لجريدة عمان:
2025-03-06@09:21:23 GMT

إدارة ترامب وقضايا المنطقة

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

مع دخول العام الجديد اليوم ٢٠٢٥ ومع المتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام المنصرم، يترقب العالم العشرين من يناير الحالي، حيث يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض مجددا بعد فوزه الكاسح في الانتخابات الأمريكية خلال شهر نوفمبر الماضي ضد المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس والتي تشغل منصب نائب الرئيس الحالي جو بايدن.

الفترة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب سوف تكون حاسمة في ظل تلك المتغيرات التي تمت الإشارة إليها حيث إن المنطقة العربية والعالم شهد اندلاع حرب عدوانية شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين وأيضا على لبنان واليمن، ودخلت المنطقة أجواء التوتر وعدم الاستقرار، كما شهدت سوريا زلزالا سياسيا في الثامن من ديسمبر الماضي، انتهى بسقوط دراماتيكي لنظام بشار الأسد ودخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق. كما أن الأوضاع في البحر الأحمر متوترة من خلال المواجهات العسكرية الجوية والبحرية بين جماعة أنصار الله في اليمن والكيان الإسرائيلي وأيضا ضد البحرية الأمريكية، وأصبحت الملاحة في البحر الأحمر صعبة ومعقدة وارتفعت أسعار الشحن إلى أرقام قياسية. وعلى ضوء ذلك يأتي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى المشهد السياسي والمنطقة ملتهبة علاوة على تواصل الحرب الروسية الأوكرانية كما أن التوتر بين إيران والكيان الإسرائيلي متواصل بعد الضربات الصاروخية المتبادلة. ومن هنا فإن ترقب العالم لسياسة ترامب سوف تكون مهمة من خلال السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة، وتحديدا فيما يخص القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية، وفي ظل العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والذي يدخل عامه الثاني، حيث اعتبرت محكمة الجنايات الدولية ذلك العدوان الإسرائيلي الغاشم بمثابة إبادة جماعية ترتكب يوميا بحق المدنيين وتم إصدار مذكرة اعتقال بحق احد اكبر مجرمي العصر الحديث نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، ولا شك أن الإجراء القانوني لمحكمة الجنايات الدولية يعد وصمة عار على الكيان الصهيوني وقادته في التاريخ.

الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب الذي يستعد للدخول إلى البيت الأبيض مجددا لفترة أربع سنوات أمامه فرصة تاريخية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وتنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يتحدث عن وقف الحروب والصراعات في الشرق الأوسط وأيضا على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية والتركيز على الاقتصاد العالمي وتبادل المصالح المشتركة بين الدول والشعوب. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد متغيرات اجتماعية وسلوكية خاصة بين طلاب الجامعات الأمريكية، والذين أدانوا السلوك العدواني الهمجي الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث لعب الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية دورا محوريا في فضح العدوان الإسرائيلي الغاشم في العالم وأصبح الكيان الإسرائيلي منبوذا في كل المحافل الإقليمية والدولية حتى في الغرب، وتمت إدانة همجية الكيان المحتل من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية، وتم توثيق جريمة الكيان الصهيوني بشكل موثق، ومن هنا جاءت الإدانة الواضحة من قبل أهم محاكم العالم وهي محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية.

الإدارة الأمريكية الجديدة أمامها مسؤولية أخلاقية وقانونية ومسار سياسي مهم بعد الإخفاق الكبير لإدارة بايدن التي كانت جزءا من المشكلة وانحازت بشكل سافر إلى الكيان الإسرائيلي، وهي شريك أصيل في العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني من خلال الكم الكبير من الأسلحة والقنابل المدمرة التي استخدمها الكيان الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية في قطاع غزة. كما أن سياسة بايدن كانت سلبية وتماشت مع حكومة نتنياهو المتطرفة، وفقدت الولايات المتحدة الأمريكية مصداقيتها أمام المجتمع الدولي وحتى أمام مواطنيها، حيث شهد عدد من الولايات الأمريكية مظاهرات حاشدة خاصة بين طلاب الجامعات الأمريكية.

إن المشهد السياسي خلال العام الجديد ٢٠٢٥ سوف يكون حاسما من خلال الرؤية السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة التي يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب القيام بها، ليس فقط على صعيد المنطقة العربية ولكن على صعيد العالم، حيث تنتظر ترامب تحديات داخلية وخارجية، حيث قضايا الهجرة والاقتصاد الأمريكي وصعود الأقليات يعد من القضايا الأساسية كما أن القضايا الخارجية سوف تكون المواجهة الاستراتيجية مع عملاق آسيا الصين، وهي من أهم المواجهات على الصعيد التجاري والاستراتيجي، حيث التوتر في بحر الصين الجنوبي. كما أن موضوع كوريا الشمالية وموضوع الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع دول أمريكا اللاتينية تعد على جانب كبير من الأهمية، كما أن قضايا التسلح والصواريخ النووية مع روسيا الاتحادية سوف تكون من أبرز القضايا والملفات أمام الرئيس الأمريكي الجديد.

العالم يترقب مع أول أيام العام الميلادي الجديد أن يسود السلام والاستقرار العالم وان تنتهي الحروب والصراعات التي أنهكت شعوب العالم وأحدثت تدميرا لمقدرات الشعوب وأحلام الأجيال، ومن هنا تأتي الفرصة الذهبية للرئيس المنتخب ترامب لإيجاد آليات جديدة تنتهي بحلول سياسية تتماشى ووعوده الانتخابية خاصة وأن الأربع سنوات القادمة ستكون حاسمة أمام إدارة ترامب الجديدة.

إن لب الصراع المزمن في المنطقة هو وجود الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وبدون إيجاد دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وانسحاب الكيان الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل ومن الأراضي اللبنانية المحتلة يصعب الحديث عن السلام والاستقرار في المنطقة العربية، في ظل السياسة العدوانية للكيان الإسرائيلي الغاصب وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني على مدى ٧٥ عاما. كما أن الكيان الإسرائيلي لن ينعم بالسلام والاستقرار وحتى التطبيع مع بعض دول المنطقة لن يجعله آمنا بل إن أجيال المقاومة الفلسطينية سوف تتواصل ولن يتوقف النضال والكفاح لتحرير الأرض وليس أمام الاحتلال الإسرائيلي إلا الإذعان لقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، وبدون ذلك فإن الكيان الإسرائيلي سوف يتعرض لمزيد من المقاومة خلال هذا الجيل والأجيال القادمة، حيث إن مقاومة المحتل الإسرائيلي هي مسألة مشروعة تقرها القوانين الدولية.

إن الأمل كبير في أن يشهد العام الجديد مسارا إيجابيا لتحقيق السلام والاستقرار وإيجاد التعاون المشترك والبعد عن الحروب والصراعات التي كان لها تأثير سلبي علي العلاقات الدولية ولعل القاسم الأساسي في اندلاع تلك الحروب هو سياسة الفصل العنصري والتطرف الصهيوني الذي شاهده العالم من خلال حكومة نتنياهو المتطرفة التي أدخلت العالم إلى مشارف حرب عالمية محتملة خاصة بعد المواجهة العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني. وعلى ضوء ذلك هناك فرصة كبيرة لإدارة ترامب القادمة في معالجة تلك الصراعات من خلال الدبلوماسية والحوار بعيدا عن القوة والتوتر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی المنتخب الأمریکی المنتخب ترامب السلام والاستقرار الکیان الإسرائیلی المنطقة العربیة الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی سوف تکون من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية

يمانيون../
بات حلفاء واشنطن في موقع حرج للغاية؛ فسياسية الرئيس الأمريكي ترامب ومواقفه الأخيرة أحرجتهم، بل الأصح أنها وضعتهم أمام اختبار حقيقي لعلاقتهم بأوطانهم، إذ بات عليهم بعد واقعة ترامب – زيلينسكي أن يختاروا إما مصالح شعوبهم، وإما الخضوع لواشنطن على حساب مصالحهم الوطنية.

منذ اليوم الأول لتوليه منصبه ودخوله البيت الأبيض، لم يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الخروج بتصريحات منفلتة عن الضوابط الدبلوماسية ومتناقضة أحيانًا واتخاذ قرارات تثير القلق في العالم.

تصريحات ترامب غير المنطقية وغير الواقعية، يمكن قراءتها بوضوح من خلال التوقف أمام رغبته في الاستيلاء على قطاع غزة من فلسطين، وغرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة المسيطرة على قناة بنما.

والأخطر في تلك التصريحات هو ما يهم منطقتنا العربية في رغبة ترامب في الاستيلاء على قطاع غزة مع تأكيده مجددًا على ضرورة تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن، وهو ما خلف العديد من ردود الأفعال الرافضة لهذا المخطط ولهذا المنطق في آن.

كما نراه يعلن انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان ووقف تمويل الأونروا إرضاء للكيان الصهيوني، ويقول إنه لا ضمانات بصمود اتفاق غزة، ويوقع على أمر تنفيذي يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.

وبهذه المواقف المخالفة للعقل والمنطق والقوانين والشرائع، فقد أطلق ترامب منذ اللحظة الأولى لإعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة، وبمساعدة “صديقه الرئاسي” الملياردير إيلون ماسك، العنان لفوضى عارمة من خلال تشتيت انتباه العالم، فالأوامر والتصريحات الرئاسية تصدر بوتيرة سريعة للغاية بما يكفي لتفتيت أي معارضة، وحاليًا لا يوجد من يمكنه متابعة كل هذه الأوامر والتصريحات، سواء كان شخصا أو حكومة.

اختار ترامب كولومبيا لتكون نموذجًا لما يمكن أن يحدث لأي دولة عندما تقول لا للرئيس الأمريكي، فقد قاوم رئيس كولومبيا لفترة وجيزة استقبال طائرات قادمة من الولايات المتحدة لإعادة مهاجرين غير شرعيين، لكن الرئيس الأمريكي هدد بفرض رسوم بنسبة 50% على صادرات كولومبيا، فاضطر رئيس كولومبيا إلى التراجع والموافقة على طلب ترامب.

لا يتوقف ترامب كثيرًا عند حقيقة أن أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها بدءا من الشرق الأوسط المتقلب وحتى الصين ناهيك عن بريطانيا يعارضون خطته لغزة التي يمكن أن تنسف وقف إطلاق النار الهش في غزة، وكذلك اتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني، كما أنها تمثل انتهاكا للقانون الدولي أيضا.

لكن في المقابل، فقد أربكت مشاهد تدفق النازحين الفلسطينيين العائدين إلى بيوتهم المدمرة في شمال القطاع بعد وقف إطلاق النار وتشبثهم بأرضهم، حسابات ترامب وإدارته.

كما لاقت خطة ترامب الرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم رفضا عربيا وإسلاميا ودوليا.

وسبق أن انسحب ترامب في ولايته الأولي التي سبقت جو بايدن من منظمة اليونسكو تضامنا مع الكيان الصهيوني فى 2017، وانسحب من الاتفاق النووى مع إيران فى 2018، ويُصرح ــ فى 2018 بعد زيارته لفرنسا للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لنهاية الحرب العالمية الأولى ــ أنه لولا الولايات المتحدة لتحدث الفرنسيون بالألمانية! ويُخفِّض من عدد قواته فى ألمانيا فى 2020، فى محاولة لابتزاز ألمانيا لدفع تكاليف قواته!

وبالتالي يحدث ما يسميه حلفاء ترامب “إغراق المنطقة”، بينما يرد ترامب بكلمة واحدة هي: “فافو”، كاختصار لعبارة “أخلق الفوضى ثم رتبها” باستثناء أن الكلمة الأولى فيها ليست “فوضى”.. وهو في كل ذلك يؤكد النزعة الفوقية والاستيلائية والاستعمارية في وعي السلطة الامريكية.

وتباين تفسير ذلك بين فريق يرى أن قرارته فجائية غير مدروسة ومدفوعة بمنطق القوة، وفريق آخر ينظر إليها باعتبارها فلسفة لتحقيق رؤيته من خلال الارتفاع بسقف المطالب حتى ينال ما يستهدف من خلال التفاوض؛ لكنها في الأخير تقدم بكل وضوح الوجه القبيح لأمريكا ويقف خلفها هدفها الاستعماري الواضح في السيطرة.

السياسية: عبدالعزيز الحزي

مقالات مشابهة

  • القنصل الإسرائيلي يرحب بإجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس.. سعداء بالضغط عليها
  • القنصل الإسرائيلي يرحب إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس.. سعداء بالضغط عليها
  • أخبار العالم| ترامب يهدد حماس بمواجهة الجحيم إن لم تطلق الرهائن.. و700 دبلوماسي أمريكي يحتجون على تفكيك وكالة التنمية
  • المنطقة والعبث الإسرائيلي
  • «العليا الأمريكية» ترفض قرار ترامب تجميد ملياري دولار من المساعدات الخارجية
  • الإدارة الأمريكية تجري مباحثات مباشرة مع حماس
  • الأمريكية العليا تأمر إدارة ترامب بدفع ملياري دولار للمساعدات الدولية
  • الخارجية الأمريكية: مبعوث واشنطن للشرق الأوسط يعتزم العودة للمنطقة خلال أيام
  • سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية
  • حقوق الأنسان تنتقد التحول الجذري في التوجهات الأمريكية وتدعو دول العالم لمواجهة السلطة المطلقة