رحيل «جيمى كارتر».. عراب كامب ديفيد
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
رحل الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر عن عالمنا بعد تاريخ حافل بالأحداث الكبرى، والإنجازات والمساعى الشاقة لتحقيق السلام، لدرجة أنه أطلق عليه لقب «عراب كامب ديفيد».
جيمى كارتر كان الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة، بعد انتخابه عام 1976 على أساس برنامجه السياسى ونزاهته الشخصية، إلا أن فترة رئاسته انتهت بعد أزمة الرهائن فى إيران.
سار كارتر فى طريق السلام، بداية من الشرق الأوسط إلى أفريقيا ومن البوسنة إلى التبت، وكان أبرز إنجازاته خلال فترة حكمه اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وهى الاتفاقية التى وافق فيها البلدان على صنع السلام، ولم يكن ليتحقق لولا إدارة كارتر والمفاوضات اليومية للوصول إلى الاتفاقية، كما كان قائداً للسلام فى كثير من بؤر التوتر فى العالم ومنها البوسنة.
بعد توليه الرئاسة فى يناير 1977، بذل كارتر جهوداً حثيثة لجمع مصر وإسرائيل، معاً من أجل السلام، هو ووزير خارجيته، سايرس فانس، والتقى قادة مصر وإسرائيل، للمساعدة فى إيجاد تسوية تضمن السلام وتنهى العداء فى الشرق الأوسط، رافقت الجهود الأمريكية خطوة مصرية مدوية قام بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد زيارته التاريخية لإسرائيل بدعوة من حكومتها فى 19 نوفمبر 1977 وخطابه الشهير من أجل السلام الذى ألقاه أمام الكنيست.
شهدت خطوة كارتر نحو السلام الكثير من المخاطر، فقد كانت شعبية كارتر تعانى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وأسعار الطاقة، وتخوف مستشاروه أن يؤدى الفشل فى كامب ديفيد إلى جعله يبدو ضعيفاً، وحذره نائبه والتر مونديل من ذلك، قائلاً له: «إذا فشلت، فسوف ننتهى، وسوف نضعف مكانتنا كزعماء وطنيين»، ولكنه لم يتراجع، بل مضى قدماً، فحدد موعداً لقمة كامب ديفيد فى الخامس من سبتمبر 1978.
واصطحب كارتر الرئيس السادات وبيجين إلى موقع معركة جيتيسبيرج، وهى واحدة من أهم المعارك فى الحرب الأهلية الأمريكية، التى استمرت نحو أربعة أعوام ما بين عامى 1861 و1865، كتحذير ضمنى بشأن ما قد يحدث فى حالة فشل المفاوضات.
وصاغ الرئيس الأمريكى وثيقة واحدة تتضمن حلاً للقضايا الرئيسية، وعرض المقترحات على السادات ومناحم بيجن، فى كامب ديفيد فى سبتمبر 1978، وأعاد صياغة المقترحات مرات عدة فى ضوء الملاحظات التى كان يتلقاها، وفى النهاية، تم التوصل أخيراً إلى اتفاق.
ونعته الصحف الأمريكية، وأشادت به ووصفته بأنه رجل مبادئ وصاحب رؤية فى السياسة الخارجية، وصاحب إنجازات عديدة، وأن حياته منذ أن كان مزارعاً ثم رجل أعمال وضابطاً فى البحرية، تقدم دروساً لا حصر لها للقادة فى كل مكان، كما وصفته هيئة تحرير «نيويورك تايمز» بأنه أحد أعظم الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا لشىء إلا لأنه وظف ما تبقى من نجوميته كرئيس سابق لمساعدة من تولوا السلطة بعده، وبلاده من وضعه كصانع سلام، ودبلوماسى خلف الكواليس، وبطل لحقوق الإنسان، ومراقب للانتخابات الحرة، ومدافع عن المشردين، بينما كان يجد الوقت لنظم الشعر، وكان مثالاً للقيم الدينية التقليدية.
تناولت الصحف الأمريكية مسيرة كارتر الحافلة فى العمل السياسى إبان توليه السلطة بين عامى 1977 و1981، وأنشطته الخيرية بعد خروجه من البيت الأبيض، وأنه كان رجلاً منضبطاً تحلى بالنزاهة والقيم الراسخة والتصميم، وأن أمريكا بحاجة إلى مزيد من الرؤساء أمثاله.
حاز كارتر جائزة نوبل للسلام، عن مساهمته فى اتفاقية كامب ديفيد، التى مهدت الطريق للسلام بين إسرائيل ومصر، ولالتزامه بحقوق الإنسان وعمله فى مكافحة الأمراض الاستوائية وتعزيز الديمقراطية فى كل مكان.
كان لكارتر الفضل الكبير فى تغيير طابع الحرب الباردة، إذ مهد الطريق لانهيار الاتحاد السوفياتى فى نهاية المطاف، وفعل ذلك بمزيج من القوة الناعمة والصلبة فى آن واحد.
نعاه مستشاره السابق للأمن القومى توماس دونيلون فى مقال بمجلة «فورين أفيرز»، وقال فيه: إن كارتر حقق توازناً دقيقاً للحفاظ على السلام بين الصين وتايوان، ووضع الأساس لمرحلة حاسمة من منافسة الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتى، وقد أثبتت هذه اللبنات صمودها، حيث يواصل صناع السياسة اليوم الوقوف على الأساس الذى بناه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي السابق کامب دیفید
إقرأ أيضاً:
أنشطة رياضية وسياحية في فعاليات معسكر يلا كامب بواحة سيوة
أكد الدكتور وليد عبدالعزيز مدير عام مديرية الشباب والرياضة بمطروح أنه تم تنظيم العديد من الأنشطة للمشاركين بمعسكر يلا كامب الذي تنظمه وزارة الشباب “الإدارة المركزية للتنمية الرياضية الإدارة العامة للقاعدة الشعبية”، بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة بمطروح تحت رعاية وتوجيهات الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة واللواء خالد شعيب محافظ مطروح .
وأضاف أن المعسكر تحت إشراف الدكتور عمرو حداد رئيس الادارة المركزية لبرامج التنمية الرياضة والدكتورة غادة جمال مدير عام الإدارة العامة للقاعدة الشعبية والدكتور وليد عبدالعزيز رفاعي مدير عام مديرية الشباب والرياضة بمطروح.
و أشار « رفاعي » إلي أن المعسكر ينفذ المعسكر بواحة سيوه حيث تم إقامة المخيمات من قبل المشاركين، مشيرا إلى أنه يتضمن برنامج المعسكر، بعض المحاضرات عن كيفية نصب الخيام للنشاط الرياضي والألعاب الشاطئية كروس فيت، كرة طائرة شاطئية، كرة قدم، تجديف، كياك، ألعاب المضرب، وألعاب ترفيهية، بالإضافة إلى منطقة الألعاب الجبلية، حفلات سمر، جلسات يوجا.
و سوف يتضمن الزيارة الأماكن السياحية بواحه سيوة، بالإضافة إلى تنفيذ نشاط رياضي ومسيرات مشي بالمناطق الجبلية المحيطة وبعض الأنشطة الخلوية والبحرية، مشيراً إلى أن وزارة الشباب والرياضة تولي اهتماما بتنفيذ العديد من الأنشطة للشباب والفتيات خلال موسم الصيف السياحي.
من ناحية أخرى وفى وقت سابق قام اللواء خالد شعيب محافظ مطروح أمس الأربعاء بتسليم دفعة من العقود الابتدائية للمستحقين بمنطقة الـ٢ كيلو بالمرحلة الأولي بمشروع رأس الحكمة كسكن بديل بمنطقة شمس الحكمة.
وذلك بحضور الدكتور إسلام رجب نائب المحافظ واللواء مجدى الوصيف السكرتير العام،وناصر النجار نائب رئيس مدينة مرسي مطروح ومحمد الحوفي مدير إدارة الاملاك والمهندسة أمل عرفة مدير إدارة التخطيط العمراني وشبراوى منصور مدير الشؤون القانونية بالمحافظة وحسين الزعيرى رئيس لجنة تعويضات المبانى برأس الحكمة
وأكد محافظ مطروح أنه لن يضار أى مواطن بالمشروعات الجديدة للدولة في إطار من الشفافية مع حرص القيادة السياسية على تحقيق التعويض العادل و مزيد من الاستقرار لهم مناشدًا باقي المواطنين المستحقين سرعة التوجه للوحدة المحلية لسداد مقدم الثمن واستلام العقود الخاصة بهم واستخراج رخص البناء.