في خطوة جديدة تهدف إلى تنظيم دخول الهواتف المحمولة المستوردة إلى مصر ومكافحة التهريب الجمركي، أعلنت الحكومة المصرية عن إطلاق تطبيق إلكتروني يُلزم المسافرين بتسجيل أجهزتهم المحمولة عند دخول البلاد.

فرض رسوم جمركية على الهواتف 

القرار يهدف إلى زيادة الموارد المالية للدولة، وتحقيق العدالة الجمركية، وضمان تنظيم السوق المحلي للهواتف المحمولة، الذي يعاني من دخول الأجهزة المستوردة بطرق غير شرعية.

وقال محمد طلعت، رئيس شعبة المحمول باتحاد الغرف التجارية: "لن يكون هناك محاسبة للمحمول الوارد من الخارج بأثر رجعي".

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد": سيكون هناك إجراءات سريعة في المطار لتسهيل تسجيل المحمول الوارد من الخارج.

وأكد: “أن الرسوم الجمركية 38.5% على الهواتف المحمولة المستوردة من الخارج ليست بجديدة، لافتًا: لدينا 5 مصانع في مصر تقوم بتصنيع الهواتف المحمولة ولا زيادة في الأسعار”.

وأوضح: “من يمتلك هاتفا محمولا بخطين يجب عليه أن يقوم بتفعيل الخط الثاني حتى لا يدفع رسوما جمركية أو يتم إيقافه وتعطيله”.

من جانبه، أكد محمد البهواشي، الخبير الاقتصادي، أن الدولة تستخدم كافة أدواتها لتحصيل مستحقاتها المالية من المواطنين، مشيرًا إلى أن عملية تحصيل الضريبة على الهواتف المحمولة لا تمثل عبئًا جديدًا على المواطن، حيث كان من المفترض أن تُحصّل هذه الرسوم مسبقًا عبر المنافذ الجمركية عند دخول الهواتف إلى السوق المحلي.

وأضاف البهواشي أن الدولة تفرض سيطرتها الرقابية على المنافذ الجمركية لضمان تحصيل الرسوم بشكل رسمي قبل وصول السلع إلى السوق، ولكن فرض الضريبة بأثر رجعي على الهواتف التي تم بيعها بالفعل قد يشكل عبئًا غير مبرر على المواطنين.

وأوضح البهواشي أنه من المتوقع أن يشهد السوق حالات عديدة من الأفراد الذين يتخلصون من الهواتف التي قد تترتب عليها ضرائب إضافية، مما قد يؤدي إلى استغلال بعض الأشخاص أو حتى حالات تدليس واستغلال لجهل المواطنين، حيث يتخلص البعض من أجهزتهم قبل فرض الضرائب عليهم.

وأكد البهواشي أن فرض ضريبة بأثر رجعي على الهواتف يمكن أن يؤدي إلى تحميل المواطنين أعباء غير ضرورية، وهو ما يجب أن يتم تجنبه من أجل الحفاظ على استقرار السوق وحماية حقوق المواطنين.

وفقًا لما صرحت به وزارة المالية، يعمل التطبيق على تسجيل بيانات الهاتف المحمول، بما في ذلك الرقم التسلسلي (IMEI)، بمجرد دخول المسافر إلى الأراضي المصرية.

الأجهزة الشخصية للمسافرين معفاة من الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، وهي فترة يُسمح فيها باستخدام الهاتف دون الحاجة إلى سداد أي رسوم.

بعد انتهاء المدة المحددة، يصبح دفع الرسوم الجمركية، التي تُقدر بنحو 38.5% من قيمة الهاتف، إلزاميًا في حال استمرار استخدام الجهاز داخل مصر. في حالة عدم الالتزام، يتم إيقاف خدمات الهاتف داخل البلاد، ما يعني عدم القدرة على استخدام الشبكات المحلية.

تهدف هذه الخطوة إلى معالجة الخسائر المالية الضخمة الناتجة عن التهريب الجمركي، الذي يُكبد الخزانة العامة ما يتراوح بين 5 و6 مليارات جنيه شهريًا.

تشير الإحصائيات إلى أن 95% من الهواتف المحمولة المستوردة تدخل السوق المصرية بطرق غير قانونية، مما يضع عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الوطني ويؤثر سلبًا على تنافسية السوق المحلية. من خلال هذا التطبيق، تسعى الحكومة إلى تقليل التهريب، وتحصيل الرسوم الجمركية بشكل عادل ومنظم، وتعزيز موارد الدولة لدعم خطط التنمية.

تفاوتت ردود الأفعال بين المواطنين بشأن هذا الإجراء، البعض رأى فيه خطوة ضرورية لضبط السوق وتحقيق العدالة الجمركية، مشيرين إلى أن الهواتف المهربة تؤثر على الاقتصاد وتضعف تنافسية الشركات المحلية، وعلى الجانب الآخر أعرب آخرون عن قلقهم من تأثير القرار على أسعار الهواتف المحمولة، خاصةً أن فرض رسوم جمركية إضافية قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل يثقل كاهل المستهلكين.

يُعتبر التطبيق الإلكتروني جزءًا من استراتيجية الحكومة للتحول الرقمي وتحديث الآليات الجمركية.

من المتوقع أن يُسهم التطبيق في تحسين مستوى الشفافية وتقليل التلاعب في عمليات استيراد الأجهزة الإلكترونية، ويوفر آلية إلكترونية ميسرة لتسجيل ودفع الرسوم الجمركية دون الحاجة إلى إجراءات ورقية معقدة.

بمرور الوقت، من المتوقع أن يساعد هذا القرار على تنظيم سوق الهواتف المحمولة في مصر وتحقيق توازن بين مصالح الدولة والمستهلكين، ويبقى التحدي الأكبر في ضمان عدم تحميل المواطنين أعباء مالية إضافية تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الهواتف المحمولة، مع الحفاظ على انسيابية الإجراءات وضمان تطبيقها بعدالة وشفافية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المالية وزارة المالية رسوم جمركية الهواتف فرض رسوم جمركية المزيد الهواتف المحمولة الرسوم الجمرکیة على الهواتف

إقرأ أيضاً:

واشنطن تشعل حرب التعريفات الجمركية| تفاصيل

انتهت اليوم المهلة التي حددها دونالد ترامب قبل سريان الرسوم الجمركية التي فرضها على السلع الكندية والمكسيكية، من دون أن تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق. 

كان الرئيس الأمريكي أخر حتى الرابع من مارس تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25 % على هذه السلع والتي بررها بعدم بذل البلدين ما يكفي من جهود لمكافحة ادخال الفانتانيل إلى الولايات المتحدة وهي مادة أفيونية قوية مسئولة عن أزمة صحية في البلاد.

وفي حال لم يتم إرجاء هذا التدبير مجددا، ستفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة من هذين البلدين، مع 10 % على المحروقات الكندية. وقد تشمل هذه الرسوم سلعا من البلدين تبلغ قيمتها الإجمالية 918 مليار دولار ما سيكون له تأثير فعلي متوقع على الاقتصاد الأمريكي.

ويأخذ ترامب على كندا والمكسيك والصين عدم بذل جهود كافية لمكافحة الاتجار بالفناتانيل. 

وأكد في فبراير أنه يفرض هذه الرسوم لحثها على التحرك. لكنه علق بدء تنفيذ القرار جتى الرابع من مارس بالنسبة لكندا والمكسيك فيما فرضت على الصين رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 % على الفور. وقد رفعت هذه النسبة إلى 20 % في مرسوم وقعه ترامب أمس الأول.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستفرض بدروها رسوما جمركية بنسبة 25% على ما قيمته 155 مليار دولار من البضائع الأمريكية، مؤكدا أن "لا شيء يبرر هذه الإجراءات الأمريكية". وجاء بيان ترودو بعيد إعلان ترامب أنه "لم يعد هناك من مجال" للمكسيك وكندا لتجنب زيادة الرسوم الجمركية.

وهدد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية دوج فورد بقطع إمدادات الكهرباء عن عدد من الولايات الأمريكية الحدودية ردا على رسوم واشنطن. وقال فورد خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء: "سنستخدم كل الأدوات المتاحة لدينا في إذا حاولوا الإضرار بأونتاريو، سأرد بقوة وسأفعل ما بوسعي بما في ذلك قطع الكهرباء عنهم، وسأفعل ذلك وأنا أبتسم". 

وأضاف:" أدعو جميع المقاطعات الأخرى  كيبيك ومانيتوبا وكولومبيا البريطانية إلى التنسيق والتحرك بشكل مشترك، إن كانوا يريدون الضغط علينا، سنرد عليهم بقوة مضاعفة". 

من جانبها، أعلنت الصين اليوم فرض رسوم على مجموعة من السلع الأمريكية. وأوضح بيان لوزارة التجارة الصينية بأن رفع الرسوم بنسبة 15% سيفرض على منتجات بينها الدجاج والقمح والذرة والصويا وستكون رسوما جديدة على منتجات أخرى بنسبة 10%. 

وأوضحت وزارة التجارة الصينية في بيان أن واشنطن بتحركها الأحادي الجانب، تمس بالنظام التجاري متعدد الأطراف وتضعف أسس التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة.

وتعهدت الصين بـالقتال حتى النهاية، وقدمت دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية ووجهت تحذيرًا شديد اللهجة لإدارة ترامب، مؤكدة أن الشعب الصيني لن ينحني أبدًا أمام "الهيمنة أو التنمر". 

وقال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي اليوم: "الضغوط والإكراه والتهديدات ليست الأساليب الصحيحة للتعامل مع الصين. محاولة فرض أقصى الضغوط علينا هي حساب خاطئ وخطأ جسيم". وأضاف: "إذا أصرت الولايات المتحدة على خوض حرب الرسوم الجمركية أو حرب تجارية أو أي نوع آخر من الحروب، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية".

تأتي هذه الإجراءات الانتقامية والتصريحات النارية في وقت يستعد فيه الزعيم الصيني شي جين بينج لعقد تجمع سياسي رئيسي يهدف إلى تعزيز الثقة بقدرة بلاده على الصمود أمام التحديات الخارجية.

ووفقًا لبيان البيت الأبيض الصادر صباح اليوم، قررت الإدارة الأمريكية فرض التعريفات على كندا والمكسيك "لمواجهة التهديد الاستثنائي للأمن القومي الأمريكي، بما في ذلك الصحة العامة، بسبب تدفق المخدرات غير المشروعة".

لم يصدر أي رد رسمي من المسئولين المكسيكيين على التعريفات، لكن الرئيسة كلوديا شينباوم صرحت للصحفيين أمس الأول بأن لديها "خطة لمواجهة التعريفات" وستكشف عن تفاصيلها قريبا.

وتشكل الولايات المتحدة سوقا تجارية مهمة بالنسبة لكل من كندا والصين والمكسيك، بينما يرجح تأثر جارتي واشنطن (كندا والمكسيك) أكثر من تأثير هذه الزيادة على الصين، التي تملك ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

مقالات مشابهة

  • الأسهم الأمريكية تتراجع لليوم الثاني على التوالي مع دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ
  • مؤشر داو جونز ينخفض بأكثر من 600 نقطة مع تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية
  • واشنطن تشعل حرب التعريفات الجمركية| تفاصيل
  • 8 مارس.. محاكمة تشكيل عصابي في سرقة المواطنين بمدينة نصر
  • وول ستريت جورنال: الأسواق الأمريكية ترتفع بعد دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ
  • الأسهم الآسيوية تتراجع بعد دخول رسوم ترامب الجمركية على كندا والمكسيك حيز التنفيذ
  • بتكوين تتراجع مجددًا مع دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ
  • ترامب: تطبيق الرسوم الجمركية سيبدأ في الثاني من أبريل المقبل
  • ترامب: تطبيق الرسوم الجمركية على السلع الزراعية بدءا من 2 أبريل
  • إحالة عاطل للمحاكمة بتهمة سرقة الهواتف المحمولة من المواطنين فى الظاهر