العالم يستقبل 2025 بعد عام ملتهب شهد عودة ترامب وفرار الأسد
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
من سيدني إلى باريس مرورا بتبليسي ودمشق، استقبل العالم ليلة الأربعاء بالألعاب النارية والاحتفالات سنة 2025، مودعا عاما شهد أحداثا دراماتيكية مثل إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وفرار بشار الأسد من سوريا وحروبا في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ويبدو مؤكدا أن العام 2024 سيسجل على أنه الأكثر حرا على الإطلاق في وقت تؤدي فيه الكوارث التي يغذيها التغير المناخي إلى أضرار بالغة في مناطق تمتد من سهول أوروبا إلى وادي كاتماندو.
واستقبلت سيدني التي تسمي نفسها "عاصمة العالم لرأس السنة" العام الجديد بإطلاق 9 أطنان من الألعاب النارية من دار الأوبرا وجسر ميناء سيدني (هاربر بريدج) عند منتصف الليل.
وفي آسيا، استقبلت بانكوك وهونغ كونغ وتايبيه العام الجديد بالألعاب النارية.
باريس تتلألأوفي باريس، بعد 5 أشهر من نشوة الألعاب الأولمبية، ازدانت العاصمة الفرنسية مرة أخرى بالأنوار استعدادا لاستقبال العام الجديد.
وتجمع أكثر من مليون شخص في شارع الشانزيليزيه الشهير الذي أُغلق أمام السيارات وازدان جانباه بعشرات الأشجار المتلألئة.
وتركزت أنظار العالم لمدة أسابيع في يوليو/تموز وأغسطس/آب على أولمبياد باريس، حيث سبح الرياضيون في نهر السين وتسابقوا تحت برج إيفل وركبوا الخيول خارج قصر فرساي.
احتفالات بالسنة الميلادية الجديدة 2025 في شارع الشانزيليزيه بباريس (وكالة الأناضول) عام انتخاباتوكان 2024 عام انتخابات بامتياز، إذ توجه الملايين إلى مراكز الاقتراع في أكثر من 60 بلدا.
إعلانوفاز فلاديمير بوتين بولاية جديدة في الانتخابات الروسية، بينما أطاحت انتفاضة طلابية في بنغلاديش برئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
لكن أي اقتراع لم يحظ بدرجة المتابعة التي حظيت بها الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، التي سيعود دونالد ترامب على إثرها قريبا إلى البيت الأبيض.
وتحدث عودة ترامب لتولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الولايات المتحدة هزات من المكسيك وصولا إلى الشرق الأوسط.
وهدد الرئيس المنتخب بمفاقمة الضغوط الاقتصادية على الصين، وتفاخر بأن بإمكانه وقف حرب أوكرانيا "في غضون 24 ساعة".
أمل وخوففي الشرق الأوسط، انتهى حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من نصف قرن مع فرار الرئيس بشار الأسد من سوريا، لتسود الاحتفالات مختلف أنحاء البلاد في الشهر الأخير من العام.
وفي دمشق، استقبل مئات السوريين في ساحة الأمويين على وقع المفرقعات والأغاني الثورية سنة 2025، يحدوهم "الأمل" بأن يحمل لهم أول عام يشهدونه منذ 5 عقود من دون حكم آل الأسد غدا أفضل.
وفي عام 2024، نفذت إسرائيل عملية عسكرية في لبنان ضد حزب الله واستهدفت آلافا من عناصره بتفجير أجهزة اتصال يحملونها واغتالت العديد من قادته، كان أبرزهم أمينه العام في غارة إسرائيلية في سبتمبر/أيلول.
موازاة مع ذلك، بقيت الحرب دائرة في قطاع غزة حيث تفاقمت معاناة المدنيين مع تراجع مخزونات الطعام والدواء.
وفي كييف، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيتعين على بلاده في العام 2025 أن تواصل القتال "في الميدان" لتحقيق مكاسب تمكنها لاحقا من أن تستثمرها "على طاولة المفاوضات".
وفي تبليسي، تجمع أمام البرلمان الجورجي عشرات آلاف المتظاهرين المؤيدين للاتحاد الأوروبي للاحتفال بحلول العام الجديد، مواصلين بذلك تحركهم الاحتجاجي المستمر منذ شهر ضد قرار الحكومة تعليق بدء مفاوضات انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي.
إعلانوقالت الرئيسة المنتهية ولايتها سالومي زورابيشفيلي أمام المتظاهرين الذين أقاموا طاولة احتفالية طويلة في الشارع الرئيسي بالعاصمة إن عام "2024 كان عام وحدتنا، و2025 سيكون عام انتصارنا".
كرة قدم ومهرجاناتويعد العام 2025 بالكثير مع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والتوقعات بتباطؤ التضخم.
وسيكون عشاق كرة القدم على موعد مع بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة وتضم 32 فريقا.
ومن المتوقع أن يشارك حوالي 400 مليون حاج في مهرجان كومبه ميلا على ضفاف أنهار الهند، والذي يوصف بأنه أكبر تجمع بشري في العالم.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية تسجيل درجات حرارة عالمية مرتفعة للعام 2025، مما يشي بأن السنة المقبلة قد تكون من بين الأكثر حرا على الإطلاق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العام الجدید
إقرأ أيضاً:
كيف يعاني العالم من تجميد المساعدات الأمريكية في عهد ترامب؟
في السودان، الذي يعاني من المجاعة، أغلقت مطابخ الحساء التي كانت تقدم الطعام لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين وسط الحرب. وفي تايلاند، طُرد اللاجئون الفارّون من الحروب، والمصابون بأمراض تهدد حياتهم، من المستشفيات ونُقلوا على نقالات بدائية. وفي أوكرانيا، قد يضطر سكان المناطق الأمامية في الحرب مع روسيا إلى مواجهة الشتاء القارس دون حطب للتدفئة.
بدأت بعض أكثر الفئات ضعفاً في العالم تشعر بالفعل بآثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بتجميد مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي تُستخدم لمكافحة الجوع، وعلاج الأمراض، وتوفير المأوى للنازحين. وفي غضون أيام قليلة، أدى هذا القرار إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وأثار تساؤلات جوهرية حول مصداقية أمريكا ومكانتها على الساحة الدولية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".
صدمة التجميديقول عاطف مختار، من مجموعة "غرف الاستجابة الطارئة"، وهي منظمة تطوعية محلية في العاصمة السودانية الخرطوم، واصفاً الأوضاع بعد قرار التجميد: "الجميع يشعر بالذعر".
إلا أن إدارة ترامب عادت وغيرت موقفها بشكل مفاجئ، حيث أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن "المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة" قد تستمر مؤقتاً، موضحاً أن هذا القرار يشمل فقط المساعدات الأساسية مثل الغذاء والدواء والمأوى، لكنه شدد على أن هذا الإعفاء "مؤقت بطبيعته"، مما يعني أن المساعدات الأوسع ستظل مجمدة.
لكن حتى مع هذا التعديل، فقد تم بالفعل فصل مئات المسؤولين والعاملين في توزيع المساعدات الأمريكية أو منحهم إجازات غير مدفوعة، مما أدى إلى شلل واسع في الجهود الإغاثية حول العالم.
Patients told to leave hospitals; food kitchens closed; 100s of #women working in #Afghanistan NGOs affected along with all they were supporting: fallout from Trump’s edict to freeze US aid funding is devastating including for US reputation:https://t.co/4cLvfGF6uy via @NYTimes
— Helen Clark (@HelenClarkNZ) January 31, 2025 أزمة الغذاء في السودانفي الخرطوم، حيث تدور معارك عنيفة، أُغلقت معظم مطابخ الحساء التي كانت تعتمد على التمويل الأمريكي. حتى الأسبوع الماضي، كانت الولايات المتحدة هي الممول الرئيسي لهذه المطابخ، التي كانت تقدم الطعام لنحو 816 ألف شخص.
ويقول حجووج كوكا، المتحدث باسم "غرف الاستجابة الطارئة"، إن هذه الوجبة التي تقدمها المطابخ هي "الوجبة الوحيدة التي يحصل عليها معظم الناس".
وبعد تجميد الأموال، علّقت بعض المنظمات تمويلها بالكامل، بينما توقفت أخرى عن تحويل الأموال بسبب عدم وضوح الموقف القانوني. ونتيجة لذلك، أُغلق 434 من أصل 634 مطبخاً تطوعياً في الخرطوم، مع تزايد العدد يومياً.
U.S. Halt to Foreign Aid Cripples Programs Worldwide | NYT https://t.co/MPp7wrXAIp Many of the frozen programs are aimed at alleviating disease and malnutrition, but even security programs with U.S. funding are shutting down.
AI SUMMARY:
The Trump administration’s freeze on… pic.twitter.com/CwbXD6j4Kn
الآثار الكارثية لقرار ترامب لا تقتصر على السودان فقط، بل تمتد إلى مناطق أخرى، مثل تايلاند، حيث تم طرد اللاجئين المصابين بأمراض خطيرة من المستشفيات التي كانت تعتمد على التمويل الأمريكي.
ويقول ساو ناه فا، وهو مريض بالسلّ يعيش في مخيم ماي لا للاجئين على الحدود بين تايلاند وميانمار، إنه طُلب منه مغادرة المستشفى فجأة، بعدما أعطوه إمدادات دوائية تكفي لأسبوع واحد فقط، مؤكداً أنه لا يعرف كيف سيتمكن من الحصول على العلاج بعد نفادها.
وفي كمبوديا، التي كانت على وشك القضاء على مرض الملاريا بفضل المساعدات الأمريكية، يخشى المسؤولون الآن من أن يؤدي وقف التمويل إلى عودة المرض وانتشاره من جديد. كما تم تعليق برنامج بقيمة 72 مليون دولار في نيبال كان يهدف إلى تقليل معدلات سوء التغذية.
أما في جنوب إفريقيا وهايتي، فيحذر مسؤولو الصحة من أن مئات الآلاف قد يموتون إذا انسحبت الولايات المتحدة من تمويل برنامج مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، الذي كان أحد أبرز المبادرات الأمريكية الصحية.
The U.S. contributes roughly 40% of global humanitarian aid. Americans deserve transparency and accountability. As we pause and review U.S. foreign aid, @SecRubio issued a waiver for life-saving humanitarian assistance programs. https://t.co/Kwr6Bi8MES
— Department of State (@StateDept) January 29, 2025 التدخلات السياسيةلم يشمل التجميد المساعدات الصحية والغذائية فحسب، بل امتد ليشمل مشاريع أخرى، حيث قامت إدارة ترامب بحظر أي تمويل يتعلق بالإجهاض، أو قضايا النوع الاجتماعي، أو التنوع، حتى لو كانت تلك البرامج ضمن الجهود الإنسانية العامة.
وكنتيجة لذلك، أعلن "صندوق الأمم المتحدة للسكان" أن خدمات الصحة النفسية ورعاية الأمومة لملايين النساء في أفغانستان، وباكستان، وغزة، وأوكرانيا قد توقفت تماماً. وفي أفغانستان، حيث منعت حركة طالبان النساء من العمل، فقدت 1,700 امرأة وظائفهن بعد وقف تمويل المنظمة.
"The abrupt stop is not responsible. Lives are at risk.” - @S0langeBaptiste on the foreign aid freeze.
This situation threatens to reverse decades of progress in the global HIV/AIDS response.
Read the full article here: https://t.co/Y4hJzPttKO
كما لم يؤثر تجميد المساعدات على المحتاجين فقط، بل أضر أيضاً بمصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية، حيث أوقفت واشنطن تمويل برامج كانت تساعد في جمع معلومات استخباراتية حساسة عن تنظيم القاعدة في ساحل العاج، وفقاً للصحيفة.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، جُمدت بعض الأموال المخصصة لوكالات الأمم المتحدة التي تدعم أكثر من 4.5 مليون نازح فروا من الحرب. حتى بعد إعلان وزير الخارجية روبيو عن السماح ببعض المساعدات، استمر الارتباك في العديد من مناطق الصراع في إفريقيا، حيث يعتمد الناس على هذه المساعدات بشكل يومي.
ويقول جيريمي كونينديك، المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، معلقاً على قرارات إدارة ترامب: "عندما يصدرون مثل هذه الأوامر الواسعة، لا يبدو أنهم يدركون التأثير الحقيقي لما يقومون بإيقافه. إنهم يسحبون الأذرع دون معرفة ما يرتبط بها".
This has major implications on a lot of NGOs & programs.
President Trump has signed an executive order to reevaluate and realign U.S. foreign aid:
—The order includes a 90-day pause on new foreign aid obligations to review their efficiency and alignment with U.S. foreign policy.… pic.twitter.com/jhj9sMGtKD
أحد أكثر التداعيات خطورة كان التراجع في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث كانت المساعدات الأمريكية تموّل منظمات توثق الانتهاكات في إيران، بما في ذلك الاعتقالات والإعدامات وانتهاكات حقوق المرأة.
الآن، مع توقف التمويل، يحذر النشطاء من أن الحكومة الإيرانية ستجد نفسها بدون أي جهة دولية تحاسبها. كما تم إغلاق بعض وسائل الإعلام التي كانت تعتمد على الدعم الأمريكي، مما أدى إلى فقدان الصحافيين وظائفهم.
JOINT STATEMENT ON GLOBAL RE-EVALUATION AND REALIGNMENT OF THE US GOVERNMENT FOREIGN AID: The Government of the United States of America (USA) on 20th January, 2025, through an executive order by His Excellency President DONALD J. TRUMP, commenced a 90-day global freeze on aid to… pic.twitter.com/A017ARJvwy
— Ministry of Finance & National Planning - Zambia (@mofnpzambia) January 31, 2025يعتقد العديد من الخبراء أن هذا التراجع الأمريكي سيترك فراغاً ستملؤه الصين، حيث تسعى بكين لتعزيز نفوذها في إفريقيا، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية عبر تقديم استثمارات ضخمة ومساعدات إنسانية بديلة.
ويقول جينغدونغ يوان، مدير برنامج الأمن الصيني الآسيوي في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: "هذا القرار سيمنح الصين فرصة ذهبية لكسب قلوب وعقول الدول النامية".