مخططات العدو الصهيوني للمرحلة القادمة
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
يمانيون../
في خضم التوترات المتزايدة والمخططات الصهيونية المعقدة، يبقى مصير الكيان الصهيوني متأرجحاً بين وهم القوة والحقائق الماثلة على الأرض. إن التحديات التي يواجهها العدو تتطلب منه استراتيجيات متجددة، لكن الأساليب القديمة التي اعتمد عليها، مثل اختلاق الأزمات والفتن الطائفية، لم تعد تنطلي على شعوب المنطقة أو على المجتمع الدولي.
ونتذكر كيف أن أحداث سبتمبر 2001 وذريعة مكافحة الإرهاب قد نجحن نسبياَ في التغطية على هزيمة الكيان في لبنان واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي كانت كفيلة بإحداث زعزعة كبيرة لو لم يلجأ إلى خدعة ضرب البرجين وتأجيج مشاعر العالم ضد العرب والمسلمين. ومن المحتمل أن تتكرر مثل هذه الخدع قريباً في ظل الأزمات الكارثية التي يواجهها منذ أكثر من عام.
قد نشهد ضربة مفتعلة في دولة غرب، أو ربما أكثر، تليها حرب شاملة ضد المسلمين. وبهذا سيستخدم الصهاينة كل أساليب الخداع لإقناع العالم بالانخراط في صراع مفتوح مع خصومهم. لكن مردود هذه الخطة قد يستغرق وقتاً طويلاً، وقد لا تظهر نتائجه إلا بعد تكبد خسائر فادحة، خاصةً مع إدراك العالم الحالي لحقيقة الأوضاع في المنطقة وكيفية إدارة الصهاينة للأحداث لتغطية جرائمهم بحق الإنسانية في غزة.
إضافةً إلى أن “إسرائيل” تواجه أيضاً صعوبة في التصعيد العسكري، حيث تحتاج إلى فترة طويلة من الهدوء النسبي حتى تتمكن من حسم المعركة في غزة، فوقف إطلاق النار دون تحقيق انتصار عسكري يُعتبر بمثابة هزيمة، خاصةً مع استمرار التهديد من جبهة الإسناد اليمنية التي تثير قلق العدو.
من جهة أخرى، يلجأ الإسرائيليون إلى خيار الفتنة الطائفية، وهو ما نجحوا في تنفيذه سابقاً في العديد من الدول الإسلامية، وسيظهر دعاة الفتنة من شيوخ الوهابية وجماعة الإخوان ليدعوا الناس إلى قتال أعداء الصحابة، رغم أن هذه الذريعة فقدت فعاليتها بعد تراجع الأنظمة العميلة عن دعم مسلمي غزة.
كما أن خيار الطائفية قد فشل فشلاً ذريعاً في اليمن وقبل طوفان الأقصى، ولا قيمة لتفعيله ضد صنعاء بعد اليوم. سيكون ذلك بمثابة فضيحة للأنظمة الراعية له، وسيُظهر عمالاتها بشكلٍ مفضوح خاصة النظام السعودي الذي تخلى عن الإسلام ورفع راية القومية بدلاً من راية التوحيد، ولم يعد يحظى بأي قيمة طائفية في واقعه السياسي.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن محاولات إشعال الفتن في الدول الإسلامية، مثل اليمن وسورية قد باءت بالفشل، وأظهرت قوة الوعي الشعبي وقدرته على كسر الحواجز الطائفية وفضح المخططات الرامية إلى تفتيت المنطقة. إن المجتمعات العربية والإسلامية اليوم أكثر إدراكًا لما يحدث ولديها القدرة على استيعاب الحقائق، مما يجعلها أقل عرضة للانخداع بمخططات العدو.
كما أن الوضع في غزة على الرغم من المعاناة الشديدة، يمثل رمزًا للمقاومة والصمود. إن أي محاولة جديدة للعدوان أو لإشعال فتنة طائفية ستقابل بمقاومة شرسة، مما يزيد من تعقيد الأمور بالنسبة للكيان الصهيوني.
يمكن القول إن الاستراتيجيات الصهيونية مهما كانت محكمة، لن تنجح في التغلب على إرادة الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية والعدالة. ومع استمرار تصاعد الوعي الشعبي والمقاومة، فإن فرص سقوط الكيان الصهيوني تزداد، حتى في ظل كل محاولات التآمر والدعم الخارجي. إن المستقبل يحمل في طياته آمالًا جديدة لشعوب المنطقة، وآفاقًا من الممكن أن تقود إلى تحقيق العدالة والسلام.
السياسية : محمد الجوهري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل عدوانه على طولكرم
الثورة نت/وكالات واصلت قوات العدو الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، لليوم السابع على التوالي. وداهمت قوات العدو برفقة الكلاب البوليسية، الليلة الماضية منازل المواطنين في أحياء متفرقة من مدينة طولكرم وضواحيها، شملت الحي الشرقي وضاحية الطياح وحي الرشيد في ضاحية ذنابة وفتشتها ودققت في هويات سكانها واخضعتهم للاستجواب الميداني، دون ان يبلغ عن اعتقالات. وقال مراسلة “وفا”، إن قوات العدو دفعت بمزيد من آلياتها العسكرية من معسكر “تستعوز” غرب طولكرم، ومن حاجزي الطيبة وجبارة جنوبا، باتجاه المدينة ومخيمها وفرضت حصارا مشددا عليهما، في الوقت الذي تواصل حصارها لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي وتعرقل عمل مركبات الاسعاف والطواقم الطبية. وأضافت أن المدينة تشهد انتشاراً كبيراً لقوات المشاة والقناصة على أسطح المباني السكنية والتجارية التي استولت عليها وحولتها الى ثكنات عسكرية في وسط السوق والاحياء الغربية والشرقية. وفي مخيم طولكرم، تواصل قوات العدو حصارها وسط انتشار كثيف لقوات العدو في كافة حاراته والقناصة على المباني المرتفعة داخله وفي محيطه، ومداهمة المنازل وتفتيشها واجبار أصحابها على مغادرتها تحت تهديد السلاح. وذكرت المصادر نقلا عن شهود عيان من المخيم، أن قوات العدو صعدت من عمليات تفجير المنازل في الحارات الداخلية للمخيم، وزادت وتيرتها مع استقدامها لجرافة من النوع الثقيل (D10)، وشرعت بهدم لمنازل اخرى ومحال تجارية في حارتي السوالمة والحمام وتسويتها بالأرض. وأضافت، أن قوات العدو داهمت عشرات المنازل ودمرت محتوياتها من الداخل، واحدثت حفرا في جدرانها لاستخدامها في مداهمة منازل ملاصقة لبعضها، وبثت حالة من الخوف والذعر في صفوف سكانها، غير مبالية بوجود أطفال وكبار سن ونساء، وأجبرتهم على مغادرتها تحت تهديد السلاح. كما وتواصل قوات العدو الاستيلاء على الأبنية العالية داخل المخيم ومحيطه، وتحويلها الى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، تزامنا مع انتشار واسع لفرق المشاة بين المنازل والأزقة. كما ويستمر نزوح المزيد من العائلات من منازلهم قسرا، بعد طردهم من قبل قوات العدو، في مختلف حارات المخيم، وتهديد الاحتلال لهم بعدم العودة اليها. وتسبب العدوان في تدمير كامل للبنية التحتية وانقطاع الخدمات الاساسية من المياه والكهرباء والانترنت والاتصالات، وما رافقه من نقص في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الاطفال. واستشهد أمس السبت المواطن وحيد عمر وحيد ماضي (صباغ)، 51 عاماً، متأثراً بإصابته الحرجة في الصدر، إثر إطلاق قناص للاحتلال النار عليه في حارة قاقون بالمخيم، ليرتفع عدد الشهداء خلال العدوان المتواصل على المدينة ومخيمها الى أربعة. وفي ظل الاقتحام المستمر لمدينة طولكرم ومخيمها، اعلنت مديرية التربية والتعليم عن تحويل الدوام للفصل الثاني اليوم الأحد الى الدوام الالكتروني عن بعد للمدينة والضواحي، فيما بقية مدارس المحافظة الى الدوام الوجاهي، ويشمل القرار المدارس الخاصة ورياض الأطفال.