يطالب أهالي وادي ضلع في ولاية عبري بإيصال الخدمات العامة إلى قرى الوادي، حيث يقطن الوادي أكثر من 1000 نسمة ويربط محافظة شمال الباطنة بمحافظة الظاهرة وكان طريقا للقوافل التجارية، إلا أنه يفتقد للعديد من الخدمات وخاصة الطريق المؤدي إليه، «عمان» زارت الوادي واستمعت إلى عدد من الأهالي الذين يعانون من نقص الخدمات الأساسية التي باتت تقض مضاجعهم.

مهنا بن سالم بن راشد المعمري من قرية كريب يقول: إن الطريق الحالي قاس ووعر على كل مستخدميه وتزداد المعاناة قساوة عند جريان الأودية، حيث تبقى الحياة شبه مشلولة لفترة طويلة لا تقل عن شهر في بعض الأحيان ولك أن تتخيل أن يقع حدث طارئ مع أي شخص كمرض أو غرق أو أي حالة كانت كيف سيتم إيصاله إلى المستشفى؟ ناهيك عن حدوث ظروف أخرى لها علاقة بمؤسسات أخرى مثل التربية والتعليم وشبكات الهاتف النقال وغيرها من الاحتياجات الضرورية.

معاناة

أما مسلم بن سيف بن حمد السعيدي من قرية الشويحط فيقول: يطالب الأهالي برصف الطريق وإنشاء مركز صحي ومصلى للعيد وتوفير خدمة الهاتف النقال والإنترنت، مشيرا إلى أن خدمة الهاتف متوفرة في بعض قرى الوادي ولكنها ضعيفة جدا وخدمة الإنترنت غير متوفرة، وقد واجهنا صعوبة كبيرة في أيام إعصار شاهين عندما اتخذت وزارة التربية والتعليم قرارا بتعليم الطلبة عن بعد، حيث ظل أبناؤنا دون تعليم طوال تلك المدة ناهيك عن انقطاعهم عن الدراسة عند نزول الأودية لأسابيع بسبب انقطاع الطريق، وكما هو معلوم بأن الطرق تشكل أهمية كبيرة في الحياة بشكل عام.

وأضاف السعيدي إن أهالي الوادي يعانون سواء كانوا طلبة أو موظفين وقد وقعت عدة مواقف حينما تهطل الأمطار، وهي أن الموظفين لا يستطيعون الوصول إلى منازلهم ويضطرون إلى المبيت على أطراف الوادي إلى أن يتم إصلاح الأضرار التي وقعت، وأما الطلبة فلهم قصص أخرى أكثر سوءا لأنهم بمجرد أن تتشكل بعض السحب لا يذهبون إلى المدارس خشية أن تهطل أمطار وتمنعهم من العودة إلى منازلهم وهذا المشهد يتكرر في العام الدراسي مرات عديدة.

وأوضح السعيدي أن رصف الطريق إلى الوادي سيكون إضافة مهمة لقرى الوادي وسيشجع على إنشاء محلات تجارية ومواقع سياحية تثري الولايات التي يمر عليها الوادي وهي ولايات الخابورة وصحم وعبري منوها إلى أن الأهالي الآن يتسوقون من ولايتي الخابورة وعبري لعدم وجود محل تجاري، وكما هو معلوم بأن الذهاب إلى التسوق من أماكن بعيدة يكلف الواحد منا الشيء الكثير ولذلك فإن أي سلعة تشترى تصل إلى منازلنا بكلفة مضاعفة عن غيرنا من المواطنين الذين يقطنون في قرى بها خدمات من طرق وغيرها ناهيك على أن السيارات التي نشتريها تكون أعمارها قصيرة جدا بسبب وعورة الطريق.

مطالبات مستمرة

أما سيف بن محمد بن مسلم المعمري من قرية النعامة فيقول: إن الأهالي الذي يقطنون الوادي دائمو الشكوى من عدم توفر الخدمات وخاصة الطريق لأننا نؤمن إيمانا قاطعا بأن وجود الطريق سيسهل على الحكومة والقطاع الخاص والأفراد إيجاد بقية الخدمات وإيصالها بسهولة ويسر وناشدنا الحكومة من السبعينيات برصف الطريق، حيث المعاناة تزيد في مواسم نزول الأمطار حيث يعيش الأهالي في عزلة بسبب جريان الأودية، كما يواجه الطلبة الحرمان من التعليم بمجرد ظهور سحب كثيفة في المنطقة خوفا من هطول الأمطار ويعانون من تطاير الغبار الذي تسبب في انتشار العديد من الأمراض كالربو وغيرها من أمراض التنفس ويزيد الأمر سوءا عند نقل المرضى إلى المستشفى.

وأضاف المعمري إن بعض الطلبة يدرسون في مدارس مسكن بولاية عبري والبعض الآخر في مدارس وادي الحواسنة وتبعد عن المساكن مسافة أكثر من 30 كيلومترا.

وقال سعيد بن محمد بن حمد السعيدي من قرية المندين: إن مطالبات الأهالي برصف الطريق مستمرة كما أنه لا يوجد لدينا مستوصف صحي ولا توجد لدينا مدارس ولا شبكات للهاتف والمعاناة تزيد مع سقوط الأمطار، ففي الحالات الطارئة لا نستطيع الوصول إلى المستشفيات أو توفير مستلزماتنا اليومية وبعض الأسر هاجرت من الوادي بسبب سوء الطريق والذي بقى منهم يتكبدون مبالغ كبيرة إذا ما قرر أحدهم بناء منزل لأن المقاول يتعلل بأننا نعيش في منطقة جبلية ويصعب وصول المواد إليها، لذلك فبناء البيت في مختلف مناطق وادي ضلع يكلف المواطن مبالغ إضافية مقارنة بالبناء في مناطق جبلية بها خدمة الطريق المسفلت.

الطريق يخدم 11 قرية

ويقول حميد بن مرهون بن حمد المعمري من قرية الخبين: إن أهالي وادي ضلع ناشدوا الحكومة ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات كثيرا برصف طريق لا تتجاوز مسافته عن 28 كيلومترا ويخدم 11 قرية وهي الجحل والجابوح وشاغي اللومية والشجي والشويحط والخبين والنعامة وكريب والليعن والسوي والمندين ولكن إلى الآن لم تلق مناشدتهم ردا إيجابيا رغم أن المسافة الحالية وهي 28 كيلومترا يمكن أن تختصر عندما يتم سفلتة الطريق خاصة إذا تم تغيير المسار.

وأضاف المعمري إن القصص التي وقعت للعديد من الأهالي كثيرة ومتنوعة ومنها قصة أحد الأبناء الذي أصيب بلدغة أفعى وكان الجو ممطرا والوادي جارفا مما جعل والده يضطر لحمله على كتفه مسافة 15 كيلومترا ليصل به إلى أقرب مركز صحي ومثل هذه الظروف الصعبة تتكرر في ظل صعوبة السير على الطريق بالسيارات وقت الأمطار، كما ذكر أن امرأة كانت حاملا وعلى وشك الوضع ولا توجد سيارة لنقلها نتيجة الأمطار والأودية وسوء الطريق وتم نقلها عن طريق طائرة عمودية وهذه الخدمة لا يمكن أن تتوفر في كل الأوقات.

تمهيد الطريق

أما حميد بن سعيد بن سالم السعيدي من قرية الجابوح فيقول: إن تمهيد الطريق يشكل أهمية كبيرة لنا وسيخفف من معاناة الجميع في حياتهم اليومية مشيرا إلى أن أبناءنا إذا أرادوا الذهاب إلى المدرسة فإنهم يستعدون لانتظار السيارة التي تقلهم إلى المدرسة من قبل صلاة الفجر ولك أن تتخيل طفلا يخرج من منزله من قبل الفجر ويعود آخر النهار، لذلك نناشد الحكومة بإنشاء مدرسة ولو كانت صغيرة للمراحل الأولى من الدراسة كما نطالب الحكومة بإنشاء مركز صحي يتوسط الوادي، ولو تم رصف الطريق ستتوفر الخدمات التي يحتاج لها كل مواطن ومنها محلات تجارية لأن التسوق الآن يتم من ولايتي عبري والخابورة والعلاج في مركز مسكن وهذا المركز يغلق في الإجارة الأسبوعية ويغلق من الساعة الثانية ظهرا ويفتح صباح اليوم التالي بشكل يومي وخدمات النظافة توقفت من العام الماضي لأن الحاويات جرفها الوادي في إعصار شاهين وتم إعادتها قبل فترة وجيزة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع ويتم تفريغ هذه الحاويات كل شهر أو شهرين مرة.

وأضاف السعيدي إن منازل الأهالي في القرية مهددة بالغرق لذلك نطالب وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بتخصيص أراض مرتفعة عن الوادي مشيرا إلى أن بعض المواطنين تركوا أماكنهم وذهبوا إلى السكن في مناطق أكثر أمانا وطالبنا وزارة الإسكان ممثلة في المديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني في محافظة الظاهرة من 6 سنوات وإلى الآن لم نتلق أي رد منهم.

نقص الخدمات

وقال مسلم بن راشد بن مسلم المعمري من قرية النعامة: إن أهم الخدمات التي يتطلب توفرها هو رصف الطريق، وهناك خدمات أخرى نحتاج لها ومن ضمنها إنشاء مركز صحي وتوصيل المياه لأن القرى في الوادي تسقى عن طريق ناقلات المياه وقبل أيام توقفت خدمة توصيل المياه بسبب وجود بكتيريا في البئر الارتوازي المغذي للقرية ولا نعلم إلى متى سيتم هذا التوقف؟ مشيرا إلى أن مضخات الماء دائما معطلة وتوصيل الماء عن طريق ناقلات المياه الخاصة يكلف مبالغ كبيرة بحجة أن الطرق سيئة ووعرة ونضطر لاستخدام البدائل وهي الآبار الخاصة، وهذه البدائل لا تتأتى للجميع بسبب صعوبة الحفر ولا شك أنه لو كان الطريق مسفلتا لتيسر حل هذه المشكلة منوها بأنهم كذلك يعانون من عدم توفر خدمة الإنترنت، وشبكة الهاتف النقال ضعيفة جدا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مشیرا إلى أن مرکز صحی

إقرأ أيضاً:

«الشؤون الإسلامية» تطلق باقة الدعم المتكاملة

دبي (الاتحاد)
أعلنت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري عن إطلاق مشروعها الجديد «باقة الأسر الإماراتية»، والذي يهدف إلى تلبية احتياجات الأسر الإماراتية عن طريق تقديم خدمات متكاملة لدعم استقرارها ورفاهيتها لتتجاوز التحديات التي تواجهها في العصر الحديث من قضايا يومية من منظور الثقافة الإسلامية، والعمل على تعزيز جودة الحياة، وتحقيق التوازن الاجتماعي من خلال تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية لبناء مجتمع أكثر تماسكاً واستقراراً.
ويهدف المشروع إلى توفير مجموعة متنوعة ومتكاملة من الخدمات الأكثر طلباً من قبل الأسر الإماراتية، مثل الاستشارات الدينية، الدعم الاجتماعي، والفتاوى، والمشاركة في مبادرات الدائرة المتنوعة والتوجيه الأسري، إلى جانب برامج توعوية تثقيفية تساهم في تعزيز الترابط الأسري وتنمية القيم المجتمعية.

أخبار ذات صلة حميد النعيمي: الإمارات تولي الصحة اهتماماً كبيراً «مزرعة الفراولة» في حتا.. إطلالة مستدامة بين أحضان الجبال

وأفادت هاجر علي السويدي، رئيس قسم علاقات المتعاملين، مسؤول المشروع، بأن المشروع يشمل إطلاق خدمات متكاملة للأسر الإماراتية، تتيح لهم الوصول إلى هذه الخدمات بكل سهولة ويسر، سواء عبر الفروع التابعة للدائرة، أو من خلال المنصات الرقمية الإلكترونية، موضحة أن الدائرة ستوفر حزمة من الخدمات والاستشارات الدينية لجميع أفراد الأسرة، وغيرها من المبادرات التي تعزز الاستقرار الأسري والمجتمعي.
وأضافت السويدي: أن إطلاق مشروع «باقة الأسرة الإماراتية» يعكس حرص الدائرة الدائم على تلبية احتياجات المجتمع والحرص على الابتكار والتطوير لهذه الخدمات المقدمة لمواكبة تطورات ومستجدات العصر الحالي، مشيرة إلى أن هذه الباقة هي نتاج هذا التوجه، الذي تعمل الدائرة من خلاله على تقديم خدمات متكاملة تلبي متطلبات الأسر الإماراتية وبأيسر الطرق.

مقالات مشابهة

  • «الشؤون الإسلامية» تطلق باقة الدعم المتكاملة
  • السودان: تضرر «91» قرية بمنطقة السكر المركزية بولاية سنار بسبب الحرب
  • إعلام عبري:من غير المتوقع عودة شركات الطيران الأمريكية إلى “إسرائيل” بسبب عمليات اليمن
  • إصابة شاب دهسته سيارة مسرعة أثناء عبوره الطريق بالعمرانية
  • اتفاقية خدمات جوية بين الأردن وتشاد
  • «إسلامية دبي» تطلق باقة الأسرة الإماراتية
  • محافظ الوادي الجديد: قرية اللواء صبيح تحصل على شهادة ترشيد للمجتمعات للخضراء
  • خدمات طبية لــ 2.7 مليون مواطن بالمنيا
  • 4 خدمات لحملة التوعية المجتمعية