«السنين المزهرات».. رائعة شعرية جديدة لـ محمد بن راشد
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
محمد عبدالسميع (الاتحاد)
«السنين المزهرات» هي فاتحة عام جديد ترفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بثياب العز والورد والزهور، وهي في الوقت نفسه عنوان قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وبيان لكلّ السنين المزهرات التي اجتازتها الدولة بثقة واجتهاد، فباتت الإمارات عنواناً لكل نجاح وتقدم وازدهار.
قصيدة رائعة، وتلخّص نظرة مبدعها نحو المستقبل المضيء بالإنجاز، وما تعبير الروض والأزهار كاستهلال للقصيدة إلا دليل شاعرية كبيرة لشاعر عظيم وجد في القصيدة ما يبعث على الاستذكار لكلّ هذه السنين التي خلت، والتي أنجزت فيها الدولة كلّ ما يستحق الإشادة والاعتزاز، إذ جاء تعبير «دولتنا» دالاً على مدى العلاقة الكبيرة بين سموه والدولة، إذ يعكس الضمير «نا» في كلمة (دولتنا) الحب الجمعي للشعب والقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فهي ذاتٌ كليّة للقيادة والشعب في حبّ هذه الدولة، وهو ما حمله الضمير في هذه اللفظة الأثيرة والمفردة العزيزة على كلّ إماراتي يشعر بالانتماء للبلد الذي يستقبل عاماً جديداً، ويودّع عاماً سابقاً بكلّ نجاحٍ واقتدار.
صنع المعجزات
قد جاء النداء في البيت الأول ليدلّ على مدى وقوة الشعور بالمناسبة وقراءة الماضي بعين الحاضر والمستقبل، ليرفد البيت الثاني من القصيدة هذا الاستهلال بتعزيز الثقة واعتياد صنع المعجزات التي سبقت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين كان الآخرون «باقي الناس» لا يستطيعون تحقيق ذلك. إنّه الإبداع والنجاح وتحقيق المؤشرات العالية والنسب الريادية على مستوى العرب والعالم، إذ جعلت هذه القصيدة النجاح أمراً عادياً في حين هو للآخرين أمرٌ صعب أو مستصعب، وفي هذا يكون التحدي والمقارنة في بيت رائع، يبدأ بالـ «نحن» الجمعيّة التي تدل على الاتحاد الميمون الذي بنيت عليه الدولة أساساً راسخاً، ولهذا فإنّ الدولة لا يمكنها أن تلتفت إلى الوراء إطلاقاً، باعتبارها دائماً تتطلع إلى الأمام، وفي هذا البيت بلاغة في التعبير وثقة في الذات، حيث تستغني الدولة بذاتها ومنجزها عن أيّ تحديات يمكن أن يصنعها البعض، فالسير هو على استقامة الخطّ الواضح والثابت للوافين «الشبور»، وهذا التعبير يحمل معنى مقارنة الأطوال، بما تحمله هذه الأطوال من نجاحات وصفة إيجابية بعيدة عن الخلل والنقصان.
تعزيز المنجزات
إنّ الأبيات اللاحقة في هذه القصيدة تشرح وتعزز المنجزات في الأبيات الأولى القويّة الحاملة للفخر، وأوّل هذه الشروحات أو المقوّمات هو أنّ الشعب «شعبنا» يعيش مرتاح البال واثقاً ومطمئناً في أحلى وأعذب حياة، فيرضى ويرتاح بكلّ الأمن والحبور والروعة، وجماليّة هذا البيت في رضا الشعب وارتياحه، كرضا عن الحالة السعيدة والعطاء الكبير للدولة، إذ يعتبر الرضا علامة على استقرار الدول والشعوب، والأمثلة على ذلك كثيرة في هذه الحياة.
كما يحمل البيت الشعري قيمة الأمن كركيزة لهذا الاستقرار والثبات، فتتجدد الأمنيات التي تصنعها الإمارات لشعبها، باختصار لأنّ الأمنيات جميعها تتحقق، ولا يمكن تأجيلها إطلاقاً، وهذه بلاغة وريادة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في هذا التعبير المدهش في صنع الأمنيات، بما يحمل ذلك من تطلعات واستشراف ووقوف الشعب إلى جانب القيادة الرشيدة في تحقيق المزيد، فطالما أنّ الأمنيات تتجدد، فمعنى ذلك أنّ الدولة تطمح إلى المزيد.
نفائس المعاني والخصال
لقد فتحت الدولة قلبها للجميع، بكلّ مكوناتها شعباً وقيادة، فكانت نموذجاً في العطاء، وقد جاء التعبير الشعري ليؤكد ذلك، حيث إنّ عملية فتح القلوب للمحبة، وكذلك الصدور أكبر دليل على النيّة الحسنة والإيجابيّة للتعاون والتضامن أمام المستجدات، وهذا ما دأبت عليه الدولة في مدّ يد العون لكلّ جار أو صديق في هذا العالم في كلّ أمرٍ يهم البشريّة والإنسانيّة والأمتين العربية والإسلاميّة.
إنّ أبيات القصيدة في الواقع لا تقف عند المجرد من الكلام، وإنما هي تحمل نفائس المعاني والخصال والمبادئ السياسيّة والقيادة الحكيمة ورخاء الشعب، وهذه من سمات قصيدة سموه.
إنّها الدولة الواثقة، والشعب الوفيّ، الذي عبّرت عنه القصيدة بأنّه يعيش في دولة لا تلتفت إلى الصغائر من الأمور، فهي تكتفي بالسير إلى الأمام والمزيد من العطاء والثقة بالذات، ولذلك جاءت الـ«نا» كضمير متصل لتدلّ على الدولة بجميع مكوناتها، فهي إذن قصيدة الجميع في إطار ذات الدولة، كما في كلّ ألفاظ الأبيات الافتخاريّة، مثل: نحن، دولتنا، معتادين، سيرنا، وافين، شعبنا، نصنع، نفتح، ما علينا، ولا تهيجنا، ومن يعادينا، عندنا، جبلنا، عزمنا... إلخ.
مكانة ورفعة وقوّة
إنّ الفرح من منظور القصيدة دائماً على تجدد في دولة الإمارات، وهذا نهجها ودأبها كدولة محبّة للجميع، لكنّ لها موقفاً آخر ممن لا يريد لهذا القلب أن ينفتح على الجمال والعطاء والتعاون، وقد حمل البيت الشعري هذا الموقف بحيث كان المعادي للدولة مصيره الموت، أو أنّه لا يمكن أن ينجو أبداً طالما وقف أمام هذه المسيرة الخيّرة والإحسان الأصيل لدولة الإمارات، فالجند صاحب العزيمة موجود، والقوّة متوفرة، والردّ حتماً سيكون أبلغ مما يتصوّره العدوّ، ولقد صوّر سموه عزيمة، بل عزائم هذا الجند بأقوى تصوير كما تقول القصيدة، مستخدماً بلاغته وريادته وثقافته ومفرداته اللغوية المناسبة لمثل هكذا حالات أو ردود.
ولقد اعتزّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، من خلال الاعتزاز بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فالقائد من صفاته الكرم والاتصال الدائم مع شعبه، وهو الجبل، بما يحمله من علو ومكانة ورفعة وقوّة وصلابة (هو جبلنا وحوله الدنيا تدور)، إذ جاء التعبير بلاغياً في صورة القائد العظيم الصلب والقويّ والثابت ثبوت الجبال أمام مصاعب الأمور. وهو القائد المتفرد في صفاته بين الآخرين، وقد حملت الأبيات روعة المعنى بقوّة التشبيه، والصورة الشعرية، فمن صفة الجبل العالي القوي إلى صفة الحرّ النادر الذي تتبعه كلّ الصقور.
إنجازات وفرح وخير
إنّ (الحر) لفظة تطلق على الأجود والأفضل من بين الصقور، فهو الحرّ والنادر أيضاً، وقد تأكدت قيادته بحضوره في الطليعة دائماً مع الأقوياء، فـ(بو خالد) يستحقّ هذا الاعتزاز والثناء البليغ في هذه القصيدة الرائعة والبليغة.
وأخيراً، جاء البيتان في نهاية القصيدة ليعززا كلّ ما سبق، في الفرح بالعام الذي مضى، بما فيه من إنجازات وفرح وخير، بل أفراح، وفي الوقت ذاته الدخول إلى العام الجديد بما فيه من رضا ونعمة ونور، وكلّ ذلك يحمل معنى السعادة ودخول المستقبل بكلّ هذه الثقة وهذا الثبات.
كما تجدد في البيت الأخير العزم على المضي قُدماً بكلّ شموخ، واختتمت القصيدة بالتهنئة الصادقة لدولة الإمارات. أخبار ذات صلة الإمارات تستشرف 2025 ببرامج ومبادرات تدعم مسيرتها التنموية بدء تطبيق الاختبار الجيني لفحوص ما قبل الزواج من اليوم
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد بن راشد الإمارات محمد بن زايد السمو الشیخ محمد بن دولة الإمارات محمد بن راشد رئیس الدولة فی هذه فی هذا
إقرأ أيضاً:
مسؤولون: الابتكار في الإمارات منهجية عمل حكومي متميز
أكد أمناء عامون للمجالس التنفيذية في دولة الإمارات ومسؤولون حكوميون، أن الابتكار في دولة الإمارات يمثل فكراً متجدداً ومنهجية عمل حكومي متميز، طورتها الدولة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومتابعة أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، لتصبح هوية مميزة للدولة، ومحركاً للتغيير الإيجابي وصناعة المستقبل.
جاء ذلك، بمناسبة انطلاق فعاليات شهر الإمارات للابتكار "الإمارات تبتكر 2025"، التي تنظم في جميع إمارات الدولة طوال شهر فبراير (شباط) الحالي، تحت شعار "قوة الابتكار 10 – أين تكمن قوتك؟" في حدث وطني شامل، يهدف إلى الاحتفاء بالابتكار، وتعزيز موقعه نهجاً حكومياً وثقافة مجتمعية، وتعزيز مشاركة المجتمع في تطوير الأفكار والحلول المبتكرة التي تسهم في دعم رؤى وتوجهات الدولة للمستقبل، بأن تكون الإمارات أكثر الدول ابتكاراً في العالم.
الإمارات تبتكروقال سيف سعيد غباش الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي إن إمارة أبوظبي تشارك في مبادرة "الإمارات تبتكر 2025" التي تعقد هذا العام تحت شعار "قوة الابتكار 10 – أين تكمن قوتك؟" ترسيخاً لأهمية هذا الحدث الوطني البارز الذي يُعد أكبر منصة للاحتفاء بالابتكار وتشجيع إبداعات المبتكرين في مختلف المجالات؛ ويأتي احتضان أبوظبي لفعاليات المحطة الأولى من شهر الإمارات للابتكار بما يعكس رؤية القيادة الرشيدة في تبني الابتكار نهجاً رئيسياً في تحقيق أهداف مسيرة التنمية المسـتدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
العصر الرقميوأضاف أنه "من خلال المشاركة في هذا الحدث الوطني، تواصل الإمارة تسليط الضوء على جهودها الرائدة في دعم الابتكار واحتضان المواهب وتبني أحدث الوسائل التكنولوجية المتطورة التي تستشرف المستقبـل وتواكب توجهات العصر الرقمي، بما يعزز مكانـة الإمـارة وجهة رائدة للابتكار ويؤكد التزامها بترسيخ ثقافة الابتكار أسلوب حياة في بناء مستقبل أكثر استدامة لأجيال الحاضر والمستقبل".
ومن جانبه قال عبد الله محمد البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي إن "الابتكار هو الأساس الراسخ للريادة، ومحفّز الفرص، وركيزة النمو، وبفضل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتوجيهات الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي، رسخت دبي مكانتها الرائدة في تبني وتفعيل أفضل المبادرات والممارسات المبتكرة، محققة بذلك نقلة نوعية في جودة الخدمات وتميزها".
وأضاف أن "الابتكار فكر متجدد لا حدود له، ومع الاحتفاء بمرور عشرة أعوام على انطلاق مبادرة "شهر الابتكار"، بات الابتكار نهجاً متأصلاً في ثقافة العمل الحكومي، وهوية متميزة تنعكس في مختلف المبادرات والبرامج والخدمات واليوم، أصبح القطاع الحكومي قاطرة الابتكار الاستباقي، ومرجعاً رئيساً في المقارنات المعيارية العالمية، ومصدراً لتوسيع وتعميم هذه الثقافة بما ينعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع، ويعزز المكانة الريادية لدولة الإمارات ودبي في صدارة مؤشرات الابتكار العالمية عاماً بعد عام.
من جهته، أعلن عبد الله علي المحيان رئيس مكتب الشؤون الاتحادية في إمارة الشارقة، أنه تجسيداً لثقافة الابتكار في الجهات والمؤسسات في إمارة الشارقة ستقام فعالية رئيسية في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار احتفاء بشهر الإمارات للابتكار، مشيداً بجهود مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي لدوره في تنظيم هذا الحدث الوطني بشكل سنوي، والذي يدعم توجهات دولة الإمارات ومستهدفات استراتيجياتها المستقبلية بتعزيز بيئة الابتكار في المؤسسات وتحفيز المبتكرين والمواهب لتحقيق المزيد من الإنجازات.
وأكد حرص إمارة الشارقة على المشاركة الفاعلة في "الإمارات تبتكر 2025"، مشيراً إلى أن الإمارة ستعمل على استعراض مبادرات الجهات الحكومية المشاركة في مختلف المجالات، ما يحفز ترسيخ بيئة إبداعية تنافسية في العمل الحكومي، وذلك من خلال تقديم أفضل الابتكارات وتعزيز مفهومها بشكل يخدم الفرد والمجتمع.
التنمية المستدامةبدوره أكد الدكتور سعيد سيف المطروشي الأمين العام للمجلس التنفيذي بعجمان، أن الابتكار يمثل قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الجاهزية للمستقبل، مشيرًا إلى أن رؤية عجمان 2030 تضع الابتكار في صميم توجهاتها الاستراتيجية، من خلال تعزيز الريادة الحكومية، ودعم البحث والتطوير، وتمكين المواهب الوطنية، مضيفا أن الابتكار لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لتعزيز تنافسية الإمارة، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية عجمان 2030 نحو الاستدامة والتميز الحكومي.