نفت الحكومة الروسية بشكل قاطع صحة التقارير التي تداولتها وسائل إعلام تركية حول طلب أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، الطلاق ومغادرة روسيا.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريح رسمي اليوم الاثنين، أن هذه الادعاءات “لا تتوافق مع الواقع”، مشددًا على أن أسماء الأسد لا تخطط لمغادرة روسيا أو اتخاذ أي خطوات مشابهة.

شائعات الطلاق ومغادرة روسيا

أثارت تقارير نشرتها وسائل إعلام تركية، أبرزها موقع “آ هبر”، جدلًا واسعًا بعد أن زعمت أن أسماء الأسد تسعى للعودة إلى بريطانيا، حيث ولدت وتربت وتحمل جنسيتها.

وأشارت التقارير إلى أنها بدأت بالفعل التواصل مع مكاتب محاماة بريطانية كبرى لترتيب إجراءات الطلاق والانفصال عن بشار الأسد.

وذكرت المصادر أن والدتها، سحر العطري، تقود جهود دعم رغبتها في العودة إلى بريطانيا، خاصة لمواصلة علاجها من سرطان الدم النخاعي الحاد، الذي تم تشخيصه في مايو 2024.

العقوبات الدولية وتعقيد الوضع

تواجه أسماء الأسد عقوبات دولية صارمة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.

فرض الاتحاد الأوروبي العقوبات على أسماء الأسد، مبررًا ذلك بأنها “تستفيد من النظام السوري وتدعمه”، كما أبقت المملكة المتحدة على العقوبات ضدها رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي، ما يعيق احتمالية عودتها إلى بريطانيا بسهولة.

وفي عام 2020، وسّعت الولايات المتحدة العقوبات لتشمل أسماء الأسد وأفرادًا من عائلتها، متهمة إياها بجمع “مكاسب غير مشروعة على حساب الشعب السوري” واستخدام جمعياتها الخيرية لتعزيز قوتها الاقتصادية والسياسية، كما شملت العقوبات والديها وشقيقيها، ما يزيد من تعقيد وضعها الدولي.

الانتقال إلى روسيا بعد سقوط النظام

عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، انتقلت العائلة إلى موسكو كجزء من اتفاق مع الجانب الروسي لتأمين خروجهم.

ومنذ ذلك الحين، يعيش أفراد الأسرة في عزلة نسبية، بعيدًا عن الأضواء، مع تزايد الضغوط السياسية والإعلامية عليهم.

ردود فعل دولية على وضع أسماء الأسد

أثارت التقارير حول رغبة أسماء الأسد في العودة إلى بريطانيا موجة من الانتقادات، وأكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن أسماء الأسد “غير مرحب بها” في المملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن العقوبات المفروضة عليها لا تزال سارية المفعول، رغم حملها جواز السفر البريطاني.

وفي المقابل، نفت روسيا تمامًا الشائعات المتعلقة بوضع قيود على تحركات عائلة الأسد أو تجميد أصولهم العقارية، ووصفتها بأنها “ادعاءات لا أساس لها”.

حقيقة الموقف

يبدو أن الشائعات حول طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا تأتي في سياق التوترات السياسية والإعلامية المحيطة بسقوط النظام السوري، ورغم تأكيد الكرملين على عدم صحة هذه التقارير، فإن التكهنات حول مصير عائلة الأسد، خاصة أسماء، لا تزال قائمة، في ظل الضغوط الدولية والعقوبات المفروضة عليهم.

بينما تسعى أسماء الأسد للحفاظ على مكانتها وسط هذه الأزمات، يبقى السؤال: هل ستتمكن من تجاوز التحديات الدولية والعودة إلى حياة طبيعية، أم أن ماضيها سيظل يطاردها؟

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اسماء الاسد الجانب الروسي الثورة السورية الحكومة الروسية الرئيس السوري المتحدث باسم الكرملين إلى بریطانیا أسماء الأسد

إقرأ أيضاً:

صفقة منتظرة.. هل يكون تسليم الأسد ثمناً لبقاء روسيا في سوريا؟

قبل أيام من سقوط بشار الأسد، قالت روسيا إن المقاتلين السوريين الذين يتقدمون نحو دمشق إرهابيون. ومع وصول هؤلاء المتمردين إلى السلطة، تشعر موسكو بفرصة لتوسيع بصمتها الاقتصادية في سوريا والاحتفاظ بقواعدها العسكرية هناك.

الحكومة الجديدة تريد إعادة الأموال التي نقلها النظام السابق إلى روسيا

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه تقارب مفاجئ.. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعالاً في حماية نظام الأسد خلال حرب أهلية استمرت عقدًا من الزمان. مكنت القواعد الروسية على طول ساحل سوريا من نشر قوتها في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، فضلاً عن ضرب أهداف "هيئة تحرير الشام". وبعد فرار الأسد من البلاد، لجأ إلى موسكو.
ولكن مع عدم تأكد حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من موقف إدارة ترامب بشأن سوريا، فإنهم يماطلون في تمويل الحكومة الجديدة. وهذا يوفر فرصة غير متوقعة لروسيا ليس فقط للحفاظ على وجودها بل وتعزيزه.
وفي واحدة من أولى العلامات الملموسة على تحسن العلاقات بين الجانبين، سلمت روسيا الشهر الماضي ما يعادل 23 مليون دولار بالعملة السورية بأسعار رسمية إلى البنك المركزي في دمشق.

Russia has sought a rapprochement with Syria’s new rulers, including with an injection of cash for Syria’s central bank https://t.co/8yXieRNOb4

— WSJ Graphics (@WSJGraphics) March 6, 2025

وقال مسؤولون سوريون وأوروبيون، إن موسكو طبعت الأوراق النقدية للاقتصاد السوري المتعطش للنقد عندما رفضت بلدان أخرى خوفًا من العقوبات.
ويبدو أن موسكو، التي تخضع هي نفسها لعقوبات أمريكية وأوروبية بسبب حربها في أوكرانيا، لا تبدي مثل هذه المخاوف.
قالت آنا بورشفسكايا، زميلة في معهد واشنطن تركز على سياسة موسكو تجاه الشرق الأوسط، إن "ميزة روسيا في التفاوض مع سوريا هي أنها لا تعوقها أي مخاوف أخلاقية في التعامل مع سوريا ويمكنها تنفيذ القرارات دون الحاجة إلى إجماع، والسؤال الرئيسي هو كيف سيضع الغرب نفسه ويتعامل مع سوريا لتقليل أسباب الاعتماد على روسيا".

تسليم الأسد

وشملت المفاوضات الخاصة مجموعة من المواضيع، بما في ذلك مليارات الدولارات نقداً واستثمارات في حقول الغاز والموانئ، واعتذار محتمل من موسكو عن دورها في قصف المدنيين، وحتى طلب من السلطات السورية الجديدة بتسليم الأسد، ورفض الجانب الروسي مناقشة طلب تسليم الرئيس السابق، وفقاً لمسؤولين أوروبيين وسوريين مطلعين على المحادثات.

What's striking about Russia's pivot in Syria isn't the opportunism, that's expected, but how it exposes the real truth of proxy wars: Great powers pursue access & influence, not ideological commitments. https://t.co/InAzWkOdxm

— Fatima Alasrar (@YemeniFatima) March 6, 2025

وستكون الجائزة الرئيسية لموسكو هي التمسك بقواعدها العسكرية في سوريا، والتي توسع نطاقها بشكل كبير بينما تواجه انتكاسات في الحرب بأوكرانيا.

على النقيض من ذلك، لم تضع إدارة ترامب بعد خطة للنظام الجديد بسوريا، كما قال الدبلوماسي الأمريكي السابق ديفيد شينكر، مضيفاً أن "غياب المشاركة الأمريكية يجعل من الصعب معارضة العودة الروسية".

بوغدانوف ولافرينتييف

ومن شأن الاتفاق الشامل بين روسيا وسوريا أن يعيد العديد من الروابط التي رسخت العلاقة بين البلدين. في عهد الأسد، كانت سوريا واحدة من أكثر الدول ولاءً لروسيا، في حين كانت روسيا من بين أكبر شركاء سوريا التجاريين. في ذلك الوقت، كانت لدى الشركات الروسية مليارات الدولارات من الاستثمارات، والتي شملت ضخ النفط من الحقول السورية ومعالجة الغاز الطبيعي للتصدير.
وبدأت المناقشات عندما وصل ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وألكسندر لافرينتييف، مبعوثها إلى سوريا، إلى البلاد في يناير(كانون الثاني). وكانت نيتهم التفاوض على مستقبل قاعدة حميميم الجوية والبحرية الروسية في طرطوس، لكن المحادثات سرعان ما تطورت لتشمل علاقات اقتصادية أوسع، حسبما قال أشخاص مطلعون على المفاوضات.

واكتسبت العلاقة المؤقتة بين روسيا وحكام سوريا الجدد زخمًا بعد وقت قصير من إجراء بوتين وأحمد الشرع أول مكالمة هاتفية، ناقشا خلالها العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية، بما في ذلك استعداد روسيا "لتحسين العلاقات الثنائية".

وحرصت دمشق على تأطير مفاوضاتها مع روسيا كمحاولة للحصول على تعويض عن المعاناة والدمار الذي أحدثته القوات الروسية خلال حملات القصف الشرسة التي شنتها لدعم نظام الأسد.
وقال المفاوضون السوريون إن الحكومة الجديدة تريد إعادة الأموال التي نقلها النظام السابق إلى روسيا، بحسب مصادر. وفي الفترة بين عامي 2018 و2019، أرسل البنك المركزي السوري ما يقرب من 250 مليون دولار إلى بنك حكومي في موسكو، وفقًا لسجلات الجمارك. كما اشترى أفراد عائلة الأسد الذين صنعوا ثرواتهم من الاحتكارات التجارية والعمولات شققًا بقيمة تزيد عن 40 مليون دولار في ناطحات سحاب فاخرة في روسيا، وفقًا لتقرير صادر عام 2019 عن مجموعة مكافحة الفساد غلوبال ويتنس.
بعد مكالمة بوتين مع الشرع، قالت الرئاسة السورية إن بوتين دعا وزير خارجيتها إلى موسكو، وأبدى استعداد موسكو لمناقشة شروط الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وهو مطلب رئيسي للحكومة السورية الجديدة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات.

مقالات مشابهة

  • صفقة منتظرة.. هل يكون تسليم الأسد ثمناً لبقاء روسيا في سوريا؟
  • رغم القيود الصارمة.. تصاعد عمليات تهريب مكونات الطائرات الأمريكية إلى روسيا
  • الأمن السوري يعتقل مجموعة من فلول نظام الأسد
  • وزير الخارجية السوري يشارك في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية  
  • إسرائيل تسعى لإعادة روسيا إلى سوريا
  • فانس يعارض تشديد العقوبات على روسيا كوسيلة لتسوية الأزمة الأوكرانية
  • ما علاقة يسرا؟ القصة الكاملة لعودة شيماء سيف وزوجها بعد الطلاق لمدة شهر
  • روسيا: رفع العقوبات الأميركية شرط لتطبيع العلاقات
  • مقتل عنصرين من الأمن السوري في اللاذقية جراء كمين لـفلول النظام المخلوع
  • روسيا تحظر دخول وزير الخارجية الياباني ومسؤولين آخرين رداً على العقوبات