في ظل المنافسة المتصاعدة على بدائل "تويتر" (المعروف حاليًا بـ X)، تبرز منصتا "ثريدز" و"بلو سكاي" كخيارات واعدة لمستقبل الشبكات الاجتماعية القائمة على النصوص، لكنهما تقدمان رؤى متباينة جذريًا.

"ثريدز" بين سيطرة ميتا والرقابة الخوارزمية

تدير "ثريدز" شركة ميتا، التي تضع سياسات رقابية دقيقة تهدف، حسبما تدعي، إلى تعزيز "المحادثة العامة".

لكن هذه الرقابة دفعت لقرارات مثيرة للجدل، مثل تقليص ظهور المحتوى السياسي، وتقييد البحث عن موضوعات مثل اللقاحات، وحتى معاقبة المستخدمين على كلمات عادية نتيجة أخطاء خوارزمية.

رغم أن "ثريدز" تعتمد خوارزمية لتحديد المحتوى الذي يظهر في موجز المستخدمين، إلا أن الانتقادات طالت المنصة بسبب عرض محتوى عشوائي وغير مطلوب.

"بلو سكاي": رؤية ديمقراطية لامركزية

في المقابل، تتبنى "بلو سكاي" نهجًا أكثر تحررًا وديمقراطية. المنصة تمنح المستخدمين حرية إنشاء سياسات الإشراف الخاصة بهم، معتمدة على موجز زمني عكسي وقوائم مخصصة تتيح لهم التحكم الكامل في تجربتهم. وأكدت الشركة أنها تسعى لتغيير قواعد الشبكات الاجتماعية من الأساس، بتقديم نموذج مفتوح المصدر يركز على الشفافية.

الاقتصاد والإعلانات: طريقان مختلفان

بينما تسير "ثريدز" نحو دمج إعلانات ميتا التقليدية بدءًا من عام 2025، تحاول "بلو سكاي" الاعتماد على مصادر دخل بديلة مثل الاشتراكات وبيع المجالات، مما يعزز رؤيتها كمنصة غير تجارية ومستقلة.

المنافسة والتحديات

رغم الهيمنة العددية لـ "ثريدز"، تبقى "بلو سكاي" الخيار المفضل للكثيرين ممن يرون فيها منصة تُعيد التحكم للمستخدمين، بعيدًا عن سطوة الشركات العملاقة. مع ذلك، تواجه "بلو سكاي" تحديات كبيرة للبقاء في منافسة طويلة الأمد مع "ثريدز" المدعومة بموارد ميتا الهائلة.

يبقى المستقبل مفتوحًا أمام المنصتين، مع سؤال محوري: هل يفضل المستخدمون النهج الديمقراطي المرن لـ "بلو سكاي" أم قوة الشركات الكبرى المهيمنة مثل ميتا؟

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بلو سکای

إقرأ أيضاً:

ضحايا منصة FBC المصرية يروون طرق النصب عليهم (شاهد)

في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، نظمت منصة "FBC" للربح السريع عبر الإعلانات لقاءً احتفاليًا بأحد المقاهي، بحضور مجموعة من العملاء، للترويج لأنشطتها الجديدة.

وخلال اللقاء، ظهر أحد مشرفي المنصة، في مقطع فيديو نشرته قناة "عالم المعرفة" على يوتيوب، حيث قدم تعريفًا لـ"FBC" باعتبارها "شركة إعلانات عالمية تحقق أرباحًا جيدة"، مؤكدًا أن "النجاح يعتمد على الاجتهاد، ولكل مجتهد نصيب."

بعد نحو شهرين من هذا اللقاء، وتحديدًا في شباط/فبراير الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن القبض على 13 شخصًا، بينهم ثلاثة أجانب، بتهمة تشكيل عصابة متخصصة في "النصب والاحتيال الإلكتروني"، حيث استولوا على أموال مواطنين عبر تطبيق إلكتروني يحمل اسم "FBC". وجاءت هذه الإجراءات بعد تلقي الوزارة بلاغات من 101 مواطن مصري.

وأفادت وزارة الداخلية برصد ما يقرب من 2.5 مليون جنيه من الأموال المسروقة، بينما أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن المبلغ لا يتجاوز مليوني جنيه. من جهة أخرى، قدر المحامي عبد العزيز حسين، الذي يمثل عددًا من المتضررين، إجمالي الأموال المسروقة بنحو 500 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن "الكثير من الضحايا يخشون تقديم بلاغات رسمية."




الضحايا يحكون
واستهدفت المنصة العملاء عبر تسع فئات اشتراك، تتراوح قيمتها بين 900 جنيه و2.8 مليون جنيه، مما سمح لها بتجنب التركيز على أصحاب الثروات الكبيرة فقط، وهو ما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية، وفقًا للمحامي عبد العزيز حسين. وأشار إلى أن معظم ضحاياه تعرضوا للنصب بمبالغ تراوحت بين 3 آلاف و35 ألف جنيه.

وكانت آلية عمل المنصة تعتمد على تحميل تطبيق إلكتروني يحمل اسم "FBC"، حيث يقوم المستخدم بتسجيل بياناته الشخصية، بما في ذلك رقم محفظته الإلكترونية لاستقبال الأرباح.

وبعد ذلك، يدفع المستخدم مبلغًا يُسمى "وديعة الضمان الوظيفي" كقيمة اشتراك لمرة واحدة، ويُطلب منه أداء مهام يومية للحصول على أرباح.

ووفقًا لأحمد سمير، أحد الضحايا، تتمثل هذه المهام في تحميل تطبيقات مثل "باب جي" أو "لودو" عبر المنصة، دون تثبيتها على الهاتف الشخصي. وبعد إكمال المهام، يتم مراجعتها من قبل مشرف، ومن ثم تُضاف الأرباح إلى حساب المستخدم، الذي يمكنه سحبها عبر محفظة "فودافون كاش".


تفاصيل عملية النصب
وتختلف قيمة الأرباح وعدد المهام حسب فئة الاشتراك. على سبيل المثال، من يدفع 900 جنيه يؤدي خمس مهام يومية ليكسب 30 جنيهًا، بينما يحصل من يدفع 11 ألفا و200 جنيه على 350 جنيهًا يوميًا.

 ومع ذلك، تعرض المستخدمون لعملية نصب من خلال طريقتين: الأولى، بعد استرداد المستخدمين لأموالهم الأولية، يتم تشجيعهم على الاشتراك بفئات أعلى، لكنهم يفاجؤون بعدم القدرة على سحب الأرباح وإغلاق المنصة. الثانية، يتم إغلاق المنصة قبل أن يتمكن المستخدمون من استرداد أموالهم.

وتمثل إغلاق المنصة في حذف تطبيقها من متاجر التطبيقات، وتعطيل موقعها الإلكتروني، وهو ما اكتشفه المستخدمون يوم 22 شباط/فبراير الماضي. وقد برر موظفو "FBC" الإغلاق باختراق الموقع من قبل قراصنة.

تفنن في الاحتيال
أما كريم محمد، من محافظة الدقهلية، فشارك تجربته مع المنصة، حيث اشترك في فئة 11 ألف جنيه و200 في كانون الثاني /يناير الماضي، وتمكن من استرداد ما دفعه، مما شجعه على جذب أفراد آخرين من عائلته والاشتراك بفئة 37 ألف جنيه.

ومع ذلك، تفاجأ بتأخر سحب الأرباح وإغلاق المنصة، مما أدى إلى خسارته 74 ألف جنيه. وكان محمد يعمل مندوب شحن براتب شهري يقدر بـ8 آلاف جنيه، ولكنه ترك العمل للتركيز على "FBC"، ولم يتمكن من العودة إليه.


من جهته، خسر يوسف من منطقة إمبابة بالجيزة 6 آلاف جنيه، وهو المبلغ الذي كان يدخره لشراء شبكة زواج.

ونشرت سيدة قصتها تحت اسم مجهول على مجموعة "ضحايا شركة FBC المنصوب عليهم"٬ على منصة فيسبوك قائلة: "أنا من ضحايا منصة "FBC"، وأعيش بمفردي كسيدة كبيرة في السن. دخلت هذه الشركة بناءً على معلومات بأنها تابعة للبنك المصري، ولديها بطاقة استيرادية وسجل تجاري".

وتابعت: "قررت الاستثمار من خلالها بالمبلغ المتوفر لدي، خاصةً أنني لا أملك غيره. الآن، أجد نفسي في مأزق كبير، حيث إن عمري لا يسمح لي بالعمل في أي وظيفة، وأعيش بعيدًا عن القاهرة، ولا أعرف كيف سأعيش بعد أن فقدت كل ما كنت أعتمد عليه. أرجوكم، ساعدوني يا أبنائي".

ليست الأولى بالاحتيال
تُعد منصة "FBC" الثالثة من نوعها التي تنفذ عمليات احتيال إلكتروني في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، بعد منصتي "الرمال البيضاء" في كانون الثاني/يناير 2022، و"هوج بول" في آذار/مارس 2023.

 ويعزو المحامي عبد العزيز حسين تكرار هذه الحوادث إلى غياب الردع القانوني، مشيرًا إلى أن قضية "هوج بول" ما تزال قيد النظر، بينما كانت أقصى الأحكام في قضية "الرمال البيضاء" ثلاث سنوات فقط.


وعلق حسين قائلًا: "في النهاية، من يعمل في مثل هذه المنصات يعتقد أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو بضعة أشهر تحقيق أو سنتين سجنا، مقابل أرباح كبيرة." وأكد أن مجلسي النواب والشيوخ عليهما دور في مراجعة أي قصور قانوني يسمح بتكرار مثل هذه الجرائم.

مقالات مشابهة

  • هل تؤثر حقنة الأنسولين على صحة الصيام؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • شاهد بالفيديو .. ميكروفون مفتوح يفضح حديثًا بين فانس وجونسون
  • فيديو صادم.. ميكروفون مفتوح يسجل حواراً سرياً لنائب ترامب في الكونغرس
  • خطط للاستثمار في تصنيع حلول الشبكات الكهربائية في المملكة
  • محافظ سوهاج يطلق حوارًا مجتمعيًا تحت عنوان «سوهاج متحف مفتوح»
  • ‎ميكروفون مفتوح يكشف حواراً لنائب ترامب بالكونغرس.. فيديو
  • مياه المنوفية تعلن خطة غسيل الشبكات خلال شهر مارس 2025
  • ميتا تطلق أداة التعرف على الوجه لكشف الإعلانات الكاذبة باستخدام صور المشاهير
  • نائب ترامب: بابنا مفتوح لزيلينسكي إذا أراد السلام
  • ضحايا منصة FBC المصرية يروون طرق النصب عليهم (شاهد)