فورين بوليسي: الهزات الارتدادية لهجوم السابع من اكتوبر ستطال مليشيا الحوثي بـ2025
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية:
في نهاية 2023، أوضح مسؤول استخبارات إسرائيلي كبير متقاعد، أن هجوم حماس في 7 أكتوبر كان بمثابة زلزال وسيتعامل الشرق الأوسط بأكمله مع "هزاته الارتدادية" لبعض الوقت.
وبعد مرور أكثرمن عام، تم تدمير حماس كقوة مقاتلة، وجرى اغتيال كبار قادتها، فيما تعرض حزب الله لضربات خطيرة، وقتل زعيمه حسن نصر الله ومعظم قياداته العليا.
لكن مع سريان وقف إطلاق النار في لبنان، واحتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وانشغال الإدارة السورية الجديدة بتعزيز بلادها، فإن السؤال الآن عما إذا كانت الهزات الارتدادية قد اقتربت أخيرا من نهايتها.
خلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بنهاية سريعة للحروب. كما أشار كبار المسؤولين الدفاعيين الجدد إلى رغبتهم في إعادة توجيه الولايات المتحدة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ولكن، عمليا، قد يكون الانسحاب من الشرق الأوسط أكثر صعوبة من التوقعات، بل أنه من المؤكد أن الهزات الارتدادية ستستمر، مما يهدد المصالح الأمريكية لبعض الوقت.
الأكثر من ذلك، من المرجح أن تكون الهزة الأولى تحدث فعليل الآن في اليمن.
فمنذ أكثر من عام، يستهدف الحوثيون الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وذلك رغم جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لوقف تلك الهجمات.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كثف الحوثيون استهدافهم لإسرائيل، حيث أطلقوا أكثر من 200 صاروخ و170 ضربة بطائرات مسيرة.
وفي حين نجحت إسرائيل والولايات المتحدة في صد معظم هذه الهجمات، فإن استمرارها يزيد الضغوط على إسرائيل لشن رد أكثر قوة.
ومن غير المستغرب أن تضرب الطائرات الحربية الإسرائيلية الموانئ اليمنية والبنية الأساسية، لردع الصواريخ الحوثية.
ويبدو أن الحوثيين غير خائفين من انتقام تل أبيب، لكن قادة إسرائيل لا يتراجعون عن الضربات الموجهة ضد المليشيا في اليمن.
وتعهد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مؤخرا بأن "الحوثيين سيتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله والأسد وغيرهم".
قد لا تكون الحملة ضد الحوثيين سريعة أو مذهلة مثل القضاء على حزب الله، لكن الصعوبات لا تعني أن إسرائيل لن تحاول تحقيق أهدافها ضد المليشيا الحوثية في اليمن، كما أن الضربات المتجددة ستدمر الكثير مما تبقى من البنية الأساسية المتهالكة في اليمن.
وحتى الآن، ركزت الغارات الإسرائيلية على الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة والصليف ورأس قنتيب، فضلاً عن مطار صنعاء الدولي، في محاولة لقطع إمدادات الأسلحة الإيرانية.
كما تعهدت إسرائيل باستهداف قيادة الحوثيين، وهي الخطوة التي تجنبتها تل أبيب وواشنطن حتى الآن.
وإذا نجحت هذه الجهود، فقد يتم في النهاية تقليص القدرات العسكرية الحوثية حتى لو لم يتم القضاء عليها بالكامل.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مليشيا الحوثي تجبر المواطنين على تسليم أجهزة "ستارلينك" وسط مخاوف من فقدان سيطرتهم على موارد الاتصالات ووسائل التجسس
دعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة لمليشيا الحوثي، غير المعترف بها دوليًا، جميع المواطنين والجهات الاعتبارية في مناطق سيطرتها، إلى سرعة تسليم أجهزة ومعدات خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، محددة الأول من مايو/أيار المقبل كآخر موعد لذلك.
وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن تسليم الأجهزة يتم عبر فروع المؤسسة العامة للاتصالات، مع إلزام المواطنين بالحصول على إيصال رسمي، محذرة من التعرض للمساءلة القانونية بعد انتهاء المهلة. وأكدت أن الأجهزة تعد "محظورة التداول والاستخدام"، ملوحة بحملات ميدانية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لمصادرة أي أجهزة مخالفة وفرض عقوبات صارمة.
وتعكس هذه الخطوة تصاعد مخاوف مليشيا الحوثي من فقدان سيطرتها المطلقة على قطاع الاتصالات، الذي يمثل أحد أبرز مصادر تمويلها، وأداة رئيسية لمراقبة المواطنين والتجسس عليهم. وتسعى المليشيا إلى إجبار المستخدمين على الاعتماد الحصري على خدمات الإنترنت المحلية الخاضعة لإدارتها، لضمان استمرار العائدات المالية وضبط حركة المعلومات ومنع أي تواصل غير مراقب قد يهدد أمنها الداخلي.
ويأتي هذا التحرك بعدما أعلنت شركة "ستارلينك"، التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، في سبتمبر/أيلول 2024، عن بدء تقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية رسميًا في اليمن بالتعاون مع الحكومة المعترف بها دوليًا. ورغم أن أجهزة "ستارلينك" توفرت رسميًا في المحافظات الخاضعة للحكومة، إلا أن بعض الأجهزة تسربت إلى مناطق سيطرة الحوثيين، حيث بيعت بأسعار مرتفعة عبر السوق السوداء.
وتُعد خدمة "ستارلينك" نقلة نوعية للإنترنت في اليمن، خاصة في ظل التدهور المزمن للبنية التحتية للاتصالات نتيجة الحرب، إذ تتيح اتصالًا سريعًا ومستقرًا بالشبكة العالمية دون الاعتماد على الشبكات المحلية التي تخضع لرقابة مشددة.
ويرى مراقبون أن حملة الحوثيين ضد "ستارلينك" تكشف خشيتهم من فقدان إحدى أدواتهم الفاعلة في السيطرة الاقتصادية والأمنية على السكان، في ظل تزايد اعتماد المجتمعات المحلية على بدائل تفتح آفاقًا أكبر للحرية في الاتصال والوصول إلى المعلومات بعيدًا عن رقابة المليشيا.