شهد اليمن خلال عام 2024 استمراراً في الجرائم الحوثية الجسيمة لحقوق الإنسان، تأتي عمليات القصف والقنص من أبرزها، رغم أن الإحصائيات التي أوردتها التقارير الحقوقية، الأممية والمحلية، لم تغط جميع المناطق بدقة أو تشمل جميع الضحايا، نتيجة تحفظ بعضهم خشية الملاحقة والتضييق الحوثي.

كشفت الجريمة الحوثية عن وجه المليشيا الإجرامي، وتلذذها في صناعة الجريمة وإطالة أمد المعاناة، لا سيما في ظل غض المجتمع الدولي الطرف عنها، رغبة بتضاعف أعدادها ليتخذ منها ورقة ابتزاز يلوح بها وقت ما تقتضي حاجته لا أكثر.

ووفقاً لتقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، قُتل 128 مدنيًا، بينهم 33 طفلًا وست نساء، وأُصيب 93 آخرون، بينهم 35 طفلًا وثماني نساء، نتيجة لهجمات عشوائية وعمليات قنص نفذتها مليشيا الحوثي ضد المدنيين والأعيان المدنية في عدة محافظات، أبرزها البيضاء وعمران والجوف وتعز.

وذكر التقرير أن هذه الإحصائية تتحدث عن الفترة 1 يناير وحتى 31 يونيو 2024، مشيراً إلى أنه قتل وأصيب 43 شخصاً في محافظة الحديدة جراء الألغام الأرضية خلال الفترة المذكور، لافتا إلى مقتل وإصابة 180 شخصاً بمختلف المحافظات جراء الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب.

وأكد التقرير أن الحوثيين يصنعون الألغام الأرضية محلياً ويضعون فيها مواد متفجرة لزيادة الأضرار البشرية، مشيراً إلى أن إبطال تلك الألغام صار أكثر خطورة على المتخصصين في إزالة الألغام، متحدثًا عن نزع 37804 من الألغام خلال فترة التقرير بمناطق سيطرة الحكومة الشرعية عبر مشروع "مسام".

ولفت التقرير إلى الهجمات الحوثية على المدنيين والأعيان المدنية في عدة محافظات بينها تعز والضالع والبيضاء والحديدة ومأرب، مبيناً سقوط 153 شخصاً وإصابة 180 آخرين بجروح مختلفة بينهم نساء وأطفال وكبار في السن.

وتأتي هذه الجرائم امتداداً لوحشية ممتدة إلى ما قبل تسع سنوات، عمدت المليشيا المدعومة إيرانياً على الإمعان في ارتكابها بكل سادية منذ انقلابها على النظام في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، واجتياح العاصمة صنعاء والبدء بالتمديد عسكرياً باتجاه بقية المحافظات.

وكانت كشفت منظمة "رايتس رادار" عن توثيقها 2,368 انتهاكًا لحقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، حيث تصدرت مليشيا الحوثي قائمة الجهات المسؤولة عنها بـ2,041 حالة. شملت هذه الانتهاكات الإخفاء القسري، والاعتقال التعسفي، وتجنيد الأطفال، والتعذيب، والقتل.

وأوضح التقرير الصادر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي صادف 10 ديسمبر/كانون الأول 2024، أن المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا تورطت بـ225 حالة قتل، و181 حالة إصابة جراء الاعتداء، خلال الفترة المرصودة، بالإضافة إلى 398 حالة اعتداء على ممتلكات عامة وخاصة، منها 88 حالة طالت الممتلكات العامة، مشيراً إلى أن بقية الحالات توزعت ما بين إخفاء قسري، واعتداء شخصي، واعتقال تعسفي، وتجنيد أطفال، والتعذيب.

وفي سبتمبر 2024، قالت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، إنها وثقت 3055 حالة ادعاء بالانتهاك في مختلف المحافظات، خلال الفترة من 1 أغسطس 2023 وحتى 31 يوليو 2024، موزعة على أكثر من 36 نوعاً من انتهاكات حقوق الإنسان، سقط بسببها 13028 ضحية من الجنسين، مشيرة إلى أن مليشيا الحوثي تورطت خلالها بمقتل 168 شخصاً وإصابة 473 آخرين.

استهدافات ممنهجة

الاستهدافات الحوثية للمدنيين كانت بطبيعتها ممنهجة، فعلى سبيل المثال، في 11 يوليو 2024، قُتل ثلاثة مدنيين، بينهم رجل وفتاتان، وأُصيب خمسة آخرون، جميعهم أطفال ونساء، في قرية حبور بمنطقة الشقب محافظة تعز، نتيجة قذيفة أطلقتها الجماعة.

قبل ذلك، قالت الناشطة الحقوقية وعضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، القاضي إشراق المقطري، في تغريدة نشرتها أواخر ابريل الماضي على حسابها في موقع "إكس": "في شهر أبريل 2024، تم رصد 11 واقعة قصف وقنص واستهداف للمدنيين من قبل جماعة الحوثيين في عددٍ من مديريات محافظة ‎تعز".

هذه الإحصائية لخصت حجم فداحة الانتهاكات التي يرزح تحتها السكان في المناطق الخاضعة للحوثيين.

وعلى الرغم من هذه التقارير، لا تتوفر إحصائيات شاملة وموثوقة تغطي جميع ضحايا عمليات القصف والقنص الحوثية في اليمن خلال عام 2024، سيما وهناك مئات الحالات المؤكدة ترفض الإفصاح للمنظمات الحقوقية وفرق الرصد عن وضعها، ليس في مجالات القصف والقنص فحسب، بل أيضاً الاعتقالات والاختطافات وغيرها، خشية ملاحقتها أو مضايقتها من قبل مليشيا الحوثي.

وفي ظل هذه الانتهاكات المستمرة، يظل المدنيون اليمنيون، بمن فيهم النساء والأطفال، الأكثر تضرراً حيث تتفاقم معاناتهم الإنسانية يوماً بعد يوم، في ظل غياب أي مساءلة أو جهود جادة لحمايتهم وإنهاء هذه الانتهاكات.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی خلال الفترة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة أسيوط: مستشفى الراجحي الجامعي استقبلت 41287 حالة مرضية خلال 2024

استعرض الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط اليوم الاحد تقريرًا مقدمًا من الدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية؛ عن أنشطة، وإنجازات مستشفى الراجحي الجامعي للكبد والجهاز الهضمي، خلال عام 2024م؛ وذلك في إطار المتابعة المستمرة، والتأكيد على تقديم الخدمات العلاجية للمرضى، والعناية بمرضى حالات الطوارئ، تحت إشراف الدكتور شريف كامل مدير المستشفى.

واستعرض التقرير؛ الحالات التي تم استقبالها بمستشفى الراجحي الجامعي للكبد والجهاز الهضمي؛ حيث تم استقبال (41287)حالة تم فحصها، ومناظرتها، وتقديم الخدمات الطبية، والفحوصات المختلفة ذات التخصصات الطبية المتعددة، من خلال العيادات الخارجية.

وأفاد التقرير؛ إن مستشفى الراجحي الجامعي للكبد والجهاز الهضمي؛ شهدت دخول (9180) حالة من مختلف المحافظات؛ حيث تم دخول (6514) حالة من محافظة أسيوط، و(937) حالة من سوهاج، و(473) حالة من المنيا، و(372) حالة من أسوان، و(335) حالة من قنا، و(180) حالة من الأقصر، و(98) حالة من الوادي الجديد، إلى جانب دخول(60) حالة من القاهرة، و(41) حالة من البحر الأحمر، و(37) حالة من الجيزة، و(27) حالة من الإسكندرية، و(35) حالة من المحافظات الأخرى، كما تم استقبال (65) حالة من الدول العربية؛ بواقع (47) حالة من السودان، و(9) حالات من فلسطين، و(4) حالات من اليمن، و(4) حالات من سوريا، وحالة من العراق.

 وأوضح التقرير؛ إنه في ظل النجاح الرائد، والمتميز لبرنامج زراعة الكبد بمستشفى الراجحي الجامعي للكبد؛ نجح المستشفى خلال عام 2024م؛ في الحصول على تجديد الترخيص الممنوح للمستشفى؛ لمواصلة برنامجها في زراعة الكبد، وذلك لمدة ثلاث سنوات؛ طبقًا لشروط اللجنة المُعتمدة في هذا المجال؛ حيث يُعد هذا الترخيص؛ الخامس لمستشفى الراجحي؛ في ظل نجاحه في مجال زراعة الكبد؛ ليصل إجمالي عدد حالات الزرع التي تم إجراؤها (108) حالة بنسب نجاح عالية؛ وبأيدي فريق طبي من أبناء المستشفى، وهو ما يعكس ما يتميز به مستشفى الراجحي؛ من إمكانيات طبية متقدمة، وريادته الطبية،  وكونه المركز الطبي الأول في صعيد مصر، والذي يلبي احتياجات عدد هائل من مرضى الكبد، ويوفر الرعاية الصحية، والعلاجية اللائقة بهم.

كما رصد التقرير؛ إجراء مستشفى الراجحي خلال عام 2024م؛  (662) عملية جراحية، و(11) عملية زرع كبد، بالإضافة إلى إجراء (14804) أشعة، و(7589) حالة مناظير.

وفي إطار سعي مستشفى الراجحي الجامعي للكبد؛ المستمر لتطوير خدماتها الطبية المقدمة لمرضاها، من خلال استخدام أحدث التقنيات المتقدمة في مجال التشخيص؛ شهد عام 2024م، نجاح فريق طبي بوحده مناظير الجهاز الهضمي والقنوات المرارية بالمستشفى، في إجراء أول حالة في صعيد مصر؛ لتفتيت حصوات كبيرة في القنوات المرارية، من خلال؛ أحدث التقنيات التشخيصية، والعلاجية؛ في مجال مناظير الجهاز الهضمي، باستخدام التنظير بالقنوات الصفراوية (spyglass cholanioscopee)، والتفتيت الكهرومائي؛ لرؤية الحصوة بشكل مباشر، وتفتيتها بدقة عالية، ما يضمن نتائج أكثر أمانًا، وفعالية للمريض.

ورصد التقرير؛ نجاح النسخة الثالثة والعشرين  لمؤتمر قسم طب المناطق الحارة والجهاز الهضمي والكبد بمستشفى الراجحي الجامعي للكبد، والتي جاءت تحت عنوان: "الطب التكاملي بين الأقسام المختلفة في خدمة المرضى" ؛ في مناقشة علاقة أمراض الجهاز الهضمي والكبد بأمراض أجهزة الجسم الأخرى، وذلك بحضور نخبة من الأساتذة المتخصصين من مختلف الجامعات المصرية.

كما عقد؛ مستشفى الراجحي الجامعي للكبد خلال عام 2024م؛ الكثير من ورش العمل المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، والهادفة إلى رفع كفاءة الأطباء بها، وتدريبهم  على أحدث ما تم التوصل إليه العلم في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • أقساط التأمين التجاري تسجل 77 مليار جنيه في 10 أشهر
  • شركات التأمين تسدد 32 مليار جنيه لعملاء التأمين التجاري خلال 10 أشهر
  • الرقابة المالية: 3.2 مليون عميل لنشاط التمويل الاستهلاكي خلال 10 أشهر
  • ناشطون: مجزرة سوق صابرين تؤكد نهج الدعم السريع في استهداف المدنيين
  • رئيس جامعة أسيوط: مستشفى الراجحي الجامعي استقبلت 41287 حالة مرضية خلال 2024
  • 14 ألف حالة عنف أسري في العراق خلال 2024.. 6% من الضحايا أطفال
  • بالتزامن مع انشغال العالم بغزة.. مليشيا الحوثي تصعّد عسكرياً في جبهات اليمن وسقوط جرحى في مأرب
  • استشهاد امرأة بانفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي شرقي صنعاء
  • اليمن: «الحوثي» يسعى إلى طمس الهوية بشكل ممنهج
  • اليمن: «الحوثي» يسعى إلى طمس الهوية بشكل ممنهج