يمانيون:
2025-03-06@04:06:58 GMT

تخاذلُ العرب.. بين مواقف الشرف وأبواب التاريخ

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

تخاذلُ العرب.. بين مواقف الشرف وأبواب التاريخ

عدنان الشامي

اليوم، بينما ينزف الشعب الفلسطيني في غزة دماء أبنائه وأطفاله وتكابد نساؤه المعاناة، نشهد تحَرّكا غير متوقع من شعوب أُخرى، حَيثُ خرجت نساء أمريكيات في شوارع المدن، مدافعات عن حق الشعب الفلسطيني وعن عدالة قضيته. بقدر ما يثير هذا التحَرّك تقديرنا، إلا أنه يعكس جانبًا مؤلمًا من واقعنا العربي والإسلامي، حَيثُ باتت شعوب وقادة عربية تسودها حالة من الركود والانشغال بالذات، وكأنها غير مبالية بمصير إخوتها في فلسطين.

إنه لمشهد مؤلم أن نجد هؤلاء في الغرب، من غير العرب والمسلمين، يقفون وقفة الضمير، بينما تقف كثير من الأنظمة العربية مكتوفة الأيدي. زعماء عرب ومسلمون، وعلماء بعمائم، ومفكرون، وأساتذة، ودكاترة، ومثقفون يحملون شهادات، ولكن في مواقف الحق والكرامة تجدهم صامتين، وكأنما لم يمسهم دم فلسطين، وكأنما هم لا يمتّون بصلة لأمتهم التي تنزف كُـلّ يوم.

نحن اليوم نعيش مرحلة غير مسبوقة، حَيثُ الغربلة التاريخية باتت تفرز من يقف بصدق مع قضايا الأُمَّــة ومن يتخلى عنها. التاريخ اليوم مفتوح على مصراعيه: مصراع لأُولئك الذين يسيرون في طريق العلو والكرامة والمواقف الشجاعة، والمصراع الآخر لمن خذلوا أمتهم، ولمن تخلوا عن شرف الدفاع عن المظلومين، فيدفعهم الزمن حتمًا إلى صفحات سوداء تظل عارًا على كُـلّ من اختار الصمت.

لم تعد هذه اللحظة مُجَـرّد حدث عابر، بل هي امتحان حقيقي لقيمة الإنسان، عربيًّا كان أَو مسلمًا، في مدى التزامه بمواقفه وأصالته في نصرة القضايا العادلة. اليوم، أمام زعماء العرب وشعوبهم فرصة ثمينة، إما ليثبتوا للعالم أن الدماء التي تجري في عروقهم تحمل شيئًا من نخوة الأجداد، أَو أن يظلوا صامتين فيغدو ذلك الصمت لعنة تطاردهم في صفحات التاريخ.

ختامًا، يبقى اختيار الطريق مفتوحًا: طريق الشرف والكرامة الذي يخلّد ذكرى كُـلّ من سار فيه، أَو طريق الخذلان والتخاذل، الذي لا يُذكر فيه سوى العار.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مجلس الوزراء الفلسطيني يثمَن مخرجات القمة العربية ودعم الأشقاء العرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ثَمن مجلس الوزراء الفلسطيني، تبني القمة العربية غير العادية لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، والتحركات العربية المشتركة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض مخططات التهجير والتأكيد على وحدانية التمثيل الفلسطيني وتجسيد الوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

كما ثمن مجلس الوزراء الفلسطيني خلال اجتماعه اليوم الأربعاء دعم القمة العربي غير العادية التي استضافتها جمهورية مصر العربية أمس، جهود الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الرسمية، وتشكيل لجنة إدارة شئون قطاع غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، ودعم جهود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وإنشاء صندوق دولي لرعاية الأيتام، وعديد القرارات الأخرى.

واستعرض رئيس الوزراء محمد مصطفى - خلال الاجتماع - التحركات العربية والإسلامية القادمة لحشد المزيد من التأييد الدولي لتجسيد الدولة الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعم خطة إعادة إعمار قطاع غزة، وعقد مؤتمر دولي للمانحين، وإنشاء صندوق ائتماني تحت إشراف دولي يتم توجيه مختلف التعهدات والمساهمات المالية إليه، لتمويل خطة التعافي المبكر، وإعادة الإعمار بما يضمن الشفافية وكفاءة العمل والإجراءات.

ودعا المجلس، مختلف الجهات الدولية للضغط على الاحتلال لإعادة فتح المعابر مع قطاع غزة، واستئناف دخول شحنات المساعدات والتي لازال يعطل دخولها لليوم الرابع على التوالي، مؤكدا رفض تسييس المساعدات واستخدامها كورقة ابتزاز تعمق من معاناة أبناء شعبنا في القطاع.

وأقر مجلس الوزراء، خطة وزارة الثقافة الفلسطينية؛ "لإنعاش" الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل، لتشجيع المواطنين الفلسطينيين على زيارة الحرم ومحيطه، وتعزيز صمود أبناء البلدة القديمة، ومنها: إطلاق فعاليات ثقافية ودينية داخل الحرم الإبراهيمي لتشجيع المواطنين على الاعتكاف والتواجد وتشجيع الرحلات المدرسية والجامعية للحرم ومحطيه، وغيرها من الأنشطة والفعاليات.

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء الفلسطيني يثمَن مخرجات القمة العربية ودعم الأشقاء العرب
  • ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟
  • قائد عظيم ترك بصمةً لا تُمحى على صفحات التاريخ
  • دينا هلالي: خطة إعمار غزة خارطة طريق لدعم القضية الفلسطينية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: القمة العربية شهدت مواقف موحدة ضد تهجير الفلسطينيين
  • الرئيس الشرع: نرى اليوم محاولات جديدة لفرض حلول تسعى لرسم خرائط جغرافية جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني
  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • التاريخ هو ما يحدث اليوم.. مراد مرادي وتحديات المؤرخ بملف الكورد الفيليين
  • أوكرانيا والدرس الذي على العرب تعلمه قبل فوات الأوان
  • رسالة إلى القمة العربية في القاهرة: التاريخ لا يرحم!