حقن التخسيس للأطفال.. حل طبى أم خطر صحى؟
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
مع ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال حول العالم، بدأت تظهر خيارات طبية جديدة تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة، ومن بينها حقن التخسيس التى تعد موضوعًا مثيرًا للجدل بين الأطباء والمختصين، وبينما يُنظر إلى هذه الحقن على أنها وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال فى إدارة وزنهم، يتساءل الكثيرون عن الأمان الطويل الأمد لهذه العلاجات ومدى تأثيرها على صحة الأطفال النفسية والجسدية.
كما أن تُستخدم حقن التخسيس عادة لعلاج السمنة، وهى تحتوى على مواد مثل السيماجلوتايد، التى تعمل على تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع، مما يؤدى إلى تقليل كميات الطعام المستهلكة، بدأت هذه الحقن كعلاج للسمنة لدى البالغين، لكنها أثارت اهتمام الأطباء لمعالجة السمنة لدى الأطفال، خاصة مع ارتفاع معدلاتها بشكل ملحوظ.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُعتبر السمنة مشكلة صحية عالمية تؤثر على أكثر من 39 مليون طفل تحت سن الخامسة. وتُظهر الدراسات أن الأطفال المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد مثل مرض السكرى من النوع الثانى وأمراض القلب.
وفيما يخص آمان للأطفال:
رغم فعالية حقن التخسيس فى مساعدة البالغين على فقدان الوزن، إلا أن استخدامها للأطفال يثير العديد من التساؤلات.
الدكتور أحمد ماجد، استشارى التغذية العلاجية، يوضح:
«لا توجد أبحاث كافية حتى الآن تثبت سلامة حقن التخسيس على المدى الطويل للأطفال، جسم الطفل فى مرحلة نمو مستمر، وأى تدخل خارجى قد يؤثر سلبًا على تطوره الطبيعى. كما أن الاعتماد على هذه الحقن قد يُضعف عزيمة الطفل فى تبنى عادات غذائية صحية».
من جهة أخرى، يرى بعض الأطباء أن هذه الحقن يمكن أن تكون خيارًا آمنًا إذا تم استخدامها تحت إشراف طبى صارم وللأطفال الذين يعانون من سمنة مفرطة تُهدد حياتهم، خاصة عندما تفشل العلاجات التقليدية مثل الحمية والرياضة.
تشمل التأثيرات الجانبية المحتملة لاستخدام حقن التخسيس:
الغثيان والتقيؤ: شائع لدى الأطفال الذين يبدأون استخدام الحقن.
نقص الفيتامينات والمعادن: نتيجة لتقليل الشهية.
اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الإسهال أو الإمساك.
مشكلات نفسية: قد يشعر الأطفال بالضغط أو وصمة العار بسبب استخدام علاج طبى للوزن.
رغم الفوائد المحتملة لحقن التخسيس فى علاج السمنة، إلا أن استخدامها للأطفال قد يكون محفوفًا بالمخاطر بسبب طبيعة أجسامهم التى لا تزال فى طور النمو.
فيما يلى أبرز الأضرار والتأثيرات السلبية المحتملة:
1. تأثيرات جانبية قصيرة المدى:
مشاكل فى الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، التقيؤ، الإسهال أو الإمساك، وهى من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا.
فقدان الشهية المفرط: مما يؤدى إلى نقص حاد فى السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضرورية للنمو.
آلام المعدة أو الانتفاخ: نتيجة للتغيرات فى عملية الهضم.
2. تأثيرات على النمو والتطور:
نقص التغذية: قد تؤدى الحقن إلى تقليل الشهية بشكل مفرط، مما يؤثر على تناول البروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو العظام، العضلات، وتطور الدماغ.
ضعف المناعة: بسبب نقص العناصر الغذائية الأساسية، مما يجعل الطفل عرضة للأمراض والالتهابات.
اضطرابات هرمونية: قد تتسبب المواد الفعالة فى الحقن بتغيير التوازن الهرمونى الذى يُعد حساسًا جدًا خلال مراحل الطفولة.
3. مشكلات نفسية وسلوكية:
وصمة العار: يمكن أن يشعر الطفل بالاختلاف عن أقرانه بسبب حاجته إلى العلاج الطبى للتخسيس، مما قد يؤثر سلبًا على ثقته بنفسه.
الاعتماد النفسي: قد يعتمد الطفل على الحقن كحل سريع دون تعلم كيفية التعامل مع الطعام بطريقة صحية.
القلق أو الاكتئاب: نتيجة لتأثير الأدوية على المزاج، خاصة إذا كان الطفل يعانى من ضغوط نفسية متعلقة بالسمنة.
4. أضرار على المدى البعيد:
تأثير غير معروف على النمو طويل الأمد: بسبب نقص الدراسات حول استخدام الحقن للأطفال، لا تزال هناك تساؤلات حول سلامتها وتأثيراتها على المدى البعيد.
احتمال الإدمان الدوائي: قد يحتاج الطفل إلى الحقن لفترات طويلة للحفاظ على وزنه، مما قد يؤدى إلى الإدمان على هذه العلاجات.
مشكلات صحية مزمنة: مثل مشكلات الكلى أو الكبد الناتجة عن تراكم المواد الكيميائية فى الجسم.
يقول الدكتور أحمد مصطفى، استشارى التغذية العلاجية:
«حقن التخسيس للأطفال يجب أن تُستخدم بحذر شديد وفى حالات السمنة المفرطة فقط التى تهدد حياة الطفل، مع متابعة دقيقة من فريق طبى متعدد التخصصات، ومع ذلك، التركيز على تعديل السلوك الغذائى وزيادة النشاط البدنى هو الحل الأمثل والمستدام فى معظم الحالات».
بدائل آمنة
تحسين نمط الغذاء بما يتضمن وجبات صحية متوازنة.
تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بانتظام.
تقليل وقت الشاشات لتحفيز النشاط البدنى.
على الرغم من تطور التقنيات الطبية، تبقى الحمية المتوازنة والنشاط البدنى من أهم الحلول لإدارة الوزن لدى الأطفال، يرى الخبراء أن التركيز على تحسين عادات الأكل وزيادة النشاط البدنى للأطفال أكثر استدامة وأمانًا من الاعتماد على الحلول الطبية.
الأطفال الرياضيون مثال رائع على أهمية التوازن بين النشاط البدنى والتغذية السليمة، فهم يمارسون التمارين بشكل منتظم ويستفيدون من نظام غذائى صحى لدعم نشاطهم، هذه العادات لا تعزز فقط اللياقة البدنية، بل تساهم أيضًا فى تحسين الصحة النفسية.
كما أن الأطفال الذين يشاركون فى الرياضات منذ سن مبكرة نادرًا ما يعانون من السمنة، فهم يحصلون على النشاط البدنى اللازم لحرق السعرات الحرارية، كما أنهم يتعلمون أهمية التغذية الصحية، لكن حتى الأطفال الرياضيين ليسوا فى مأمن من السمنة إذا لم يتم التحكم فى كمية ونوعية الطعام الذى يتناولونه.
يقول الدكتور أحمد:
«الرياضة لا تعنى تناول الطعام بلا حدود، حتى الأطفال الرياضيون يحتاجون إلى نظام غذائى متوازن يضمن حصولهم على الطاقة التى يحتاجونها من دون زيادة غير ضرورية فى الوزن».
يلعب رأى الأهالى دورًا كبيرًا فى اختيار العلاج المناسب للأطفال المصابين بالسمنة، تقول أم لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات يعانى من السمنة:
«أفكر فى حقن التخسيس، لكننى قلقة بشأن التأثيرات الجانبية. أريد فقط أن أرى ابنى سعيدًا وصحيًا».
بينما يرى آخرون أن الحلول التقليدية مثل اتباع نظام غذائى صحى وزيادة النشاط البدنى يجب أن تكون الخيار الأول.
قد تبدو حقن التخسيس للأطفال كحل سريع، لكنها ليست خالية من المخاطر، يُفضل أن تكون هذه الحقن الخيار الأخير، بعد استنفاد جميع الحلول الأخرى مثل تحسين العادات الغذائية وزيادة النشاط البدنى.
يعتمد النجاح فى معالجة السمنة لدى الأطفال على تعاون متكامل بين الأطباء، الأهالى، والمدرسة لتوفير بيئة داعمة تُحفز الأطفال على العيش بأسلوب حياة صحى ومستدام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحة الأطفال حقن التخسیس لدى الأطفال هذه الحقن کما أن
إقرأ أيضاً:
في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال الممنهجة بحق الأطفال الفلسطينيين؛ ويحرمهم من عائلاتهم ويسلبهم طفولتهم في مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث تتجاوز أعدادهم في سجونه ومعسكراته 350 طفلا بينهم أكثر من 100 معتقل إداريًا.
وقالت المؤسسات الفلسطينية المعنية بشئون الأسرى (هيئة شؤون الأسرى، نادي الأسير، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) في تقرير لها اليوم السبت بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من أبريل من كل عام – إن الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون جرائم منظمة تستهدف مصيرهم أبرزها التعذيب والتجويع والجرائم الطبية هذا إلى جانب عمليات السلب والحرمان الممنهجة التي يواجهونها بشكل لحظي والتي أدت مؤخرا إلى استشهاد أول طفل في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، هو وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد رام الله الذي استشهد في سجن (مجدو).
وأضافت المؤسسات الثلاث في تقريرها الذي حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه اليوم أن قضية الأطفال الأسرى، شهدت تحولات هائلة منذ بدء الإبادة وذلك في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بحقّهم، سواء في الضّفة بما فيها القدس التي سُجل فيها ما لا يقل (1200) حالة اعتقال بين صفوف الأطفال إضافة إلى أطفال من غزة لم تتمكن (المؤسسات) من معرفة أعدادهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري.
وأشارت إلى أن الطواقم القانونية تمكنت على مدار الشهور الماضية من تنفيذ زيارات للعديد من الأطفال الأسرى في سجون (عوفر، ومجدو، والدامون)، رغم القيود المشددة التي فرضت على الزيارات، والتي تم خلالها جمع عشرات الإفادات من الأطفال التي عكست مستوى التوحش الذي يمارس بحقهم، حيث نفّذت بحقهم، جرائم تعذيب ممنهجة، وعمليات سلب -غير مسبوقة.
ونبهت المؤسسات إلى أن الأطفال المعتقلين يتعرضون للضرب المبرح، والتهديدات بمختلف مستوياتها، حيث تشير الإحصاءات والشهادات الموثّقة إلى أنّ غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التّعذيب الجسدي والنّفسيّ، عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين والأعراف الدولية، والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطّفل هذا إلى جانب عمليات الإعدام الميداني التي رافقت حملات الاعتقال.
وقالت: إن الأطفال يتعرضون لسياسات ثابتة وممنهجة منذ لحظة الاعتقال مرورا بمرحلة التوقيف.. مشيرة إلى أن عشرات الجنود المدججين منازل الفلسطينيين يقتحمون بشكل مريب ويعيثون خرابًا في منازل المواطنين قبل الاعتقال وكان هناك العديد منهم مصابون ومرضى.
وأشارت إلى أن جنود الاحتلال يستخدمون خلال عمليات اعتقال الأطفال، أساليب مذلّة ومهينة، كما أن الغالبية منهم تم احتجازهم في مراكز توقيف تابعة لجيش الاحتلال في ظروف مأساوية، تحت تهديدات وشتائم، واعتداءات بالضرّب المبرح كما يجبر الأطفال على التوقيع على أوراق مكتوبة باللغة العبرية.
وقالت المؤسسات: إن جريمة التّجويع التي تُمارس بحق الأسرى وعلى رأسهم الأطفال تحتل السطر الأول في شهاداتهم بعد الحرب، فالجوع يخيم على أقسام الأطفال بشكل غير مسبوق حتى أنّ العديد منهم اضطر للصوم لأيام جراء ذلك، وما تسميه إدارة السّجون بالوجبات، هي فعليا مجرد لقيمات.
ونبهت المؤسسات إلى أن الاحتلال يواصل جريمته بحقّ الأطفال من خلال محاكمتهم وإخضاعهم لمحاكمات تفتقر الضمانات الأساسية (للمحاكمات) العادلة كما في كل محاكمات الأسرى؛ حيث شكّلت محاكم الاحتلال أداة مركزية في انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين سواء من خلال المحاكم العسكرية في الضفة أو محاكم الاحتلال في القدس.
ولفتت إلى أن قضية الحبس المنزلي في القدس لاتزال تتصدر العنوان الأبرز بحق الأطفال المقدسيين التي حوّلت منازل عائلاتهم إلى سجون، حيث تنتهج سلطات الاحتلال جريمة الحبس المنزلي بحقّ الأطفال المقدسيين بشكل أساسي.
وأفادت المؤسسات بأن جريمة اعتقال الأطفال إداريًا تحت ذريعة وجود (ملف سري) لا تزال تشكل تحولا كبيرًا حيث يتجاوز عددهم 100 طفل من بينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما، لتضاف هذه الجريمة إلى مجمل الجرائم الكثيفة التي ينفذها الاحتلال بحقهم.
وجددت المؤسسات الفلسطينية مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفسطيني وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة.
وشددت المؤسسات على ضرورة أن يعيد المجتمع الدولي للمنظومة الحقوقية الدّولية دورها الأساسي الذي وجدت من أجله ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء الإبادة والعدوان المستمر، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.