يمانيون../
عامٌ آخر ينتهي؛ وإبادة جماعية صهيونية لم تنته.، فبعد عام حافل بالدم القاني الذي سال ويسيل من أجساد الفلسطينيين، عام سيطر فيه المحتل الإسرائيلي على “معبر رفح” البري ومحور “فيلادلفيا” من الجانب الفلسطيني، ووسع مساحة ما بات يعرف بمحور “نتساريم” حتى أصبحت مساحته 56 كيلو متر مربع.

عامٌ لم يكتفي فيه ذات المحتل على فصل القطاع لشمال وجنوب، بل فصل شماله أيضاً عن غزة، فأصبح جيش الاحتلال في المنتصف بين “مخيم جباليا، وجباليا البلد وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون وتل الزعتر من ناحية”، ومدينه غزه من ناحيةٍ أخرى، وبات القتل في كل مكان، إلا أنه في شمال تركز.

شمال القطاع المنكوب بات أكثر بكثير من أي تصور، ولأن “القتل والقتل فقط” هو هدف الاحتلال، أخرج مشافي الشمال عن الخدمة، كما فرق الانقاذ مثل الدفاع المدني، ورئينا خلال هذا العام جثامين الشهداء تنهشها الكلاب الضالة في الشوارع دون دفن، وباتت الإصابات مشاريع شهداء، فلا منقذ لهم ولا علاج.

وعلى ذكر العلاج فقد سجل شمال غزة أكبر نسبةٍ في خروج المستشفيات عن الخدمة، “مستشفى بيت حانون، مستشفى الاندونيسي، ومستشفى اليمن السعيد”، جميعها خارج الخدمة بعد سيطرة الاحتلال عليها، ومجمع “كمال عدوان الطبي ومستشفى العودة”، يخرجه العدو عن الخدمة تارةً، وتعود للعمل فيستهدفها مرات أخرى.

غزه ليست أفضل حالاً من شمالها، فقد كان عاماً مليئاً بالموت أيضاً، بيوت دمرت فوق رؤوس ساكنيها، ومساجد ومدارس وحتى الخيام، لم تسلم من الدمار والإحراق، وإذا ما اتجهنا جنوباً وتجاوزنا محور الموت أو ما يسمى مجازاً بمحور “نتساريم” فسنجد أن المحافظة الوسطى لا تزال تشهد مداً وجزراً.

كما “خان يونس” في الجنوب تشهد نزوحاً قسرية وقت ما يشاء جيش الاحتلال، وعودة حذرة كلما سئم نازح الجنوب نزوحهم وإن كانوا من أبناء نفس المحافظة.

أما أقصى الجنوب فتلك “رفح” بوابه القطاع يسيطر الاحتلال على أغلبها ويستهدفها دون توقف، ولا عجب أن قلنا بأن الموت أيضاً فيها أكثر من الحياة.. عامٌ كان كفيلاً لرفع أعداد الشهداء والمفقودين لأكثر من 60 ألف منهم قرابة 20 ألف طفل وأكثر من 12 ألف امرأة.

أما المصابون فقد تخطوا الرقم “107000” مصاب، وهذه ليست أرقاماً عادية عابرة، إنها قصص تحكي وجه الجريمة وما صنعه هذا العام بسكان قطاع غزة المنكوب، والذين يتوقون ليومٍ تشرق فيه شمس السلام في بلدٍ لم يروا فيها يوماً سوى الموت والإرهاب والخراب والعبث الصهيوني، أما الحرمان من المساعدة والإغاثة؛ فذلك زيادة عن أي طاقةٍ باتت تعلق الأمل على لحظةٍ يُعلن فيها وقف إطلاق النار وإنهاء شلال الدم والحرمان.

تقرير فلسطيني: غزة فقدت 6% من سكانها بنهاية 2024م

في الإطار؛ كشف تقرير رسمي فلسطيني، الثلاثاء، أن عدد سكان غزة انخفض بنسبة 6% مع نهاية العام 2024م، بسبب استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.

وجاء في بيان أصدره الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن “حرب الإبادة الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 45 ألفًا و584 فلسطينياً في غزة، ومغادرة نحو 100 ألف فلسطيني للقطاع منذ السابع من أكتوبر 2023م.

وكانت قد أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن 12 ألفاً و943 طالباً استُشهدوا، و21 ألفاً و681 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023م، على قطاع غزة والضفة الغربية.

وأوضحت الوزارة في بيانٍ لها، الثلاثاء، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12 ألفاً و790، والذين أصيبوا 21 ألفاً و26، فيما استُشهد في الضفة 120 طالباً وأصيب 655 آخرون، إضافة إلى اعتقال 548.

وأشارت إلى أن 630 معلماً وإدارياً استُشهدوا وأصيب 3 آلاف و865 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 158 في الضفة، لافتةً إلى أن 425 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 171 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.

عبد القوي السباعي المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

مسؤول أممي: الوضع في غزة يشبه أهوال يوم القيامة

#سواليف

حذر مسؤول أممي من فظاعة الوضع في قطاع غزة، إذ عاد شبح المجاعة ليخيم على الفلسطينيين في ظل أزمة إنسانية دخلت أخطر مراحلها جراء حرب الإبادة التي تواصل إسرائيل ارتكابها وإغلاقها المعابر.
وأشار مدير الاتصال لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” جوناثان فاولر، في تصريح صحفي متداول، اليوم الأربعاء، إلى حقيقة نفاد المواد الغذائية بقطاع غزة على خلفية غلق إسرائيل كافة المعابر، مستخدمة الغذاء سلاحا في حرب الإبادة منذ 19 شهرا.

وقال فاولر: “من الصعب إيجاد كلمات لوصف الوضع الراهن بغزة، إنه أشبه بأهوال يوم القيامة، ويفتقر إلى أدنى درجات الإنسانية”.

واعتبر أن القطاع الفلسطيني “يمر بأسوأ مرحلة للأزمة الإنسانية التي يشهدها منذ بدء حرب” الإبادة الإسرائيلية، مبينا أن الوضع في غزة “ليس معقدا، بل هو واضح للغاية”.

مقالات ذات صلة الصين تنشر فيديو عن الحرب التجارية وتصف الولايات المتحدة بـ”نمر من ورق” 2025/04/30

وأشار إلى أنه من الطبيعي ألا يجد الفلسطينيون في القطاع أي شيء ليأكلوه نتيجة منع إسرائيل وصول المساعدات الغذائية والإمدادات لأكثر من 50 يوما.

وشدد المسؤول الأممي على أن المجاعة في غزة “قرار سياسي إسرائيلي بالكامل”.

وأردف: “إذا فُتح المجال لإدخال المساعدات فستصل، لكن إسرائيل تفرض حصارا خانقا لا يسمح بمرور أي شيء”، لافتا إلى أن جميع الدعوات الدولية لفك الحصار لم تلق أي صدى.

ووصف المسؤول الأممي هذا الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع وفشل المجتمع الدولي في التصدي له بأنه “فضيحة حقيقية”.

وكان الاحتلال الإسرائيلي استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن نحو 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • شهداء جدد.. الاحتلال الإسرائيلي يستمر في حصد أرواح الفلسطينيين
  • مسؤول أممي: الوضع في غزة يشبه أهوال يوم القيامة
  • الاحتلال يواصل عمليات الإبادة في غزة.. والأمم المتحدة: الوضع تجاوز حدود التصور
  • بالأرقام.. تداعيات أزمة الجوع في قطاع غزة
  • جيش الاحتلال يحشد قواته الاحتياطية لتوسيع عملياته العسكرية في غزة
  • بالأرقام.. تداعيات أزمة الجوع في غزة
  • ممثل السعودية في العدل الدولية: الاحتلال يمارس التطهير العرقي بغزة
  • عداد الشهداء في غزة لا يتوقف والعالم يتفرج على حرب الإبادة الصهيونية 
  • ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية إلى 52 الفا و243
  • هل يتجه لحرب كبرى؟.. العالم ينفق على الأسلحة أكثر من أي وقت مضى