صحيفة البلاد:
2025-01-03@21:24:01 GMT

يحيى باجنيد وكلام.. على قد الكلام

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

يحيى باجنيد وكلام.. على قد الكلام

ولد الأستاذ يحيى محمد باجنيد عام 1368هـ في حارة الشام بمدينة جدة وفي وسط البلد القديمة وبه تكونت ملامح شخصيته الممتزجة بحياة الناس البسيطة التي يكتنفها دفء العلاقات بين الجيران وتكاتفهم وتلاحمهم فجميع من يعيشون فيها يعرف بعضهم بعضا ويلتقون صباحًا ومساءً فتتقاطع أعمالهم وحكاياتهم ومصالحهم، وذلك ما ترك لديه أثرًا عميقًا

وفي مقال نشر له بجريدة الرياض يصف نفسه قائلا : أنا وسطي الهوى أطرب لهذه النداءات.

. والأصوات.. يموج مزاجي الشعبي، المتلبّس بالحداثة، مع حركة (البسكليتات) ذات الرفارف التي يزينها (الشطرطون) بألوان الأندية.. وعربات الكارُّو التي يجرها أصبر خلق الله على الناس.. أضحك من شقاوة الطفولة كلما تعثّر أو تزحلق أو اصطدم رأس أو كتف بآخر..

أو كلما نهر الكبار أحدًا من الصغار، حاد عن الجادّة بحركة بسيطة أو كبيسة.!. تلك أيام خلت أستبقيها على سبيل التّذكّر.. أتملّى بفوحها وبوحها بين وقت وآخر ..”..كانت بدايتة مع الصحافة انطلاقا من شغفه بالقراءة التي ورثها عن والده، وتشجيع امه التي كان لها دورا مؤثرا في حياته، والتي من خلال حكاياتها تكون لديه مخزون من الحكايات الشعبية التي قام بنسجها عن المجتمع والناس في براعة وحرارة هاوي متمكن لايعرف الادعاء، كما قادته هوايته للرسم السفر إلى إيطاليا لاستكمال دراسته باكاديمية الفنون لصقل شغفه الفني، وحينما عاد منها التحق بالعمل بمعشوقته الأولى الصحافة التي يقول عنها:

“الصحافة بيتي والإذاعة معشوقتي.. وما تزال الإذاعة غرامي، لكونها تتيح لسامعها أن يشارك فيما يسمع، “وقادته الصحافة في دروبها من محطة صحفية إلى أخرى واستطاع أن يكون له عبر كل محطة أثرا لايمحى، بداية من عمله { رساما} بجريدة البلاد عام 1384 هجرية وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ثم محررا لصفحة { فنية } قبل أن يسافر إلى إيطاليا للدراسة والتي عاد منها بعد أربع سنوات ليعمل مدير تحرير تنفيذي بجريدة المدينة، ثم نائبا لرئيس التحرير، قبل أن يتولى رئاسة تحريرها لمدة وجيزة غادرها بعد ذلك ليرأس تحرير مجلة «اقرأ»، ومنها إلى رئاسة تحرير مجلة الحج والعمرة، وكان عموده الصحفي الشهير [حسبنا الله] ينتقل معه، بل مرَّ بأغلب الصحف والمجلات المحلية، التي كتب في العديد منها، كما كتب في مجلة “كاريكاتير” وجريدة “الجمهورية” المصرية ، ومنح درع الاستحقاق كرائد في رسم الكاريكاتير في مهرجان الكاريكاتير العربي الأول في المملكة العربية السعودية. وقد أتاح له عمله المبكر في الصحافة كما يقول، الالتقاء بالعديد من رموزها في الفترة الماضية حيث تأثر بهم وتعلم منهم ووجد منهم كل تشجيع وثناء، ومن بينهم الأساتذة حسن كتبي، ومحمد حسين زيدان، وأبو تراب الظاهري، وأبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، وعبدالله بن إدريس، وعبدالله الجفري وغيرهم، وكما يفخر الأستاذ يحى باجنيد بعمله الصحفي، فإنه يعتز بما قدمه عبر الإذاعة السعوديه من برامج ناجحة كانت تحظى بمتابعة كبيرة من المستمعين، إضافة إلى ماكتبه من تمثليات اذاعية اجتماعية، قام بأداء أدوارها كوكبة من الممثلين الكبار يتقدمهم الأساتذه سعيد بصيري وخالد زارع وعلي البعداني رحمهم الله رحمة واسعه وكذلك برامجه الإذاعية (كلام على قد الكلام) مع فريدة عبدالستار، وبرنامج (مساحة للراحة) مع أمل سراج و(نهار آخر) من إخراج سلطان الروقي، وبرنامج (همسة) للمخرج عبدالله منشي، و(عباس وعباسية) وغيرها.

ويحكي باجنيد في حوار له مع جريدة (المدينة) قصة طريفة حدثت له في صغره عندما التقى الأستاذ عباس غزاوي في برنامج الأطفال الشهير {بابا عباس} الذي يبث من استوديوهات الإذاعة السعوديه بشارع المطار القديم حيث سأله: «لمّا تكبر تحب تشتغل إيه يا شاطر»؟، فأجابه: «أفتح دكان وأبيع سكّر وشاي». فضحك يومها الإذاعي الجميل. ويقول يحي باجنيد معلقًا: “بالأمانة أنا اليوم أقول ليتني بعت سكّر وشاي!”

صدر للأستاذ يحيى باجنيد العديد من الكتب منها: (راجل ونص)، (راجل نكد)، (هذا زمن العقل)، (حسبنا الله)، (تفاحة آدم وثلاجة الخواجات)، (البازان وسيل البغدادية) وأيضًا (ومن الحب ما أحيا) وغيرها الكثير، وله العديد من الكتابات الساخرة والقصص القصيرة والزجل الشعبي والحكايات القصيرة،

يجمعها أسلوبه الساخر الذي تتميز به كتاباته سواء كانت مقالات أو حوارات أو قصص وحكايات، لغة بسيطة سهلة لاتحجب المعنى، والفاظ تقول أكثر من معناها، وتعبر عن صفاء النفس والبعد عن التعقيدات، يكتب كما يتكلم، ويكشف عن حس شعبي ودود يكره التكلف.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

أنشودة البساطة.. أحمد فضل شبلول يكتب: وجوه يحيى حقي تخايلني من 20 سنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كلما ذُكر اسم يحيى حقي، تذكرت الاحتفالية الكبرى التى اقترحتها منظمة اليونسكو، ونظمها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة من عشرين سنة، وعلى وجه الدقة خلال الفترة ١٢ ـ ١٤ يناير ٢٠٠٥، وكانت بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده (١٩٠٥ ـ ١٩٩٢) وحضرها عشرات الأدباء والمثقفين والإعلاميين الذين أسهموا بتعليقاتهم ومداخلاتهم وأسئلتهم فى إثراء الحوار والجدل حول هذا الرمز الأدبي.

كانوا خمسةً وأربعين أديبًا وباحثًا وناقدًا مصريًّا وعربيًّا وأجنبيًّا، يتقدمهم الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى وقتذاك، تحلَّقوا حول وجوه يحيى حقى المتعددة.

شملت الافتتاحية ـ التى أُقيمت بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وقدمها د. عماد أبو غازى صباح اليوم الأول ١٢/١/٢٠٠٥ ـ عرض فيلم تسجيلى قصير مدته ثمانى دقائق عن يحيى حقي، من خلال بعض المقابلات التليفزيونية واللقطات الفيديوية، التى سجلت معه، ومنها برنامج "أمسية ثقافية" الذى كان يقدمه الشاعر فاروق شوشة.

أعقب ذلك كلمة وزير الثقافة المصرى الذى قال إن حفاوتنا بيحيى حقى اليوم تقديرٌ لأنفسنا. 

ثم ألقت مريام كوك صاحبة كتاب "يحيى حقى تشريح مفكر مصري" كلمة الضيوف الأجانب، وفيها قالت إن القيم الإنسانية توحد الشرق والغرب، وهو ما يعتقده يحيى حقي.

ثم أضافت إن جوهر المشكلة هو الإنسان الذى يجب أن يتصالح مع أخيه الإنسان حيثما كان. ثم حيت الروح النبيلة التى تحلَّى بها حقى طوال حياته، ووجهت الشكر لمنظمة اليونسكو التى تحتفى بالقيم الإنسانية النبيلة، ولوزارة الثقافة المصرية التى نفَّذتْ هذه الاحتفالية. 

كلمة الضيوف العرب ألقاها الروائى العراقى المعروف فؤاد التكرلي، فتحدث عن ذكرياته مع يحيى حقي، وأول عمل قصصى ينشر له فى مجلة "المجلة" التى كان يرأس تحريرها الراحل الكبير.

كلمة اللجنة العلمية المنظِّمة للاحتفالية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، ألقاها الروائى المعروف خيرى شلبي، فتحدث عن الجهود التى بُذلت لكى ترقى هذه الاحتفالية إلى اسم يحيى حقي، وذكرياته مع الراحل الكبير، وجهود الرجل وجهاده فى الفن والأدب.

أعقب ذلك كلمة السيدة نهى يحيى حقي، وكانت بعنوان "أبي: يحيى حقي".                       

ثم تحدث د. جابر عصفور ـ أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وقتها ـ فى كلمته التى أخذت روح البحث العلمى الرصين، عن يحيى حقى باعتباره أحد الليبراليين العظام، فكان فى جسارته الفكرية مثلما كان فى جسارته الإبداعية على السواء، وكان منحازًا إلى أهل الحارة منذ مولده فى حى السيدة زينب، كما أنه كان منحازًا للحرية، وكان يناوش بقلمه كل أشكال الفساد والظلم، وكان يمارس النقد السياسي، وخاصة بعد أزمة الديمقراطية عام ١٩٥٤، وكان لكتابه "صحّ النوم" مغزاه السياسي، وليس الجمالى فحسب.

أعمال يحيى حقى تمثل الخطوات الأولى للحداثة

وذهب د. جابر عصفور إلى أن أعمال يحيى حقى تمثل الخطوات الأولى للحداثة، وأن كل التقنيات الجديدة ترجع إلى يحيى حقي. 

ومن صفاته الأخرى التى خلعها عصفور، صفة الساخر، أو الماكر إذا شئنا الدقة، وهذا المكر الطيب دفعه إلى استخدام الرموز، وأن معظم عناوين قصصه تلعب دورا رمزيا يثير الابتسامة التى تدفع إلى التأمل. أيضا هناك صفة الأبوة الحانية، فقد كان حقى أبًا حانيًا للأدباء والمثقفين الشبان، وكتب كثيرا من المقدمات لأعمال الشبان على مستوى الوطن العربي، وربما يكون أكثر أديب كتب مقدمات لأعمالهم. ويتذكر عصفور أن يحيى حقى هو أول من نشر له مقالا، وكان ذلك عام ١٩٦٨، دون أن يذهب إليه بواسطة.

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: الإطاحة بنظام الأسد “فرصة ذهبية” للحوثيين
  • أنشودة البساطة.. مصطفى بيومي يبحر فى عالم رائد القصة القصيرة يحيى حقي
  • أنشودة البساطة.. أحمد فضل شبلول يكتب: وجوه يحيى حقي تخايلني من 20 سنة
  • أنشودة البساطة.. محمود حامد يكتب: في حب يحيى حقي
  • الصحافة الإسرائيلية تحذر حكومة نتنياهو من تركيا
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة
  • مطران سوهاج: 25 يرتبط بعدد من المعاني الروحية التي تشير للبدايات الجديدة والبركات الإلهية
  • عُباد يدشن العمل بإذاعة وعي التابعة لأمانة العاصمة
  • علي جمعة: 3 عبادات في شهر رجب علينا الإكثار منها