يبقى النصر للغايات النبيلة، للحق واضحًا لا لبس فيه، ويبقى الباطل- بالتأكيد- زهوقا.
هذه سنة الله، ولك أن تستقرئ عاقبة الأمور.
لتعرف أن الزيف محض اشتعالاتٍ عابرةٍ، مآلها انطفاءٌ كامل، فيما لا تعدم الأمّة طاقةً تعيد بها تجديد ذاتها.
وهذا مدخلٌ ضروريٌّ لتفهم الساحات في اليمن، وتعرف أن هذه الملايين لم تكن- قط- في حركة التاريخ نبتًا بلا جذور، وبلا تأهيل، وبلا تمحيص، وبلا تجربة.
إنها واحدةٌ من أهم إثباتات القاعدة، وتأكيد أن الزيف في تاريخ الأجيال محض لحظة، تفيد من شاء بالتأكيد في استخلاص الدروس، واستقراء النفوس، وتجريب النظريّ عمليًّا.
لتبقى كلمة الله هي العُليا.
وهذا جيلٌ قلّب الأفكار قديمها وجديدها، ولهذا فهو يعرف، بالضبط، مقاسات أحذية العدو وناعقيه، ويعرف بالتحديد أوزانهم، ويفهم كيف أن بضاعاتهم كلها.. مزجاة.
إن كنت طالبًا للحكمة فاسأل، إذن، هذا الشعب المجرب الثائر المؤمن الصّبور، ولتتواضع: إن هذه أمّةٌ أغنى وأثرى وأوسع معرفةً ممّا يتخيّل السّطحيّون، وإن شئت الحق:
لقد وصلت من تجاربها إلى الخلاصة.
فيما تعثّر غيرها عند الأبواب التمهيدية!
ولكي تفهمنا أكثر، فحاول استجلاب كلّ ما أوتيت من أدوات السلطة، ولتحشد بها ما يوازي أصغر ساحة، من ساحات اليمن.
إنها دارٌ للإيمان وطن!
وهل يستويان مثلا؟!
شعبٌ صارع الدنيا بتقلباتها، وعرَف قدرها فهانت عليه عيشة المذلّة؛ وشعبٌ ما صاحب في حياته جبلاً، ولا مرّت عليه في دنياه ضواريها.. إلا وكان في مواجهة أنيابها أرنبا!
فلنقل أن الثابت كامنٌ في اختلاف المقاييس، ولهذا فمن الحماقة أن تقيس الشعوب بنفس المسطرة، إن للشعب اليمني مقاييسه الخاصّة، ومعاييره الخاصة، وتحدياته الخاصّة، وتاريخه الخاص.
وكما أن الفوارق بين الأفراد باختلاف مؤهلاتهم تتجلّى.
فكذلك الشعوب.
وإذا كان الحق في خاتمة المطاف ينتصر،
فإنّ الله يصطفي من يشاء ويختار، ثمّ إنه يصنعهم على عينه،
لأنه إنما ينصرهم وفقًا للسّنن الكونيّة الثابتة، وإذ مرّ هذا الجيل بدروسٍ بالغة القسوة، وتجاوزها بتوفيق الله.
فذلك لأن الله اصطفاه لمهمّة،
فهمتها أم لا، فتلك محض انطباعاتٍ شخصيّةٍ وهوامش!
لكنه الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها،
ولأنّ المهمة لا ينالها إلا رجالٌ صدقوا.
فقد محّصهم الله بالتدريج،
حتى أصبحوا- بفضله سبحانه- أكبر حتى من إطار الصورة، وأشدّ حتّى من أن يدانيهم تشبيه، وأعلى تقييمًا من صِيغ التمييز والمفاضلة!
وأعذبُ حتى من أن تحتويهم قصيدةٌ مغنّاة،
وفي أكفّهم المرفوعة، فثمّة رائحةٌ يألفها كلّ نصر، وكلّ نخوةٍ وإيمانٍ وكرامة.
وأجمل التاريخ تكتبه من جباه الأطهار حبّات العَرَق،
فاعدلوا ميزانكم، لأنّ الأوزان لا تتساوى!
وأدناه شعبٌ ما خفّ إلا في سبيل الله، فهاكَ منها نظرةً ونعيما،
ولا تخف.. ما دمت طيّبًا فأنت في مأمن!
للطيبين فإنّ خلاصتها سلامٌ،
وعلى من شطّ فلافحةٌ من مسّ سَقَر!
إنها مسيرة الحقّ دائمًا، وبإذن بارئها، منصورة.
ما دام «بسم الله مجراها»
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حجة تشهد 188 مسيرة”ثابتون مع غزة.. بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية “
شهدت محافظة حجة اليوم 188 مسيرة حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني تحت شعار “مع غزة.. بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية”.
وأكد أبناء محافظة حجة الاستمرار في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية ومواصلة الخروج المليوني الأسبوعي نصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته.
وحمدوا الله الذي هدى شعب الإيمان وأعزهم بالإسلام وأكرمهم بالجهاد، والوسام العظيم الذي اختصهم به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله، حين قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.. معبرين عن الحمد والشكر لله على نعمة الانتصارات العظيمة التي تتحقق في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني.
كما أكدوا الاستعداد لمواجهة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لغزة.
وندد أبناء حجة في المسيرات، التي تقدمها أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة إسماعيل ووكلاء المحافظة ومسئولو التعبئة، بتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية تجاه ما يرتكبه العدو الصهيوني من حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وعبروا عن الفخر والاعتزاز بالاحتفاء بعيد جمعة رجب المناسبة المباركة والعزيزة لشعب الإيمان والتي تعتبر من المحطات التاريخية الخالدة التي التحق فيها أهل الحكمة بشكل واسع بالإسلام.
وبارك بيان صادر عن المسيرات للشعب اليمني العظيم عيد جمعة رجب، وفي هذه المحطة التاريخية الإيمانية العظيمة، نجدد عهدنا وولاءنا المطلق لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، لا نرجو سواه ولا نخاف أحداً دونه.
وجدد ميثاق وعهد الأجداد الأنصار والفاتحين لرسوله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، في مواصلة السير والثبات على الموقف الحق، والتوجه الإيماني الصادق، وحمل راية الإسلام، تجديد البيع من الله سبحانه وتعالى للنفس والمال كما باع أجدادنا الأنصار وبذات الثمن، وهو الجنة، ونقول كما قالوا: (رَبِحَ البَيعِ، فَلَا نُقِيلُ وَلَا نَستَقِيل).
كما البيان أكد عدم ترك الراية وعدم التراجع عن المواقف الإيمانية وإنما التوكل على الله، والثقة به تعالى وبوعده الصادق بالنصر، والاستعداد لمواجهة التحديات وتقديم التضحيات في سبيل الله تعالى وهو ذات العهد والولاء لحامل الراية ورمز الإسلام والمسلمين وقائد المسيرة القرآنية السيد المجاهد عبد الملك بدرالدين الحوثي.
وخاطب ثلاثي الشر ” إن الله سبحانه وتعالى الذي توكلنا واعتمدنا عليه في مواجهة عدوانكم خلال عام كامل والذي صدق وعده فهزمكم ونصرنا، لا يزال معنا ولا نزال نزداد ايماناً به، وتوكلاً عليه، وتزدادون أنتم كفراً وإجراماً، ونحن على يقينٍ راسخٍ وثابت أنه سيزيدنا نصراً وثباتاً ويزيدكم خزياً وهزيمة، مهما طالت وعظمت المعركة، إنه لا يخلف الميعاد”.
وأكد على الاستمرار في المعركة المقدسة معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، بكل إيمان وثبات، وتوكل على الله واعتماد عليه دون خوف ولا تراجع.
وأعلن “الجهوزية العالية وتحدينا لأئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وكل من يتورط معهم من الكفار والمنافقين، مستمرين في عملياتنا العسكرية وتعبئتنا العامة، وبالمسيرات المليونية، والفعاليات والأنشطة والإنفاق في سبيل الله والمقاطعة الاقتصادية للأعداء”.
ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التوكل على الله، والاعتماد عليه، والالتحاق بنا في هذا الموقف الحق، الذي فيه فلاحهم في الدنيا والآخرة”.. سائلا الله سبحانه وتعالى النصر والفرج للشعب الفلسطيني المظلوم، ومجاهديه الأعزاء.