بوابة الوفد:
2025-02-04@19:53:55 GMT

غزة المنسيِّة

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

مع بداية عام جديد، يستعد فيه العالم للاحتفالات بميلاد السيد المسيح الذى كان داعية للسلام والمحبة على الأرض، أسمع صرخات أطفال ونساء غزة التى لا تزال مستمرة منذ أكثر من عام وسط صمت دولى فاضح لن يغفره التاريخ.

ورغم المآسى والدمار والخراب الذى لحق بالقطاع المنكوب، بل بفلسطين كلها، لم يتحرك أحد لإنقاذ ما تبقى، وكأن تل أبيب لن تتوقف عن القتل والدمار، إلا بعد الخلاص من الفلسطينيين تمامًا ومحو قضيتهم نهائيًا.

ومن المحزن أن العالم نسى القضية الفلسطينية رغم أفعال إسرائيل الإجرامية المستمرة ليل نهار، وتوجهت الكاميرات إلى سوريا لمتابعة ورصد فرح الشعب السورى بالحرية، وتركت الإبادة الجماعية للأبرياء فى غزة، وكأنها تعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بأن تمضى فى طريق إنهاء وجود الفلسطينيين فى أرضهم المحتلة فى أسرع وقت ممكن عبر التجويع والقتل والتهجير القسرى، فى مشهد مؤسف لم تشهده الإنسانية من قبل.

ولنا فى مأساة الدكتور حسام أبوصفية أكبر دليل على وحشية الكيان الصهيونى وجيشه، لقد صمد هذا الطبيب داخل مستشفاه فى شمال القطاع شهورًا طويلة لمعالجة الجرحى وسط ظروف صعبة وإمكانيات طبية معدومة، لم يخف ولم يستسلم رغم الاعتداءات المتكررة، بل استمر فى تأدية واجبه إلى أن قصفت قوات الاحتلال المستشفى منذ أيام على رؤوس المرضى والطاقم الطبى، وأجبرتهم على النزوح فى مشهد يندى له جبين كل إنسان حر. 

ورغم إخراج الطاقم الطبى بالقوة كان «أبوصفية» يطمئن على سلامة مرضاه، وكان آخر من خرج لتسليم نفسه لقوات الاحتلال، حتى وصف البعض صورته وهو متجه وسط الخراب إلى دبابة إسرائيلية لاعتقاله، بأنه وحيد كغزة.

ظهر الرجل بمعطفه الأبيض شامخًا فى الصورة، إلا أنه اختفى ولم يعرف عنه أحد شيئًا إلى الآن وسط أنباء عن تعذيبه بطريقة وحشية كالضرب بكابلات الكهرباء، وكالعادة تجاهل الاحتلال مناشدة «منظمة العفو الدولية» التى وصفت الدكتور «أبوصفية» بأنه كان صوت القطاع الصحى المتضرر، وعمل فى ظروف غير إنسانية حتى بعد استشهاد ابنه، وطالبت بضرورة الإفراج الفورى عنه.

لقد فشلت المؤسسات الدولية والمساعى الدبلوماسية ووفود المفاوضات فى كبح جماح هذا الكيان المسعور الذى يبيد البشر والحجر تحت سمع وبصر العالم منذ نحو ١٥ شهرًا متواصلة حتى تحولت غزة إلى كوم تراب، وفقدت عشرات الآلاف من الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء. 

إننى أتطلع مع بداية عام جديد إلى أن تنتهى فورًا هذه الصفحة السوداء فى التاريخ الإنسانى، لأن هذه المجزرة التى تحدث فى غزة وسط التواطؤ والصمت ستظل عارًا يلاحق العالم عقوداً طويلة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية غزة المنسي ة عاطف خليل ة للسلام والمحبة اسمع

إقرأ أيضاً:

لم أكُن قطُّ طالبًا مجتهدًا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدم أحد أعظم  الكُتَّاب الأحياء على وجه الأرض، الكاتب اليابانى العبقرى هاروكي موراكامي، سيرته الأدبية وخاصة فى الرواية، فى كتابه المهم "مهنتى هى الرواية"عندما سرد تجربته الشخصية،في حديثه عن المدارس كتب:

‫ كان والداي معلِّمَيْن، وقد درَّستُ أنا عددًا من المقرَّرات في جامعاتٍ أمريكيَّة  لكنِّي بصراحةٍ لم أحبَّ المدرسة في حياتي قطّ، ويؤلمني القول إنَّني حين أتذكَّر المدارس التي درستُ فيها، لا أجد الكثير من الذكريات السعيدة.. وقد اعتذر بذكاء بعدها واضعا بين قوسين كلمة (المعذرة)!

وأكمل حديثه بقوله:  إنَّ مجرَّد التفكير في تلك المدارس يبعث فيَّ انزعاجًا شديدًا!.. على أيَّة حال، أتذكَّر أنِّي حين تخرَّجتُ أخيرًا في الجامعة شعرتُ بارتياح، وقلتُ في نفسي: "رائع! انتهتْ أيَّام الدراسة".. كأن حِملًا أُزِيل عن كاهلي.

وعاد بذاكرته إلى البدايات قائلا: بصراحة، منذ المرحلة الابتدائيَّة وحتى الجامعة، لم أكُن قطُّ طالبًا مجتهدًا!.. فالمدرسة الثانويَّة التي التحقتُ بها في «كوبي»، مدرسةٌ كبيرةٌ تضمُّ أكثر من ستِّمئة تلميذٍ في كلِّ صفّ.. لم أكن مُجِدًّا في دراستي لسببٍ بسيط، وهو أنَّ الأمر كان مملًّا.. لم أكن مهتمًّا بالدراسة، وكانت هناك أشياءٌ أخرى كثيرةٌ في هذه الحياة أمتع من الدراسة مثل قراءة الكتب، والاستماع إلى الموسيقى، والذهاب إلى السينما، والسباحة في البحر، ولعب البيسبول وغيرها.. في ذلك الوقت كانت القراءة بالنسبة إليَّ  أهمَّ من أيِّ شيءٍ آخر. وغنيٌّ عن القول إنَّ هناك أطنانًا من الكتب أكثر إثارةً من أيِّ كتابٍ مدرسيّ.. و‫في منتصف المرحلة الثانويَّة تقريبًا، بدأتُ أقرأ الكتب الإنكليزيَّة بلغتها الأصليَّة. لم تكن لغتي الإنكليزيَّة ممتازة، لكنِّي كنتُ أريد أن أقرأ الروايات بلغتها الأصليَّة، أو الكتب التي لم تُترجَم بعد إلى اليابانيَّة، ولذلك اشتريتُ كومةً من الكتب الإنكليزيَّة من محلٍّ لبيع الكتب المستعملة قرب ميناء «كوبي»، من تلك المحالِّ التي تبيع الكتب بالوزن، ورحتُ   ألتهمها من الغلاف إلى الغلاف، حتى إن لم أفهم كلَّ شيء.. في بداية الأمر كان دافعي هو الفضول، لكنَّ القراءة بالإنكليزيَّة أصبحت بعد ذلك شيئًا أكثر ألفةً كما أظنّ، واستطعتُ أن أقرأ الكتب الإنكليزيَّة بسلاسة.. التهمتُ شتَّى أنواع الكتب في نهمٍ شديد، وكأنِّي أهيلُ الفحم على فرنٍ مشتعل... كنتُ منشغلًا في كلِّ يوم، أستمتع بكتابٍ تلوالآخر، فأهضمها (وفي كثيرٍ من الحالات لم أكن أهضمها جيِّدًا) حتى لم يَعُد لديَّ وقتٌ للتفكير في أيِّ شيءٍ آخر.. أخال أحيانًا أنَّ هذا كان أمرًا مفيدًا لي، فلو أنِّي كنتُ قد نظرتُ أكثر في الأوضاع حولي، وتفكَّرتُ مليًّا فيما بها من تناقضاتٍ وخداعٍ واصطناع، وانغمستُ فورًا في السَّعي إلى أشياءٍ لا يمكنني قبولها..‫ كما أنَّ القراءة الواسعة ساعدت في رؤية الأشياء من منظوراتٍ مختلفة، وأعتقد أنَّ هذا كان مهمًّا للغاية بالنسبة إليَّ في سنِّ المراهقة... فقد خَبِرتُ جميع العواطف التي صوَّرتْها الكتب وكأنَّها عواطفي أنا، وسافرتُ بخيالي عبر الزمان والمكان، ورأيت شتَّى المناظر المذهلة، وسمحتُ للكلمات بشتَّى أنواعها أن تمرَّ عبر جسدي تمامًا. وهكذا.. صار منظوري للحياة أكثر توليفيَّة، أو بعبارةٍ أخرى يمكنني القول إنَّني لم أكن أنظر إلى العالم من المكان الذي كنتُ واقفًا فيه فقط، بل استطعتُ أن أتراجع إلى الوراء قليلًا وأنظر نظرةً «بانوراميَّةً» أوسع...

وقال محدثا لمن يقرأ له: إن كنتَ تنظر دائمًا إلى الأشياء من منظوركَ  وحدك، ستجد العالم يتقلَّص ويتيبَّس جسدك، وتثقل خطواتُك، وتعجز عن الحركة...لكنَّكَ إذا استطعتَ أن تنظر إلى مكان وقوفك من منظوراتٍ أخرى (أي إذا استطعتَ أن تستودع وجودك نظامًا آخر)، فسوف يصبح العالم بالنسبة إليكَ عالمًا ثلاثيَّ الأبعاد، وأكثر مرونة.. وبرأيي فإنَّ هذه الرشاقة في النظر مهمَّةٌ جدًّا ما دمنا نعيش في هذا العالم، وقد كانت هذه واحدةً من أكبر المكافآت التي وجدتُها في القراءة.

مقالات مشابهة

  • بينها العراق.. عشر دول حول العالم تحظر التعامل بالعملات المشفرة
  • الغارديان: ساعة القيامة تدق سريعًا.. ونزاعات 2025 ستخرج العالم عن السيطرة .. السودان الكارثة الإنسانية والنزاع المنسي
  • متحدث فتح: ما يحدث بالضفة استكمال لأعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • 471 رقم استثنائي في انتصار غزة
  • العالم يطارد إسرائيل.. تحالف دولي لإنهاء الاحتلال و«هند رجب» تلاحق 1000 جندي
  • يد الدنمارك تخطف كأس العالم
  • طفلة فلسطينية تبهر العالم بصمودها وفصاحتها في إنشاد قصيدة وطنية| فيديو
  • منتخب مصر للسلاح يتأهل الي نهائي كاس العالم للناشئين
  • لم أكُن قطُّ طالبًا مجتهدًا!
  • كاريكاتير .. ترامب يشكل العالم وفق مصالح الصهيونية