بوابة الوفد:
2025-04-26@21:18:06 GMT

رحيل «جيمى كارتر».. عراب كامب ديفيد

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

رحل الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر عن عالمنا بعد تاريخ حافل بالأحداث الكبرى، والإنجازات والمساعى الشاقة لتحقيق السلام، لدرجة أنه أطلق عليه لقب «عراب كامب ديفيد».

جيمى كارتر كان الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة، بعد انتخابه عام 1976 على أساس برنامجه السياسى ونزاهته الشخصية، إلا أن فترة رئاسته انتهت بعد أزمة الرهائن فى إيران.

سار كارتر فى طريق السلام، بداية من الشرق الأوسط إلى أفريقيا ومن البوسنة إلى التبت، وكان أبرز إنجازاته خلال فترة حكمه اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وهى الاتفاقية التى وافق فيها البلدان على صنع السلام، ولم يكن ليتحقق لولا إدارة كارتر والمفاوضات اليومية للوصول إلى الاتفاقية، كما كان قائداً للسلام فى كثير من بؤر التوتر فى العالم ومنها البوسنة.

بعد توليه الرئاسة فى يناير 1977، بذل كارتر جهوداً حثيثة لجمع مصر وإسرائيل، معاً من أجل السلام، هو ووزير خارجيته، سايرس فانس، والتقى قادة مصر وإسرائيل، للمساعدة فى إيجاد تسوية تضمن السلام وتنهى العداء فى الشرق الأوسط، رافقت الجهود الأمريكية خطوة مصرية مدوية قام بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد زيارته التاريخية لإسرائيل بدعوة من حكومتها فى 19 نوفمبر 1977 وخطابه الشهير من أجل السلام الذى ألقاه أمام الكنيست.

شهدت خطوة كارتر نحو السلام الكثير من المخاطر، فقد كانت شعبية كارتر تعانى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وأسعار الطاقة، وتخوف مستشاروه أن يؤدى الفشل فى كامب ديفيد إلى جعله يبدو ضعيفاً، وحذره نائبه والتر مونديل من ذلك، قائلاً له: «إذا فشلت، فسوف ننتهى، وسوف نضعف مكانتنا كزعماء وطنيين»، ولكنه لم يتراجع، بل مضى قدماً، فحدد موعداً لقمة كامب ديفيد فى الخامس من سبتمبر 1978.

واصطحب كارتر الرئيس السادات وبيجين إلى موقع معركة جيتيسبيرج، وهى واحدة من أهم المعارك فى الحرب الأهلية الأمريكية، التى استمرت نحو أربعة أعوام ما بين عامى 1861 و1865، كتحذير ضمنى بشأن ما قد يحدث فى حالة فشل المفاوضات.

وصاغ الرئيس الأمريكى وثيقة واحدة تتضمن حلاً للقضايا الرئيسية، وعرض المقترحات على السادات ومناحم بيجن، فى كامب ديفيد فى سبتمبر 1978، وأعاد صياغة المقترحات مرات عدة فى ضوء الملاحظات التى كان يتلقاها، وفى النهاية، تم التوصل أخيراً إلى اتفاق.

ونعته الصحف الأمريكية، وأشادت به ووصفته بأنه رجل مبادئ وصاحب رؤية فى السياسة الخارجية، وصاحب إنجازات عديدة، وأن حياته منذ أن كان مزارعاً ثم رجل أعمال وضابطاً فى البحرية، تقدم دروساً لا حصر لها للقادة فى كل مكان، كما وصفته هيئة تحرير «نيويورك تايمز» بأنه أحد أعظم الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا لشىء إلا لأنه وظف ما تبقى من نجوميته كرئيس سابق لمساعدة من تولوا السلطة بعده، وبلاده من وضعه كصانع سلام، ودبلوماسى خلف الكواليس، وبطل لحقوق الإنسان، ومراقب للانتخابات الحرة، ومدافع عن المشردين، بينما كان يجد الوقت لنظم الشعر، وكان مثالاً للقيم الدينية التقليدية.

تناولت الصحف الأمريكية مسيرة كارتر الحافلة فى العمل السياسى إبان توليه السلطة بين عامى 1977 و1981، وأنشطته الخيرية بعد خروجه من البيت الأبيض، وأنه كان رجلاً منضبطاً تحلى بالنزاهة والقيم الراسخة والتصميم، وأن أمريكا بحاجة إلى مزيد من الرؤساء أمثاله.

 حاز كارتر جائزة نوبل للسلام، عن مساهمته فى اتفاقية كامب ديفيد، التى مهدت الطريق للسلام بين إسرائيل ومصر، ولالتزامه بحقوق الإنسان وعمله فى مكافحة الأمراض الاستوائية وتعزيز الديمقراطية فى كل مكان.

كان لكارتر الفضل الكبير فى تغيير طابع الحرب الباردة، إذ مهد الطريق لانهيار الاتحاد السوفياتى فى نهاية المطاف، وفعل ذلك بمزيج من القوة الناعمة والصلبة فى آن واحد.

نعاه مستشاره السابق للأمن القومى توماس دونيلون فى مقال بمجلة «فورين أفيرز»، وقال فيه: إن كارتر حقق توازناً دقيقاً للحفاظ على السلام بين الصين وتايوان، ووضع الأساس لمرحلة حاسمة من منافسة الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتى، وقد أثبتت هذه اللبنات صمودها، حيث يواصل صناع السياسة اليوم الوقوف على الأساس الذى بناه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي السابق کامب دیفید

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: مصر تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الحرب المستمرة على غزة تدمر الأخضر واليابس وتسقط عشرات الآلاف من الضحايا في مأساة إنسانية مشينة ستظل محفورة في التاريخ.


وأضاف الرئيس السيسي، أن موقفنا منذ اللحظة الأولى كان واضحا بضرورة وقف إطلاق النار  والإفراج عن الرهائن والمحتجزين وإنفاذ المساعدات ورفض تهجير الفلسطينيين.


وأوضح الرئيس السيسي خلال كلمته بمناسبة ذكرى تحرير سيناء أن مصر تقف كما عهدها التاريخ سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وأن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم وفق الخطة العربية الإسلامية دون أي شكل من أشكال التهجير.


وتابع: نؤكد مجددا أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية، وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي الضمان الحقيقي لإنهاء دوائر العنف والانتقام والتوصل إلى السلام الدائم.

وأشار إلى أن التاريخ يشهد أن السلام بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية نموذج يحتذى به لإنهاء الصراعات والنزعات الانتقامية وترسيخ السلام والاستقرار.


وأوضح أن السلام العادل هو الخيار الذي ينبغي أن يسعى إليه الجميع، و نتطلع إلى قيام المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة  والرئيس ترامب تحديدا بالدور المتوقع منه تجاه السلام العادل.


 

طباعة شارك السيسي الرئيس السيسي غزة

مقالات مشابهة

  • أرضنا لا تقبل المساومة| رسائل الرئيس السادات من الكنيست بلسان الحاضر.. ماذا قال؟
  • الرئيس المصري يوجّه رسالةً حول «إقليم سيناء»
  • الرئيس المصري يدعو ترامب للعب دور في إحلال "السلام العادل" بالمنطقة  
  • مصر تقف سدا منيعا.. 10رسائل من الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء|فيديو
  • شاهد.. نص كلمة الرئيس السيسي خلال الاحتفال بتحرير سيناء
  • الرئيس السيسي: السلام العادل هو الخيار يجب أن يسعى إليه الجميع
  • الرئيس السيسي: السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: مصر تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: السلام لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • برشلونة يكشف آخر تطورات تجديد ملعب كامب نو