كشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن تعرضها لاختراق وصفته بـ"الكبير"، نفذته جهة مدعومة من الدولة الصينية، وأثار هذا الحادث قلقاً كبيراً بشأن أمن الأنظمة الحكومية الأمريكية، وما يمثله من تهديد جديد على الصعيدين الأمني والسياسي.

وبدأت تفاصيل الحادثة في الظهور عندما تلقت وزارة الخزانة، في 8 كانون الأول / ديسمبر ، إشعارًا من شركة "بيوند تراست"، وهي مزود خدمة برامج إلكترونية، حول نشاط مشبوه في أنظمتها، تمكن المتسللون من استغلال ثغرة أمنية للوصول إلى وثائق غير سرية مخزنة في أنظمة الوزارة.

ورغم وصف الوثائق بأنها غير حساسة، فإن طبيعة هذا الاختراق والجهة التي تقف وراءه جعلت منه حادثًا بالغ الخطورة.

أوضحت وزارة الخزانة في بيان رسمي أن الخدمة المخترقة قد تم تعطيلها على الفور.

وأكدت الوزارة أنها تعمل بشكل وثيق مع وكالات إنفاذ القانون ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) لتحديد مدى الأضرار وضمان عدم استمرارية الاختراق. وأشارت إلى عدم وجود أدلة حالية على استمرار المتسللين في الوصول إلى الأنظمة بعد الحادثة.


تحقيقات ومخاوف متصاعدة
لم تُعلن وزارة الخزانة حتى الآن عن تقرير شامل يحدد الأضرار الناجمة عن هذا الاختراق، مما يثير القلق حول إمكانية تسرب معلومات قد تكون حساسة. وأفادت تقارير إعلامية أن المسؤولين يعتزمون عقد اجتماع مغلق مع لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأسبوع المقبل لتقديم تفاصيل إضافية حول الهجوم.

وأشار بعض المحللين إلى أن مثل هذه الحوادث غالباً ما تحمل أبعاداً أوسع من مجرد الوصول إلى معلومات، فقد تُستخدم كوسيلة لجمع بيانات استخباراتية أو اختبار نقاط ضعف الأنظمة الأمريكية.

الصين في دائرة الاتهام
لم تكن الاتهامات الموجهة إلى الصين مفاجئة، إذ تواجه بكين بشكل متكرر اتهامات بتنفيذ عمليات قرصنة تستهدف مؤسسات أمريكية، سواء كانت حكومية أو خاصة. ويرى خبراء الأمن السيبراني أن هذه الأنشطة تندرج ضمن استراتيجية أوسع للصين لجمع المعلومات والتأثير على السياسات العالمية.

الهجوم الحالي يعيد إلى الأذهان اختراق وكالة إدارة الموارد البشرية الأمريكية عام 2015، حيث تمكن قراصنة يُعتقد أنهم مدعومون من الصين من سرقة بيانات أكثر من 20 مليون موظف أمريكي. ويبدو أن الهجمات السيبرانية الصينية تستهدف بشكل متزايد القطاعات الحيوية، مما يشكل تحدياً أمام الأجهزة الأمنية الأمريكية.


أبعاد وتداعيات
هذا الاختراق يعكس تصاعد الحرب السيبرانية، ويطرح تساؤلات حول جاهزية الأنظمة الأمريكية لمواجهة مثل هذه التهديدات. من جهة أخرى، يشير الحادث إلى تعقيدات العلاقات الأمريكية-الصينية، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين القوتين العالميتين.

بينما تعمل واشنطن على تحسين دفاعاتها السيبرانية، يظل التحدي الأكبر في مواجهة تقنيات الاختراق المتطورة التي تعتمدها الصين. هذه الحادثة قد تكون جرس إنذار يستدعي تغييرات جذرية في سياسات الأمن الإلكتروني، ليس فقط داخل الولايات المتحدة، بل على مستوى المجتمع الدولي بأكمله.

في ظل هذه الأحداث، يُنتظر أن تتخذ واشنطن إجراءات أكثر صرامة لضمان حماية أنظمتها، مع تعزيز التعاون مع الحلفاء لتطوير استراتيجيات جديدة للتصدي للهجمات السيبرانية التي أصبحت إحدى أدوات الصراع في العصر الحديث.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الصينية الاختراق امريكا الصين اختراق وزارة الخزانة الامريكية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الخزانة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: الحكومة الصينية اخترقت مكتب العقوبات بوزارة الخزانة

ذكرت صحيفة واشنطن بوست"، أمس الأربعاء، أن متسللين تابعين للحكومة الصينية اخترقوا مكتب وزارة الخزانة الأمريكية، المسؤول عن العقوبات الاقتصادية.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن "المتسللين استهدفوا أيضاً مكتب وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين".

《华邮》:美国官员表示中国政府黑客入侵了美财政部负责制裁事务的办公室 https://t.co/Vj7Ny8Qpag

— 美国之音中文网 (@VOAChinese) January 2, 2025

وكانت الوزارة قد كشفت في وقت سابق من الأسبوع، في رسالة إلى المشرعين أن متسللين سرقوا وثائق غير سرية ضمن "حادثة كبيرة". ولم تحدد الوزارة المستخدمين أو الإدارات المتضررة.

وقال المسؤولون إن الاختراق أدى أيضاً إلى اختراق مكتب البحوث المالية التابع لوزارة الخزانة. ولا يزال التأثير الكامل للاختراق، الذي كشفت عنه وزارة الخزانة في رسالة إلى الكونغرس، الإثنين الماضي، قيد التقييم. 

وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيو، رداً على سؤال حول تقرير الصحيفة، إن "الادعاء الأمريكي غير العقلاني لا أساس له من الصحة، ويمثل هجمات تشويه سمعة ضد بكين".

واشنطن تتهم الصين بقرصنة وزارة الخزانة - موقع 24قالت وزارة الخزانة الأمريكية الإثنين، في رسالة إلى الكونغرس، إنها تعرضت لهجوم إلكتروني مدعوم من الصين في مطلع ديسمبر (كانون الأول) لكنه لم يؤد إلى كشف بيانات سرية.

ولم ترد وزارة الخزانة بعد على طلبات للتعليق على تقرير واشنطن بوست.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن أحد أهم مجالات الاهتمام بالنسبة لحكومة بكين هي الكيانات الصينية، التي قد تفكر الحكومة الأمريكية في استهدافها بعقوبات مالية.

مقالات مشابهة

  • عقوبات أمريكية على قراصنة مقربين من الصين
  • الصين تعتزم زيادة التمويل من سندات الخزانة لتحفيز النمو في 2025
  • هجوم مرتبط بالصين يستهدف وزارة الخزانة الأمريكية
  • واشنطن بوست: اختراق صيني جديد لمكتب العقوبات بوزارة الخزانة الأمريكية وبكين تردّ
  • واشنطن بوست: الصين اخترقت مكتب العقوبات بوزارة الخزانة الأميركية
  • الصين اخترقت مكتب العقوبات بوزارة الخزانة الأميركية
  • واشنطن بوست: الحكومة الصينية اخترقت مكتب العقوبات بوزارة الخزانة
  • سكوب. أمير قطر ينتظر جلالة الملك في زيارة رسمية لتوقيع إتفاقيات تعاون كبرى
  • الخزانة الأميركية: الصين حصلت على وثائق حكومية في هجوم إلكتروني جديد