«عيسى ابن مريم» هو معجزة من معجزات الله عز وجل، فهو ذلك النبى الذى خُلق من غير أب، وأمه البتول «مريم ابنة عمران» التى خلد الله ذكرها فى القرآن الكريم بسورة باسمها تُتلى إلى يوم القيامة وهى التى أحصنت فرجها فنفخ الله فيها من روحه، وجاء بنبى الله عيسى، الذى أنطقه الله بعد ولادته، وكان دافعًا لأمه بالطهر والعفاف، وهو الذى علم أنه رسول من عند الله فى طفولته أيضًا، وهو من عانى مع قومه لهدايتهم إلى طريق الله مثل كل الأنبياء والرُسل، وهو من رفعه الله إلى سمائه بعد محاولة قومه لقتله، وهو من بشر بنبى الرحمة وآخر أنبياء ورُسل الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما قال الله عز وجل «وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِى مِنْ بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ» سورة الصف، فجاءت السنة المالية بمولد المسيح عيسى بن مريم، فسلامًا عليك وعلى والدتك البتول وعلى نبى الرحمة وكل أنبياء الله، من منا الآن يتشبه بأخلاق هؤلاء الأنبياء الكرام فى تعاملاته مع الآخرين، فنهضة الأمة من أخلاق شعبها.
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم هؤلاء الأنبياء
إقرأ أيضاً:
بين تحدٍ وإنجاز وإخفاق ٢٠٢٤.. صمود انتفاضة الأقصى
عندما تلاقت تقاريرنا الثقافية مع الأحداث العالمية
عام مر بما حمله إلينا من إنجازات وما شهدناه من إخفاقات، لا نملك حياله إلا أن نودعه آملين فى آخر تربو إنجازاته على إخفاقاته..
ورغم أنه عام واحد، إلا أنه قد شهد العديد من الأحداث على المستوى العالمى والمحلى، سياسيا وثقافيا وغيرهما، وقد آلت صفحتنا «أوراق ثقافية» على نفسها أن تعرض لتلك الأحداث بطرح وزاوية ثقافية، فلم يمر حدث إلا وكان له نصيب بين سطور تقاريرى، على وجه الخصوص، وهو الأمر الذى يعكس إيمانا أكيدا منى بضرورة تلاقى الثقافة وتلاقحها مع الأمور كافة.
هكذا ولجت عام ٢٠٢٤، بتقرير عنوانه «التاريخ يتساءل ونحن معه.. كيف ستُكتب غزة؟».. «يقولون إن التاريخ يكتبه المنتصرون، لكن أى تاريخ هذا، وأين هم المنتصرون فى غزة؟ أهم أبطال المقاومة، أم الآلاف من الشهداء، أم آلاف آلاف الأمهات الثكلى، أم الأطفال الميتمون والمشردون قصرا، أم تكتبه أطلال مدينة كانت هنا باسقة؟ أم هؤلاء القتلة المتسيدون؟
ترى من سيكتبك يوما يا غزة.. يا وجع القلم؟
دعينى أجزم بأنك ستُكتبين يوما كما يجب أن تكتبى، سيكتبك الأكثر جرأة، المتماسكون، من لا يملكون تلفازا ولا جريدة ولا فيس بوك ولا يوتيوب، سيكتبونك دون ضغوط ودون أن تحيطهم بقع الدماء وتطاردهم مشاهد الموت القاسى، وصرخات الأطفال وعويل الثكالى وقهر الآباء، حينما يوجد هؤلاء، أعدك أنك ستكتبين حقا أيا غزة.»
ولأن القضية أكثر اتساعا من أن يسعها تقرير واحد، فقد كانت لى عودة إلى غزة الجريحة، بتقرير آخر حمل عنوان «إيه رأيك فى البقع الحمـرا.. يا ضمير العالم يا عزيزى»، حمل من آراء المثقفين والفاعلين بيننا الكثير....
«سمها ما شئت.. مجزرة الطحين، الدقيق، دير النابلسى، الدقيق المغمس بالدم، فمهما اختلفت الأسماء يبقى الفعل أقذر من أن يُنعت، وأكبر من أن يتم تجاهله..
سبعون عاما والظلام يلفهم، ما عادوا يبغون سوى النهار، أحلامهم الصغيرة دوما مؤجلة، ولا شأن لهم بأحلام أبعد، مهجرون معذبون مكلومون، لم يبق لهم سوى أنفاس روح تجاهد للبقاء، فقط للمقاومة، للوقوف بوجه شيطان غاشم، فقط للدفاع عن أرض سليبة وحق مغتصب، لا شأن لهم بأطماع تسكن نفوسا أخرى، هو حقهم ولا شىء غيره يشغل قلوبهم الدامية.
كسرات خبز وبعض دقيق، هى كل ما بقى لهم من حق فى الحياة، يتحلقون حول شاحنات لا تصل إلا بعد أيام ولا يكفى ما تحمل من طعام كل هذه الحشود والبطون الخاوية، والآن.. حتى ذلك الحق تحول لمعركة، وكأن ذنبا عظيما يلف محاولاتهم البقاء على وجه العذاب، أو أن الحياة ذاتها تأبى عليهم صمودهم، لتتحول نظرات اللهفة والفرحة الصغيرة بدنو الطعام إلى لحظات أخيرة يختلط فيها الخبز بالدماء، فتصعد أرواح ذكية ما عاد لها من دون الله ولى ولا نصير.».
فيما كان لرحيل د. أحمد شمس الدين الحجاجى، وقع ثقيل، فلم نغفل تناول سيرته، فى تقرير بعنوان «رحل ولم تغرب شمسه.. د. أحمد شمس الدين الحجاجى.. سيرة بطل شعبى».
ففى «طِيبة» عاصمة مصر القديمة، كان منشأه، فجاور عظمة الآباء وتفتح وعيه على حضارة الأجداد، فصار لقربه من معبدالأقصر، أثره الواضح فى تشكيل ثقافته وعمق دراسته.
عاش فى الأقصر ذات التاريخ والحكايات والأساطير والتنوع الثقافى والمعرفى، والتى من خصائصها التعايش الدينى والحضارى، حتى صار أنموذجًا للمثقف الواسع الاطلاع، الرقيق الطبع، المتدفق الحسِّ والخيال، مما برز معه اهتمامَه الواسع بالأدب الشعبى، فكان واحدًا من أبرز أساتذته، ومن هنا خرج هذا الأنموذج المتفرِّد المستخلَص من هذه الثقافات، وأضاف إليها أصالة أسرته ومكانتها العلمية فى الأقصر، فهو من أسرة (الحجَّاجى) ذات التاريخ والمعرفة العلمية فى منطقته، فبزغ أسلوبُه وانعكس فى تعامله مع الناس من ناحية، كما استثمر المكانَ ووعيه بحكاياته وأساطيره وتراثه فى أعماله الإبداعية من ناحية أخرى، فكان منها أبرز أعماله الإبداعية، وهى رواية (سيرة الشيخ نور الدين).
واستقبلنا الصيف بتقرير لم يخل من مسحة ثقافية، فكان عنوانه «موجة حارة من الإبداع.. صيف ساخن ملىء بالروايات والكتب والأشعار»..
«يصفه فى بدء روايته الأهم «ثرثرة فوق النيل»، بقوله:
«إنه شهر الغبار والأكاذيب»
هكذا تتبدى كراهية نجيب محفوظ لفصل الصيف، وهو ما يؤكده اختياره للإسكندرية لتكون ملاذه فى الصيف، وأحيانا رأس البر، ليصبح فصل الصيف بالنسبة لمحفوظ موسم التوقف عن الإبداع، فيما يروى عن يوسف إدريس أنه كان يختار الساعات الأولى من فجر اليوم لتكون متنفسا لإبداعه، ثم يهجر قلمه طوال اليوم الصيفى.
والواقع أن فصل الصيف بكل ما يحمله من حرارة ومعانٍ وطقس مغاير، فقد تتحول جميعا عند الكتابة إلى حالة ترتبط بالكثير من الأحداث وتكشف عن الكثير من المشاعر، ومن أشهر الارتباطات بهذا الفصل مسرحية «حلم ليلة منتصف صيف» لويليام شكسبير.
فالعلاقة بين الصيف والإبداع متنوعة، وهى تمتد لتطال الفن التشكيلى والفن السابع «السينما» وقد تركت لدى بعضهم العديد من القصص التى تتعلق بالصيف من طبيعة الضوء والظل إلى التصوير خلال فترة الصيف وتحدى الحرارة العالية والتكيف معها عند العمل على أحد الأفلام.
على أن تلك العلاقة قد تتباين بين التفاعل لتصبح عامل جذب ودافعا للإبداع، أو منفرا وسببا لهجرة الكتابة،
ففى كتابه «من لغو الصيف»، يقول طه حسين، عن الصيف: «وفى الصيف تهدأ الحياة ويأخذها الكسل من جميع أطرافها فتوشك أن تنام».
وفى عودة كانت ضرورية للقضية، جاء تقريرى «سلام عليك يا غزة.. أعداء الإنسانية يحرقون أغصان الزيتون».
«والسلم أمر إلهى ورد فى الديانات جميعا، فهكذا تحدث الكتاب المقدس عن السلام «طُوبَى لِصَانِعِى السَّلامِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ»، «عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ».
والسلم فعل إنسانى يلجأ اليه المؤمنون بقيمة الإنسان وقيمة وجوده، أما هؤلاء الذين يتحينون الفرص للقفز على محاولات السلام، من يرفضون أيادى ممتدة إليهم بإيقاف هدير الدماء وبراكين المذابح على الأرض، هم فى الواقع أدعياء حقوق، ومصاصو دماء، وكهنة يتكسبون من جهل جاهل ومصلحة منافق، لا لشىء إلا للتوسع الكاذب لدولة قامت كطحلب متطفل فى أرض زلقة، غفا عنها العالم وتكالبوا على اختطافها وتسليمها لمغتصبها.
ومنذ طوفان غزة الذى انطلق منذ ٧ أكتوبر الماضى، وتلك الإبادة الجماعية لشعب أعزل لم تتوقف حتى تلك اللحظات، رغم عديد المحاولات والوساطات لعقد سلام ولو حتى هدنة مؤقتة، ورغم المظاهرات والاحتجاجات وبيانات الشجب، ومحاولة إيران التكشير عن أنياب وهمية، وأحكام دولية بالإدانة والتجريم، ورغم ورغم... ظل مجرمو الحرب على عهدهم الذى لم يغب عنا منذ نقضهم عهودهم مع الرسول، أى منذ ألف وخمسمائة عام تقريبا، وحتى عصرنا الحالى.. فماذا ننتظر من حارقى أغصان الزيتون سوى العديد من المحارق والإبادات..
وهنا، فى السطور التالية نستعرض معا بعضا من محاولات الدول ومواقفها وردود أفعال العديد من المؤسسات والقطاعات فى العالم، التى رغم رفضها التام لمجازر العدو الصهيونى، مازال المجتمع الدولى المسئول يصم الآذان ويعقد اليدين متفرجا لمزيد من حروب الابادة لشعب فلسطين الأبى.
وفى تقرير آخر حمل عنوان «إنهم يسممون الأفكار المنصات الإعلامية.. حرب من نوع آخر»
كتبت: «منذ اليوم الأول لها أدركنا أننا أمام جيش من المحاربين المختلفين، كلٌ يحمل سلاحا، ليس بدبابة ولا صاروخ ولا حتى مسدس، بل هو سلاح الكلمة والصورة، باختصار هو سلاح آلة الإعلام، الذى أثبت منذ اندلاع معركة “طوفان الأقصى” أنه الأمضى والأسرع.
والمعركة الإعلامية لا تقل خطورة عن المعارك العسكرية، فهى تسهم فى صناعة الرأى العام الذى يقوم بدوره بالضغط على الحكومات لانتهاج سياسات معينة!
وقد خلقت التغطية الإعلامية لعملية طوفان الأقصى جدلًا كبيرًا بسبب كثرة المعلومات الزائفة والمضلّلة التى انتشرت حول المعركة فضلًا عن الدعاية الإسرائيلية التى روَّجت الكثير من الدعايات والتى تناقلتها وسائل الإعلام وخاصة الغربية منها دون تحقّق وساهمت فى نشرها لباقى قراء هذه الشبكات ومتابعيها.
وحانت الشعيرة الأعظم لدى المسلمين، فلم يكن بد من تلاقيها ثقافيا، فكان تقرير «الطريق إلى الله بألف وجه مستشرق.. الحج فى عيون الأوربيين.. عظيم.. مدهش.. باعث للرهبة».
«ما بين إعجابهم بصورة وحدة المسلمين أثناء تأدية هذه العبادة وقيام بعضهم برحلات إلى مكة لحضور مناسك الحج وكتابة مشاهداتهم عنها، أولى المستشرقون شعيرة الحج فى الإسلام اهتماماً خاصاً وربما زعم الكثير منهم أن هذه العبادة ذات أصول وثنية، أو أن الحج إلى مكة جاء بعد فقدان النبى صلى الله عليه وسلم الأمل فى استمالة اليهود كما زعموا.
وقد ألَّف بعض العلماء والأدباء والبلدانيين والمؤرخين والمستشرقين كتباً عن رحلاتهم إلى الحج، فبعضها كتاب خاصٌّ عن رحلة الحج فقط، وبعضها كتاب رحلة عامَّة ضمَّنها مؤلفها حديثاً عن رحلته إلى الحج والحجاز».
بينما كان لزاما علينا لفت الانتباه إلى إنجازات رجال صالوا بين أروقة وعلى كرسى وزارة الثقافة، فكان تقرير «للوزارة «رجل» يحميها... وزراء للثقافة تركوا أثرًا».
جاء فيه:»قليلةٌ هى المواقف الفارقة، تلك التى تستحق أن يشير إليها التاريخ بأطراف البنان مفتخرًا بأصحابها، فما بالك إن كان هؤلاء من ذوى المناصب، التى على عكس المنتظر، قد تكبلهم بقيود من سياسات مفروضة وأخرى مرفوضة.. عندها، وعندها فقط علينا أن ننحنى لهم احترامًا وشكرًا.
ولأنها ليست ككل الوزارات، فهى حديثة عهدٍ من حيث النشأة مقارنة بغيرها، فعلى مدى ستة وستين عاما، هى كل عمرها، تقلدها الكثير من الوزراء، منهم من استطاع أن يترك خلفه بصمة تشير إليه.. يوما كان فلانٌ هنا.. فاستطاع أن يخلد اسمه وعمله فى سجل التاريخ، بل وبين نياط قلوب المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافى، فلا يكاد يخلو حديث عن وزير سابق أو حالى للثقافة، إلا ويذكر اسم آخر، أحدث فارقًا، وترك أثرًا.. ولأنهم ليسوا كثيرين، فدعونا نذكرهم، ونشير إلى مواقفهم الحقة وإنجازاتهم الباقية، علّنا حينها نحلم بتحقيق بعض ما نصبو إليه فى ذلك القطاع الأكثر تأثيرًا، ولعل وزيرنا الحالى يحققه معنا»
وتتوالى التقارير السائرة على درب الحدث العالمى، فها هو تقرير يتناول: «أولهم سميرة موسى وآخرهم هنية.
الموساد يغتال العقل العربى..»
قلت فى مقدمته» يحفل سجلها بقائمة اغتيالات لا تنتهى، فهذا دأبُ كل دموى همجى جبان، يتخذ من القتل والتدمير وسيلة لإثبات وجوده، ولا شىء غيره..
فمنذ إعلان قيام إسرائيل عام 1948، على أراض فلسطينية محتلة؛ تبنت إسرائيل سياسة الاغتيالات والتصفية الجسدية كأسلوب راسخ معتاد مع الفلسطينيين، من دون التفات لأى تبعات سياسية أو قانونية.
ولم تقتصر اغتيالاتها على شخصيات وقيادات فلسطينية، بل تخطتها إلى أبرز الشخصيات العربية، وخاصة المصرية منها، علماء وسياسيين وأدباء وغيرهم، حتى صار تاريخهم ملوثا ببحور من الدماء لا آخر لها، ولم لا وهذا ديدن كل ضعيف، ألا يظهر إلا على جثث الأقوى والأبرز، فاستمرار وجودهم يؤكد ضعفه وجهله، فلا مناص إذن من التخلص منهم.
بينما جاء تقرير «أن تصل متأخرًا..
أدباء ومفكرون هجروا تخصصاتهم وامتهنوا الكتابة»
جاء فيه «لربما كان الحلم عظيما، يسكن صدورنا منذ لحظات وعينا الأولى بتلك الحياة.. يكمن هناك، ينتظر التحقق؛ نكبر ويظل هو، يستلب جهدنا نحوه، تتشبث أيدينا به، فنحن حتما محققوه...
لكن بكرور الأيام والسنين تتكشف الأشياء تباعا، فلا هذا القابع هناك بين صدورنا هو الحلم الأنسب، ولا صرنا نحن نمسك بأدوات تحقيقه، فجأة.. ندرك أن ثمة أحلاما أخرى أكثر ملاءمة لإمكاناتنا وحياتنا، بل قد تجعلنا أكثر نجاحا، وأكثر رضاء عن أنفسنا..
لندرك أن من يصل لحلمه الحق حتى ولو كان الوصول متأخرا أفضل ممن يظل فى هذا الركن القصى من الوهم، يقاتل من أجل حلم قد يفترضه له الآخرون ليس إلا.
تحت عنوان «انتهازى أم طموح.. صورة الصحفى فى أدب محفوظ»، جاء تقريرى الذى كتبت فى مقدمته:
«كثيرة هى الروايات والكتب التى مرت بأروقة صاحبة الجلالة، منها ما دلف حيث الكواليس، وفض أسرارها، وكشف مكنوناتها، ومنها ما مر مرور الكرام دون توغلٍ يذكر.. فهذا كتاب «صاحبة الجلالة» لتوفيق الحكيم، والذى ذاع صيته وكان أحد أكبر أسباب شهرة كاتبه.
وتلك رواية «الرجل الذى فقد ظله» لفتحى غانم، والتى تحولت إلى فيلم للمخرج كمال الشيخ، والتى بدا فيها الصحفى شخصية انتهازية، بينما عبر موسى صبرى، فى روايته «دموع صاحبة الجلالة» عن أجواء العمل الصحفى وأسراره وطقوسه التى خبرها لنصف قرن من الزمان وتُصور مناخاً عاماً للصحافة المصرية..
وقد أولى أديب نوبل،نجيب محفوظ، اهتماما خاصا بشخصية الصحفى، فقد حفل أدبه سواء فى رواياته أو قصصه القصيرة، بنموذج الصحفى والذى يعتبره محفوظ شخصية تكاد تكون رئيسية ومؤثرة فى تطور أحداث النص، فتتعدد صور الصحفى، إلا أن السائد منها فى أدب محفوظ، هو ذلك الصحفى الانتهازى المتطلع المنافق، وأحيانا كثيرة الذى يبيع كرامته فى سبيل الوصول لمنصب أو تحقيق ثراء.»
فيما حانت ذكرى مولد سيد الخلق، فكان تقرير «وُلد الهدى.. سيرة الرسول فى الأدب العربى».
«هو خير الدنيا ومنقذها من ظلمات الجهل والضياع، وشفيع الأنام ومنقذهم من جحيم المآل...
سيد ولد آدم، الرحمة المهداة من رب العالمين، محمد بن عبدالله، خاتم الأنبياء واللبنة المكملة لبناء الله فى أرضه..
ولأنه أعظم من مُنيت به البشرية على مر التاريخ، بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء؛ لذا يزخر الأدب العربى عامة بسيرة وشخصية النبى محمد، مدحًا ووصفًا واحتفاء، نثرًا وشعرًا، فكتب عنه وفيه أشهر المفكرين والشعراء، منذ تجلى على الدنيا وحتى تقوم الساعة..
وجاءت تغطيتى لمؤتمر قصيدة النثر بعنوان «كثير من المحبة بمؤتمر قصيدة النثر المصرية».
تحت عنوان «الجليل والجميل والقبيح فى قصيدة النثر المصرية»، وبشعار «فى الإبداع متسع للجميع»، عقدت الدورة الثامنة لمؤتمر قصيدة النثر المصرية، على مدار ثلاثة أيام... شهدت تلك الدورة زخمًا وحضورا لافتا، كما قُدمت أوراق بحثية مهمة، واحتفى بشعراء رواد فى قصيدة النثر، مثل محمد فريد أبوسعدة، جمال القصاص، وتقدم نقاد بدراسات نقدية فى مجمل أعمالهما، كما أعلن عن إصدار الجزء السادس من «أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية»، الذى ضم قصائد ٣٠ شاعرًا مصريًا.
وتحت عنوان «النقد بين الأزمة والفوضى.. أجيال غادرتنا وأخرى تصارع للبقاء»
جاء فيه «قديما قال الفرزدق ردا على نقد الحضرمى لأحد أبياته، «على ما يسوؤك وينوؤك، علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا»، هكذا ينتهج البعض نهج احتلال النقد مرتبة تالية للإبداع، لا أن يصبح مرشدا ودالا وهاديا، حتى صار النقد يعدو فى طريق لا نهاية له، لاهثا خلف المدارس الأدبية والشعرية المستحدثة، محاولا هضمها وتعبيد طرق جديدة لها بين نظرياته ومناهجه.
والواقع أن الإبداع إذا افتقر إلى نقد جيد صار مرتبكا، مكررا لأخطائه التى لا يقومها أحد، ولا يهتم لها مهتم، فالناقد الجيد مرشد فى الطريق الشاق، هكذا يطرح المبدع إبداعه مثلما عنّ له، ليحين دور الناقد، الذى يعيد الترتيب والكشف والاستنتاج والإشارة بطريقة جديدة مذهلة، فنجد أنفسنا أمام إبداع مواز للنص وكاشف لأبعاده.
وعدت رابعة وعاشرة إليها.. إلى غزة، فحمل تقرير تلك المرة عنوان «عندما يصنع التاريخ لغة مغايرة.
لم يكن السنوار أولها.. بطولات وأسماء خلدتها الأمثال والأشعار»
«يحيى السنوار.. آخر من جادت أرض الأبطال من أبنائها، والذى صارت قصة استشهاده مضربا للبطولة، ومثلا عربيا، تزدان به اللغة، أضيف إلى الأمثال التى تنتجها الأحداث التاريخية، هكذا صرنا وصار الجميع يقول «رميته بعصا السنوار»، وهو دلالة على أنّ الإنسان حاول بكل ما يستطيع وبذل كل جهده».
وحين رحل عنا فخلف فى القلوب غصة، كتبت هنا «شاعر الرومانسية والوجع الإنسانى.. محمد إبراهيم أبوسنة.. رحيل جارح».
«هكذا تطرق كلماته آذاننا وكأنها إنذار بقرب الرحيل، ليأتى غياب جسده المفاجئ والصادم مدويا، ثقيلا، جارحا..
صحونا ذات صباح جريح على خبر رحيل الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، عن عمر يناهز 87 عاما، ليلحق بكل الكبار الذين غادرونا بعد أن ملأوا قلوبنا إبداعا وسحرا.
ويعد أبوسنة من أبرز شعراء جيل الستينيات، وأحد أهم رواد المدرسة الحداثية فى الشعر، تعبر قصائده عن مشكلات الواقع الذاتى والموضوعى ومصدر هذا الشعور الدائم بالقلق والوجع والبحث عن الخلاص، القصيدة لديه متحررة من مكان يأسر وزمان يفيض».
وتحت عنوان «ذهب الملوك وبقيت القصور.. ثروات مصر المعمارية.. من لها؟ كتبت:
«كانت تمتلىء حياة وصخبا، شهدت أرجاؤها أهم الأحداث وأخطر القرارات السياسية، مثلما شهدت أبهى الحفلات وأشهرها، استقبلت بين جدرانها ملوكا ووزراء ومشاهير، حُرمت على العامة، وكان مجرد المرور أمامها ممنوعا، حتى مر الزمان، وكعادته غير من الأحوال الكثير، فرحل عنها أصحابها، وبقيت القصور شاهدة على فعالهم، تحكى تاريخهم بحلوه ومره.
هكذا تعد مصر واحدة من أغنى الدول فى ثروتها القومية والتاريخية والمعمارية، حيث اشتهرت بالكثير من القصور التى شيدها ملوك وأمراء أسرة محمد على، طوال 147 سنة من تقلدهم حكم مصر».
ولأنه كان شخصية مؤتمر أدباء مصر الذى احتفى به أيما احتفاء، جاء تقريرى بعنوان «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى».
«كل شىء فى سفر دائم ولكل شىء زمان»
بضع كلمات ربما استطاع من خلالها أن يجسد مشوارا فريدا من الإبداع المختلف، زمن الأشياء، بما يمثله من ماض وحاضر، وجهان استطاع أن يمزج بينهما باحترافية أديب أريب، ذلك السفر الذى يتراوحان خلاله، الماضى والحاضر، بكل ما يحفلان من أحداث رأى بينها تشابها لا ينفك، فقارب بتمكن فيلسوف بين ماض سحيق قد تأنفه الذاكرة، وحاضر نحاول الهروب من ثقله، ليضعنا جميعا رغما عنا وبإرادتنا أمامه.
هذا هو الأديب والصحفى العظيم جمال الغيطانى، ولأنه أبن المدينة العتيقة المدججة بالتاريخ.. القاهرة المملوكية.
وفى تغطيتى له، جاء تقريرى «ونجح المؤتمر رغم التحديات.. تنظيم مبهر وإقبال كبير من المثقفين والأدباء» أطلق عليها الجميع «دورة استثنائية»، لما واجهته من عقبات كادت تودى بها إلى حتف الإلغاء، قرار يصدر بالتأجيل قبل يومين من الافتتاح، البحث عن محافظة مضيفة للحدث، ثم الدخول فى سباق محموم مع الزمن للحاق بركب الموعد الجديد، والإعداد لكل تفصيلة منذ البداية..
تحديات وصعوبات واجهتها الدورة السادسة والثلاثون من مؤتمر أدباء مصر «دورة جمال الغيطانى»، والذى استضافته محافظة المنيا هذا العام فى الفترة من ٢٤ نوفمبر حتى ٢٧، لتخرج تلك الدورة رغم كل ما سردنا من معوقات، وقد ارتدت أبهى أثوابها وكأن كل تحدٍ كان بداية الانطلاق نحو نجاح تحاكى عنه كل شاهديها منذ الافتتاح وحتى اليوم الأخير منها».
ولأنه لا يمكن إغفال ما وقع بسوريا الحبيبة، كان تقريرى «سوريا.. حنين لا يغادر محبيها» «نعم، إنه الوطن، جرح غائر، تستبيحه الغربة وتمد فى عمقه نصلا من نار، لا يشعر به إلا كل ذى وطن مستلب، باحتلال كان أو تهجير قسرى، أو حتى ظلم داخلى..
ولأنه الأنشودة الخالدة فى دماء العرب، ستظل العودة إلى الوطن أو إعادته حلم كل حالم، وزائرا دائما فى منامات العاشقين، وفوق أقلام المبدعين، لا يغادر ما يسطرون ولا تنساه أفئدتهم مهما ذاقوا استقرارا أو هدوءا فى بلاد الغربة.. فالوطن يقبع هناك، بين أدمى ربوة فى القلب.
وجاء ختام العام مسكه، حين هلت علينا ذكرى محفوظ ال١١٣، فاحتفينا به فى تقرير يرصد نظرته للمرأة فى أعماله، فحمل عنوان «المرأة فى عيون محفوظ».
كتبت فى مقدمته «شغوفا كان بعالمها وما يكتنفه من غموض وأسرار، فدخل بقدمين ثابتتين جريئتين، ينقب بين مسكوت عنه ومروى دون مكاشفة، فصنع لها عالما خاصا به، يحمل من السمات ما جعل الكثيرين يفتشون فى حياته هو، علهم يدركون ذلك السر الدفين وراء نظرته تلك للمرأة..
هكذا شكلت المرأة فى أدب نجيب محفوظ جانباً مهماً على طول رواياته، فقد قدم المرأة فى صورتين أساسيتين؛ الأولى: سلبية، والثانية: إيجابية، ففى الأولى جاءت خانعة، خائفة، متداعية، سليطة اللسان، سيئة الخلق، ساقطة سواء بإرادتها أو بإرادة الآخرين، وتجلت هذه الصورة فى الكثير من رواياته مثل: (القاهرة الجديدة، زقاق المدق، اللص والكلاب). أما الصورة الثانية للمرأة فيصورها نجيب محفوظ بأنها المرأة التى تناضل من أجل أن تحيا حياة كريمة، فهى امرأة مكافحة عفيفة، وهو ما تبدى فى العديد من رواياته مثل رواية (ميرامار، والشحاذ، والسراب).