صحيفة بريطانية.. إسرائيل تستعد للدخول “بالكامل” في حرب ضد الحوثيين
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
يمن مونيتور/ لندن/ ترجمة خاصة:
تستعد تستعد للدخول بالكامل ضد جماعة الحوثي في اليمن، حسبما أفاد مسؤولين أمنيين من الاحتلال لصحيفة “التايمز” البريطانية، يوم الثلاثاء،
وقالت الصحيفة البريطانية عن المسؤولين إن “إسرائيل تستعد لتكثيف هجماتها على “الحوثيين”، آخر وكيل لإيران، في اليمن باعتبارهم التهديد المتبقي بعد انهيار الوكلاء الآخرين لإيران في غزة ولبنان وسوريا والعراق”.
إسرائيل قصفت اليمن أربع مرات لكن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إنها “بدأت للتو”. واستمرت التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادة الحوثيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تفكر في معركتها التالية ضد الحوثيين في اليمن على الرغم من بُعدهم عن تل أبيب بأكثر من ألف ميل.
وقالت الصحيفة: بعد انهيار الوكلاء الإيرانيين في غزة ولبنان وسوريا، يعتبر الحوثيون آخر وكيل لإيران في المنطقة، مما يجعلهم هدفًا رئيسيًا لإسرائيل.
ولفتت إلى أنها تسعى لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية لمواجهة أي تهديدات قد تنشأ من الحوثيين، خاصةً في ظل تصاعد التوترات مع إيران.
والتصعيد ضد الحوثيين يتماشى مع استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي الأوسع في الردع الإقليمي. في إشارة لتهديد العالم العربي من مصير مشابه.
وقالت الصحيفة: إسرائيل تأمل أن يؤدي الضغط على الحوثيين إلى تقليص الأنشطة الإيرانية في المنطقة، وبالتالي تقليل خطر الهجمات المستقبلية.
وقال المتحدث العسكري في وقت سابق الثلاثاء، إنه تم تنفيذ عمليتين عسكريتين “استهدفنا فيهما مطار بن غوريون ومحطة كهرباء في القدس”.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت مبكر الثلاثاء اعتراض صاروخ باليستي للحوثيين قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية.
ويوم الاثنين، قدمت إسرائيل قضيتها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل شن هجوم شامل على قوات الحوثيين في اليمن، زاعمه أن الجماعة اليمنية المدعومة من إيران تمثل الآن جيشًا إرهابيًا مسلحًا جيدًا يهدد ليس فقط الاقتصاد الإقليمي، ولكن النظام العالمي بأكمله.
وصعد الحوثيون من وتيرة هجماتهم ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الضربات الأمريكية ضد الحوثيين ستستمر طالما أن الجماعة المدعومة من إيران لا تزال قادرة على تهديد ممرات الشحن وإسرائيل.
استهدف الحوثيون أكثر من 200 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات بدون طيار منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول2023. واستولوا على سفينة وأغرقوا اثنتين في الحملة التي أسفرت أيضًا عن مقتل أربعة بحارة. كما اعترضت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة صواريخ وطائرات بدون طيار أخرى في البحر الأحمر أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، والتي شملت أيضًا سفنًا عسكرية غربية.
ورداً على ذلك تشن الولايات المتحدة وبريطانيا منذ 11 يناير/كانون الثاني حملة ضربات جوية ضد المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران. ونتيجة ذلك أعلن الحوثيون توسيع عملياتهم لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية. كما شن الاحتلال الإسرائيلي أربع هجمات في اليمن استهدفت البنية التحتية للبلاد.
يمن مونيتور1 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام منع الإسرائيليين من المشاركة ببطولة العالم للبولينج بعد حملة داعمة للفلسطينيين مقالات ذات صلة منع الإسرائيليين من المشاركة ببطولة العالم للبولينج بعد حملة داعمة للفلسطينيين 31 ديسمبر، 2024 البحرين تهزم الكويت وتواجه عمان في نهائي كأس الخليج 31 ديسمبر، 2024 الرئيس اليمني يصدر قرارات تعيين عسكرية 31 ديسمبر، 2024 صيادون يمنيون يناشدون الحكومة التدخل بعد تلف إنتاجهم السمكي بسبب وقف التصدير إلى السعودية 31 ديسمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية صيادون يمنيون يناشدون الحكومة التدخل بعد تلف إنتاجهم السمكي بسبب وقف التصدير إلى السعودية 31 ديسمبر، 2024 الأخبار الرئيسية صحيفة بريطانية.. إسرائيل تستعد للدخول “بالكامل” في حرب ضد الحوثيين 1 يناير، 2025 منع الإسرائيليين من المشاركة ببطولة العالم للبولينج بعد حملة داعمة للفلسطينيين 31 ديسمبر، 2024 البحرين تهزم الكويت وتواجه عمان في نهائي كأس الخليج 31 ديسمبر، 2024 الرئيس اليمني يصدر قرارات تعيين عسكرية 31 ديسمبر، 2024 صيادون يمنيون يناشدون الحكومة التدخل بعد تلف إنتاجهم السمكي بسبب وقف التصدير إلى السعودية 31 ديسمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك الرئيس اليمني يصدر قرارات تعيين عسكرية 31 ديسمبر، 2024 صيادون يمنيون يناشدون الحكومة التدخل بعد تلف إنتاجهم السمكي بسبب وقف التصدير إلى السعودية 31 ديسمبر، 2024 مدير أمن عدن يقيل قيادي بارز في قوات المجلس الانتقالي ويحيله للتحقيق (وثيقة) 31 ديسمبر، 2024 قوات المجلس الانتقالي تسيطر على نقطة أمنية في قصر معاشيق بعدن 31 ديسمبر، 2024 الداخلية اليمنية: وفاة 663 شخصًا في حوادث سير بالمناطق المحررة خلال 2024 31 ديسمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 13 ℃ 23º - 11º 47% 0.17 كيلومتر/ساعة 23℃ الأربعاء 22℃ الخميس 22℃ الجمعة 22℃ السبت 21℃ الأحد تصفح إيضاً صحيفة بريطانية.. إسرائيل تستعد للدخول “بالكامل” في حرب ضد الحوثيين 1 يناير، 2025 منع الإسرائيليين من المشاركة ببطولة العالم للبولينج بعد حملة داعمة للفلسطينيين 31 ديسمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬888 غير مصنف 24٬199 الأخبار الرئيسية 15٬386 عربي ودولي 7٬191 غزة 6 اخترنا لكم 7٬148 رياضة 2٬425 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬283 كتابات خاصة 2٬108 منوعات 2٬041 مجتمع 1٬862 تراجم وتحليلات 1٬846 ترجمة خاصة 112 تحليل 14 تقارير 1٬640 آراء ومواقف 1٬566 صحافة 1٬488 ميديا 1٬451 حقوق وحريات 1٬347 فكر وثقافة 921 تفاعل 822 فنون 490 الأرصاد 368 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 32 حصري 26 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات جمالاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
عبدالله محمد عبداللهشجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثیین فی الیمن إسرائیل تستعد تستعد للدخول ضد الحوثیین
إقرأ أيضاً:
عدو “إسرائيل” الأول يترجل عن جواده.. القائد محمد الضيف شهيداً
يمانيون/ تقارير لم تكن من كلماتٍ أبلغ في ارتقاء القائد الشهيد “محمد الضيف” “أبو خالد” ورفاقه الشهداء الأبرار، بأنّ الشهادة في سبيل الله هي ما يليق بمثلهم، إذ قالها “أبو عبيدة” بكل عزةٍ وافتخار: “هذا ما يليقُ بقائدنا محمد الضــيف، الذي أرهق الاحتلال لأكثر من 30 عامًا”.
ترجل القائد “الضيف” عن جواده، ليرتقي شهيدًا في معركة “طوفان الأقصى” البطولية؛ معركة هو من قادها وخطّط لها مع إخوانه في المجلس العسكري، تاركًا تاريخًا حافلًا وبصمات حاضرة في المشهد العسكري الفلسطيني.
إذ زفّ الناطق باسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام” المجاهد “أبو عبيدة” في بيانٍ عسكري، مساء الخميس، ارتقاء ثلة من المجاهدين الكبار والقادة الأبطال من أعضاء المجلس العسكري، على رأسهم القائد العام الشهيد “محمد الضيف”، بعد رحلةٍ جهاديةٍ استمرت لعقودٍ من الزمن.
بعد أن رسم القائد “الضيف” مشهد انتصار غزة “مقاومةً وحاضنة”، منذ الطلقة الأولى للمعركة؛ جاء هذا النصر الذي جبل بدماء القادة العظماء، فكان نصر أغلى ثمنًا، وأثبته على الأرض قدمًا، وأجدره من بين ادعاءات العز والتمكين تصديقًا.
في تفاصيل المشهد، لابد من استعراض شذراتٍ من سيرة هذا القائد العظيم، إذ ارتبط اسم “محمد الضيف”، منذ التسعينيات بالمقاومة الفلسطينية، فكان أحد أبناء الجيل الأول المؤسس من القساميين، وتحول إلى رمز للبطولة والتخفي، ورغم أنه لم يكن يُرى إلاّ أن بصماته كانت حاضرة بقوة في المشهد العسكري الفلسطيني، كأحد الشخصيات المقاومة الأكثر تعقيدًا في نظر الاحتلال ومؤسساته العسكرية والاستخباراتية، والتي تطارده منذ 33 عامًا.
قاد “الضيف” كتائب القسام، منذ أكثر من ثلاثة عقود، متجاوزًا محاولات الاغتيال المتكرّرة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق الاحتلال الصهيوني، ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولًا إلى معركة “طوفان الأقصى” التي أذلت الاحتلال وأثبتت فشله استراتيجيًّا رغم البطش والإبادة التي ارتكبها بعد يوم العبور المجيد، الذي سقطت فيه فرقة غزة في جيش الاحتلال على أيدي أبطال القسام.
القائد محمد الضيف في سطوروُلد “محمد دياب إبراهيم المصري”، المعروف بـ”محمد الضيف” عام 1965م، لعائلةٍ فلسطينيةٍ تعود جذورها لقرية “كوكبا”، التي تعرّضت للتهجير من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة 1984م، ونشأ وترعرع في مخيم “خان يونس” للاجئين جنوبي قطاع غزة، حتى استقر به المقام في مخيم “خان يونس”.
تتكون أسرته من 15 فردًا، وكان والده يعمل في صناعة الوسائد وتنجيد الفرش، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم “خان يونس”، كبقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.
وشكلت مساجد منطقته مرحلة انطلاقته بالعمل الإسلامي منذ صباه، إذ نشأ في بيئة المقاومة، وتأثر منذ صغره بواقع الاحتلال وظروف اللجوء القاسية، ما دفعه للانخراط في صفوف الحركة الإسلامية خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، كما درس العلوم وحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص الأحياء، إذ كان فيها من قادة العمل الطلابي ونشطاء الكتلة الإسلامية وهو الإطار الطلابي لحماس.
القائد الضيف وبداية العمل الحركي ومراحل المطاردة:
انضم الشهيد “محمد الضيف” إلى حركة “حماس” منذ نعومة أظفاره وكان عنصرًا نشيطًا في صفوف العمل الاجتماعي، حتى الانطلاقة الرسمية للحركة بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، وكان “الضيف” من كوادرها الأوائل.
اعتُقل “الضيف” في إطار الضربة الأولى التي وجهتها قوات الاحتلال للحركة في صيف عام 1989م، بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ “صلاح شحادة”، “استُشهد في صيف 2002م”، قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عامًا ونصف العام في السجن قبل تحرّره عام 1991م.
تدرج “الضيف” في العمل الأمني وملاحقة العملاء ثم في الجهاز العسكري لحركة حماس، وأصبح مطلوبًا بعد مشاركته في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية والاشتباك مع قوات الاحتلال للاحتلال، ورفض تسليم نفسه لتبدأ رحلة أطول مطاردة ربما في التاريخ في مساحةٍ جغرافيةٍ صغيرةٍ وضيقة، إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة، ومن خلال إتقانه للتخفي وعدم البقاء في مكانٍ واحد لفترةٍ طويلة، كي لا يقع في قبضة قوات الاحتلال حيًّا أو ميتًا.
برز دور “الضيف” بعد استشهاد “عماد عقل” الذي برز اسمه في سلسلة عمليات فدائية في نوفمبر عام 1993م، وأوكلت إليه قيادة “كتائب القسام”، فعمل على قيادة وتنسيق مجموعات الكتائب بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بين عامي 1993 – 1994م، وتمكن خلال هذه الفترة من التخطيط وتنفيذ عدة عمليات نوعية، والوصول إلى الضفة الغربية المحتلة وتشكيل العديد من الخلايا الفدائية هناك، كالمشاركة في تنفيذ عدة عمليات فدائية في مدينة “الخليل” والعودة إلى قطاع غزة.
نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد:
وتصاعد الدور الكبير للقائد “الضيف” خصوصًا في التخطيط لعملية خطف الجندي الصهيوني “نخشون فاكسمان” عام 1994م، في بلدة “بير نبالا” قرب القدس، والذي قتل وخاطفيه بعد كشف مكانهم، وألقى “الضيف” بيان العملية بنفسه، وظهر حاملاً بندقية وبطاقة هوية “فاكسمان” التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
ومع اشتداد الخناق على المطلوبين للاحتلال في قطاع غزة، رفض “الضيف” طلبًا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو استشهاده، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أي من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، ولذلك كان لا يستقر في مكانٍ واحد حتى أطلق عليه لقب “الضيف” الذي يأتي ويرحل.
استطاع “الضيف” أن يؤمن وصول المهندس “يحيى عياش”، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، ووقف وراء عمليات الثأر للشهيد “عياش”، بعد أن اغتيل بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996م، من خلال إرسال “حسن سلامة” إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، وقتل في هذه العمليات الفدائية نحو 60 صهيونيًّا.
توارى “الضيف” كليًا عن الأنظار بعد تنفيذ عمليات الثأر “لعياش”، وفي ربيع عام 1996م، شنت السلطة الفلسطينية عملية ملاحقة له في إطار الضربة الكبيرة التي وجهتها لحركة “حماس”، اعتقلت المئات من قادتها وعناصرها، واستطاعت السلطة بعد ذلك من اعتقال “الضيف” عام 2000م، بحجة أنها تريد حمايته من القصف الصهيوني، وسمحت السلطة لمحققين من جهاز المخابرات الأمريكي المعروف باسم “السي آي إيه” من التحقيق معه.
غير أن “الضيف” تمكن فيما بعد من انتزاع حريته من سجن الأمن الوقائي الفلسطيني بغزة ليعود لتشكيل خلايا القسام من جديد بعد مصادرة سلاحهم وذخائرهم، وبدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م.
اغتيالات فاشلة وإرادة لا تنكسر:وبعد عامٍ من اندلاع الانتفاضة تعرض “الضيف” لمحاولة الاغتيال الأولى، حيث كان برفقة “عدنان الغول” (استشهد في 22 أكتوبر 2004م)، وهو خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله “بلال”؛ بعد أن أطلقت عليهم طائرة صهيونية صاروخًا في بلدة “جحر الديك”، وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد استشهاد “بلال” في القصف ليغطي والده ورفيق دربه.
ورغم أن “إسرائيل” نفذت العديد من محاولات اغتيال على الأقل ضد “محمد الضيف”، إلا أنه نجا منها جميعًا، وإن كان بعضها قد أوقع إصابات بالغة في جسده، وأخطر هذه المحاولات عام 2014م، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ استهدفت طائرات الاحتلال منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن “الضيف” خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.
ومنذ توليه دفة القيادة، أدار القائد القسامي الخفي “الضيف” العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال، وكان من أبرز المهندسين لتطوير القدرات العسكرية لحماس، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية التي تحولت إلى عامل حاسم في معارك غزة، كما قاد العمليات في قطاع غزة حتى تحريره من المستوطنات عام 2005م، وحوّل القسام من مجموعات وخلايا إلى جيش شعبي منظم.
وفي مايو 2021م، تصاعدت حدة الاعتداءات الاستيطانية على المسجد الأقصى المبارك، وحاولت سلطات الاحتلال تهجير سكان حي “الشيخ جراح”، وفي لحظة محاولة مجموعات المستوطنين إطلاق مسيرة الأعلام قرب “باب العامود”، قصفت كتائب القسام مدينة القدس المحتلة برشقةٍ صاروخيةٍ ضخمة بأمرٍ من قائد الأركان “محمد الضيف”.
وفيما استمرت المعركة لأيام فرضت خلالها المقاومة الفلسطينية فصلًا جديدًا من فصول المواجهة مع الاحتلال، وبرز اسم “محمد الضيف” بعد المعركة كقائدٍ فعلي لها، وارتبط اسمه بها بشكلٍ وثيق، ليصبح الملهم لتشكيلات المقاومة الفلسطينية وجمهورها في الضفة الغربية المحتلة.
عدو “إسرائيل” الأول.. القائد الخفي “الشبح” حاضر في المعركة:وخلال الكثير من المراحل التي مر بها؛ كان القائد “الضيف” لا يظهر في وسائل الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكنه حاضر بقوة في كل مواجهة مع الاحتلال، حيث يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين المقاومة والاحتلال.
وخلال معركة “سيف القدس” عام 2021م، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف “تل أبيب” بالصواريخ ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، وهو ما فرض معادلة ردعٍ جديدة، أظهر مدى تطور المقاومة الفلسطينية.
وفي الـ 7 من أكتوبر 2023م، أطل القائد “الضيف” ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى ارتقى شهيدًا، وكان من أبرز أسباب الطوفان هو سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيدًا للتقسيم المكاني والزماني، وبناء الهيكل المزعوم.
وعلى مدار عقود وضعت “إسرائيل” “محمد الضيف” على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها، ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الاحتلال من الوصول إليه، ما جعله يتحول إلى أسطورة وكابوس يطارد الاحتلال، حتى رحل كما يحب شهيدًا في ميدان أعظم معركةٍ شارك في التخطيط لها وقيادتها، وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة.
وعلى مدار شهور المعركة نجحت كتائب القسام في الاستمرار بعملياتها الناجحة والتي أوقعت الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، والاحتفاظ بأسرى الاحتلال الذين اعتقلتهم يوم العبور العظيم، لتعلن أخيرًا بعد انتهاء المعركة عن استشهاد قائدها العام.
رحل القائد “محمد الضيف” شهيدًا ويبقى تاريخه الحافل وبصماته حاضرة يستلهم منها الأحرار درب الحرية، وسط إجماع فلسطيني على أنه أحد رموز الصمود الذين صنعوا معادلات جديدة في المواجهة مع الاحتلال، ويقينهم يقول: إن “يستشهد قائد يخلفه ألف قائد”.
وفي الإطار؛ وبعد الإعلان عن استشهاد القائد “محمد الضيف”، ونائبه “مروان عيسى” ورفاقهم القادة: “غازي أبو طماعة، رائد ثابت، رافع سلامة، أحمد الغندور، ايمن نوفل”، توالت ردود الفعل المهنأة، في سيلٍ من البيانات الصادرة عن دول وقوى محور الجهاد والمقاومة من “فلسطين، إيران، اليمن، العراق، لبنان، وغيرها من الدول الحرة.
عبرت البيانات جميعها عن مباركتها باستشهاد القادة، مؤكدةً أنهم “قدموا نماذج حية للأجيال في الإقدام والتضحية والفداء بعد رحلةٍ جهاديةٍ طويلة قضوها مقاومين للاحتلال الصهيوني، ومدافعين عن حقوق الشعب العادلة، منافحين عن مقدسات الأمة في فلسطين”.
ودعت البيانات كلّ “أبناء الأمة وأحرار العالم للسير على طريق الشهداء القادة والاستمرار في تصعيد المواجهة تجاه العدوّ الصهيوني وقطعان مستوطنيه، وتدفيعه ثمن الجرائم الجبانة حتّى تطهير فلسطين من النهر إلى البحر”.
نقلا عن المسيرة نت