صواريخ اليمن .. دلالات التوقيت والرسائل
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
شرحبيل الغريب
للمرة الخامسة على التوالي، في غضون أسبوع، تعيد صفّارات الإنذار، التي دوّت في مدينة يافا المحتلة، رسم خريطة فلسطين في وعي المحتل الإسرائيلي، عندما تردد صداها في العمق الإسرائيلي بعد وصول صاروخ “فلسطين 2” فرط صوتي، الذي أطلقته القوات المسلحة اليمنية نصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وإسناداً لمقاومته في قطاع غزة، لتؤكد أن فلسطين ليست وحدها.
الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية، تقطع مسافة تصل إلى 2040 كيلومتراً، وتصل إلى قلب فلسطين المحتلة، في غضون 11 دقيقة ونصف دقيقة، كأول بلد عربي يمتلك هذا النوع من الصواريخ، الأمر الذي يجعل هذه الصواريخ، التي تحمل رأساً متفجراً، تحمل في الوقت ذاته رسائل سياسية وعسكرية، تبعث تأثيراً كبيراً في المشهد الساخن منذ عام وأكثر، في مواجهة حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة، ساندتها كل قوى محور المقاومة ودوله بأغلى ما تملك، بصورة متوازية أو متفاوتة.
ثمة سؤال يطرح نفسه في هذا السياق: لماذا يقف اليمن مع غزة؟ والجواب هنا واضح وضوح الشمس في وضح النهار، لكن البعض يعيش عمى البصر والبصيرة. هي الأخلاق والقيم والمبادئ، وعلى رأسها فلسطين هي البوصلة.. واليمن، كحزب الله في لبنان، وغيره، ساند غزة ووقف معها في وجه الغطرسة الأمريكية الإسرائيلية، وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمر، بحق شعب أعزل، ودعماً لمقاومة صامدة عنيدة.
سجل اليمن، كما سجل حزب الله، مواقف محفورة في الذاكرة والوجدان، وكانا صوت فلسطين يوم صمت العالم أجمع، وتخلى عنها القريب والبعيد، فكانا نِعْم السند والحليف، ليؤكد اليمن من جديد أن التهديدات لا تخيفه، وأن معركة إسناد غزة مستمرة وواضحة، وهي ليست خياراً، بل واجب، وأن معركة كسر الهيمنتين الإسرائيلية والأمريكية مستمرة.
ثمة رسائل سياسية وعسكرية متعددة تبعثها صواريخ اليمن، التي باتت تصل إلى العمق الإسرائيلي، وتضرب أهدافها بدقة:
الرسالة الأولى: أفسدت الصواريخ اليمنية فرحة نتنياهو وتبجحه مؤخراً بعد أن خرج بصورة استعراضية بنجاحه في القضاء على قوى ودول في محور المقاومة، وتفكيك ساحات المساندة وجبهاتها بعد انهيار النظام في سوريا، وزعمه نجاح “إسرائيل” في فرض شرق أوسط جديد في المنطقة، يصب في مصلحتها ومصلحة حلفائها في الدرجة الأولى، وادعائه أن حماس بقيت وحيدة يمكن تركيعها على طاولة المفاوضات، وانتزاع ما فشلت في تحقيقه على مدار الأشهر الماضية.
الرسالة الثانية: أثبت اليمن، عبر قواته المسلحة، أنه قادر على توجيه ضربات مركزة من صواريخ فرط صوتية، بعد أن روّج نتنياهو مؤخراً أنه لم يعد هناك صفّارات إنذار تدوي في “إسرائيل”، ويجب أن تعود الحياة في “إسرائيل” إلى طبيعتها، ليعود اليمن ويجدد ويثبت معادلة الإسناد من جديد.
الرسالة الثالثة: سجلت فشلاً جديداً لكل منظومات الدفاع الجوية في “إسرائيل”، ومعها منظومة الدفاع الجوي، “ثريد”، التي وصلت مؤخراً خصيصاً لصد هذا النوع من الصواريخ الباليستية.
الرسالة الرابعة: الإصرار على خيار الإسناد للمقاومة والشعب الفلسطينيَّين في قطاع غزة حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار. وهذا الموقف يدلّل على أن اليمن بمنزلة الظهر الذي لا ينكسر، فلم تُخفه الغارات الجوية ولا التهديدات، وهو ماضٍ في إسناد غزة حتى النهاية.
* كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مسلسل قلبي ومفتاحه الحلقة 4.. أشرف عبد الباقى يوافق على الزواج من عايدة رياض مجبرا
في الحلقة الرابعة من مسلسل قلبي ومفتاحه، يكشف محمد عزت (آسر ياسين) لصديقه حازم سمير تفاصيل زواجه الغريب من ميار (مي عز الدين)، مشيرًا إلى هروبها المفاجئ منه دون أن يعرف شيئًا عن ماضيها. ينصحه حازم بضرورة البحث عن ميار وعدم تركها، مؤكدًا أن الحب الحقيقي لا يتكرر كثيرًا في حياة الإنسان.
يبدأ محمد في البحث عن ميار، محاولًا الاتصال بها إلا أن رقمها مغلق. يذهب إلى العنوان المدون في بطاقتها وعقد زواجهما، لكنه لا يجد أحدًا. فيتوجه إلى خاله شناوي (أشرف عبد الباقي) ليستشيره في كيفية استعادتها إلى عصمته، لكنه يتحدث كأنه يعرض المشكلة نيابة عن صديق له.
في نفس الحلقة، يكشف شناوي لأولاده عن موقفه مع أسعد (دياب) بشأن الرسالة المرسلة من والدتهم. يُجبر على إبلاغ أسعد أن الرسالة لم تأتِ من نصر (محمود عزب)، ما يثير غضب أسعد. تنصحه ابنته بأن عليه إخبار أسعد بالحقيقة.
بينما كان شناوي يتحدث مع محمد (آسر ياسين)، يدخل شعبان (أسامة أبو العطا) ليخبره بأن أسعد يريده في معرضه. يذهب شناوي برفقة محمد إلى المعرض، وفي أثناء حديثهم يُجبر على إبلاغ أسعد بموافقته على الزواج من والدته مهجة (عايدة رياض)، مما يضعه في موقف محرج أمام الجميع.