فقر وبطالة ومخاطر نفسية تتهدد الشباب الأفغاني
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
كابل- فقدت الشابة الأفغانية عائشة أحمدي عملها في إحدى المنظمات غير الحكومية بعد تغير الأوضاع السياسية في أفغانستان، وتقول للجزيرة نت "كنت أستطيع تأمين احتياجاتي من خلال عملي، لكنني الآن أواجه صعوبة في توفير حتى الأساسيات". ويعبر الشاب إدريس إبراهيم عن استيائه قائلا "عندما تخرجت من الجامعة، كانت هناك فرص عمل في العديد من المنظمات، لكن الآن لا توجد فرص مشابهة".
ويواجه العديد من الشباب الأفغاني، على غرار عائشة وإدريس، صعوبة كبيرة في الحصول على فرص عمل داخل البلاد، خاصة بعد تراجع الأنشطة الاقتصادية وتوقف العديد من المشاريع.
وتستمر أزمة البطالة في أفغانستان في التفاقم، حيث بلغت معدلات البطالة في البلاد مستوى مقلقا في عام 2023، فوفقا لمنظمة العمل الدولية وصلت نسبتها إلى 15.4% في عام 2023، وهي الأعلى منذ عام 1991.
وتأتي هذه الزيادة الملحوظة مقارنة بنسبة البطالة في عام 2022 والتي كانت بحدود 14%، مما يعد مؤشرا على تدهور الوضع الاقتصادي واستمرار التحديات التي تواجه أفغانستان منذ استلام حركة طالبان الحكم عام 2021، فقد كانت قبل ذلك تصل إلى 8.95% في المتوسط، وسجلت أدنى مستوى لها في عام 1992 عند 7.9%.
نسبة البطالة الحالية تعد الأعلى في تاريخ أفغانستان (الأناضول) تحديات عديدةفي ظل تزايد معدلات البطالة والفقر، لجأ العديد من الشباب الأفغاني إلى الهجرة غير القانونية بحثا عن حياة أفضل، وحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يناير/كانون الثاني 2023، ارتفع عدد المهاجرين الأفغان من 2.9 مليون في 2021 إلى 5.7 ملايين في 2022، حيث يشكل الشباب الجزء الأكبر منهم.
إعلانويقول الشاب هارون بصير الذي قرر مغادرة أفغانستان بسبب البطالة "كنت أعمل صحفيا، لكن مع تغير الأوضاع فقدت عملي، فقررت الهجرة إلى إيران".
من جهة أخرى، لجأ بعض الشباب الأفغاني إلى الإدمان على المخدرات في عهد النظام السابق، حيث كانت أفغانستان تعد من أكبر الدول المنتجة للمخدرات والكريستال في العالم، وكان يعاني نحو 4 ملايين مواطن من الإدمان عليها، ولكن بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم تمكنت حكومة تصريف الأعمال من القضاء الشبه التام على إنتاج المخدرات.
ويروي الشاب أحمد الله قصة معاناته من الإدمان قائلا "البطالة والفقر دفعاني إلى الإدمان، والآن بعد أن أصبحت في هذه الحالة، لا أحد يقبلني".
كما تواجه الفتيات الأفغانيات مشكلة حرمانهن من التعليم، حيث أغلقت المدارس الثانوية في وجوههن بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، ووفقا لتقارير منظمة اليونسكو، فهناك أكثر من 2.5 مليون فتاة أفغانية تم حرمانها من التعليم.
وتقول الشابة سومن تركي، معلقة على ذلك، "كل أحلامنا تبخرت بعد أن أغلقت المدارس في وجهنا، نحن الآن نعيش في حالة من اليأس".
في المقابل، يُشير الطالب في مرحلة الماجستير محبوب الله موحد إلى تدهور جودة التعليم في البلاد، ويقول "العديد من الأساتذة غادروا إلى الخارج، والمدارس مغلقة، التعليم في أفغانستان في حالة فوضى".
مشاكل نفسيةوتُظهر الدراسات أن المشاكل النفسية بين الشباب الأفغاني في تزايد مستمر، حيث يعاني 40% منهم من اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب، نتيجة الضغوط الاقتصادية المستمرة، وفق دراسة لمركز كابل للأبحاث النفسية في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتقول حسناء حسيني، وهي إحدى الشابات اللاتي يعانين من مشاكل نفسية "عندما أغلقت المدارس في وجهنا، شعرت أننا وصلنا إلى نهاية الطريق، الحياة أصبحت بلا معنى".
إعلانويؤكد اختصاصي علم النفس راشد آرينفر أن المشاكل النفسية في تزايد مستمر، خاصة بين الفتيات، ويضيف "نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة هذه القضايا".
ويؤكد الخبراء أن توفير بيئة تعليمية وصحية ملائمة، بالإضافة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، يمكن أن يساعد في تحسين وضع الشباب الأفغاني، ويعزز دورهم في بناء مستقبل البلاد.
حرمان النساء الأفغانيات من التعليم زاد من مستوى المشاكل النفسية (شترستوك) جهود حكوميةويقول المتحدث باسم وزارة الصحة العامة شرافت زمان للجزيرة نت "لقد عالجنا حوالي 35 ألف مدمن حتى الآن، ونحن نواصل جهودنا لمساعدة المدمنين".
وكانت الحكومة الأفغانية قد أعلنت عن خطط لتوفير فرص عمل للشباب من خلال مشاريع صغيرة وكبيرة، وأعلنت في تصريحات صحفية سابقة عن توفير 150 ألف فرصة عمل في قطاع التعدين، بالإضافة إلى آلاف الفرص في مشاريع أخرى، وتوفير فرص عمل من خلال برامج التدريب المهني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العدید من فرص عمل فی عام
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: التطرف ليس مرتبطًا بالفقر والجهل بل بعوامل نفسية وتربوية
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الفقر والجهل ليسا السبب الرئيسي وراء انتشار الفكر المتطرف كما يظن البعض، مشيرًا إلى أن هناك عوامل نفسية وتربوية أعمق تلعب دورًا محوريًا في هذا الأمر.
وأوضح الجندي خلال حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" بعنوان "حوار الأجيال"، الذي يذاع على قناة DMC، أن هناك أشخاصًا يمتلكون ثروة وتعليمًا عاليًا ومع ذلك ينحرفون نحو التطرف.
وأشار إلى أن هذا الواقع يطرح تساؤلات مهمة حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء انتشار هذه الظاهرة.
وفي إطار الحلقة، أشار أحد الشباب المشاركين إلى أن الفهم الخاطئ للعقيدة الدينية والتنشئة في بيئات متشددة قد يكونان من العوامل الأساسية التي تدفع البعض للتطرف. ولفت إلى أن غياب الحوار بين الأجيال وتربية الأبناء على أفكار مغلوطة أو متشددة يمكن أن يؤدي إلى ولاء لأفكار متطرفة أو جهات خارجة عن الوطن.
كما شدد أحد المشاركين على أهمية دور الأسرة في مواجهة هذه الظاهرة، موضحًا أن ضعف التواصل بين الآباء والأبناء وغياب التوجيه السليم يشكلان بيئة خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة.
وأضاف أن التربية السليمة تبدأ من مرحلة الطفولة، مع التركيز على الحوار والانفتاح بين الأجيال.
من جانبها، قالت إحدى الفتيات المشاركات في الحوار إن التعصب لبعض الشخصيات أو الموروثات دون تحليل أو تفكير يؤدي إلى التطرف، مشيرة إلى أن الحل يكمن في نشر التعليم الصحيح وتوعية المجتمع بأهمية الحوار وقيم الاعتدال والوسطية.
وفي ختام الحلقة، أكد المشاركون على أهمية بناء مجتمع قائم على التفاهم والاعتدال، مع توفير بيئة حاضنة للحوار المفتوح بين الأجيال للحد من انتشار الأفكار المتطرفة وتوجيه الشباب نحو الطريق الصحيح.