ممثل هيئة تحرير الشام في حلب: نحاول ترك الماضي خلفنا ونريد أن نثبت للعالم والسوريين أننا مختلفون
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
شهدت مدينة حلب تحولاً جذرياً في نهاية نوفمبر عندما نجح المسلحون في إخراج الجيش السوري من ثاني أكبر المدن في البلاد، وبعد مرور شهر، يعيش سكان العاصمة الاقتصادية لسوريا واقعاً جديداً تحت قيادة حكومة انتقالية تقودها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا).
اعلانوقد جرى الإعداد للسيطرة على حلب بشكل محكم، حيث انتشرت في الشوارع ملصقات تحمل رموز الاستجابة السريعة التي تحيل المواطنين إلى مجموعات واتساب بهدف إطلاعهم على الشؤون اليومية للمدينة.
وفي مبنى الشرطة العسكرية، يقوم جنود سابقون في جيش السوري بتسليم أسلحتهم للقيادة التابعة للحكام الجدد في دمشق. ويقول عمار صقر، الذي كان مقاتلاً في هيئة تحرير الشام قبل شهر: "نحاول ترك الماضي خلفنا. نريد أن نثبت للعالم، وخاصة للسوريين، أننا مختلفون."
أعضاء من هيئة تحرير الشام التي أطاحت بنظام الأسد يقفون لالتقاط صورة في بلدة دمشق القديمة في سوريا، السبت 28 ديسمبر/كانون الأول 2024Mosa'ab Elshamy/2024 APويؤكد فواز هلال، ممثل هيئة تحرير الشام في حلب: "نعتبر أنفسنا خداماً للشعب. إذا اختارنا الشعب، نؤدي واجبنا، وإذا لم يخترنا، فنحن نتقبل ذلك أيضاً."
تغييرات سريعة وإدارة جديدةوقد شهدت حلب تحولات سريعة منذ سيطرة المعارضة المسلحة عليها نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، حيث اختفت صور الأسد من الشوارع، وحلت محلها لافتات "حكومة الإنقاذ"، تدعو بعض اللافتات الموظفين للعودة إلى عملهم دون خوف، وتَعِدُ أخرى بتحسين الظروف الاقتصادية.
يقول فواز هلال، ممثل هيئة تحرير الشام في مكتب المحافظ السابق: "توقعنا أن تكون المعركة صعبة، لكن بفضل الله حررنا حلب دون إراقة دماء." ويضيف أنهم يسعون لاستقطاب الموظفين السابقين للعمل تحت الإدارة الجديدة.
مقاتلون سوريون يحملون البنادق بينما يشارك الناس في مظاهرة احتفالية بعد صلاة الجمعة الأولى منذ الإطاحة ببشار الأسد، في حلب، سوريا، الجمعة، 13 ديسمبر/كانون الأول 2024.Khalil Hamra/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.Relatedمقتل اثنين وإصابة آخرين في انفجار سيارة ملغومة بمركز مدينة منبج شرقي حلبمسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وسط أجواء مختلطة وتحديات سياسيةحلب الشهباء.. كيف تحولت من قاطرة الاقتصاد السوري إلى مدينة مفلسة؟تعاني المدينة من الفقر ومن الأضرار الواسعة التي تسبّب فيها القصف والمعارك، فيما يبدي بعض التجار تفاؤلاً حذراً، إذ يقول أحد أصحاب المتاجر: "الوضع الاقتصادي أفضل الآن، نحصل على منتجات من تركيا، ولم نعد ندفع ضرائب باهظة للنظام."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مرهف ابو قصرة المكنى بأبو حسن الحموي أصبح وزيرا للدفاع في سوريا الجديدة.. ماذا نعرف عنه؟ شاهد: إدارة العمليات في سوريا تشن حملة أمنية واسعة في عدرا واعتقال عناصر من "الشبيحة" سوريا: تعيين ميساء صابرين كأول امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي.. فمن تكون؟ سوريابشار الأسدهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. النازحون في غزة يواجهون شتاء قاسياً وسط ظروف إنسانية صعبة.. ونتنياهو: إسرائيل تواجه تحديات وجودية يعرض الآن Next 2024: عام الصراعات الكبرى والتحولات المفاجئة.. ما هي أبرز أحداث السنة؟ يعرض الآن Next عام جديد واحتفالات بقدوم 2025.. نيوزيلندا أول دولة في العالم تودع سنة 2024 يعرض الآن Next دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها يعرض الآن Next الشرطة الألمانية تعتقل رجلاً هاجم عدة أشخاص في برلين اعلانالاكثر قراءة في خطوة غير مسبوقة.. بلجيكا تقرر حظر بيع السجائر الإلكترونية اعتباراً من العام الجديد اغتصاب جماعي ووفيات غريبة.. تقرير يكشف عن الوجه الآخر لمشروع نيوم الطموح للأمير محمد بن سلمان حماس تعلن القضاء على 5 جنود إسرائيليين من مسافة صفر وإسرائيل تعترف بمقتل جندي واحد وإصابة آخرين الممثلة الأسترالية ريبل ويلسون وزوجتها رامونا أغروما تحتفلان بزفافهما الثاني في سيدني هبوط عنيف واشتعال النيران..تعليق مؤقت للرحلات في مطار هاليفاكس الكندي بعد حادث هبوط طائرة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريارأس السنةهيئة تحرير الشام السنة الجديدة- احتفالاتالصينبشار الأسداعتقالألمانياأبو محمد الجولاني ألعاب ناريةالحرب في سوريامعارضةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا رأس السنة هيئة تحرير الشام السنة الجديدة احتفالات الصين اعتقال سوريا رأس السنة هيئة تحرير الشام السنة الجديدة احتفالات الصين اعتقال سوريا بشار الأسد هيئة تحرير الشام سوريا رأس السنة هيئة تحرير الشام السنة الجديدة احتفالات الصين بشار الأسد اعتقال ألمانيا أبو محمد الجولاني ألعاب نارية الحرب في سوريا معارضة هیئة تحریر الشام یعرض الآن Next فی سوریا
إقرأ أيضاً:
متابعة ما يحدث في سوريا
نشر كل من العالم السياسي الفرنسي أوليڤييه روا المعروف لدى قراء العربية بكتابه «الجهل المقدس» والباحث السويسري باتريك هايني ويعرفه القراء العرب بكتابه اسلام السوق بحثاً نُشر الأسبوع الماضي عن معهد الجامعة الأوربية فـي فلورنسا حول تجربة حكم هيئة تحرير الشام فـي إدلب منذ عام ٢٠١٧ وحتى عام ٢٠٢٤، مستشرفـين المرحلة المقبلة من تاريخ سوريا والمنطقة، بعد وصول جماعة إسلامية للحكم، خصوصا فـي ظل مخاوف من المجتمع الدولي على قدرة هذا اللاعب الجديد على التعامل مع تعددية المجتمع السوري وإيجاد صيغ توافقية مع المجتمع الدولي، الذي رفضته الجماعات الإسلامية التي حكمت فـي سياقات أخرى مثل طالبان فـي أفغانستان. وتعد هذه الدراسة مهمة لمعرفة اتجاهات الجماعة، والتغييرات التي طرأت عليها قبل وبعد تجربة حكمها لإدلب، الأمر الذي نتعلم منه أن الجماعات الإسلامية إذا ما وصلت للحكم السياسي اليوم فإنها قد لا تقدم لنا نموذجاً وحيداً وأنها بدورها تحاول إيجاد صيغ مفاوضات ملائمة للسياق الذي تنشأ فـيه.
تبحث هذه الدراسة إذن فـي إدارة هيئة تحرير الشام للمجتمع فـي إدلب خلال ثماني سنوات لقراءة السياسات التي حكمتها خلال هذه الفترة.
يقرأ الباحثون هذه التجربة فـي سياق مواكبتها أحزاباً أخرى عملت بمبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية فـي العالم الإسلامي، ومنها حزب النهضة فـي تونس خلال الربيع العربي، وحزب العدالة والتنمية فـي المغرب بعد نجاحه الانتخابي سنة 2011 وتشكل هذه الأحزاب قطيعة مع الجهادية والسلفـية، أي أنها لا تريد فرض الشريعة الإسلامية على المجتمع ولا تسليحه ولا تتبنى شعار «الإسلام هو الحل».
فـيقول الكاتبان إن حضور هيئة تحرير الشام منذ 2017-2024 اختلف عنه حضور طالبان فـي أفغانستان مثلاً، فمنع الجولاني الشرطة الدينية من فرض قوانين صارمة فـي حالة عدم تنفـيذ الشريعة فـي الفضاءات العامة، والمفارقة أن المعارضة على سياساته لم تكن هذه المرة من العلمانيين بل من المحافظين.
كانت هيئة تحرير الشام قد ألغت جهاز الحسبة الموازي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنة 2017 واستبدلتها بمؤسسة «سواعد الخير» التي ألغيت بعد وقت قصير بسبب الانتقادات التي تعرضت لها للاعتبارات نفسها التي ألغي من أجلها جهاز الحسبة وهي اعتبارها مؤسسة قمعية. وفـي سنة 2021 ألغى الجولاني نفسه نوعاً مكرساً لهذا الاتجاه الإصلاحي الديني كان يدعى بـ«مركز الفلاح» إدراكاً لأهمية إعادة قراءة موقع هيئة تحرير الشام والموقف الدولي منها ومحاولة لشطبها من قائمة الإرهاب الدولي. خلال هذه المرحلة راقب الباحثان كيف أن وجهاء إدلب أنفسهم اتخذوا مواقف متباينة من قرارات الهيئة، وأن الهيئة عملت طوال الوقت على شروط تحقيق نوع من التوازن بين مطالب شعبوية وبين رغبة الهيئة فـي أعاد موضعة نفسها دولياً.
شكلت هيئة تحرير الشام مجلسا «للشورى» صادق هذا المجلس على قانون الآداب العامة سنة 2023 لتنظيم كل من صالات الأفراح والأسواق والملاعب والأماكن العامة فـي إدلب. وحظرت بهذا القانون انتقاد الشعائر الإسلامية وانتقاد علماء الدين، والسحر والمثلية الجنسية والدعارة والكحول والقمار والاختلاط بين الجنسين إلا أنها لم تفرض عقوبات على هذه الجرائم غير أنها فرضت تدابير تأديبية تصل لثمانية وأربعين ساعة مع ضمان الحفاظ على كرامة المحبوسين.
تسربت مسودة وثيقة هذه القوانين فـي ديسمبر من نفس العام الأمر الذي اربك المؤسسات الدولية الملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية لإدلب خوفاً من شبح الطالبانية، واتجه البعض لسحب استثماراته من إدلب خصوصاً انه وبرأي الأكاديميين والمراقبين أن الأجواء فـي إدلب كانت ومنذ تولي هيئة تحرير الشام الحكم أكثر انفتاحاً مما هي عليه فـي دول فرضت جماعاتها الإسلامية صرامة مفرطة، كان الباحثان قد درسا ديناميكيات داخل الجماعة نفسها، وصراعات حول مناهضة التنوع داخل المجتمع فـي ادلب وكيف ادارت الهيئة هذا الصراع بين جماعات داخل إدلب نفسها لتحقق نوعاً من التوازن.
توصلت الدراسة إلى أن هيئة تحرير الشام تعتمد طريقة سياسية وليست عقائدية، وإلى أن الإسلام السياسي يواجه فـي هذا النموذج تحدياً مختلفاً بعد تركه لمصفوفة السلفـية الجهادية ويحاول إعادة صياغة مشروع جديد. خصوصا مع سعي هيئة تحرير الشام لتسجيل حضورها فـي العالم، وتأكيداً لما ذهب إليه الباحثون فـي دراستهما هذه، كنتُ قد راقبت هذا الأسبوع تدوينات ومقالات كتبتها مجموعة من النخب السورية، كان من بينهم السوريون الذي يحملون الجنسية الأمريكية، وقد عادوا لسوريا الأسبوع الماضي، فقابل خمسة وعشرون منهم الجولاني فـي لقاء خاص، سألوه عن كل ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، وقد كتب يساريون وعلمانيون منهم أن الجولاني لا يستخدم معجما عقائديا ويبدو منفتحا فـيما يتعلق بطبيعة المرحلة المقبلة وتقبل وجهة نظر المعارضة.
يبقى السؤال حول الشروط التي ستفرضها الحكومة الأمريكية الجديدة على الجولاني، وأين سيكون موقع الجولان من المفاوضات بينهما، الجميع بلا شك يراقب ما يحدث فـي سوريا، وبدأ الحكومات الخليجية والعربية من اتخاذ مواقف واضحة تجاه الوضع القائم.