إدارة ترامب وقضايا المنطقة
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
مع دخول العام الجديد اليوم ٢٠٢٥ ومع المتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام المنصرم، يترقب العالم العشرين من يناير الحالي، حيث يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض مجددا بعد فوزه الكاسح في الانتخابات الأمريكية خلال شهر نوفمبر الماضي ضد المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس والتي تشغل منصب نائب الرئيس الحالي جو بايدن.
الفترة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب سوف تكون حاسمة في ظل تلك المتغيرات التي تمت الإشارة إليها حيث إن المنطقة العربية والعالم شهد اندلاع حرب عدوانية شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين وأيضا على لبنان واليمن، ودخلت المنطقة أجواء التوتر وعدم الاستقرار، كما شهدت سوريا زلزالا سياسيا في الثامن من ديسمبر الماضي، انتهى بسقوط دراماتيكي لنظام بشار الأسد ودخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق. كما أن الأوضاع في البحر الأحمر متوترة من خلال المواجهات العسكرية الجوية والبحرية بين جماعة أنصار الله في اليمن والكيان الإسرائيلي وأيضا ضد البحرية الأمريكية، وأصبحت الملاحة في البحر الأحمر صعبة ومعقدة وارتفعت أسعار الشحن إلى أرقام قياسية. وعلى ضوء ذلك يأتي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى المشهد السياسي والمنطقة ملتهبة علاوة على تواصل الحرب الروسية الأوكرانية كما أن التوتر بين إيران والكيان الإسرائيلي متواصل بعد الضربات الصاروخية المتبادلة. ومن هنا فإن ترقب العالم لسياسة ترامب سوف تكون مهمة من خلال السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة، وتحديدا فيما يخص القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية، وفي ظل العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والذي يدخل عامه الثاني، حيث اعتبرت محكمة الجنايات الدولية ذلك العدوان الإسرائيلي الغاشم بمثابة إبادة جماعية ترتكب يوميا بحق المدنيين وتم إصدار مذكرة اعتقال بحق احد اكبر مجرمي العصر الحديث نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، ولا شك أن الإجراء القانوني لمحكمة الجنايات الدولية يعد وصمة عار على الكيان الصهيوني وقادته في التاريخ.
الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب الذي يستعد للدخول إلى البيت الأبيض مجددا لفترة أربع سنوات أمامه فرصة تاريخية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وتنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يتحدث عن وقف الحروب والصراعات في الشرق الأوسط وأيضا على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية والتركيز على الاقتصاد العالمي وتبادل المصالح المشتركة بين الدول والشعوب. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد متغيرات اجتماعية وسلوكية خاصة بين طلاب الجامعات الأمريكية، والذين أدانوا السلوك العدواني الهمجي الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث لعب الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية دورا محوريا في فضح العدوان الإسرائيلي الغاشم في العالم وأصبح الكيان الإسرائيلي منبوذا في كل المحافل الإقليمية والدولية حتى في الغرب، وتمت إدانة همجية الكيان المحتل من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية، وتم توثيق جريمة الكيان الصهيوني بشكل موثق، ومن هنا جاءت الإدانة الواضحة من قبل أهم محاكم العالم وهي محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية.
الإدارة الأمريكية الجديدة أمامها مسؤولية أخلاقية وقانونية ومسار سياسي مهم بعد الإخفاق الكبير لإدارة بايدن التي كانت جزءا من المشكلة وانحازت بشكل سافر إلى الكيان الإسرائيلي، وهي شريك أصيل في العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني من خلال الكم الكبير من الأسلحة والقنابل المدمرة التي استخدمها الكيان الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية في قطاع غزة. كما أن سياسة بايدن كانت سلبية وتماشت مع حكومة نتنياهو المتطرفة، وفقدت الولايات المتحدة الأمريكية مصداقيتها أمام المجتمع الدولي وحتى أمام مواطنيها، حيث شهد عدد من الولايات الأمريكية مظاهرات حاشدة خاصة بين طلاب الجامعات الأمريكية.
إن المشهد السياسي خلال العام الجديد ٢٠٢٥ سوف يكون حاسما من خلال الرؤية السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة التي يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب القيام بها، ليس فقط على صعيد المنطقة العربية ولكن على صعيد العالم، حيث تنتظر ترامب تحديات داخلية وخارجية، حيث قضايا الهجرة والاقتصاد الأمريكي وصعود الأقليات يعد من القضايا الأساسية كما أن القضايا الخارجية سوف تكون المواجهة الاستراتيجية مع عملاق آسيا الصين، وهي من أهم المواجهات على الصعيد التجاري والاستراتيجي، حيث التوتر في بحر الصين الجنوبي. كما أن موضوع كوريا الشمالية وموضوع الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع دول أمريكا اللاتينية تعد على جانب كبير من الأهمية، كما أن قضايا التسلح والصواريخ النووية مع روسيا الاتحادية سوف تكون من أبرز القضايا والملفات أمام الرئيس الأمريكي الجديد.
العالم يترقب مع أول أيام العام الميلادي الجديد أن يسود السلام والاستقرار العالم وان تنتهي الحروب والصراعات التي أنهكت شعوب العالم وأحدثت تدميرا لمقدرات الشعوب وأحلام الأجيال، ومن هنا تأتي الفرصة الذهبية للرئيس المنتخب ترامب لإيجاد آليات جديدة تنتهي بحلول سياسية تتماشى ووعوده الانتخابية خاصة وأن الأربع سنوات القادمة ستكون حاسمة أمام إدارة ترامب الجديدة.
إن لب الصراع المزمن في المنطقة هو وجود الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وبدون إيجاد دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وانسحاب الكيان الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل ومن الأراضي اللبنانية المحتلة يصعب الحديث عن السلام والاستقرار في المنطقة العربية، في ظل السياسة العدوانية للكيان الإسرائيلي الغاصب وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني على مدى ٧٥ عاما. كما أن الكيان الإسرائيلي لن ينعم بالسلام والاستقرار وحتى التطبيع مع بعض دول المنطقة لن يجعله آمنا بل إن أجيال المقاومة الفلسطينية سوف تتواصل ولن يتوقف النضال والكفاح لتحرير الأرض وليس أمام الاحتلال الإسرائيلي إلا الإذعان لقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، وبدون ذلك فإن الكيان الإسرائيلي سوف يتعرض لمزيد من المقاومة خلال هذا الجيل والأجيال القادمة، حيث إن مقاومة المحتل الإسرائيلي هي مسألة مشروعة تقرها القوانين الدولية.
إن الأمل كبير في أن يشهد العام الجديد مسارا إيجابيا لتحقيق السلام والاستقرار وإيجاد التعاون المشترك والبعد عن الحروب والصراعات التي كان لها تأثير سلبي علي العلاقات الدولية ولعل القاسم الأساسي في اندلاع تلك الحروب هو سياسة الفصل العنصري والتطرف الصهيوني الذي شاهده العالم من خلال حكومة نتنياهو المتطرفة التي أدخلت العالم إلى مشارف حرب عالمية محتملة خاصة بعد المواجهة العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني. وعلى ضوء ذلك هناك فرصة كبيرة لإدارة ترامب القادمة في معالجة تلك الصراعات من خلال الدبلوماسية والحوار بعيدا عن القوة والتوتر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی المنتخب الأمریکی المنتخب ترامب السلام والاستقرار الکیان الإسرائیلی المنطقة العربیة الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی سوف تکون من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
غزة: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر جديدة داخل القطاع
أفادت وسائل إعلام عربية، نقلًا عن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر مروعة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وسط استمرار التصعيد العسكري على القطاع.
وأوضح بصل أن مجزرة ارتكبها الاحتلال في مدينة خان يونس أسفرت عن استشهاد 11 شخصًا، بينما شهدت منطقة جباليا النزلة مجزرة أخرى راح ضحيتها 10 شهداء. وأضاف أن قوات الاحتلال تمارس “عمليات تطهير وإبادة” في جميع أنحاء القطاع، في ظل أوضاع إنسانية كارثية.
وأشار المتحدث إلى أن قوات الاحتلال تستهدف كل بقعة في قطاع غزة بنيرانها، ما يزيد من معاناة السكان المدنيين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة بسبب القصف المستمر وانعدام الموارد الأساسية.
وتشهد غزة تصعيدًا عسكريًا متواصلاً منذ أيام، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. ورغم ذلك، فإن الأوضاع على الأرض تشير إلى استمرار المعارك واستهداف المدنيين، مما يفاقم من الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
أفادت وسائل إعلام سورية، الخميس، بسقوط جرحى جراء اشتباكات عشائرية اندلعت في منطقة الصافيا قرب مدينة إزرع شمالي محافظة درعا، جنوب البلاد، وذكرت التقارير أن الاشتباكات المسلحة، التي استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة، لا تزال مستمرة منذ أكثر من يوم بين عائلات من عشائر البدو في المنطقة.
وأوضح "تلفزيون سوريا" أن الاشتباكات أسفرت عن إصابات في صفوف المدنيين والمسلحين، دون ورود تفاصيل دقيقة عن عدد المصابين أو حالتهم الصحية، وأضاف أن الصراع بين العشائر يأتي في ظل توترات متزايدة تشهدها المنطقة، التي تعاني من اضطرابات أمنية متكررة.
وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن إدارة العمليات العسكرية دخلت مدينة إزرع لملاحقة فلول النظام السوري الذين فروا من عملية التسوية التي شهدتها المنطقة سابقًا، وتُعتبر مدينة إزرع مركزًا أمنيًا تابعًا للنظام السوري السابق، حيث لم تخضع لسيطرة قوات المعارضة خلال سنوات الثورة، مما جعلها نقطة توتر دائم بين الأطراف المختلفة.
وتعكس هذه الأحداث حالة الانقسام والتوتر المستمر في محافظة درعا، التي كانت مهد الاحتجاجات السورية في عام 2011، حيث تشهد المحافظة مواجهات متفرقة بين العشائر والقوات المحلية، في ظل غياب الاستقرار الأمني والسياسي.
"طيران الإمارات" تمدد تعليق رحلاتها إلى بيروت وبغداد حتى 31 يناير
أعلنت "طيران الإمارات" تمديد تعليق رحلاتها من وإلى بيروت وبغداد حتى 31 يناير الجاري، مشيرة إلى أنه لن يتم قبول المسافرين المتجهين إلى بيروت وبغداد عبر دبي.
ولفتت الى إن رحلات شركة "فلاي دبي" إلى بغداد في العمل مستمرة كالمعتاد، وسيسمح للمسافرين الذين يحملون حجوزات مؤكدة مع "فلاي دبي" ولديهم بغداد كوجهة نهائية بالسفر، وينصح العملاء بمتابعة حالة رحلاتهم بشكل منتظم عبر الموقع الإلكتروني لشركة "فلاي دبي".
ونصحت العملاء المتأثرون بإلغاء الرحلات بالتواصل مع وكلاء الحجز الخاص بهم لتنسيق خيارات سفر بديلة، أو التواصل مباشرة مع "طيران الإمارات" في حال تم الحجز عبر الشركة.
وشددت الشركة على ضرورة تحديث بيانات الاتصال الخاصة بالعملاء عبر خيار "إدارة الحجز" على موقع الشركة الإلكتروني لضمان تلقيهم أحدث التحديثات المتعلقة برحلاتهم.
وأكدت "طيران الإمارات" أنها تواصل متابعة الأوضاع في المنطقة عن كثب وهي على تواصل مستمر مع الجهات المختصة بشأن أي تطورات.