بالأدلة تفاصيل اجتماعات قبلية وحزبية لتنصيب حميدتي رئيسا للسودان
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
*بالأدلة القاطعة تفاصيل اجتماعات قبلية و حزبية منذ 2019 لتنصيب حميدتي رئيسا للسودان، قبيلة المسيرية (3)*
بقلم د. محمد عثمان عوض الله
31/12/2024
أوردنا في الحلقة الأولى من هذا المقال، مصدرين توثقان المجهودات المبذولة لتنفيذ مخطط تنصيب حميدتي رئيسا للسودان. و ذكرنا ايضا الوفد الذي قاده ناظر قبيلة الرزيقات وطاف به في رحلة واحدة الى عدد 7 قبائل طالبا مساندتها ومشاركتها في المخطط.
*اتصالات الدعم السريع مع القبائل لاستقطابها لصالح مخطط تنصيب حميدتي رئيسا للسودان*
اتصل حميدتي أو أخوه عبدالرحيم دقلو بعدد من أمراء و عمد القبائل. وكانا يطلبان منهم ثلاثة طلبات أساسية مقابل أن تستجيب قيادة الدعم السريع لكل طلبات القبيلة و توزيع عربات آخر موديل لكل عمد ونظار و أمراء القبيلة.
أما طلبات الدعم السريع هي:
1/ إعلان توأمة بين القبيلة المعينة و الدعم السريع.
2/ تعلن قيادة القبيلة المعينة ولائها و دعمها لقوات الدعم السريع.
3/ تؤدي قسم الولاء.
هذا التواصل كان جزء منه سري و جانب بسيط منه معلن لكنه يعكس بوضوح تام المخطط الرئيسي وجهود جمع الدعم والولاءات القبلية لتشكيل حاضنة كأحد متطلبات التخضير لتنصيب حميدتي رئيسا للسودان.
تباينت ردود أفعال، بعضها رفض مباشرة، بعدها تردد، و بعضها أبدى الموافقة. في هذا الجزء نستعرض المعلومات التفصيلية للقاء حميدتي مع قيادات قبيلة المسيرية.
*دعوة حميدتي لقبيلة المسيرية للإنضمام الى مخطط تنصيبه رئيسا للسودان*
تولى حميدتي بنفسه مهمة استقطاب قبيلة المسيرية لمخطط تنصيبه رئيسا للسودان. و كان تغلغة الى داخل القبيلة عن طريق أربعة مداخل رئيسية. المدخل الاول هو الادارة الاهلية، المدخل الثاني اتحادات الشباب المهنية، المدخل الثالث مؤسسة العطاوة المدخل الرابع أحزاب قحت خاصة حزب الأمة بالولاية.
*أولا استقطاب حميدتي للادارات الأهلية لقبيلة المسيرية*
قبل اندلاع الحرب بمايقرب من الثلاثة أشهر، قدم حميدتي الدعوة الى أكثر من 40 من قيادات قبيلة المسيرية للإلتقاء به في الخرطوم بحجة المصالحات القبلية. فتوجه الوفد والذي يضم عدد ثلاثه نُظار، هم الناظر مختار بابو نمر، الناظر عبدالمنعم موسي الشوين، الناظر الصادق الحريكة عزالدين. وعدد ثلاثة وكلاء نظار وهم وكيل الناظر بشير عجيل جودالله، وكيل الناظر محمد احمديه، وكيل الناظر اسماعيل حامدين حميدان. وعدد العُمد 15 عمدة و 9 من أعيان القبيلة، ومن لجنة وحدة المسيرية 7 أعضاء و 3 أعضاء لهم علاقه بالاقتصاد. أنزل حميدتي هذا الوفد في فندق كورال، هليتون سابقا. ولكن إتضح أن حميدتي اتخذ هذا الوفد مجرد غطاء لهدف آخر هو استقطاب القبيلة لمخطط تنصيبه رئيسا للسودان و لا يهمه بالأساس من هذا اللقاء إلا النظار الثلاثة و وكلائهم الثلاثة. عقد حميدتي اجتماعا مغلقا مع النظار و وكلائهم و وتوصل معهم الى تفاهمات انتهت بأداء النظار و وكلائهم لقسم الولاء لحميدتي مع تغييب كامل لأعضاء الوفد الآخرين. وهكذا حقق حميدتي اقصى أهدافه من الاجتماع. إلا أنه قد تم إدخال القبيلة في نفق الولاء للدعم السريع باعتبار أن في رقاب قادتها قسم ولاء و بيعة الى حميدتي صار سيفا مسلطا على رقابهم. هذا القسم، ذكره عدد من القيادات. و مؤخرا ذكره مستشار حميدتي و مشرف ولايات كردفان حامد حمدين النويري، الملقب بالميزان، في تسجيله الاخير من كمبالا. و قد انحصر الدور الرئيسي للنظار و وكلاء النظار في حشد الدعم المحلي للمليشيا و استغلال مكانة الادارة الاهلية في استنفار ابناء المسيرية في الفزع و أخيرا استقطاب المرتزقة من قبيلة النوير.
*ثانيا استقطاب حميدتي لشباب قبيلة المسيرية*
استغل حميدتي وجود جسم شبابي يتبع لتجمع المهنيين و الى قحت بإسم تجمع شباب حقول البترول بولاية غرب كردفان. يرأسه أحد كوادر حزب الأمة المعروف بإسم ود القاضي. ولأن هذا التجمع لم يعد مقبولا من القواعد بسبب الفشل العام لجماعة قحت وحكوماتها. قام حميدتي، وقبل اندلاع الحرب بثلاثة أشهر، بعمل مناورة لإعادة تشكيل هذا الجسم. فقام بدعوة أكثر من 600 شاب من قبيلة المسيرية، الى الخرطوم، بدعوى اعادة تكوين لجنة شباب حقول البترول. وقام بالاشراف شخصيا على استضافتهم و تنظيم اجتماعاتهم و من ثم انتخاب اللجنة التسيرية لشباب حقول البترول والتي تتكون من 12 عصوا برئاسة شخص اسمه نوار، و ينوب عنه فضال، كما تم اختيار فضل الله كأمين المال. بعد المؤتمر رجع ال 600 مشارك الى ولاية غرب كردفان، وبقى أعضاء المكتب التنفيذي ال12 وكانوا يعقدون جميع اجتماعاتهم في مكتب حميدتي بالقصر الجمهوري، و بقوا في الخرطوم لمدة ثلاثة أشهر الى حين قيام الحرب وشاركوا فيها مشاركة شخصية وكانوا ضمن قوة الدعم السريع التي هاجمت القصر الجمهوري.
*ثالثا مؤسسة العطاوة*
قامت مبادرة بتكوين مؤسسة، تحت إسم مؤسسة العطاوة بهدف التنسيق بين القبائل المتضوية تحت العطاوة من أجل حشد الدعم الى حميدتي. إنتدب شباب المسيرية ثلاثة منهم كممثلين لقبيلة المسيرية في مؤسسة العطاوة التي تم تسجيلها رسميا و يراس المكتب التنفيذي لها حامد حمدين النويري الميزان و معه صالح جمعة و بكري البرجو كممثلين للمسيرية، مقابل ثلاثة آخرين هم جمعة دقلو و الكنين و يوسف عزت كممثلين للرزيقات. ننوه الى أهمية هذا الجسم بالنسبة لمشروع تنصيب حميدتي بحيث أن أعضاء المكتب التنفيذي لهذه المؤسسة منهم إثنين من مستشاري حميدتي وهم حامد حمدين و يوسف عزت، كما يضم عم حميدتي وهو جمعة دقلو.
*رابعا التنسيق بين حميدتي وقيادات تقدم كمدخل الى قبيلة المسيرية:*
قيادات حزب الامة وعلى رأسهم رئيس الحزب القومي ابن القبيلة فضل الله برمة ناصر، حسن شيخ الدين الامين العام لحزب الامة في الولاية غرب كردفان. كادر حزب الامة و مسؤول الحهاز القضائي في الادارة المدنية للمليشيا، إبن المجلد المحامي محمد ابراهيم الاحمر. قيادي آخر في حزب الامة اسمه طبق (كداد). و رئيس حزب الامة في المجلد حماد خاطر جمعة. والقيادي بحزب الأمه الاستاذ بجامعة بابنوسة العمدة حامد عثمان. والبعثي الضاكر و البعثي محمد بكار. كل هذه القيادات الحزبية هم الفاعلون الرئيسيين لصالح المليشيا داخل القبيلة.
بواسطة هذه المداخل الثلاثة، إستطاع حميدتي أن يجد له موطئ قدم داخل قبيلة المسيرية وإن يستقطب ابنائها و أن يلزم نظارها بقسم الولاء و أن يستخدمهم جميعا كوقود للحرب. وكانت النتائج وبالا على القبيلة، يعتبر أكبر كارثة في تاريخها بسبب عدد القتلى الذي تجاوز عشرات الالاف.
د. محمد عثمان عوض الله
بقلم د. محمد عثمان عوض الله إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قبیلة المسیریة الدعم السریع غرب کردفان حزب الامة
إقرأ أيضاً:
مقتل و إصابة «33» مدنياً بطائرة «مسيّرة» للدعم السريع استهدفت دار إيواء بـ «عطبرة»
في فاجعة جديدة قُتل «11» شخصاً و أصيب «22» آخرون، بعضهم حالتهم خطرة اليوم الجمعة، إثر هجوم بطائرة مسيّرة شنته قوات الدعم السريع، استهدف مركزًا لإيواء النازحين ومحطة للتوليد الكهربائي بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان.
عطبرة ــ التغيير
وقالت شبكة أطباء السودان إن المسيرة استهدفت مركز الايواء أدى لمقتل 11 شخصا واصابة 22 آخرين، فيما شنت مسيّرة استراتيجية أخرى هجوماً على مباني معهد التدريب المهني التابع لهيئة السكة حديد، والذي يؤوي عشرات النازحين.
وأفاد شهود عيان بأن طائرات مسيّرة أطلقت أربعة صواريخ، مما أحدث انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة دخان كثيفة فوق مركز الإيواء والمحطة التحويلية.
وتفقد والي نهر النيل موقع الحادث، برفقه اللواء أمن ياسر علي بشير، مدير جهاز الأمن والمخابرات العامة بالولاية، و محمد أحمد حمدو، المدير التنفيذي لمحلية الدامر، وأعضاء اللجنة الأمنية بالمحلية، بجانب عدد من المسؤولين، والشعبيين بالولاية.
وأوضح الوالي أن المعسكر الذي تم استهدافه يضم وافدين من عمال السكة حديد وأسر من الشرائح الضعيفة والبسطاء، وقال “إن هذه الجريمة النكراء تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ظلت ترتكبها المليشيا المتجردة من القيم الإنسانية والأخلاقية”، و أعتبر أن هذا السلوك يعكس الطبيعة الإجرامية لقوات الدعم السريع، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتحمل مسؤولياتهم في توثيق هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
كما وجّه الوالي بترحيل المعسكر من موقعه الحالي إلى مكان أكثر أمناً، حفاظاً على سلامة النازحين.
ووقف النائب العام الفاتح طيفور، يرافقه مساعده أحمد علي المتكسي، على أوضاع المصابين بمستشفى الشرطة في عطبرة، كما زار الوفد المشرحة التي نُقلت إليها جثامين الضحايا.
وأصدر النائب العام توجيهاته بقيد دعوى جنائية عاجلة ضد مرتكبي الجريمة، تشمل المحرّضين والمشاركين في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، مع التأكيد على تسريع إجراءات تقديم الجناة للعدالة.
يُذكر أن من بين الضحايا أفرادًا من أسرتين، إحداهما فقدت أمًا وبناتها الأربع، والأخرى فقدت ثلاثة من أفرادها.
وفي سياق متصل، أعلن مجلس التنسيق الإعلامي بشركة كهرباء السودان أن محطة عطبرة التحويلية تعرضت لاعتداء بالمسيّرات للمرة الرابعة خلال فترة وجيزة، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر.
وأكد المجلس أن فرق الدفاع المدني تبذل جهودًا لإخماد الحريق الناتج عن القصف، على أن يتم لاحقًا تقييم الأضرار الفنية واتخاذ التدابير اللازمة.
وتأتي هذه الهجمات الجوية المكثفة بعد تهديدات أطلقها نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، باجتياح ولايتي الشمالية ونهر النيل.
وخلال الأسابيع الماضية، كثّفت الدعم السريع استهدافها لمواقع مدنية وعسكرية استراتيجية في ولايتي الشمالية ونهر النيل، ما ألحق أضرارًا بالغة بسد مروي، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من الولايات.
وتسببت أزمة الكهرباء في تضرر واسع للمرافق الطبية ومحطات المياه والمشاريع الزراعية، وسط مخاوف من انهيار الموسم الزراعي بالولاية الشمالية.
الوسومدار إيواء طائرة مسيرة عطبرة مقتل (11) مدنياً نهر النيل هجوم