُتوقع أن يثير هذا التحقيق ضجة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية والدولية، حيث تكشف هذه العمليات عن تجاوزات خطيرة لسلطة الجيش الإسرائيلي وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في غزة. تأتي هذه التفاصيل في وقت يشهد تصاعدًا في التوترات والمواجهات العسكرية في المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع غزة هدم المباني تهجير الفلسطينيين الجيش الإسرائيلى صحيفة هآرتس نتساريم شبيبة التلال العمليات العسكرية قوة خاصة خطة الجنرالات الأيديولوجيا المتطرفة حقوق الإنسان تصعيد التوترات قوة خاصة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: حماس لا تظهر أي علامة استسلام في قطاع غزة
#سواليف
قال المحلل الإسرائيلي #آفي_يسخاروف، إن حركة “ #حماس ” لا تظهر أي علامة استسلام، موضحا أنها “تعلمت التحول إلى #حرب_العصابات” بقطاع #غزة الذي يشهد إبادة ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين منذ 15 شهرا.
وأوضح يسخاروف في مقال تحليلي بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، الخميس: “تعمل قوات الجيش الإسرائيلي، الفرقة 162، في شمال قطاع غزة بما في ذلك مخيم جباليا للاجئين، في محاولة لتدمير البنية التحتية لحماس هناك”.
وأضاف: “المشكلة الكبيرة هي أنه من أجل القيام بذلك، عليك أن تضرب كل منزل يشتبه بوجود نفق فيه أو نشاط معاد، وفي كل منزل تقريبا يمكنك العثور على الشيئين معا”.
وتابع: “تبدو هذه المنطقة وكأنها قد تعرضت لكارثة، لا أشخاص في الشوارع، وحتى الكلاب الضالة بالكاد تُترك هنا لأنها تدرك أنه لا وجود لفضلات لتناول الطعام. الدمار هائل، وعندما تقوم بدوريات مع قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع يمكنك أيضا فهم السبب”.
ونقل المحلل تصريحات لقائد لواء كفير المقدم يانيف باروت، النشط في شمال القطاع خلال الشهرين الماضيين، قال فيها: “خلال هذه الفترة كشفت قوات الجيش بالمنطقة عن 7 كيلومترات ونصف من الأنفاق، حيث يتم تشغيل مجمع من الأنفاق من كل حي، ومن مهام الجنود الوصول إلى هذه البنية التحتية تحت الأرض وتدميرها”.
وأضاف: “منزلا بعد منزل، وحيا بعد حي، إنه عمل مرهق وخطير أدى إلى #خسائر_فادحة، لقد فقدنا 12 جنديا هنا، وهو ثمن باهظ، والتحدي الأكثر أهمية هو الحفاظ على المرونة بعد مثل هذا الحدث”.
وتابع باروت: “قبل بضعة أسابيع فقط، قامت قوة مكونة من 12 جنديا من كتيبة شمشون التابعة لنا بالعمل واعترضت صاروخ آر بي جي، وقتلت 4 مقاتلين على الفور”.
حرب عصابات
ذكر يسخاروف أن “الخبر السار هو أن الجنود الشباب يهزمون العدو، في ساحة #المعركة على الأقل، فحماس لم تعد تعمل كإطار عسكري كما كانت في الماضي”.
واستدرك: “لكن الخبر السيئ هو أنه من الصعب رؤية نهاية هذا الحدث، سيستغرق الأمر شهوراً من القتال لإنهاء تطهير شمال قطاع غزة وحده. وثانياً، هذا له ثمن باهظ من حيث الضحايا (الجنود) وثالثا، لا تظهر #حماس أي علامة على الاستسلام”.
وأوضح أنه “حتى في المدن الشمالية من قطاع غزة، تستمر محاولات إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ومحاولات مهاجمة الجنود باستخدام مجموعات صغيرة مكونة من 3 إلى 4 مسلحين، أو ربما أقل”.
وقال المحلل الإسرائيلي: “لا يوجد تسلسل هرمي واضح للقيادة (في حماس)، ولا يوجد قائد عسكري استثنائي، لكن حماس تعلمت التحول إلى حرب العصابات في كل شيء، داخل منطقة مدمرة، وهذه هي المنطقة التي يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي بقوات أكبر بكثير”.
وأضاف: “علاوة على ذلك، في مناطق أخرى، حيث لا يعمل الجيش الإسرائيلي على الأرض، تستعيد حماس السيطرة المدنية والعسكرية. وهكذا، وعلى بُعد نحو كيلومترين جنوباً من هنا (شمال غزة)، في مدينة غزة نفسها، أعاد التنظيم فعلياً بناء قدراته الحكومية وقيادته العسكرية”.
وتابع: “يواصل قائد لواء غزة (في حماس) عز الدين حداد، عمله في مدينة غزة ويدير العملية العسكرية في المدينة من هناك”.
وقال يسخاروف: “حتى في المناطق الأخرى التي لا ينشط فيها الجيش الإسرائيلي، مثل مخيمات اللاجئين وسط القطاع، والمواصي (جنوب) ودير البلح (وسط)، تستعيد حماس قدراتها وتثبت قدرتها على الحكم، رغم أن معدل الأضرار التي لحقت بها مثير للإعجاب”.
وزاد: “طالما لم يكن هناك بديل للحكم، فإن حماس ستواصل استعادة قدراتها في كل مكان لا يعمل فيه الجيش الإسرائيلي”.
واعتبر المحلل أن “المشكلة الكبرى بالنسبة لدولة إسرائيل هي أنه رغم أن حماس ستستمر في تلقي الضربات العسكرية، مرة بعد مرة، لكن في غياب محاولة حقيقية لإنشاء حاكم بديل لها، فإن المنظمة ستنجح بإعادة تأهيل نفسها مرارا وتكرارا”.