لئن كانت معدلات النبض والتنفس وضغط الدم ودرجة الحرارة هي المؤشرات الأساسية لسلامة الجسم وعنفوانه وتسمى طبياً العلامات الحيوية، فإن مظاهر الإصرار على صناعة الحياة مثل استئناف الجامعات السودانية ومؤسسات التعليم لنشاطها داخل وخارج السودان، وانعقاد امتحانات الشهادة السودانية، وتخريج طلاب الكلية الحربية وصدور كشوفات ترقيات الضباط كالمعتاد ، وانسياب حركة التجارة والخدمات، واستمرار النشاط الرياضي والنتائج الطيبة للفرق الوطنية وتتويج ذلك بإقامة مباريات فريق الكرة الوطني القومي في مشواره الظافر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في استاد وطني داخل البلاد – كما رشحت الأنباء – كلها تمثل العلامات الحيوية للدولة والأمة السودانية، والتي يسوء المتآمرين والجنجويد وأذيالهم استمرارُها واستقرارُها، فتُخرِج الضغن من نفوسهم، والبغضاء من أفواههم، والتآمر الناصب الجاهد من فعلهم لأجل إيقافها، لأنها تؤكد أن الأمة السودانية ذات الإرادة باقية وبخير ؛ إن إصابتها حمى الجنجويد فما حُمَّ اعتزامُها، وإن مرضت بعلل الخيانة من بعض أبنائها وتآمر القريب والغريب فما مرض اصطبارها، وإن تسلم فما تبقى وإنما سلمتْ من الحِمام إلى الحِمام مجالدة، ومن بابٍ لصناعة الحياة وإعمارها إلى آخر، في توقها وحراكها المستمر نحو المجد والعلياء.

ولئن كان سلاح الجو من فوق أسلحة الأرض مهماً في صناعة النصر العسكري الحاسم القادم بحول الله، فإن علامات الحياة هذه هي أسلحة الفضاء التي تأتي فوق كل هذه الأسلحة، ومن فوقها جميعا سلاح الإيمان بخالقنا وموجدنا على هذه الأرض التي هي لنا، نعيش عليها ونفنى لها أجساداً زائلة، ونبقى – على الدهر – ذكراً وأثرا.

Zuhair Abdulfattah Babiker

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بيان في ذكرى الاستقلال .. حركة العدل والمساواة السودانية

حركة العدل والمساواة السودانية تتقدم بالتحية للشعب السوداني في الذكرى التاسعة والستين للاستقلال، وتؤكد أن الاحتفاء بذكرى الاستقلال لا يُقتصر على كونه يوماً وطنياً، بل هو تجسيد للعزيمة والكرامة التي مكنت السودانيين من نيل حريتهم بعد صراع طويل ضد الاستعمار، إن هذه المناسبة تذكرنا بأن الاستقلال لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة بناء وطن يسوده العدل والمساواة والسلام والتنمية المستدامة، وتدعو جميع السودانيين لانتهاز هذه السانحة لاستكمال مسيرة الاستقلال بمخاطبة جذور الازمة الوطنية بتجلياتها التاريخية وتجديد الروح القومية والمساهمة في بناء الوطن. وتؤكد أن المعركة ضد تمرد قوات الدعم السريع تمثل امتداد لنضالات السودانيين التاريخية، حيث يظهر مرة أخرى تلاحم الشعب وتضحياته من أجل وطنه. في هذه المناسبة الوطنية تود الحركة تبيان الاتي:الحركة تدعو إلى تحييد المساعدات الإنسانية عن أي صراعات سياسية، وتندد بالمخططات التي تهدف إلى دعم التمرد بالسلاح تحت غطاء الإغاثة. كما تستنكر تسويق بعض الدوائر الدولية لأكذوبة المجاعة لتبرير التدخلات الخارجية، وتوظيف هذه المساعدات لتأجيج الصراع وتوفير غطاء لتمويل المليشيات بالعتاد الحربي. وتؤكد الحركة أن لا شح في المواد الغذائية إلا في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا، حيث تقوم بالاعتداء على القوافل التجارية وتفرض حصاراً جائراً على المدنيين.الحركة تدعو القوى الدولية ممارسة ضغوط حقيقية ضد التمرد بفرض العقوبات على قياداته وعلى الدول التي تزوده بالسلاح والتي تسمح بمرور العتاد الحربي عبر أراضيها، وتصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية، فبسبب فشل المجتمع الدولي في إجبار الدعم السريع على الالتزام بإعلان جدة ترتكب المليشيا الانتهاكات ضد السودانيين.الحركة تعيد التأكيد على ترحيبها بالجهود المصرية للحل السياسي. لقد استضافت مصر السودانيين، ودعمت الشعب السوداني في مواجهة التمرد وتخفيف آثار الحرب. كما ترحب بمبادرة الاتحاد الإفريقي ودول المنطقة التي تهدف إلى إنهاء معاناة السودانيين، وتدعو لتوحيد الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية.الحركة تحذر من أن أي تسوية لا تجعل الدعم السريع يسلم السلاح ويرد الحقوق ويخرج من مساكن المدنيين هي تسوية ستعيد انتاج الازمة من جديد، ويجب ان لا يكون للدعم السريع وجود في المشهد السياسي او العسكري.الحركة تؤكد أن القتال يجب أن يكون من أجل الوطن، تحت راية القوات المسلحة، دون الانخراط في صراعات حزبية أو إيديولوجية، وتجدد التزامها بعملية دمج قواتها في القوات المسلحة بعد الانتصار على متمردي الدعم السريع، وصولاً إلى جيش موحد يحتكر السلاح.الحركة تجدد التحية لشهداء الثورات السودانية المتعاقبة ولقواتنا المسلحة والقوة المشتركة والمستنفرين، والتضامن مع المتضررين. وتؤكد أن الاستقلال الذي تحقق بفضل وحدتنا وإرادتنا المشتركة هو رسالة دائمة بأن قوتنا تكمن في تلاحمنا، وهو مسار مستمر لنصل بسوداننا إلى آفاق المجد رغم التحديات الكبيرة التي تواجه بلادنا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونحن واثقون من قدرة شعبنا على تجاوز الأزمات.د. محمد زكريا فرج اللهأمين الاعلام الناطق الرسمي – حركة العدل والمساواة السودانية١ يناير ٢٠٢٥ إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العمل الوطني: إسرائيل ترى أنه لا وجود للدولة الفلسطينية إلى جانبها
  • «أبوجناح» يناقش مشكلات القطاع الصحي مع المجلس الأعلى للدولة
  • طبيبة توضح العلامات التي تدل على الإرهاق الشديد
  • عودة الحياة في السودان، حتى في ظل الحرب، تعكس ملامح الشخصية السودانية
  • بيان في ذكرى الاستقلال .. حركة العدل والمساواة السودانية
  • محافظ سوهاج يترأس اجتماع المجلس التنفيذي لمناقشة الملفات الحيوية
  • نعيم قاسم: المقاومة مستمرة وهناك فرصة للدولة لتثبت نفسها
  • تعميم بشأن إصدار نظام التوقيع على العقود والالتزامات المالية للدولة
  • وزارة المالية تصدر تعميما بشأن إصدار نظام التوقيع على العقود والالتزامات المالية للدولة