بمختلف أطيافهم السياسية والحزبية والأيديولوجية، يتوافق الإسرائيليون أنهم بقلب أزمة داخلية، في ضوء الهجوم الكاسح لحكومة اليمين على النظام السياسي، بما يتضمنه من استهداف مباشر على القضاة والمستشارين القانونيين، ووسائل الإعلام والأكاديميين.

وبحسب عدد من التقارير العبرية، المُتفرّقة فإنّ: "مثل هذا الهجوم يذكّر اليهود بما عاشته أوروبا بشكل سيء في الماضي، وكانوا هم في كثير من الأحيان هدفاً له".



في السياق نفسه، قال الخبير في تحليل الفرص والمخاطر والأستاذ بجامعة حيفا، مناحيم بيرغ، إنّ: "اليهود عندما أنشأوا دولتهم أصبح من الواضح أن هذه العلل الاجتماعية التي اعتقدوا أنها لدى الآخرين فقط، باتت موجودة بينهم أيضًا، ما أوصلهم في النهاية لهذا الواقع الذي يجدون أنفسهم فيه الآن، وأوقعهم بالتالي في حالة من الكآبة واليأس".

وأضاف بيرغ، في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن: "البديل المتاح أمام الاسرائيليين للحيلولة دون التدهور الكامل هو الاستمرار في النضال العنيد الذي يخوضه غالبيتهم ضد تحركات الحكومة اليمينية، مع توقّفه بسبب اندلاع حرب غزة".

"عاد حديثهم من جديد عن خشيتهم الدائمة من الخطر الوجودي عليهم، بسبب التهديدات الأمنية التي تواجههم من الخارج، دون توقع أن أزمة صعبة سوف تباغتهم فعلياً من الداخل" تابع الخبير في تحليل الفرص والمخاطر.


وأوضح أنه "عندما بدأت تحركات الحكومة للانقلاب القانوني، ظهر ردّ الفعل الإسرائيلي عفوياً وغير منظّم، وخرجت مظاهرات مرتجلة، وتصريحات لكبار المسؤولين السابقين، لا شيء أكثر من ذلك، أما الآن، وبعد مرور عامين، فقد نشأ تنظيم مضاد واسع النطاق وأكثر تنظيماً، تمهيدا لإجراء تغييرات حاسمة ضرورية، وتحقيق اختراقات في المشاكل المعقدة التي تواجهها الدولة، وظلت تنتظر العلاج والحل لفترة طويلة".

وأشار إلى أن: "التهديد الحقيقي الأول الذي يواجه الاحتلال هو وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة، فلا يزال عالقاً فيها، ومن الناحية العملية، لا يستطيع العودة للخط الأخضر، لأن ما رآه الاحتلال في غزة من مقاومة شرسة يوضح مدى خطورة انسحابه من الضفة الغربية".

"رغم أن الانسحاب منها سوف يحسّن علاقات الاحتلال مع الدول العربية، ويعيد مكانته المضطربة في العالم، لأن المجتمع الدولي ينظر لما يحدث في الأراضي الفلسطينية بعين سيئة" أكد بيرغ، خلال المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".

واسترسل بالقول إنّ: "البديل المناسب لبقاء تورط الاحتلال في الأراضي المحتلة هو السلطة الفلسطينية، بالتزامن مع انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، وإمكانية إعادته لصفقة القرن واتفاقيات التطبيع، مما سيساهم بحلّ الأزمة الداخلية الإسرائيلية الحالية التي أثارت صراعاً حاداً داخل المجتمع اليهودي بين تيارات المختلفة".

إلى ذلك، توقّع المتحدث نفسه، أنّ: "التيار السائد فيها، ومعظمه ليبرالي ومهتم بحلّ القضية الفلسطينية، سيصبح الآن أكثر انتقاداً للمواقف المتصلبة لليمين المتطرف، وقد ينشأ هناك تقارب بينه وبين الفلسطينيين: المعتدلين".


وأكد أن: "التهديد الثاني الذي يواجه الاحتلال هو أزمته الداخلية التي توضح مدى ضعف نظامه السياسي أمام الهجمات التي يشنها اليمينيون بهدف إضعافه، الأمر الذي يستدعي بذل المزيد من الجهود لسدّ الثغرات التي سمحت للحكومة الحالية بالقيام بما فعلته من انقلاب قانوني أيقظ الإسرائيليين على خطورة الأزمة التي يعيشونها".

وختم مقاله بالقول إن: "التهديد الثالث يتمثل بسلوك اليهود المتشددين، و"الشذوذ المستمر" في علاقتهم بالدولة، عقب تحركاتهم مع الحكومة كجزء من "صفقاتهم" مع بنيامين نتنياهو، مثل عدم تجنيدهم في الجيش، والتمويل الحكومي لمناهج دراسية دينية، وتلقي أموال ضخمة من خزائن الدولة لتلبية احتياجاتهم الغريبة".

واستطرد: "هذا يعني كله تقويض مكانة وسلطة النظام القضائي، لأنهم يريدون مُطلق الحرية بإدارة هذه الصفقات الخاصة بهم؛ ما زاد من خطورة هذا السلوك الشاذ بالتزامن مع نموهم الديموغرافي، وفي النهاية سوف يوصّلون الدولة لأزمة عميقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال الفلسطينية فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مزيد من المقابر.. هكذا تواجه السويد احتمالات اندلاع حرب مع روسيا

بدأت جمعيات الدفن في السويد بتأمين مساحات شاسعة من الأراضي استعدادًا لمواجهة أزمات كبيرة أو حروب محتملة. تأتي هذه الخطوة بناءً على توصيات كنيسة السويد، وسط تصاعد التوترات مع روسيا في منطقة بحر البلطيق وقرار السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

اعلان

 وفقًا لكنيسة السويد، تتحمل جمعيات الدفن مسؤولية توفير أراضٍ تكفي لدفن ما يصل إلى 5% من السكان في كل أبرشية عند الحاجة. في مدينة غوتبورغ، ثاني أكبر مدن البلاد، تعمل جمعية الدفن المحلية على تأمين 40,470 مترًا مربعًا من الأراضي لاستيعاب دفن حوالي 30,000 شخص في حالات الطوارئ.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى 60,700 متر مربع أخرى لإنشاء مقابر للاستخدام المنتظم.

Related"أسوأ فشل في حروبنا منذ تأسيس الدولة".. جنرال إسرائيلي متقاعد: خسرنا الحرب مع حماسهل ساهمت الحروب في زيادة مبيعات شركات الأسلحة الأوروبية؟تحسبا للحروب والأوبئة وتغير المناخ وكل الطوارئ..النرويج تبدأ بتخزين الحبوب تأهب في مواجهة التحديات المتصاعدة

قالت كاتارينا إيفينسيث، كبيرة المستشارين في جمعية غوتبورغ للمقابر: "إن موارد الأرض شحيحة من الأساس، ولا تلبي دائمًا احتياجات المقابر حتى في أوقات السلم".

بالتعاون مع البلدية المحلية، تم تحديد موقع ملائم لإنشاء مقبرة واسعة، لكن عملية الموافقة والبناء قد تستغرق حوالي 10 سنوات، مما يضيف تحديات كبيرة في ظل الأوضاع الحالية.

في الوقت نفسه، تؤكد وكالة الطوارئ المدنية السويدية (MSB) على أهمية تعزيز التأهب لمواجهة الأزمات. ويقول يان أولوف أولسون، خبير حماية البنية التحتية في الوكالة: "للأسف، أصبحنا ندرك بشكل أكبر أن الحرب قد تحدث، ونحن بحاجة إلى الاستعداد لذلك".

أوسترا كيركوغاردن، وهي واحدة من أكبر المقابر في غوتبورغ.Mimmi Montgomery/AP

حتى وقت قريب، حافظت السويد على سياسة الحياد منذ أوائل القرن التاسع عشر، بما في ذلك خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أن الحرب الأوكرانية الروسية في عام 2022 أحدث تحولًا كبيرًا في الرأي العام السويدي، مما دفع البلاد، إلى جانب فنلندا، للتقدم بطلب للانضمام إلى الناتو خوفًا من تهديد روسيا.

في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أصدرت السويد وفنلندا كتيبات تحتوي على إرشادات عملية للبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ أو أثناء الحرب. وعلى الرغم من أن هذه الكتيبات لا تشير إلى روسيا بشكل مباشر، إلا أنها تتماشى مع توجيهات مماثلة معتمدة في الدنمارك والنرويج.

المصادر الإضافية • AP

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس السويد تخوض معركة ضد فيروس الورم الحليمي: هل تكون الأولى عالميًا في القضاء عليه؟ السويد تنفض الغبار عن كتيّب من الحرب العالمية الثانية لمكافحة الأخبار المضللة السويدروسياأوكرانياحروبكنيسةأوروبااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة 2025 حيت تتساوى الأيام والأعوام.. مجازر إسرائيلية تقتل وتصيب العشرات ولا هدنة قبل مجيء ترامب يعرض الآن Next عاجل. نيو أورلينز: مقتل وإصابة العشرات في هجوم دهس متعمد بمركبة اخترقت حشدا أثناء الاحتفال برأس السنة يعرض الآن Next بالفيديو: عائلة نازحة في غزة تلجأ إلى حفرة علها تحميها من القصف وتقيها البرد الموجع واللاذع يعرض الآن Next شاهد: إسطنبول لم تنس غزة.. طوفان بشري وهتافات تعلو فوق صخب احتفالات رأس السنة في العالم يعرض الآن Next ساحل العاج: الجيش الفرنسي ينسحب من آخر معاقله في إفريقيا بعد مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو اعلانالاكثر قراءة عام جديد واحتفالات بقدوم 2025.. نيوزيلندا أول دولة في العالم تودع سنة 2024 اغتصاب جماعي ووفيات غريبة.. تقرير يكشف عن الوجه الآخر لمشروع نيوم الطموح للأمير محمد بن سلمان مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز طالبان والحريات.. الحركة تسوّر نوافذ المنازل المطلة على الشارع لمنع التلصص على النساء في البيوت شاهد: إدارة العمليات في سوريا تشن حملة أمنية واسعة في عدرا واعتقال عناصر من "الشبيحة" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومرأس السنةالسنة الجديدة- احتفالاتروسياالحرب في أوكرانيا قطاع غزةدونالد ترامبفرنساالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ألعاب ناريةاعتداء إسرائيلنازيةسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • تقرير: إسرائيل تنفذ في 2024 أكبر استيلاء على الأراضي الفلسطينية
  • بينيت يتحضر للعودة للمشهد الإسرائيلي وسؤال القضية الفلسطينية يلازمه
  • السلطة الفلسطينية توقف عمل قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية  
  • قرار بإيقاف عمل قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية
  • مزيد من المقابر.. هكذا تواجه السويد احتمالات اندلاع حرب مع روسيا
  • محافظ الأقصر يتدخل لحل أزمة نقص السولار التي تواجه أصحاب المحاجر
  • الأعلى للثقافة: الذكاء الاصطناعي أحد المخاطر التي تواجه العالم
  • 148 قطعة.. مصر تجني رحلة استرداد الآثار المهربة في 2024
  • أكثر من 82 ألف إسرائيلي غادروا الأراضي المحتلة في 2024