إسرائيل تكثف غاراتها على سوريا بعد سقوط نظام الأسد.. أهداف عسكرية ومخاوف إقليمية
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
جددت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة عدرا في ريف دمشق، التساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وأسفرت الغارة عن مقتل 10 أشخاص، وفقًا لمصدر عسكري سوري، فيما أكدت مصادر إعلامية أن المستهدف كان مستودع أسلحة في منطقة صناعية على بعد 30 كيلومترًا من العاصمة دمشق.
نفذت إسرائيل منذ سيطرة الإدارة الجديدة في سوريا على مقاليد الحكم في 8 ديسمبر الجاري سلسلة غارات، وصفتها إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنها جزء من عملية واسعة استهدفت تدمير 80% من القدرات العسكرية السورية.
وأكدت الإذاعة أن الغارات طالت أكثر من 250 هدفًا، بما في ذلك مستودعات أسلحة، مراكز أبحاث عسكرية، ومطارات استراتيجية مثل مطار المزة العسكري.
أهداف إسرائيل المعلنة وغير المعلنة
أوضحت إسرائيل أن تحركاتها العسكرية تهدف إلى منع وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي السلطة الجديدة في سوريا.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى لتقويض أي تهديد محتمل من سوريا المستقبلية، سواء من خلال إضعاف البنية العسكرية أو تعزيز أوراقها التفاوضية مع القيادة الجديدة.
أشار المحلل السياسي سعيد الحاج إلى أن إسرائيل استغلت الفراغ السياسي والعسكري لتوسيع نفوذها التجسسي والعسكري في سوريا، مؤكدة على أهمية السيطرة على الجولان المحتل كخط دفاع إستراتيجي.
تحذيرات من تداعيات خطيرةورغم نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة، حذرت صحيفة هآرتس من أن التوغل الإسرائيلي في المنطقة المنزوعة السلاح بالجولان قد يؤدي إلى تصعيد غير متوقع.
وأكدت الصحيفة أن هذا التحرك يمنح مبررًا قانونيًا وأخلاقيًا للسوريين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد الخبير العسكري أسامة خالد، أن هذه التحركات قد تدفع جماعات وأفرادًا سوريين للقيام بعمليات ضد القوات الإسرائيلية، مما يزيد من احتمالية اشتعال صراع طويل الأمد.
تحديات داخلية وخارجيةمن جهتها، أكدت الإدارة السورية الجديدة أنها تركز على إعادة بناء الدولة المنهكة من الحروب، مشددة على أنها لا تشكل تهديدًا لأي دولة.
ومع ذلك، يرى المحللون أن إسرائيل لن تتوقف عن مراقبة الوضع في سوريا، ولن تتردد في تنفيذ ضربات استباقية لضمان عدم تعافي القدرات العسكرية السورية.
في ظل هذه المعطيات، تبدو الإدارة السورية الجديدة أمام تحدٍ مزدوج، إعادة بناء الدولة من الداخل، ومواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة، مما يتطلب إستراتيجية متكاملة تراعي المصالح الوطنية وتعزز مناعة الدولة أمام التدخلات الخارجية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: إذاعة الجيش الإسرائيلي الرئيس السابق بشار الأسد الجيش الإسرائيلى الجولان المحتل الغارة الإسرائيلية العاصمة دمشق المنطقة المنزوعة السلاح سقوط نظام الأسد مصدر عسكري سوري نظام الأسد هجوم على سوريا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سقوط الأسد خلط أوراق الشرق الأوسط.. أي تحدّيات تواجه رئيس سوريا الجديد؟
نشر موقع " ليمانيتي" الفرنسي، تقريرا، تحدّث فيه عن التحديات التي تنتظر زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، باعتباره رئيسًا مؤقتًا لسوريا، إذ سيتعين عليه أن يطمئِن الشعب السوري، الذي يتوق لطي صفحة ما كان يصفه بـ"الاستبداد"، فيما تتّجه إليه الأنظار من كل الدول حيث أدى سقوط نظام بشار الأسد إلى خلط أوراق الشرق الأوسط.
وأوضح الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "خبر تعيين أحمد الشرع، وهو المُحاور الرئيسي مع الحكومات الأجنبية منذ سقوط نظام بشار الأسد، رئيسًا مؤقتًا لسوريا جاء يوم الأربعاء 29 كانون الثاني/ يناير بينما أكدت السلطات السورية الجديدة حلّ مجلس النواب القديم وتجميد العمل بدستور سنة 2012".
وتابع: "من المنتظر أن يشرف أحمد الشرع، الذي بات يوصف بكونه أمير الحرب، على عملية الانتقال السياسي الجارية في البلاد التي تخضع لتدقيق دولي"، مردفا: "يتعين على الرئيس السوري الجديد تشكيل: مجلس تشريعي مؤقّت للمرحلة الانتقالية، التي لم يتم بعد تحديد مدتها".
وأضاف: "كما سيتولى الشرع تمثيل سوريا في كافة المحافل الدولية، وهو الدور الذي كان يشغله بالفعل بشكل غير رسمي بإجراء العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام واستقبال الوفود الأجنبية".
حلّ كافة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق
وأبرز التقرير نفسه: "تأتي هذه الإجراءات التي أعلنتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بعد اجتماع، انعقد مساء الأربعاء، بين أحمد الشرع وعدد من قادة الفصائل المسلحة التي شاركت في الهجوم ضد الأسد".
"أعلن المتحدث باسم الجيش السوري، العقيد حسن عبد الغني، عبر بيان، نقلته وكالة سانا للأنباء، أنّ: جميع التشكيلات المسلحة والهيئات السياسية والمدنية التي تدعي أنها جزء من الثورة تم حلّها ويجب دمجها في مؤسسات الدولة" أشار التقرير.
وأردف: "وإلى جانب الإعلان عن الخطط المتعلقة بمستقبل سوريا السياسي، تواصل السلطات العمل على تفكيك نظام بشار الأسد. وقد كذلك تم حل حزب البعث الذي ظلّ في السلطة لمدة ستة عقود تقريبًا، وكذلك المؤسسات العسكرية الموروثة من النظام الدكتاتوري بهدف: إعادة بناء الجيش السوري".
واسترسل: "على نحو مماثل، يتم حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام القديم، مع التزام الحكومة في الوقت نفسه بتشكيل جهاز أمني جديد يحافظ على سلامة المواطنين".
وحسب الموقع، لم يتم تأكيد مدة الفترة الانتقالية، لكن سبق أن قال الشرع، في لقاء مع قناة "العربية" السعودية، الأحد 29 كانون الأول/ ديسمبر، إن: "إجراء أي انتخابات في سوريا قد يستغرق أربع سنوات". فيما توقّع أن تستغرق عملية صياغة الدستور الجديد "سنتين أو ثلاث سنوات".
كذلك، يُنقل عنه أنه قال مساء الأربعاء 29 كانون الثاني/ يناير إنّ: "مهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة".
وذكر الموقع أن "السلطات الجديدة في سوريا، التي مزقتها أكثر من ثلاثة عشر عاماً من الحرب الأهلية، تبذل العديد من المبادرات لطمأنة الأقليات التي تشعر بالقلق، إزاء الاعتقالات التعسفية والإعدامات. وعلى نحو مماثل، لا يمكن إهمال تطوّر الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا".
"تجدر الإشارة إلى أن الجيش الوطني السوري، قد أوكل لنفسه مهمة مهاجمة المقاتلين الأكراد المتجمعين ضمن قوات سوريا الديمقراطية. وتعتزم تركيا، وكذلك القادة الجدد في دمشق، انتزاع جميع صلاحيات الأكراد من أجل وضع حد للإدارة الذاتية التي أنشئت في سنة 2013" تابع التقرير الذي ترجمته "عربي21".
وأضاف أن: أحمد الشرع حدّد في اللقاء "أولويات سوريا اليوم" التي تتمثل حسب ما قاله مرافقوه في: "سد الفراغ في السلطة، والحفاظ على السلم الأهلي، وبناء مؤسسات الدولة، والعمل على بناء اقتصاد موجه نحو التنمية، واستعادة دور سوريا الدولي والإقليمي".
وعلى الصعيد الدولي، من المتوقع أن يواصل رئيس هيئة الاتصالات السورية، الدّعوة إلى رفع العقوبات الغربية التي فُرضت على سوريا في عهد نظام الأسد السابق. فيما وافق الاتحاد الأوروبي، الإثنين الماضي على "خارطة طريق" لتخفيف العقوبات. وذلك عقب اجتماع عُقِد في الرياض بالمملكة العربية السعودية في أوائل كانون الثاني/ يناير 2025.
وأشار الموقع إلى أن "الرياض كانت أحد رعاة السلطة الجديدة في دمشق، وقد دعت إلى "رفع العقوبات أحادية الجانب والعقوبات الدولية المفروضة على سوريا" للسماح بـ "تنميتها وإعادة إعمارها"، وذلك حسب ملخّص وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان.
وختم الموقع بالقول: "تسير الدول السبع والعشرون على خطى الولايات المتحدة، التي أعلنت بالفعل تخفيفًا مؤقتَا لعقوباتها لتجنب عرقلة الخدمات الأساسية، مثل: إمدادات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي، أو حتى المساعدات الإنسانية".