الجزيرة:
2025-01-03@15:11:08 GMT

سوريا الجديدة وهواجس الثورة المضادة واحتمالاتها

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

سوريا الجديدة وهواجس الثورة المضادة واحتمالاتها

بالتزامن مع احتفالات الشعب السوري بسقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأملهم ببناء "سوريا الجديدة" خالية من القمع والاستبداد الذي عانوا منه لعقود، يتخوف كثير منهم من قيام "ثورة مضادة"، وتكرار سيناريو مُشابه للنماذج التي شهدتها دول أخرى، حيث تمكّنت الثورات المضادة من العودة واستلام زمام السلطة.

ولعل أبرز العوامل التي تغذي هذه المخاوف هو الانهيار السريع والمفاجئ لنظام الأسد، إذ لم يستغرق دخول الثوار مدينة دمشق سوى 12 يوما بعد إطلاقهم عملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقد يدفع تسارع الأحداث بعض الدول الإقليمية أو القوى الدولية -التي كانت تدعم النظام السابق- لتحريك بعض الجهات المدنية، أو بعض فلول النظام، من أجل خلق الفوضى، والتشويش على الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع.

مقابل ذلك، يرى كثير من المراقبين أن التجربة السورية تختلف عن باقي دول الربيع العربي، التي شهدت "ثورات مضادة" من حيث المدة الزمنية من جهة، ومن حيث طبيعة النظام القمعي الذي أوصل البلاد إلى قائمة الدول الأسوأ للعيش في العالم من جهة ثانية، إضافة إلى عوامل أخرى نناقشها في هذه المادة.

إعلان لا دولة عميقة في سوريا

قد تكون الدولة العميقة بأجهزتها العسكرية والأمنية ومؤسساتها الإعلامية الضخمة، التي تعمل الأنظمة الاستبدادية على إنشائها لتأمين حمايتها واستمراريتها في الحكم، من أهم العوامل التي تؤدي إلى قيام "ثورة مضادة" ضد أي تحركات شعبية تسعى للتخلص من هذه الأنظمة.

لكن، وعلى عكس بعض الدول التي تمتلك مؤسسات راسخة تعمل في الظل وتستطيع تنظيم ثورات مضادة، لم تتشكل في سوريا مثل هذه الهياكل، إذ كان النظام يعتمد بشكل كبير على دائرة ضيقة من الموالين، ومع سقوطه انهارت هذه الدائرة دون أن تترك خلفها مؤسسات قادرة على تنظيم مقاومة فعّالة، وذلك بحسب الباحث بمركز حرمون للدراسات نوار شعبان.

وبشأن تفكك المنظومة العسكرية والأمنية، التي كان يعتمد عليها النظام في مواجهة ثورة الشعب السوري، والتي أخذت طابعا طائفيا إلى حد كبير في السنوات الأخيرة من عمر النظام، يشير شعبان في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن هذه الأجهزة شهدت انشقاقات واسعة وتفككا في بنيتها، مما أفقدها القدرة على إعادة تنظيم نفسها أو تشكيل نواة لثورة مضادة، وهو ما يجعل من الصعب على أي قوة معارضة للثورة أن تجد دعامة مؤسسية تدعم تحركاتها.

ورغم أن النظام المخلوع كان نظاما عسكريا، يحكم تحت غطاء سياسي متمثلا بـ"حزب البعث" منذ انقلاب 1963، فإن هذا الشيء لم يؤد إلى نشوء دولة عميقة يمكن أن تؤول إليها الأوضاع إذا حدثت ثورة كما حصل في مصر وتونس، وذلك بحسب حديث الأكاديمي السوري أحمد الهواس لموقع الجزيرة نت.

ويوضح الهواس أن الحاكم الفعلي في سوريا أصبح الجيش الطائفي وما تفرع عنه من أذرع خشنة، كفروع المخابرات بشكل عام، التي انهارت مع سقوط النظام.

ومع إعلان قوات المعارضة السورية لعملية "ردع العدوان"، بدأت ملامح التفكك والضعف تبدو واضحة على قوات النظام، حيث رسمت "رويترز" -نقلا عن مصادر مطلعة- صورة مفصلة لكيفية تآكل جيش الأسد -الذي كان يخشاه الجميع في السابق- بسبب تدهور معنويات القوات والاعتماد الشديد على الحلفاء الأجانب، خاصة فيما يتعلق بهيكل القيادة، والغضب المتزايد بين صفوفه إزاء الفساد المستشري.

إعلان الثورة تملك قوة عسكرية كبيرة

بعكس قوات النظام -التي بدت منهكة ومفككة- كانت المعارضة السورية المسلحة تملك قوات مدربة ومعدة من الناحية العقائدية والأيديولوجية، إضافة إلى ذلك فقد تم توحيد أغلب الكتل العسكرية ضمن غرفة واحدة أُطلق عليها "إدارة العمليات العسكرية" عند انطلاق المعركة التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد.

وتعد هذه الكتل العسكرية، التي راكمت خبرات قتالية وعسكرية على مدى السنوات الماضية تشكل -بحسب مراقبين عسكريين- أبرز الموانع التي تحول دون قيام تمرد عسكري أو ثورة مضادة، وذلك على خلاف الحالة المصرية التي لعب فيها الجيش دورا حاسما في الانقلاب على الثورة.

وكخطوة تهدف لإنشاء جيش سوري جديد من جهة، وتوحيد فصائل المعارضة في جسم واحد من جهة ثانية، أعلنت القيادة السورية الجديدة في بيان لها يوم الثلاثاء 24 ديسمبر/كانون الأول عن وصولها لاتفاق مع قادة الفصائل العسكرية يقضي بحل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع الجديدة التي أسستها القيادة.

وتعتبر هذه الخطوة من أولى أولويات حكومة تصريف الأعمال إلى جانب ضبط الأمن.

وفي هذا السياق، يقول الباحث نوار شعبان إن الثورة السورية تميزت بمشاركة واسعة من المقاتلين الذين اكتسبوا خبرات قتالية وتنظيمية خلال سنوات الصراع.

وهذا الواقع -يتابع شعبان- يختلف عن تجارب دول أخرى، حيث لم تكن هناك قوة ثورية مسلحة قادرة على مواجهة أي تحركات مضادة، إذ يشكل وجود هذه القوة الثورية المسلحة رادعا لأي محاولة لإعادة النظام السابق أو تنظيم ثورة مضادة.

وتعمل هذه القوى الأمنية عقب سقوط النظام على ضبط الأمن وملاحقة عناصر النظام البائد، حيث أطلقت إدارة العمليات العسكرية يوم الخميس 26 ديسمبر/كانون الأول بالتعاون مع وزارة الداخلية عملية لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة فلول مليشيات الأسد في الأحراش والتلال في عدة محافظات في البلاد من حمص والساحل السوري، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية "سانا".

إعلان دعم إقليمي للإدارة السورية الجديدة

في المقابل، سعت الإدارة السورية الجديدة لترتيب بيتها الداخلي، ومعالجة التركة الثقيلة التي خلفها النظام البائد على كل المستويات، وتستمر الجهود الدولية والعربية لدعم الانتقال السياسي الاستقرار في مرحلة ما بعد نظام الأسد.

وقد شهدت العاصمة دمشق زيارة عدة وفود دبلوماسية دولية وإقليمية، منها زيارة وفد أميركي وتركي وسعودي وقطري وعراقي، إضافة إلى تلقي الإدارة عددا من الاتصالات من دول أوروبية وعربية.

وتعليقا على ما سبق، يوضح الباحث في الشؤون العسكرية وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود أن من أبرز العوامل، التي تمنع قيام ثورة مضادة في سوريا، الدعم الإقليمي القوي والمباشر من الدول الداعمة لمشروع الثورة السورية، والسعي الحثيث لإنجاح المشروع خوفا من عودة المنظومة القديمة، التي كانت سببا في تصدير الإرهاب وعدم الاستقرار للإقليم.

ويتابع فرهود حديثه -للجزيرة نت- بالقول إن ما يقوي موقف الإدارة السورية الجديدة أيضا هو غياب حالة التنافس السياسي بين الدول الإقليمية مع وجود رغبة واضحة في إرساء الاستقرار في سوريا، وهذا عكس الحال قبل 10 سنوات، حيث انعكس تنافس المشاريع السياسية بين هؤلاء اللاعبين على بلدان الربيع العربي على شكل ثورة وثورة مضادة.

يُذكر أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول الخليج، الذي عقد في الكويت، الخميس 26 ديسمبر/كانون الأول أكد دعمه لكافة الجهود والمساعي العاملة على الوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار، والتنمية والحياة الكريمة.

من ناحيته، يرى شعبان أن الدور الإقليمي الأبرز كان لتركيا التي لعبت دورا محوريا في دعم الثورة السورية، سواء من خلال الاعتراف بالإدارة الجديدة أو تقديم الدعم اللوجيستي والسياسي.

ويسهم هذا الدعم الإقليمي القوي، بحسب شعبان، في تعزيز الاستقرار ومنع أي محاولات لثورة مضادة، خاصة مع اهتمام تركيا بضبط الأوضاع الأمنية على حدودها الجنوبية.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يسار) مع قائد الإدارة الجديدة بسوريا أحمد الشرع أكدا أهمية التعاون الدفاعي بين البلدين (رويترز) الحاضنة الشعبية للثورة

على مدى عقود، عانى الشعب السوري تحت وطأة نظام الأسد، الأب والابن، من قمع وظلم مستمرين. هذا الواقع المرير أدى إلى تشكيل قاعدة شعبية واسعة داعمة للتغيير، تجلت بوضوح مع انطلاق الثورة السورية عام 2011 في موجة من المظاهرات والاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد.

إعلان

ومع تصاعد وحشية النظام في التعامل مع المحتجين، وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في المناطق الخاضعة لسيطرته، شهدت قاعدة الثورة توسعا ملحوظا. وقد تجلى هذا الدعم المتزايد بشكل جلي في الاحتفالات الشعبية الحاشدة التي غمرت ساحات دمشق وحلب وحمص وغيرها من المدن السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد.

ويشير الأكاديمي أحمد الهواس إلى أن تطلع السوريين للخلاص من نظام جلب الكوارث على البلاد بمختلف الأصعدة أدى إلى اتساع الحاضنة الشعبية للثورة، وهذا يعد عاملا حاسما في ضمان استقرار النظام الجديد، وصد أي محاولات للثورة المضادة.

ومع ذلك، يحذر الهواس من إمكانية تسلل بعض فلول النظام السابق إلى صفوف الثورة، متخفين وراء شعاراتها ومدعين التعرض للظلم.

من جانبه، يؤكد الباحث فرهود وجود حالة تأهب قصوى بين مختلف أطياف الثورة، عسكرية ومدنية، تحسبا لأي تحرك قد يشكل نواة لثورة مضادة. ويعزو هذا الحذر إلى الدروس المستفادة من تجارب الثورات المضادة في مصر وتونس، والخشية من عودة النظام القديم بثوب جديد بعد 54 عاما من المعاناة.

وكانت إدارة العمليات العسكرية قد سعت منذ انطلاق عملية "ردع العدوان" إلى طمأنة كافة مكونات الشعب السوري، فإلى جانب دعوة قوات النظام للانشقاق أو الاستسلام مقابل الأمان، وجهت رسائل تطمين للأقليات كالأكراد والمسيحيين والإسماعيليين والعلويين والشيعة، مؤكدة أن العمليات لا تستهدفهم.

وكذلك نجحت قيادة "ردع العدوان" في اتفاق مع قيادات محلية في مدن -مثل السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية ومحردة ذات الغالبية المسيحية- على تأمين السكان وتوفير كافة الخدمات لهم. وهذا كله كان له دور كبير -إلى جانب الخطاب الوطني المعتدل- في توسع حالة الرضا والقبول بالإدارة السورية الجديدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإدارة السوریة الجدیدة دیسمبر کانون الأول الثورة السوریة الشعب السوری ردع العدوان فی سوریا من جهة

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: الأمريكي فشل في عدوانه على اليمن ولم يستطيع التأثير على عملياتنا العسكرية في البحر

 

الثورة نت/..

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الأمريكي فشل بشكل تام في عدوانه على اليمن ولم يستطع التأثير على العمليات العسكرية اليمنية في البحر ولا حماية السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها.

وقال السيد القائد في كلمة له مساء اليوم بمناسبة جمعة رجب وآخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية، “الأمريكي فشل في منع عملياتنا ولم يتمكن من ردعنا ولا من التأثير على مستوى موقفنا وفشل أيضًا في منعنا من عمليات الإسناد بالقصف إلى عمق فلسطين المحتلة”.

وأضاف “العدوان الأمريكي على بلدنا كان في إطار مرحلتين، المرحلة الأولى وهي لا تزال مستمرة في إطار التحالف الذي شاركت فيه أنظمة إقليمية وقوى أخرى معها، وعدوان آخر في سياق الإسناد للعدو الإسرائيلي، والأمريكي اتجه مع البريطاني في المسارين معاً”.

وتابع “إلى جانب العدوان، مارس الأمريكي على بلدنا ضغوطا سياسية واقتصادية وفي الملف الإنساني والحرب الإعلامية الشرسة لكنه فشل، وحقق بلدنا انتصارًا عظيمًا في مواجهة الأمريكي وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى”، مؤكدًا أن الشعب اليمني تصدى لعدوان التحالف الذي أشرف عليه وفي إطار عدوانه علينا في إسناده للعدو الإسرائيلي.

ودعا قائد الثورة أبناء الشعب العزيز إلى الخروج المليوني الحاشد والعظيم والمشرف يوم الغد في جمعة رجب بعد عام كامل من العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن حضور اليمنيين الواسع في الساحات يقدم رسالة قوية، لذلك الاستمرار مهم جدًا.

وأردف قائلًا “الخروج يوم الغد يأتي في مرحلة تتصاعد فيها المعركة بيننا وبين العدو الإسرائيلي، ويأتي لتجديد الميثاق والعهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مواصلة المسير والثبات على الموقف في إطار التوجه الإيماني الصادق، وتأكيدًا على أن الشعب اليمني لن يترك الراية ولن يخلي الساحات ولن يتراجع عن مواقفه الإيماني، ومستعد لمواجهة التحديات وتقديم التضحيات في سبيل الله”.

وأكد الخروج المليوني يوم غد مهم جدًا لتقديم رسالة الوفاء لرسول الله والثبات وفق أمر الله والاستمرار في حمل راية الآباء والأجداد في نصرة الإسلام، معبرًا عن الأمل في أن يكون الخروج يوم الغد حاشداً في كل الساحات في المحافظات والمديريات، وحسب الترتيبات المعتمدة، لتحدي الأمريكي والإسرائيلي وكل من يتورط معهما.

وبين السيد القائد أن المعركة حاليًا متصاعدة بين اليمن والعدو الإسرائيلي ولذلك تتطلب المزيد من الجهد والحضور الشعبي والتفاعل المعبر عن الثبات والصمود، موضحًا أنه بعد الحملات العسكرية والإعلامية والضغوط السياسية والاقتصادية الأعداء يقيسون موقف اليمن وثباته وصموده.

ولفت إلى أن الحضور الشعبي كان مشرفا بفضل الله الأسبوع الماضي في 731 ساحة في صنعاء والمحافظات، وهناك استمرارية عظيمة ومشرفة في الخروج الشعبي وهو شرف كبير، والوقفات والمظاهرات هي جزء من موقف متكامل جهادا في سبيل الله.

وأضاف “نجدُ ثمرة موقفنا فيما نحن فيه من عزة إيمانية، وهي نعمة كبيرة ونحن نرى الآخرين في حالةٍ شنيعة وفظيعة من الذلة والهوان، ونرى ثمرة موقفنا عزةً إيمانية ونصراً إلهياً وقوة في مواجهة التحديات مهما كانت باعتمادنا على الله سبحانه وتعالى”.

ونوه بالوقفات القبلية التي خرجت هذا الأسبوع بسلاحها وأعلنت موقفها الصريح والواضح والقوي والثابت، مؤكدًا أن القبائل اليمنية لها الرصيد العظيم على مدى التاريخ في ثباتها وشجاعتها ونخوتها وشهامتها وفي تصديها للغزاة والطامعين.

وتوجه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أبناء الشعب اليمني المسلم العزيز بالتهاني والتبريكات بمناسبة قدوم جمعة رجب، معتبرًا جمعة رجب من المناسبات المباركة للشعب اليمني وفي ذات الوقت محطة تاريخية خالدة وصفحة مشرقة وضاءة من تاريخه، وكذا محطة تاريخية وعظيمة ومهمة جدا فيها الكثير من الدروس والعبر.

وتابع “نستحضر في مناسبة جمعة رجب الثناء الكبير من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله على أهل اليمن المرتبط بدورهم المتميز”.

وأردف قائلًا “بدأ عدوان الأمريكي علينا قبل عام في أول جمعة بشهر رجب، التي تُعد مناسبة مباركة ومهمة لشعبنا العزيز ومن المحطات التاريخية الخالدة التي التحق فيها أبناء اليمن بالإسلام”، مؤكدًا أن الأمريكي يبرهن باختياره لتوقيت عدوانه على طبيعة المعركة التي يخوضها ضد بلدنا، يعادي بلدنا وشعبنا العزيز لانتمائه الإيماني.

ووصف التعبير في الحديث النبوي الشريف “الإيمان يمان” بالبليغ والعميق جداً وله دلالة مهمة للغاية، مبينًا أن ميزة الموقف اليمني هو أن منطلقه إيماني بكل ما تعنيه الكلمة ليس من أجل أحد هنا أو هناك، مضيفًا “عندما نأتي إلى الدور المتميز لليمنيين في صدر الإسلام وامتداده في شعبنا حتى قيام الساعة نجد المسألة مهمة جداً ومشرفة بشكل عظيم جداً”.

وقال “منطلقنا هو إيماني ونحن نعتبر العدو الإسرائيلي عدوا لنا ولكل أمتنا، وميزة الموقف الإيماني هو أن الانطلاقة فيه جادة وليس مجرد موقف تكتيكي، ولهذا عجز الأعداء عن إجبارنا على التراجع”.

ولفت قائد الثورة إلى “أن الأعداء استخدموا الضغوط السياسية والاقتصادية ولم ينجحوا، وما استخدمه الأعداء من وسائل لإقناعنا أو محاولة إغرائنا للتأثير على موقفنا فشلوا فيه، مؤكدًا أن منطلقنا بعيد عن حسابات أو مصالح سياسية وهو موقف ثابت لا يمكن التراجع عنه أبداً”.

ومضى بالقول “ثقتنا بالله وتوكلنا عليه وإيماننا بوعوده بالنصر جعلنا نتجه كل هذا التوجه بجرأة كبيرة جدا، مع استعدادنا التام للتضحية في سبيل الله تعالى، وموقفنا ارتبط بالاستجابة لله والتوكل عليه والوعي في نفس الوقت بأهمية الموقف”، مؤكدًا أن الموقف اليمني له أهمية في أن يكون شعباً يحسب الأعداء له ألف حساب.

وعدّ مستوى التخاذل الكبير خطيرًا جدا على الأمة الإسلامية ومعيبًا وعارًا بكل ما تعنيه الكلمة ويمثل إشكالية في واقعها وانتمائها ووعيها بمصالحها، مؤكدًا أن تخاذل البلدان وسكوتها وخنوعها لا يفرض لها الاحترام والهيبة والمناعة والحماية بل يجرئ الطامعين عليها ويزيدهم طمعا وجرأة.

وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن نصرة اليمن لغزة رسميًا وشعبيًا هو اتجاه في الموقف الصحيح مرضاة لله واستجابة له، مضيفًا “لمسنا بشكل واضح معونة الله تعالى وتأييده الكبير وتيسيره العظيم ورعايته الواسعة، وهذا شيء واضح في فشل الأعداء”.

كما أكد “أن العدوان الأمريكي على بلدنا ساهم بالفعل في تطوير قدراتنا العسكرية لأننا في معركة بهذا المستوى مع التقنيات والإمكانات الأمريكية، والمعركة التي يخوضها اليمن مع الأمريكي هي بالمستوى الذي يدفعنا بالضرورة لتطوير قدراتنا العسكرية، وهذا ما تم بعون الله سبحانه وتعالى”.

ومضى بالقول “من النادر جدا أن يمتلك بلد بمستوى قدراتنا العسكرية بما فيها الصواريخ الفرط صوتية والمجنحة والطائرات المسيرة، وقدراتنا وصلت إلى مستوى من التقدم الذي تواجه الأمريكي بكل إمكاناته وتقنياته المتطورة”.

وأفاد “بأن الإسرائيلي بكل ما بحوزته يواجه صعوبة كبيرة جداً في التصدي لقدراتنا العسكرية، ويفشل في كثير من الحالات، وهذا مهم جدًا”، مؤكدًا أن التعبئة الإيمانية والحالة المعنوية تترسخ وتتجذر في الشعب اليمني وتوارثها عبر الأجيال، وهي في هذا الجيل حاضرة بمستوى عالٍ جدًا.

ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أنه بإمكان أي شخص أن يستطلع التاريخ ليرى في هذه المرحلة أن اليمن متألق ومتقدم فعلاً بشكل كبير على مراحل تاريخية واسعة، موضحًا أن تجذير القيم والمبادئ الإيمانية نعمة كبيرة جداً وتطوير القدرات العسكرية في التدريب والتأهيل والتجنيد والحالة الشعبية نعمة كبيرة أيضًا.

واستطرد “ليسمع كل الناس، نحن تلقينا في البداية رسائل التهديد والوعيد من قبل الأمريكي مثل بقية البلدان في المنطقة، والكثير من دول المنطقة خافت التهديدات الأمريكية والتزمت بألا يكون لها موقف ضد العدو الإسرائيلي، والبعض التزم بالتواطؤ مع العدو”.

واستدرك قائلًا “وضعنا مقارنة بين الوعيد الأمريكي ووعيد الله في القرآن الكريم ضد من يتخاذلون عن نصرة الشعب الفلسطيني، وأيهما أكبر خطورة علينا؟ عذاب الله تعالى أو ما يأتينا من الأمريكي والإسرائيلي؟”.. مؤكدًا أن تهديدات العدو ونحن في إطار الموقف لا يشكل خطورة علينا مثلما هو الحال في إطار الخنوع والاستسلام.

وأوضح السيد القائد أن الجهاد في سبيل الله اليوم ضد العدو الإسرائيلي هو في أهم المراحل التاريخية، وقال “واجهنا التهديدات الأمريكية بمنطلقنا الإيماني وثقتنا بالله ورأينا أن وعيد الله هو الأحق والأولى بأن نخشاه ونرجو وعده ونتوكل عليه، وموقفنا الجهادي يأتي استجابةً لله وثقةً به وندرك أن الخطر والخزي هو في التخاذل والتفريط عن أداء المسؤولية”.

وأضاف البعض يتصورون أنهم أذكياء وسياسيون وعباقرة وسيدركون العواقب السيئة لخياراتهم الخاطئة وقراراتهم التي لم يعتمدوا فيها على معيار القرآن الكريم، الذي هو معيار الحق والعدالة ومعيار الأخلاق والقيم وهو المعيار الإنساني”.

وتابع “نشعر بمعية الله ونشعر أننا أقوياء بذلك، ونحن لا نتحرك من مشاعر الغرور والعجب بإمكاناتنا وبكثرتنا، ولكننا نعتز بعزة الإيمان، ونلمس رعاية الله العظيمة وتأييده الكبير، ويهمنا النجاح في هذا الامتحان الذي تمر فيه أمتنا ليميز الله الخبيث من الطيب، وعلينا أن ندرك معاً أن الأطماع الأمريكية والإسرائيلية كبيرة وحقيقية وقد زادت أكثر من ذي قبل”.

وبين أن واقع الأمة يشجع الأمريكي على الأطماع وأتى ترامب في إطار هذا التوجه الأمريكي الذي عليه السياسة الأمريكية، مشيرًا إلى أن ترامب يتحدث بكل وقاحة عن طمعه في السيطرة على قناة بنما ورغبته في ضم كندا لتكون الولاية الـ51 في أمريكا فما بالك بأمتنا!!.

واعتبر قائد الثورة توجه الأمريكي والإسرائيلي للسيطرة على المنطقة جزءًا من مشروعهم الصهيوني والإستراتيجية التي يعتمدون عليها في سياساتهم.

وتحدث عن الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني ومجاهديه، مؤكدًا أن هذا الإسناد متكامل في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وأوضح أن عمليات هذا الأسبوع كانت كثيرة منها بالقصف الصاروخي إلى “يافا” المحتلة ومطار بن غوريون وقاعدة نيفاتيم الجوية ومحطة كهرباء جنوب القدس، كما استهدفت مناطق أخرى بالطائرات المسيرة وعملية شرق البحر العربي ضد سفينة اخترقت الحظر على العدو الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ هذا الأسبوع عملية كبيرة ومهمة وقوية بالاستهداف للمرة الثانية لحاملة الطائرات الأمريكية ترومان بـ11 صاروخًا مجنحاً وطائرة مسيرة.

وأفاد السيد القائد بأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” كان بالتزامن مع ترتيبات لشن عملية عدوانية واسعة على بلدنا تشمل عدداً من المحافظات، ما أفشل المخطط الأمريكي في استهداف بلدنا وهروب ترومان ومعها قطع بحرية إلى أقصى شمال البحر الأحمر.

ولفت إلى أن من عمليات هذا الأسبوع إسقاط طائرتي إم كيو9 في البيضاء ومارب، وهذه الطائرات غالية الثمن يعتمد عليها الأمريكي في الاستطلاع والعدوان، مؤكدًا أن العمليات التي ينفذها بلدنا ضد العدو الإسرائيلي تأتي في مرحلة كان يحلم العدو فيها بالاستفراد بالشعب الفلسطيني وقطاع غزة.

وقال “العدو الإسرائيلي فوجئ بتكثيف العمليات المساندة للشعب الفلسطيني من اليمن، وهي عمليات لها تأثير وفاعلية كبيرة، ويعترف بتأثير عملياتنا ويقول إنها جعلت “ملايين الإسرائيليين” يقفزون من أسرتهم إلى الملاجئ كل ليلة وهذه مشكلة حقيقية، وتصريحات الصهاينة شواهد واعترافات على فاعلية السلاح والدور اليمني”.

وأضاف “العدو الصهيوني يصف اليمن بالعدو المعقد للغاية، وهذا شيء إيجابي جداً بالنسبة لنا يعني أن اليمن رسميا وشعبيا بلد متماسك وقوي وثابت وصامد وجاد، ونجاح اليمن يأتي باعتماده على الله وثقته به بتوكله عليه، ويسعدنا كثيراً أن تكون هذه نظرة العدو إلينا”.

وتابع “يسعدنا كثيراً أن تكون نظرة العدو إلينا كعدو معقد للغاية، لأن نظرته إلى كثير من أمتنا وأنظمتها هي نظرة استهانة يسهل سحقهم وخداعهم، والعدو فوجئ بهذا المستوى الذي عليه شعبنا وبلدنا رسميا وشعبيا من قوة الموقف والثبات والصمود والجرأة والشجاعة”.

وأشار قائد الثورة إلى “أن العدو الصهيوني يعترف بأن عدوانه على بلدنا لن يردعنا ولن ينهي حرب الاستنزاف، وهناك اعترافات إسرائيلية بأن العدوان على بلدنا الخميس الماضي لن يجدي شيئا ولن يمثل عامل ردع وضغط لإيقاف مساندتنا لغزة”.

ومضى بالقول “نحن لا نتأثر بالضربات الصهيونية على موقفنا ولا شيء يمنعنا من مواصلة القتال ضد العدو الإسرائيلي”، مؤكدًا “أننا نعيش مع الشعب الفلسطيني الآلام والأحزان والكثير من أبناء شعبنا يُترجمون هذا الحزن إلى موقف عملي لنصرة الشعب الفلسطيني”.

واستطرد “العدو الإسرائيلي يدرك أنه مهما اعتدى ومعه الأمريكي والبريطاني ولو انضم إليه من انضم فلن يؤثر على الموقف اليمني، ولن يدفع أبناء شعبنا للتراجع عن موقفهم الإيماني المبدئي والإنساني والأخلاقي المهم والمشرف، بالرغم من أن بعض الصهاينة يدركون أن عدوانهم على شعبنا وبلدنا لن يمثل أي عامل ردع أبدًا”.

وشدد على أنه من المهم للشعب اليمني أن يكون مسلحًا في هذا الزمن الذي تستباح فيه الشعوب المستضعفة والمظلومة، مضيفًا “ليس هناك ما يمكن أن تراهن عليه شعوب أمتنا ولا أي شعب مستضعف في العالم إلا أن يكون لديه القوة والمنعة والأخذ بأسباب القوة ومن نعمة الله على شعبنا أن يكون قوياً يمتلك السلاح لأن إسرائيل تسعى لتجريد أبناء أمتنا منه”.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “من نعمة الله على شعبنا أن يكون مجتمعاً مقاتلاً بالفطرة حتى من لم يحصل بعد على دورات قتالية يستطيعون أن يقاتلوا”، داعياً الجميع إلى الاهتمام بالدورات التدريبية على القتال والحرب.

وأضاف “ما بعد تجريد أمتنا من السلاح يتجه الأعداء لقتل الأطفال والنساء والكبار في جرائم إبادة جماعية”، مؤكدًا أن العدو يريد هو أن يكون بحوزته كل أنواع السلاح من أصغر السلاح إلى السلاح النووي في مقابل تجريد الأمة من أي سلاح تدافع به عن نفسها.

وتطرق، إلى الحملات الدعائية التي تستهدف أي شعب مسلح بما في ذلك الشعب اليمني، وتجعل مسألة امتلاكه للسلاح سلبية كبيرة وأنه غير متحضر، موضحًا أن امتلاك المواطنين الأمريكيين للسلاح حق مثبت في الدستور وليس فقط في القوانين.

ولفت إلى أن أمريكا تسعى دائماً لأن تمتلك أقوى السلاح وأن تكون متفوقة عسكرياً، فيما يسعى الإسرائيلي ليكون متفوقاً في المنطقة عسكرياً لممارسة القتل والجبروت والظلم والطغيان وإبادة الشعوب واحتلال أوطانها ونهب ثرواتها.

وتابع “نحن في حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي، نستهدفه ونضربه واستهدفناه بالعدد الكبير جدًا من الصواريخ والطائرات المسيرة”، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي على بلدنا عصر الخميس الماضي استهدف بـ22 غارة عددًا من المنشآت المدنية ونتج عنه ارتقاء سبعة شهداء وإصابة 37 آخرين.

وجددّ السيد القائد التأكيد على “أن عملياتنا مستمرة وبشكل مكثف لاستهداف العدو الإسرائيلي إسنادا للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، ولا يمكن أبداً أن نتفرج على ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع”.

وأردف قائلًا “إذا استساغ البعض أن يسكتوا فذلك نقص في إيمانهم وإنسانيتهم ونقص كبير حتى في شجاعتهم وإدراكهم للعواقب الخطيرة لسكوتهم، ونحن مستمرون في أداء دورنا من منطلق إيماني في إسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه ولن يؤثر علينا العدوان الإسرائيلي”.

ومضى بالقول “لن نتراجع إثر العدوان الإسرائيلي عن موقفنا المبدئي الإيماني الإنساني الأخلاقي ولن يؤثر حتى على مستوى هذا الموقف، ونتجه بأعلى مستوى ونسعى لما هو أكبر كما كررت هذا كثيراً، ولسنا كبعض الشعوب التي تنتظر حتى يضربها العدو الإسرائيلي ثم لا تجرؤ أن ترد عليه ولا حتى بكلمة قوية أو موقف قوي أو فعل حقيقي”.

ولفت إلى أن “توجهنا عملي ونعرف كيف نتعامل على أساس من وعينا وبصيرتنا وانتمائنا الإيماني وفهمنا للعدو الإسرائيلي”.

وقال “اكتمل عام على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا الذي جاء لإسناد كيان العدو الصهيوني في العدوان على غزة”، مبينًا أن عمليات القصف الجوي والبحري على اليمن بلغ 931 غارة وقصفا بحريا، سقط على إثرها 106 شهداء و314 جريحًا”.

وأوضح قائد الثورة أن الأمريكي حاول توريط الآخرين ضد بلدنا لكن الكثير من البلدان كانت أكثر انتباها من التورط وكان هذا لمصلحتهم لأنه موقف غير مبرر، مشيرًا إلى أن الهدف الأمريكي الوحيد من العدوان على بلدنا هو الاسناد للعدو الإسرائيلي لأنه يريد أن يستفرد العدو بالشعب الفلسطيني وقطاع غزة.

وتناول بعضًا من الأنشطة المميزة في هذا الأسبوع ومنها الاجتماع للعلماء والخطباء في صنعاء وخرج ببيان مهم له علاقة بشهر رجب وترسيخ الهوية الإيمانية، التي هي مسؤولية نتوارثها عبر الأجيال.

وأشاد بالدور المتميز لعلماء اليمن، مضيفًا “عندما نقارن دور علماء الدين في اليمن وفي بقية البلدان نجد هذا الدور فعلاً في نفس الاتجاه العظيم لشعبنا العزيز، وموقف شعبنا تميز بعلمائه ونخبه وجماهيره وكذلك بقبائله”.

وكان قائد الثورة استهل كلمته باستعراض جرائم العدو الإسرائيلي الذي يواصل إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 15 شهراً، ومن أبرز جرائمه في هذا الأسبوع إحراق وتدمير مستشفى كمال عدوان وإنهاء الخدمة الطبية فيه بشكل كامل.

وعدّ إحراق العدو الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان بكل جرأة، وقاحة وجريمة مكشوفة، ويرتكب كيان العدو الجرائم في قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم، إلى جانب القتل الجماعي يواصل العدو الإسرائيلي التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة.

واستعرض معاناة النازحين في قطاع غزة التي تفاقمت مع شدة البرد والأمطار في خيم النزوح المهترئة، وكثير منها في مناطق مصبات السيول أو تجمعاتها، ويتعمد أن يعلن المناطق الآمنة في المناطق المتضررة من السيول والقريبة من البحر.

وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن معاناة النازحين والشح الشديد شمل حتى في عدم توفر الملابس والوسائل اللازمة للتدفئة والتي أدت إلى وفاة العديد من الأطفال من شدة البرد ومنهم مواليد، بما فيها معاناة الأسرى والمختطفين الفلسطينيين التي باتت كبيرة جداً جراء التعذيب والإهمال الطبي والمضايقات وكل أشكال الظلم.

وأشار إلى أن العدو يستمر في فرض التهجير القسري وإفراغ شمال قطاع غزة من الأهالي، فضلًا عن تدنيس كيان العدو لباحات المسجد الأقصى وممارسة الطقوس الخرافية والمسيئة، ويترافق معها إطلاق التهديدات للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.

وعبر عن الأسف لاستمرار الحملة الأمنية التي تنفذها السلطة الفلسطينية مع الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية، وأن تتورط السلطة الفلسطينية في سفك الدم الفلسطيني وفي تحويل المعركة في الضفة إلى قتال بين أبناء شعبها.

وقال “المأساة التي تعاني منها أمتنا بشكل عام حين يتجه البعض من أبنائها ليكونوا مقاتلين في صف العدو الإسرائيلي ولخدمته، وكان الأولى بالسلطة الفلسطينية تحرك جهازها الأمني لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة ولو من هجمات قطعان المغتصبين”.

وتساءل :ما الذي يفيد السلطة الفلسطينية بعملياتها إلا خدمة العدو الإسرائيلي؟، وآمال السلطة الفلسطينية في الوصول للسلام مع العدو الإسرائيلي عبر المفاوضات سراب ووهم كبير ويفترض بالسلطة الفلسطينية مع كل ما قد مضى ومع ما هو حاصل أن تكون قد استوعبت الدرس وفهمت العدو الإسرائيلي بشكل صحيح”.

وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي لن يسمح بقيام دولة فلسطينية وقد قرر هذا بوضوح في الكنيست ويتحدث كبار المجرمين في الكيان الصهيوني عن ذلك، لافتًا إلى أن خطوات العدو العملية تشهد على حقيقة توجهاته في الاستمرار في توسيع دائرة الاغتصاب والمصادرة للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأضاف “العدو الإسرائيلي لأكثر من سبعة عقود من الزمن منذ إعلان النبتة الشيطانية اليهودية الصهيونية المحتلة لأرض فلسطين العربية الغدة السرطانية المسماة “إسرائيل” والجرائم ترتكب بشتى أنواعها”، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لأكثر من قرن من الزمان يعاني من الاحتلال لأرضه والمصادرة لحريته واستقلاله.

كما تساءل “إذا كان الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية فكم قد عقد من مئات الاجتماعات دون أي ثمرة ولا جدوى؟، وخلال العدوان على غزة أكثر من 50 اجتماعاً في مجلس الأمن دون أي نتيجة، والأمريكي له الدور الأساس في إفشال أي قرار”.

ولفت إلى أن الأمريكي استخدم الفيتو خلال فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأربع مرات، ولم ينصف العرب والفلسطينيين في الصراع مع العدو الإسرائيلي في كل المراحل التاريخية، مشيرًا إلى أنه من المؤسف أن تصنف دول عربية المقاومة الفلسطينية بالإرهاب لكنها لم تصنف العدو الإسرائيلي رغم الإجرام الذي لا مثيل له.

وبين قائد الثورة أن القصف الصاروخي من غزة له دلائل مهمة جداً وشاهد واضح على فشل العدو الإسرائيلي ويمثل إنجاز حقيقيا للمجاهدين في القطاع، وهناك عمليات مؤثرة ومهمة لبقية الفصائل المجاهدة في غزة.

وتطرق إلى المظاهرات التي خرجت في باكستان والمغرب وموريتانيا وتركيا والأردن دعما للشعبين الفلسطيني واليمني، وهناك مظاهرات في بلدان غير إسلامية بالرغم من القمع ومع ذلك ليس هناك إصغاء واحترام للصوت الإنساني الذي يتضامن مع الشعب الفلسطيني، وعلى مدى 15 شهرا ليس هناك من قبل الأنظمة الغربية إصغاء للصوت الإنساني.

وأعاد التذكير بالدور المميز للشهيد الحاج قاسم سليماني في نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المجاهدين في فلسطين، مؤكدًا أن الأمريكي استهدف الحاج قاسم سليماني لأنه رأى فيه أنه يمثل عائقاً أمام نجاح الكثير من مؤامراته التي تستهدف شعوب المنطقة.

وتابع “يحسب للشهيدين العزيزين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس دورهما المميز والعظيم في مواجهة المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية”،

وأردف قائلًا “منذ تأسيس بعض الحركات الإسلامية المجاهدة في قطاع غزة وفي فلسطين كان هناك تعاون كبير في إطار الدور المشرف للجمهورية الإسلامية في إيران في نصرة الشعب الفلسطيني”، مبينًا أن بعض من يتخاذل ويفرط أو يتواطأ مع الأعداء ويتبنى منطقهم، يريد أن يقدم نفسه أنه هو الذي يمثل الموقف الإسلامي والعربي”.

وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الجمهورية الإسلامية في إيران لها موقف عدائي شديد من العدو الإسرائيلي لأنها جزء من هذه الأمة التي يعاديها ويستهدفها العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية هو لإسهامها الكبير في نصرة القضية الفلسطينية ودعم المجاهدين في فلسطين وما تقوم به من مساندة جبهات الإسناد.

وأردف قائلًا “ما يجمعنا بالجمهورية الإسلامية في إيران هو توجهها الإيماني، المناصر للشعب الفلسطيني وهذا موقف يفترض به أن يجمع كل الأمة، ومن واجب المسلمين جميعاً أن يجتمعوا على دعم قضية عادلة تعنيهم جميعا هي القضية الفلسطينية”.

وعرّج على مسؤولية الحكومة والشعب العراقي .. مضيفًا “لا يزال هناك مسؤولية على الحكومة العراقية وعلى الشعب العراقي في أن يكون له موقف قوي تجاه الجريمة الأمريكية بالاستهداف لهما على أرض العراق والانتهاك بذلك لسيادة العراق”.

واستعرض إساءات الصهاينة للأمين العام للأمم المتحدة .. وقال “عندما تصدر إدانة من الأمم المتحدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يسخر منها كبار المجرمين الصهاينة اليهود، ويسيئون ويهددون الأمين العام للأمم المتحدة ويقتلون العاملين التابعين للأمم المتحدة في قطاع غزة دون أي مبالاة”.

مقالات مشابهة

  • الإدارة السورية وقسد يتباحثان الجوانب العسكرية
  • قائد الثورة: الأمريكي فشل في عدوانه على اليمن ولم يستطيع التأثير على عملياتنا العسكرية في البحر
  • نائب وزير الخارجية يستقبل وفداً سورياً رفيع المستوى برئاسة وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة
  • الإدارة السورية الجديدة تتعهّد بتعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
  • حتى لا ننسى : حوارات في وجه الشمس
  • متلازمة سوريا
  • سوريا تعلن إعادة هيكلة الإعلام بقيادة “الإعلاميين المنشقين”
  • وزير الإعلام السوري: يجب مواجهة الثورات المضادة بإعلام يعبر عن تطلعات الشعب
  • وزير الإعلام السوري: المنشقون عن النظام هم من سيقودون المرحلة المقبلة