موقع 24:
2025-01-04@01:25:09 GMT

«طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

«طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه

ما بين 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ويومنا هذا هبّ علينا زلزالان: عمليّة «طوفان الأقصى» وعمليّة «ردع العدوان». وبالتضامن كما بالتناقض بين العمليّتين، تغيّر كلّ شيء تقريباً في المشرق العربيّ، وتغيّرت أشياء كثيرة في عموم الشرق الأوسط.
لكنّ أحد الفوارق الأساسيّة بين العمليّتين يتّصل بالنقاش العامّ.
فالبيئة العربيّة التي أيّدت «الطوفان» مارست تحريماً على كلّ نقد أو حتّى تحفّظ، وهذا علماً بأنّ التأييد كان أمراً صعباً على مَن احتفظ بعدد من القناعات العقلانيّة والإنسانيّة والنفعيّة.

فلهؤلاء الأخيرين بدا «الطوفان» عملاً مرتجلاً لا يتخلّله تمييز بين بشر وبشر، ولا اعتبار لتوازنات القوى، ناهيك عن ارتكازه إلى أشدّ الأفكار والقيم بدائيّة، وإفضائه إلى كارثة محقّقة بحقّ الشعب الفلسطينيّ. رغم هذا، لم تبق كلمة في كتاب الأهاجي إلاّ استُخدمت ضدّ الذين عارضوا ذاك الحدث أو حذّروا منه. فالخيانة والعمالة والصهينَة والارتزاق راحت تتسابق ناشرةً جوّاً مَقيتاً من امتداح الذات المرفق بإسكات كلّ صوت نافر. وفي سيادة وعي كهذا، إباديّ للعقل وللأخلاق وللحرّيّة، غُضّ النظر عمّا لا يُغضّ عنه النظر. فإذا بعقلانيّين مفترضين يهزجون وراء يحيى السنوار ومحمّد الضيف، وإذا بملاحدة مفترضين يستعيرون لغة حسن نصر الله الغيبيّة، فيما وَجدت نِسويّات متشدّدات في الناطق أبي عبيدة، وربّما في زميله يحيى سريع، الرجل الأمثل لمجتمع المساواة الجندريّة.
باختصار، أغلقت التفاهة المدجّجة بقوّة «القضيّة» باب النقاش، وبدا واضحاً أنّ شرط هذه «القضيّة» الشارط تعطيل كلّ شيء حيّ. فإنسان «الطوفان» تكشّف عن إنسان آحاديّ البُعد، لا يستطيع أن يكون «مع» و«ضدّ» في وقت واحد، إنسانٍ قَبَليّ يضحّي بكلّ معنى وقيمة كي يقاتل إسرائيل، وكي يقاتلها كيفما اتّفق. إنّه، بكلمة، أقرب إلى جنديّ ينفّذ، لكنّه بعد ذاك لا يعترض، مكرّساً كلّ نفسه لملاقاة فرحة الانتصار المبين.
في المقابل، لم تتصرّف البيئة المتحمّسة لإسقاط الأسد ونظامه على هذا النحو، بل زوّدتنا بمشهد مختلف. فهي لم تنتظر خصوم الثورة وأعداءها كي يوجّهوا سهامهم للحكم الجديد، بل بادرت بنفسها إلى ممارسة النقد، ومارسته بقسوة لا ترحم. هكذا خرجت منها أعلى أصوات الهجوم على السلطة التي أنجزت إسقاط الأسد وفتح السجون وإتاحة العودة للاّجئين وتحرير سوريّا من النفوذين الإيرانيّ والروسيّ. وبالفعل فُتح باب النقاش الذي طال كلّ شيء تقريباً، من السياسة إلى الاجتماع، ومن مفهوم الشرعيّة إلى وضع النساء...
ولئن رأى البعض في المبايعة التي حظي بها «الطوفان» دليلاً على قوميّة المعركة، أو دينيّتها، بما يجعل «قضيّة» «الطوفان» تعبيراً عن «تناقض رئيسيّ» لأجله تؤجَّل الحياة، اختلف الأمر في التعليق على «ردع العدوان». فنحن نادراً ما سمعنا تعبير «قضيّة» يُطلق وصفاً لحدث يتّصل مباشرة بحياة 24 مليون إنسان، وينهي 54 عاماً من حكم مجرم. فكأنّما عصفَ بالبيئة الداعمة لإطاحة الأسد قلق من لغة المبايعة رافق احتفالها بالحدث. وبعد كلّ حساب، فإنّ اللغة تلك، التي أحاطت بـ«الطوفان»، أختُ لغة الطغيان الأسديّة في خنق التناقضات وتأجيل الحياة.
ثمّ لئن كانت الأداة التي نفّذت العمليّتين سياسيّة – دينيّة، فإنّ البيئة التي بايعت «الطوفان» صدرت عن مقدّمات آيديولوجيّة، دينيّة أو قوميّة أو يساريّة يؤرّقها حسم «التناقض الرئيسيّ» مع الإمبرياليّة، وهو ما كان سبباً وراء التماهي، الذي لا يخالطه تحفّظ، مع السنوار ونصر الله. أمّا في الحالة الثانية، وبنتيجة الابتعاد عن عالم «القضايا» ولغتها، وربّما بتأثير احتكاك النقّاد السوريّين بمجتمعات ديمقراطيّة لجأوا إليها، فإنّ الأداة التي نفّذت «ردع العدوان» لم تُكافأ بغير النقد والتحفّظ.
فالذين واللواتي شكروا أحمد الشرع، سريعاً ما قرنوا شكرهم بنقده. ونعرف أنّ ثمّة في ثقافتنا، بالقديم منها والحديث، ما يطالب الشاكر بأن يطأطئ رأسه أمام المشكور، فلا يتوقّف عند نواقصه وقصوره التي يتكفّل تفاديها بإبقائه مشكوراً وإبقاء الشاكر شاكراً. ومن بين آلاف التعابير عن هذا الموقف المركّب، كتب الشاعر فرج بيرقدار، وهو نزيل سجون الأسد لسنوات طويلة: «للحقيقة والأمانة نجحت إدارة العمليات العسكرية في تحقيق ما يشبه المعجزة، أعني أنها نجحت في كتابة الحلقة الأخيرة من مسلسل حكم عائلة الأسد، وأعتقد أن معظم السوريين يقدِّرون لها هذه المأثرة. ولكن نجاح إدارة العمليات في هذه الخطوة، بل القفزة الرائعة، لا يعني أنها صارت تلقائياً تمثل الثورة وأهدافها الأولى والأساسية. تمثيل الثورة يقتضي إنجاز خطوات كثيرة أبسط معاييرها أن تكون بأقوالها وأفعالها نقيضاً للأسد وأجهزته».
هكذا نجدنا أمام حدث كبير يقول لنا، كما لو أنّه يؤجّل الحياة أو يُقفلها: «لا تناقشوا، بايعوا»، وأمام حدث كبير آخر يطالبنا بالنقاش وبجعل «مائة زهرة تتفتّح ومائة مدرسة تتبارى»، بحسب الشعار الذي رفعه ماو تسي تونغ قبل أن يخونه. فأيّ الوجهتين نختار؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل سقوط الأسد إيران وإسرائيل الحرب في سوريا إسرائيل وحزب الله ردع العدوان ة التی

إقرأ أيضاً:

ذمار.. لقاء قبلي موسع في مديرية جهران للتعبئة والتحشيد للدورات المفتوحة

الثورة نت | أمين النهمي

نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة في مديرية جهران بمحافظة ذمار، اليوم، لقاءً قبلياً موسعاً لمشائخ وعقال ووجهاء وأعيان المديرية ضمن أنشطة التعبئة العامة والتحشيد للدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”.

وفي اللقاء، الذي حضره مدير عام المديرية هاشم إبراهيم الوريث، والأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية خالد الفلاحي، ومسؤول التلاحم القبلي بالمديرية صالح الجبري، وقيادات محلية، وتنفيذية، وأمنية، أشاد وكيل المحافظة، رئيس فرع مجلس التلاحم القبلي بالمحافظة عباس العمدي، بمواقف وبطولات أبناء جهران في تصديهم للعدوان، خلال العشر السنوات الماضية.

وأوضح أن قبلية جهران قدّمت خيرة أبنائها شهداء في سبيل الله، ودفاعا عن العرض والسيادة الوطنية

وأشار الوكيل العمدي إلى أهمية حشد الطاقات وتوحيد الصف لإفشال المؤامرات التي يحيكها الأعداء، ويحاولون من خلالها تدمير الوطن بكافة الأساليب اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وأمنيا وعسكريا.

وأكد أهمية استمرار جهود التعبئة والتحشيد، والمشاركة الواسعة في الفعاليات والأنشطة والمسيرات، والإلتحاق بدورات “طوفان الأقصى”، والاستعداد التام لمواجهة العدو الأمريكي والصهيوني، والتصدي لمحاولاته زعزعة استقرار الجبهة الداخلية.

فيما أكد مسؤول التعبئة العامة بالمديرية يحيى حسين الكبسي، ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية في ظل التحديات التي تواجه الوطن والأمة، والتي تتطلب التحرك وتعزيز الروحية الجهادية حتى تحقيق النصر.

ودعا الجميع إلى استمرار بذل التضحيات، والمشاركة في التعبئة والتحشيد لدورات “طوفان الأقصى”، وكذا الحضور في المسيرات المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والاستعداد لمواجهة طغاة ومستكبري العالم بكل الوسائل والطرق الممكنة.

بدورهم جدد مشايخ وأعيان مديرية جهران وقوفهم والتفافهم حول القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في التصدي لكافة المخططات، التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره، وسلامة أراضيه.

وأعلنوا استعدادهم وجهوزيتهم لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، ودعم المقاومة الفلسطينية، ونصرة أهل غزة، ومواجهة أي اعتداءات قد يتعرض لها الوطن من أمريكا وإسرائيل، ومن تحالف معهما .. مؤكدين مواصلة التحشيد والتعبئة والبذل والتضحية في سبيل تحقيق النصر.

تخلل اللقاء قصيدة شعرية معبرة للشاعر راشد الراشدي.

مقالات مشابهة

  • عام مضى.. عام أتٍ
  • تعرف على آخر تطورات معركة طوفان الأقصى
  • اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين
  • اختتام بطولة طوفان الأقصى بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالحديدة
  • فورين بوليسي: اليمن أقوى “الهزات الارتدادية”  لـ”طوفان الأقصى”
  • مسير لخريجي “طوفان الأقصى” في مديرية المنيرة بالحديدة
  • المكتب التنفيذي بعمران يناقش مستوى الأداء الخدمي وجهود التحشيد والتعبئة
  • ذمار.. لقاء قبلي موسع في مديرية جهران للتعبئة والتحشيد للدورات المفتوحة
  • فورين بوليسي: هزات طوفان الأقصى الارتدادية تتواصل بالعام الجديد